قال معاوية لضرار بن ضمرة : صف لي عليّاً
فقال : اعفني ،
فقال : لابدّ أن تصفه ، أقسمت عليك لتصفنّه لي ،
قال : أمّا إذا كان لابدّ فإنّه والله كان بعيد المدى شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا ، يتفجّر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه ،
يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته ، وكان غزير العبرة طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب ، وكان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منّا لاَ نكاد نكلّمه هيبةً له ، ويعظّم أهل الدين ويقرّب
المساكين ، ولا يطمع القويّ في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله .
أعيان الشيعة ج7: ص404