إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرآن عند أهل البيت(عليهم السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن عند أهل البيت(عليهم السلام)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حظي القرآن الكريم بمكانة كبرى عند المسلمين لم يحظ بها أي كتاب آخر سواه . فمنذ نزوله أحبّه المسلمون وتلو منه ما تيسر لهم ناء الليل ، وأطراف النهار ، حتى حفظوا آياته ، وفهموا معانيه ، واعتنوا بتفسيره واستجلاء مقاصده .

    لقد اكتشف المسلمون ولا سيما في الجزيرة العربية ان القرآن هو الأفضل من بين جميع الكتب المنزلة وغير المنزلة وافتخروا به أشد افتخار فهو المستجمع لجميع عناصر الروحانية والجمال ، وهو الذي أوجد منهم أمة عظيمة الشأن ، منيعة الجانب ، سامية الحضارة ، محترمة بين الشعوب والأمم ، بما أعطاهم من شخصية ، وسمو في الذات والمعنى .

    غير أن القرآن الكريم حظي عند أهل البيت ( عليهم السلام ) بدءاً من الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ومروراً بفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ثم الحسنين والأئمة التسعة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) بمكانة أكبر ، ومنزلة أسمى فاقت ما حظي به هذا الكتاب العظيم من المكانة والمنزلة عند غيرهم من المسلمين .
    أهمية القرآن الكريم عند أهل البيت


    فهذا أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) يقول في شأن القرآن موجهاً أنظار المسلمين إلى أهمية هذا الكتاب : ( الله الله أيها الناس فيما استحفظكم من كتابه ) .

    وقال في هذا المجال أيضاً : ( عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والري النافع ، والعصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق ، لا يعوَج فيقام ، ولا يزيغ فيستعتب ) .

    وهذا الإمام سيد الساجدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول عن القرآن الكريم : ( لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت ، بعد أن يكون القرآن معي ) .

    ولم يكن هذا بالأمر الغريب فهم قرناء الكتاب حسب حديث ( الثقلين ) المتواتر ، وهما معاً يشكلان المصدرين الأساسين للثقافة الإسلامية بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا غرابة أن تهتم العترة النبوية بالكتاب وتلفت النظر إليه كما اهتم الكتاب بالعترة الطاهرة ، ولفت الأنظار إليها بقوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) الأحزاب/ ۳۳ . ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) الشورى/ ۲۳.

    من هنا بالغ أهل البيت ( عليهم السلام ) في الحث على العناية بالقرآن الكريم بجميع الأشكال والصور .

    فتارة حثوا على تعلمه؛ ولو بمشقة وصعوبة ، فقد قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث ، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب ) .

    وقال حفيده الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن ، أو يكون في تعلمه ) .

    وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضاً : (مَن شدد عليه في القرآن كان له أجران ، ومَن يسر له كان مع الأولين).

    وتارة أكدوا على تعليمه للشباب والأولاد خاصة ، فقد قال الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) : ( إن القرآن يأتي يوم القيامة بالرجل الشاحب يقول لربه : يا رب هذا اظمأت نهاره ، واسهرت ليله ، وقويت في رحمتك طمعه ، وفسحت في رحمتك أمله ، فكن عند ظني فيك وظنه .

    يقول الله تعالى : أعطوه الملك بيمينه والخلد بشماله ، واقرنوه بأزواجه من الحور العين ، واكسوا والديه حلة لا تقوم لها الدنيا بما فيها . . ) .

    وقال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا الصدد : ( ان الله عزوجل ليهم بعذاب أهل الأرض جميعاً حتى لا يحاشي منهم أحداً إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات ، فإذا نظر إلى الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلوات ، والولدان يتعلمون القرآن ، رحمهم فأخر ذلك عنهم ) .

    كما دعا الأئمة الطاهرون الناس إلى الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتلاوة آياته ، فقد قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( عليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، فإذا كان يوم القيامة قيل لقارئ القرآن إقرأ وارق ، فكلما قرأ آية يرقى درجة ) .

    وقال ( عليه السلام ) أيضاً : ( القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية ) .

    وقال ( عليه السلام ) كذلك وهو يؤكد على التلاوة في المصحف بالذات : ( مَن قرأ القرآن في المصحف متّع بصره وخفف عن والديه وإن كانا كافرين ) .

    وقد سئل الإمام زين العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ذات مرة : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : الحال المُرتحِل . فقيل : وما الحال المُرتحِل ؟ فقال ( عليه السلام ) : (فتح القرآن وختمه، كما جاء بأوله ارتحل في آخره).

    أي ختم القرآن وابتدأ بأوله ولم يفصل بينهما بزمان ، بل وحث الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) على حفظ آيات القرآن واستظهارها ، وقراءتها عن ظهر قلب ليختلط بدم المسلم ولحمه ، ويملأ عقله وفؤاده : ( اقرأوا القرآن واستظهروه فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن ) .

    وعمن يعالج حفظ القرآن وهو يعاني من ضعف الذاكرة وقلة الحفظ قال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الذي يعالج القرآن ليحفظه بمشقة منه ، وقلة حفظه ، له أجران ) .

    ولم يفُتْهُم ( عليه السلام ) أن يؤكدوا على قراءة القرآن الكريم بالصوت الحسن لأن ذلك يزيد من روعته وجماله ، ويساعد على تأثيره في النفوس ونفوذه في القلوب ، لأن للصوت الحسن قيمة جمالية وأحرى بها أن تنضم إلى أجمل جمالات الكون ألا وهو القرآن الكريم ، وبالتالي تتناسق نغمة الصوت الحسن ونسمة الوحي المقدس لتحيي القلوب ، وتنعش النفوس . ألم يقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ان من أجمل الجمال الشعر الحسن ، ونغمة الصوت الحسن ) .

    فأي موضع أجدر بأن تستعمل فيه هذه الموهبة الإلهية من قراءة القرآن وتلاوته ؟
    ولهذا قال الإمام أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) لأبي بصير عندما قال للإمام ( عليه السلام ) : إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان ، فقال : إنما ترائي بهذا أهل والناس : ( يا أبا محمد ، اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك ، ورجِّع بالقرآن صوتك فإن الله عزوجل يحب الصوت الحسن يرجّع فيه ترجيعاً ) .
    أي اقرأ قراءة متوسطة ، لا هي بالخفية التي لا تسمع ولا هي بالعالية التي تصك الآذان .

    هذا وقد صحح العلامة المجلسي في مرآته هذا الحديث .

    ومن هنا قال الإمام أبو عبدالله جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( يكره أن يقرأ ( قل هو الله أحد ) بنفس واحد ) .

    لأن ذلك من شأنه التقليل من فرص الانتباه إلى جمال هذه السورة ، والتقليل بالتالي من نفوذها في نفس القارئ والسامع .

    وقد كان تلاوة القرآن بالصوت الحسن والقراءة الجميلة هو دأب أهل البيت ( عليهم السلام ) وديدنهم ، فعن أبي عبدالله الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) قال : ( كان علي بن الحسين ( السجاد ) صلوات الله عليه أحسن الناس صوتاً بالقرآن وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته ، وكان أبو جعفر ( الباقر ) عليه السلام أحسن الناس صوتاً -أي بالقرآن- ).

    السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X