اللهم صل على محمد وآل محمد
ملحمة غدير خمٍّ لم تستغرق سوى سويعاتٍ من ذلك اليوم الكبير لكنّها جسّدت الإسلام كلّه بأجلى تجسيد ، كما هي ملحمة عاشوراء كربلاء لم تستغرق سوى سويعاتٍ من ذلك اليوم الشهير لكنّها جسّدت الإسلام كلّه بأجلى تجسيد، هكذا هي الثوابت حين تتبلور بأجمل المصاديق ، بلاواسطةٍ في التفويض والإجراء بين المرسِل والرسول والسادة الأوصياء.
تفريعاً على الأُسس والأُصول نقول : ماجدوى النتاج ،المكتوب منه والمسموع والمرئي ،إن خلا من الابتكار والإبداع ولم يُحدِث الفرق الملموس والتغيير الملحوظ في فهم وترجمة المعارف والقيَم والأخلاق بالنهج السليم ؟
فكم من نتاجاتٍ باتت تغفو على رفوف المخازن ملتحفةً غبار العزلة والنسيان ، نصيبها التجاهل والإهمال ؛ جرّاء مافيها من الاجترار والحشو والهشاشة والانتحال ؟ فلافخرَ ولامجدَ ولامباهاةَ بإصداراتٍ لاتُسمن ولاتُغني من جوع ، فالملاك كلّ الملاك فيما يُوجِده النتاج من حركةٍ نابضة وإثباتاتٍ حقّةٍ وإثاراتٍ توقظ العقول وتُقنع الجموع ،أمّا التكرار والعرض المملّ فلايجنيان أيّ قطمير، فربّ مقولةٍ وفيلمٍ ولوحةٍ صغيرةٍ تصنع ما عجزت عنه كبارها بكثير .
إنّ أهل الغرب يزعمون باستعلاءٍ وغرور عقليٍّ عقلاني : أنّ نهضتهم المعهودة إنّما هي بفضل الأورجانون الجديد الذي نشره فرانسيس بيكون عبر ملاحظاتٍ دوّنها في كرّاسٍ صغير ، أمّا نحن فنرى النصّ الإلهي ضامنَ الخير للإنسان بلا أدنى ترديد ، غير أنّ القصور والتقصير في السبل والوسائل لا في الأُصول والثوابت ذات الطرح المتكيّف الدافق والمحتوى الجامع المانع ، فالمطلوب كيف الإعداد لا الأعداد ، إعداد النتاج الذي يشخّص الخلل والحاجة ويطرح الحلول العابرة فوق حيّز المكان والزمان .. إلى ذلك : مهما حاز الإنسان من رقيٍّ فإنّه نسبيٌّ محدود ، وهذا مايجعل العقل البشري كلّ حينٍ هو في فهمٍ واستنباطٍ جديد ؛ لذا بات يُتساءل من باب المثال لا الحصر : ما معنى أن نتوقّف في علمٍ من العلوم مئات السنين بحجّة بلوغه مرحلة التكامل ؟! ألا يتنافى هذا مع نسبيّة الدرك الإنساني القابل للنموّ والتطوّر كلّ يومٍ وآن ؟!
إنّها مجرّد إثارة لواحدة من الموضوعات قد تفتح الآفاق نحو حراكٍ معرفيٍّ ينتج جواباً ذا إقناعٍ لا إسكات .
إنّ الوقت يمرّ كالسيف إن لم نقطعه قطعنا ، وماعاد الظرف والحال يستوعبان المطوّلات على الأعمّ ، فالمختصر السهل المفيد هو مراد السواد الأعظم ، ولعلّ لقمةً معرفيّةً طاهرةً قد تشحذ اللبّ وتنبّه الضمير من الغفلة والمتاهات الخطِرَة ، وتفعل في القلوب ما لم تفعله الموسوعات الضخمة . وهذا لايعني أبداً التقليل من شأن وضرورة تلك المطوّلات ، ولكن لكلّ مقامٍ مقال .
ولنا في رسول الله (ص) والأئمّة الأطهار (ع) خير أُسوةٍ ومنار .
----------
منقول
تعليق