أسكت ضجيج الناس بسؤال مباغت غير متوقع:- ما اسم أمّ حمزة عمّ النبي (ص)؟
شاع الوجوم بيننا وبعد صمت الجميع أجاب:ــ هي هالة بن أهيب بن عبد مناف وبعد برهة صمت سأل سؤالاً ثانياً:ــ ما هي كنية حمزة؟ فأجاب أحدنا هو سيد الشهداء، فقال الآخر:ــ أسد الله، فقال الحاج:ــ هذا لقبه، أما كنيته أبو عمارة .
الحاج جاسم آل حنين رجل كبير السن، يعمل دائماً على اشغال الوقت بما ينفع فيبث المعلومة عبر بعض الأسئلة، ومن ثم يشرح ويعلل ويجيب الكثير من الأسئلة، وهو يمتلك أسلوب تشويقي عالٍ وجواذب كبيرة بأسئلة مباغتة؛ كونه يأخذ المنسي من المواضيع، فاذا به يسأل: من هي أخت الحمزة؟ زاد الوجوم عند الشباب، قال احد الشباب: من أين لك هذه الأسئلة يا حاج؟ ابتسم الحاج وقال: هي صفية بنت عبد المطلب أمّ الزبير بن العوام.
وأكمل الحاج المعروف:ــ إن الحمزة (عليه السلام) ولد قبل النبي (ص) بسنتين، فبأي سنة ولد الحمزة؟ الشباب تداولوا الأمر:ــ بما انه اكبر من النبي (ص) بسنتين والنبي ولد في عام الفيل يعني ان الحمزة ولد قبل عام الفيل بسنتين .
سأل احد الشباب:ــ كيف أسلم مولانا الحمزة؟ أجاب الحاج جاسم آل حنين:ــ كان تربا لرسول الله وصديقا له، لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه، والذي حدث انه كان عائدا من الصيد، وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي قد تعرض للنبي (ص) وسبه سباً قبيحاً وآذاه فغضب، وأقبل على ابي جهل وضربه على رأسه بقوسه فشجه:ــ وقال:ــ ردّها عليّ إن استطعت، يشهد الله انا على دينه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ثم مضى الى رسول الله في دار الأرقم، وأعلن اسلامه، ففرح النبي والمسلمون به، وعز جانبهم بإسلامه .
اندمج الشباب بموضوع الحاج باسم وراحوا يشرحون ويعللون بعض القضايا، ويسألون أسئلة تريد أن تشغل كل حيثيات الموضوع، فسأل أحدنا:ــ هذا يعني أن الحمزة شارك المسلمين الحصار الذي وضعته قريش في شعب أبي طالب؟ أجاب الحاج الحنين بأنه:ــ شارك وعانى مثل ما عانوا من المشقة والعذاب، وهاجر الى المدينة وعقد له أول لواء بعثه في سرية الى سيف البحر من أرض جهينة، وزاد معلومته بمعلومة أخرى هي أن الحمزة (عليه السلام) حمل لواء غزوة أخرى اسمها غزوة ودان، وهي قرية بين مكة والمدينة وهذه كانت قبل معركة بدر وحمل لواء رسول الله في غزوة بني قينقاع وشارك في معركة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول (ص) مع عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) لمبارزة فرسان كفار قريش عتبة بن ربيعة، شيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله، وقتل معه عدد آخر من ابطال قريش وقاتل بسيفين .
تغير وجه الحاج جاسم وبان الدمع في عينيه، وهو يقول:ــ إن رسول الله (ص) قال يوم أحد حين رأى مقتل حمزة قال: رجل أعزل انا رأيت مقتله، فقال انطلق لأراه وقف على حمزة ورآه وقد مثّلت هند به، فقال:ــ انا شهيد على هؤلاء كفنوهم في دمائهم، فانه ليس جرح يجرح في الله الا جاء يوم القيامة يدمي لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، رحم الله حمزة شهيداً وشاهداً، ولعن الله قاتله.