في ظهيرة يوم قائض الحر، تصهر الشمس في حرارتها الوجوه، وتلفح الاجسام بنارها الحارقة، لكن لا سلطان لها على ضمائر غادرتها الانسانية.
حشود كبيرة تزخف آتية....
ذرات العرق المعتوقة من نوافد اجسادهم وسجنها؛ تغسل ذنوب بعضهم، والبعض لا تزيده إلا عزة بالاثم.
في بيداء خم حيث الحر الهجير، يقف الرسول(صلى الله عليه وآله)، فجأة لتنهال عليه فيوصات إلهيه، وتذوب روح الأمين شوقًا لمناجاته.
تشرئب الاعناق ويعتريهم الفضول،
تحمر وجنات الرسول(صلى الله عليه وآله) ويشع وجهه املاً ورحمة.
لا يكمل الدين إلا بتنصيب ابن عمه،
ينزل في موضع (سلمات) فيأمر ان يقمّ ماتحته، وينصب له حجارة كهيئة المنبر، ليشرف على الناس، فتتراجع الناس ويحتبس اواخرهم في ذلك المكان،
يقوم الرسول فوق تلك الاحجار؛ يحمد الله ويثني عليه ثم يقول( الحمدلله الذي علا في توحده………………. … )
تفتح نوافذ النفس امام كلمات الرسول، وتفتح أبواب الرجاء بأوجه الفقراء والباحثين عن النعيم الابدي،
وهناك خفقات قلب تضطرم ناراً من الحسد والغيرة.
صوت ملكوتي يصدح يزيل اغشية الخطايا عن خلايا النفوس، ويهمس في اذان الظهيره سر الخلود،
مآتي الدقائق تمر بلطف تروم امتصاص عذوبة صوت الرسول.
يبدأ الارتقاء الروحي، وارواحهم كالزهور تتمايل مع نغمات صوته العذب،
تبرق العيون وتنبسط محياهم،
صحاري حياتهم تتحول الى آمال مخضرة،
فتظهر مكامن الجمال في نفسه، رداء اخلاقه محوكة من خيوط التساهل والرحمة، انعكاسات نفسه تعكس نفس علي عليه السلام؛ كيف لا هو نفسه بنص آية المباهلة ..
كما هي االجبال مسامير الارض، كذلك هم قطب رحى الارض واوتادها.
اصابع مشبوكة كتشابك الضفائر، ترفع ويغدوان كياناً واحداً،
ونداء يهز عرش النفوس وجبروتها( ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه)انه تناغم بين روحين، ذوبان في نفس واحده،إنها انفس لو سارت في البيد؛ لأخضرت فرحاً وتخايلاً.
لكن أيطلب الرسول من الاموات بيعه؟
من الذين يولدون امواتا!
فيبدأ عرس البيعة وكرنفالها وتضمر نفوسا غير الذي الذي أبديت.
بخ بخ لك يا علي لقد اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة، وهي تحيك في داخلها لمؤامرة قذرة.
لقد ولد علي (عليه السلام) وقد قيد مهده بقيد الظلم وختم بوشم الغدر،
لكن سيومض برق ثأره يوماً؛ بعد ان ترقد الحياة والاخلاق ليحيها املها الموعود..
اسعد الله أيامكم بعيد الغدير الأغر وكل عام وأنتم بألف خير.
تعليق