احببت ان انقل هذه المقالة للفائدة لما لها من اهمية واسهام كبير في نمو الشخصية الشعرية

من الاخطار التي تحيط بالقصيدة وفقدها ذلك النقاء العميق، حس الشخصنة، اي أن الشاعر ككيان اجتماعي لابد من وجود بوتقة حاسيس تغلي فرضتها مواقف ، وتلك الاحاسيس هي باقية كرموز في اللاوعين وتحتاج الى فرصة او دافع او سبب يتيح لها أن تككون حالة وعي، وهنا لابد من الانتباه لرمزيتها وتأهيلها حساس في كيان القصيدة، لعدم وجود بلاغة مقنعة للمعنى، وتفرض على الشعري كوحدة حسية بلا تنظيم عادة، وذلك لعدم تمكن الفن من رفضها او رد الاستجابة الحسية، وطبعا ما هو خالي من بلاغة او موضوعية في اللاوعي ، هو رمز متواصل العمق، ويبحث عن صورة بيانية تكرسه، لذا على الشاعر ان ينتبه لحس الشخصنة الذي لايتوافق عادة مع الحس الادبي في الشعر، وتجد القصيدة عندها مجموعة صور تثير عدم الرضا، ونقاء القصيدة حينها سيفقد تلك الهالة البهية، وفنيا اجد التراتب في دعم معنى لمعنى لاحق سيرتبك، ثم أن القصيدة كيان طاهر ونحن بشر نتعرض لمواقف محمودة ومنكورة، فكيف سيكون ملمح كيان القصيدة اذا ما ينكر يريد أن يكون بصورة بيانية فيه، ومؤكد لابد أن يسعى لما يخالفه، وهنا طبعا ستتشوه الملامحن ويفقد البعد الجمالي، وحس الشخصنة ليس مادة ادبية ابدان انه لغوة غير واضحة ولادالةن لان تواصل رمزيته في البحث عن صورة، لايتيح لها بلوغ ما هو ملائم الا نادرا، وعادة ما يكون الصورة التي يتشبث بها ذلك الحس غير ملائمة ولا مقنعة، وتجد تعارض داخل القصيدة بين حس الشخصنة والحس الادبي النقي كليا، لذا تجد انك امام لغز بوصفه قصيدة، ومن يملك وعي عالي يشعر بالتأزيم الذي يرتسم في كيان القصيدة، و يدرك مدى تحجيم البعد الجمالي بأتساع مساحة حس الشخصنة المقيت، وكثيرا كنت اتأمل من يكتبون نصا ايدلوجيا في مديح متنوع الافاق واصعبه مديح طاغية، او العكس من ذلك في ذم معادل لذلك المديحن واللاسف يتكرس وجود تلك الشخصنة بصور غريبة لاتتيح للمعنى الا التعبير الشخصي، ولابد للشاعر أن يتبصر تلك التجارب الكبرى، كيف ذاب كيان الشاعر في كيان قصيدته وتصبح ارادة النص هي من تعبر، والشعر يمكنه الايحاء بما يلائم من معنى لكن الشخصي يفرض عليك سلوك مرمز ، وكبار سقطو في هذا الفخ، فجعل في جهة النقاء الادبي السياب والبريكان، واجعل في جهة الشخصنة الجواهري والبياتي، وعلى الاخص الجواهري، والا مالذي يجبره على مدح طغاة هم صورة اخرى من الطاغية الذي يذمه، الا أن الشخصنة فرضت عليه صورة وازع مفقود معناه، او تريد أن يكون الشعر بديلا مبررا للقلق الوجودي، فيما تلك ليست وظيفة الشعر، والشعر الحقيقي تام النقاء لاذم فيه الا للمذموم اصلا، وأن القيم الشعري الكبرى عاشت العن الظروف ومفردة ( العن) اقصدها حرفيا، وما ذمت ولا مدحت بل سمت عبر العناء لبلوغ اجمل معنى وجودي ملتزم بالعامل الانساني، وبو ومالارميه وكوربير ووالت ويتمان وكفافي نماذج تبرق كنجوم في سماء النقاء الشعري، وهم صور بليغة للمعنى الشعري، وايضا تلك الرسالة المباركة البليغة، وذلك البهاء الرحب ، وذلك الايقاع الشفيف، وتلك الصورة المثلى التي ينبثق من خلالها المعنى الوجودي الاهم، معنى أن يبلغ الانسان انسانه الخالص ويستقيم معه كفنار يبرق بلون النقاء الشعري، ويدور الضوء يترنم في افاق الحياة الرحبة،اللهم اشهد اني بلغت