بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كما أن الحب مفتاح السلام، الحب بذرة العبادة، أفضل العبادة هي العبادة التي تنطلق من الحب، أروع العبادة هي العبادة التي تنبعث عن الحب، الحب هو أساس العبادة، كيف؟
الناس على أقسام: قسم يعبد الله خوفًا منه، هو لا يحب الله، لكن يخاف منه، فيعبده، وقسم يعبد الله لا حبًا له، وإنما رغبة في ثوابه، لأن عنده جنة ونعيمًا، فنحن نعبده للجنة والنعيم، وليس حبًا له، لو رجع إلى وجدانه لما رأى في قلبه حب الله، وإنما يعبد ربه إنما طمعًا في جنته أو خوفًا من عقابه، لكن هناك قسمًا ثالثًا يعبد الله لأنه يحب الله، فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ”ما عبدتك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكن وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك“، أي: وجدتك الكمال المطلق فأحببتك، ودفعني هذا الحب لعبادتك.
لذلك عبادة علي عبادة الحب، وليست عبادة الخوف، وليست عبادة الطمع، وقد ورد عنه عليه السلام: ”ركعة لي في دنياكم أحب إلي من الجنة وما فيها“، أنا لا أريد جنة ولا شيئًا آخر، أريد أفقط أن أقف بين يدي الله لأعبر عن حبي له، لأعبر عن تعلقي به، ركعة لي في دنياكم أحب إلي من الجنة وما فيها. حب الله على درجات ثلاث:
الدرجة الأولى: درجة الانشراح.
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾، ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾، الإنسان الذي يجد صدره منشرحًا مع الله، الإنسان الذي إذا دعي إلى العبادة قال سمعًا وطاعة، إذا قيل له: صل النافلة، قال: سمعًا وطاعة، إذا قيل له: اقرأ القرآن، قال: سمعًا وطاعة، لا نتكلم عن الواجبات، الواجبات كل الناس تقوم بها، وإنما نتكلم عن المستحبات.
إذا أردت أن تكتشف أنك تحب الله فاكتشف نفسك في الأعمال المستحبة، لا في الأعمال الواجبة، فإن الواجبات الكل يقوم بها خوفًا من الله عز وجل، كلامنا في المستحبات، إذا أردت أن تكتشف أن في قلبك نصيبًا من حب الله فاكتشف قلبك في المستحبات، هل أنت تبادر بنفسك وبدون أن يطلب منك أحد إلى قراءة القرآن، تبادر إلى صلاة النافلة، تبادر إلى الدعاء، تبادر إلى الصدقة؟ إذا وجدت قلبك منشرحًا ومبادرًا إلى الأعمال المستحبة
بطواعية وقناعة ورضا، وهذه أول درجة من درجات حب الله، ألا وهي درجة الانشراح.
الدرجة الثانية: الجذب.
أنت تترقى فتصل إلى درجة الجذب، تصبح إنسانًا دائمًا تفكر في الله، منجذب نحو الله تبارك وتعالى، ”واجعل لساني بذكرك لهجًا، وقلبي بحبك متيمًا“، أنا وصلت إلى درجة الجذب، يعني أصبحت متيمًا بحبك يا رب، المتيم بحب الله هو الذي يلهج بذكر الله، هو الذي يعيش ذكر الله في كل أحواله وفي كل حركاته وفي كل سكناته، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾.
الدرجة الثالثة: درجة الفناء في الله.
إذا وصل الإنسان إلى الدرجة الأرقى فإنه لا يرى إلا الله، وهذا الذي وصل إليه أمير المؤمنين، قال: ”ما رأيت شيئًا إلا ورأيت الله قبله وبعده وفوقه وتحته وفيه“، ويقول الحديث القدسي: ”ما يزال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها“، أنا أهيمن على جوارحه، وأهيمن على جوانحه، فلا يرى غيري، ولا يحب سواي.
إذا سيطر حب الله وعشق الله والتعلق بالله على الإنسان بكل كيانه وبكل جوانحه وجوارحه وصل إلى درجة الفناء التي يعبر عنها الحسين بن علي عليه السلام، ”أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟! متى غبت“، أنت تعيش في قلبي، أنت تعيش في جوانحي، صورتك - الصورة التي يصطنعها الذهن لله عز وجل - لا تغيب عن بالي أبدًا، ”متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟! ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك؟! عميت عين لا تراك عليها رقيبًا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من ودّك نصيبًا“.
الإمام زين العابدين عليه السلام له 15 مناجاة، من أروع الأدعية، حاول أن تحافظ على هذه المناجات، كل يوم اقرأ واحدة من هذه المناجات، مناجاة الخائفين، مناجاة الراغبين، مناجاة المحبين، مناجاة الشاكرين، ومن تلك المناجات: مناجاة المحبين، هذه المناجاة تعلمنا كيف نحب الله، والمناجاة تختلف عن الدعاء، هناك أناس يخلطون بين الدعاء والمناجاة، الدعاء هو الطلب من الله عز وجل، أما المناجاة فهي الخلوة مع
الله، كما أن الإنسان يخلو مع حبيبه، كذلك الخلوة مع الله مناجاة، عندما تخلو مع ربك في ظلام الليل، تتحدث إلى ربك بما في نفسك، هذه هي المناجاة، وهي غير الدعاء.
الإمام زين العابدين له 15 مناجاة، منها مناجاة المحبين، الإمام زين العابدين يقول في مناجاة المحبين: ”من ذا الذي ذاق حلاوة حبك فرام منك بدلًا، ومن ذا الذي ذاق أنس قربك فابتغى عنك حولًا“، الإمام زين العابدين يقول: ”يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة، ويا من سبحات وجهه في قلوب عارفيه شائقة، يا منى قلوب المحبين، ويا غاية آمال العارفين، اللهم ارزقني حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني إلى قربك، واجعلك عندي أحب إلي مما سواك“.
اللهم صل على محمد وآل محمد
كما أن الحب مفتاح السلام، الحب بذرة العبادة، أفضل العبادة هي العبادة التي تنطلق من الحب، أروع العبادة هي العبادة التي تنبعث عن الحب، الحب هو أساس العبادة، كيف؟
الناس على أقسام: قسم يعبد الله خوفًا منه، هو لا يحب الله، لكن يخاف منه، فيعبده، وقسم يعبد الله لا حبًا له، وإنما رغبة في ثوابه، لأن عنده جنة ونعيمًا، فنحن نعبده للجنة والنعيم، وليس حبًا له، لو رجع إلى وجدانه لما رأى في قلبه حب الله، وإنما يعبد ربه إنما طمعًا في جنته أو خوفًا من عقابه، لكن هناك قسمًا ثالثًا يعبد الله لأنه يحب الله، فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ”ما عبدتك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكن وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك“، أي: وجدتك الكمال المطلق فأحببتك، ودفعني هذا الحب لعبادتك.
لذلك عبادة علي عبادة الحب، وليست عبادة الخوف، وليست عبادة الطمع، وقد ورد عنه عليه السلام: ”ركعة لي في دنياكم أحب إلي من الجنة وما فيها“، أنا لا أريد جنة ولا شيئًا آخر، أريد أفقط أن أقف بين يدي الله لأعبر عن حبي له، لأعبر عن تعلقي به، ركعة لي في دنياكم أحب إلي من الجنة وما فيها. حب الله على درجات ثلاث:
الدرجة الأولى: درجة الانشراح.
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾، ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾، الإنسان الذي يجد صدره منشرحًا مع الله، الإنسان الذي إذا دعي إلى العبادة قال سمعًا وطاعة، إذا قيل له: صل النافلة، قال: سمعًا وطاعة، إذا قيل له: اقرأ القرآن، قال: سمعًا وطاعة، لا نتكلم عن الواجبات، الواجبات كل الناس تقوم بها، وإنما نتكلم عن المستحبات.
إذا أردت أن تكتشف أنك تحب الله فاكتشف نفسك في الأعمال المستحبة، لا في الأعمال الواجبة، فإن الواجبات الكل يقوم بها خوفًا من الله عز وجل، كلامنا في المستحبات، إذا أردت أن تكتشف أن في قلبك نصيبًا من حب الله فاكتشف قلبك في المستحبات، هل أنت تبادر بنفسك وبدون أن يطلب منك أحد إلى قراءة القرآن، تبادر إلى صلاة النافلة، تبادر إلى الدعاء، تبادر إلى الصدقة؟ إذا وجدت قلبك منشرحًا ومبادرًا إلى الأعمال المستحبة
بطواعية وقناعة ورضا، وهذه أول درجة من درجات حب الله، ألا وهي درجة الانشراح.
الدرجة الثانية: الجذب.
أنت تترقى فتصل إلى درجة الجذب، تصبح إنسانًا دائمًا تفكر في الله، منجذب نحو الله تبارك وتعالى، ”واجعل لساني بذكرك لهجًا، وقلبي بحبك متيمًا“، أنا وصلت إلى درجة الجذب، يعني أصبحت متيمًا بحبك يا رب، المتيم بحب الله هو الذي يلهج بذكر الله، هو الذي يعيش ذكر الله في كل أحواله وفي كل حركاته وفي كل سكناته، ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾.
الدرجة الثالثة: درجة الفناء في الله.
إذا وصل الإنسان إلى الدرجة الأرقى فإنه لا يرى إلا الله، وهذا الذي وصل إليه أمير المؤمنين، قال: ”ما رأيت شيئًا إلا ورأيت الله قبله وبعده وفوقه وتحته وفيه“، ويقول الحديث القدسي: ”ما يزال العبد يتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها“، أنا أهيمن على جوارحه، وأهيمن على جوانحه، فلا يرى غيري، ولا يحب سواي.
إذا سيطر حب الله وعشق الله والتعلق بالله على الإنسان بكل كيانه وبكل جوانحه وجوارحه وصل إلى درجة الفناء التي يعبر عنها الحسين بن علي عليه السلام، ”أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟! متى غبت“، أنت تعيش في قلبي، أنت تعيش في جوانحي، صورتك - الصورة التي يصطنعها الذهن لله عز وجل - لا تغيب عن بالي أبدًا، ”متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟! ومتى كانت الآثار هي التي توصل إليك؟! عميت عين لا تراك عليها رقيبًا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من ودّك نصيبًا“.
الإمام زين العابدين عليه السلام له 15 مناجاة، من أروع الأدعية، حاول أن تحافظ على هذه المناجات، كل يوم اقرأ واحدة من هذه المناجات، مناجاة الخائفين، مناجاة الراغبين، مناجاة المحبين، مناجاة الشاكرين، ومن تلك المناجات: مناجاة المحبين، هذه المناجاة تعلمنا كيف نحب الله، والمناجاة تختلف عن الدعاء، هناك أناس يخلطون بين الدعاء والمناجاة، الدعاء هو الطلب من الله عز وجل، أما المناجاة فهي الخلوة مع
الله، كما أن الإنسان يخلو مع حبيبه، كذلك الخلوة مع الله مناجاة، عندما تخلو مع ربك في ظلام الليل، تتحدث إلى ربك بما في نفسك، هذه هي المناجاة، وهي غير الدعاء.
الإمام زين العابدين له 15 مناجاة، منها مناجاة المحبين، الإمام زين العابدين يقول في مناجاة المحبين: ”من ذا الذي ذاق حلاوة حبك فرام منك بدلًا، ومن ذا الذي ذاق أنس قربك فابتغى عنك حولًا“، الإمام زين العابدين يقول: ”يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة، ويا من سبحات وجهه في قلوب عارفيه شائقة، يا منى قلوب المحبين، ويا غاية آمال العارفين، اللهم ارزقني حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني إلى قربك، واجعلك عندي أحب إلي مما سواك“.