إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(الاسرة النورانية )495

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(الاسرة النورانية )495


    مصباح الدجى
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
    • المشاركات: 4271



    #1
    درس من المباهلة

    04-08-2021, 01:54 PM



    اللهم صل على محمد وآل محمد
    في يوم المباهلة دروس كثيرة وثمينة
    ولكن
    الدرس الذي يخصنا هنا
    هو
    كم ان الاسرة المؤمنة اذا اجتمعت على كلمة الله
    واخلصت له
    كم سيكون لها تأثير ايجابي نوراني
    :
    كم سيغيرون وكم سيؤثرون وكم سينيرون الطريق لمن ليس له نور
    :
    اب وام واولاد
    كلمتهم العليا يا الله
    ومنهجهم الحياتي بسم الله
    هذه اسرة
    بمثابة النور المتجلي في الحياة
    :
    الاسرة المسلمة في هذا الزمان بحاجة لخمسة اساسيات
    :
    1-علاقة طيبة وجدانية بالله فيها امل وحب واشتياق
    :
    2- علاقة طيبة بالواجبات والمستحبات بحيث تكون قادرة على الاستمرار
    :
    3- علاقة طيبة بمعرفة الائمة وخدمتهم والمحبة لهم والمواساة لهم
    :
    4- علاقة واضحة بالسريعة والمحرمات والاجتناب للشبهات
    :
    5- علاقة طيبة ببعضهم كعباد لله يحبون بعضهم ويخدمون بعضهم لله
    :
    هكذا
    سيكون للاسرة نور مباهلي عظيم
    وستؤثر على الجيران والاخوان والمجتمع



    **********************
    *********
    ************


    ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ .


    اللهم صل على محمد وال محمد

    عدنا والعود محمدي علوي زهرائي حسني حسيني

    لنكون مع محوركم الاسبوعي المبارك

    عن المباهلة ودورها واثرها في توضيح الحق والحقيقة
    وكمثال لنورانية اهل البيت عليهم السلام




    فكونوا معنا








  • #2

    عطر الولايه
    عضو ماسي











    • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
    • المشاركات: 7886



    #1
    المباهلة... من دلائل إمامة أمير المؤمنين (عليه السَّلَام)

    31-07-2021, 10:20 PM




    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    اشتملت السيرة النبوية المطهرة على سلسلة من الأحداث التاريخية التي لها أثر بارز في حياة الأمة الإسلامية، وقد شكلن هذه الأحداث منعطفا تاريخيا، وبينت مدى الظلامة التي تعرض لها أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لم يترك مناسبة إلا وذكّر بحق أهل بيته على أمته، لكن تلك الأمة لم تلتزم بوصايا نبيها (صلى الله عليه وآله) بحق أهل بيته (عليه السلام) بعد كل هذه الأحداث والتأكيدات على حقهم، ومن هذه الأحداث يوم المباهلة، وهو يوم عظيم برز فيه الإيمان لمواجهة الشرك.
    والمباهلة في اللغة من الجذر (بهل)، يقال باهل يباهل و (باهلتُ فلاناً، أي: دعونا على الظّالم منا. وبهلته: لعنته)([1])، (وَيُقَال: باهَلْتُ فلَانا: أَي لاعَنْتُه، وَعَلِيهِ بَهْلةُ الله وبُهْلةُ الله: أَي لعْنة الله. وابتَهل فلانٌ فِي الدّعاء: إِذا اجتهدَ)([2]).
    فهي المواجهة بين خصمين بالدعاء بعضهم على بعض، ليتبين الحق فيهم بأن يهلك الباطل الذي تناله لعنة الله، قال تعالى في المباهلة: (فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ(([3]).
    وقد أجمع أهل التفسير على أن الذين أخذهم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) للمباهلة مع نصارى نجران هم أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين وسيدا شباب أهل الجنَّة (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين)، فالمقصود بـ(أبنائنا) هما الحَسَن والحُسَين (عليهما السَّلَام) و(نسائنا) هي مولاتنا فَاطِمَة الزَّهرَاء (عليها السَّلَام)، و(أنفسنا) الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام)([4])، فأمير المؤمنين (عليه السَّلَام) نفس النَّبيّ (صلَّى الله عليه وآله) وكيف لا وقد خلقا من نور واحد، فلا فرق بينهما غير أن النبوة في مُحَمَّد (صلَّى الله عليه وآله) والإمامة في الإمام عَلِيّ (عليه السَّلَام).
    وذكر الفخر الرازي في تفسيره: (أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَوْرَدَ الدَّلَائِلَ عَلَى نَصَارَى نَجْرَانَ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَصَرُّوا عَلَى جَهْلِهِمْ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): (إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي إِنْ لَمْ تَقْبَلُوا الْحُجَّةَ أَنْ أُبَاهِلَكُمْ) فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، بَلْ نَرْجِعُ فَنَنْظُرُ فِي أَمْرِنَا ثُمَّ نَأْتِيكَ فَلَمَّا رَجَعُوا قَالُوا لِلْعَاقِبِ: وَكَانَ ذَا رَأْيَهُمْ، يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ مَا تَرَى، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُمْ يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى أَنَّ مُحَمَّدًا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْكَلَامِ الْحَقِّ فِي أَمْرِ صَاحِبِكُمْ، وَاللَّهِ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ نَبِيًّا قَطُّ فَعَاشَ كَبِيرُهُمْ وَلَا نَبَتَ صَغِيرُهُمْ وَلَئِنْ فَعَلْتُمْ لَكَانَ الِاسْتِئْصَالُ فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْإِصْرَارَ عَلَى دِينِكُمْ وَالْإِقَامَةَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، فَوَادِعُوا الرَّجُلَ وَانْصَرِفُوا إِلَى بِلَادِكُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ خَرَجَ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، وَكَانَ قَدِ احْتَضَنَ الْحُسَيْنَ وَأَخَذَ بِيَدِ الْحَسَنِ، وَفَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ، وَعَلِيٌّ [عليه السَّلَام] خَلْفَهَا، وَهُوَ يَقُولُ، إِذَا دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا، فَقَالَ أُسْقُفُّ نَجْرَانَ: يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى، إِنِّي لَأَرَى وُجُوهًا لَوْ سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُزِيلَ جَبَلًا مِنْ مَكَانِهِ لَأَزَالَهُ بِهَا، فَلَا تَبَاهَلُوا فَتَهْلِكُوا وَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ نَصْرَانِيٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)([5]).
    أخرج رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) صفوة خلق الله لمباهلة أهل نجران، فلما رأى القوم أن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) قد أخرج أهل بيته (عليهم السَّلَام) ارتعدوا ودخل الرعب قلوبهم، حتى انسحبوا ولم يباهلوا وقول أسقفهم خير دليل على الرّعب والخوف الذي حلّ بهم، إضافة إلى كونهم قد عرفوا أن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نبيّ مُرسل من السماء عبر ما شاهدوه من علامات تدل على ذلك.
    وحادثة المباهلة أحدى الشواهد على أحقية أهل البيت (عليهم السَّلَام) بالأمر بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وأولهم أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) نفس النبي (صلَّى الله عليه وآله)، لكن الأمة جحدت ذلك وتركت ما أوصاهم به النَّبيّ (صلَّى الله عليه وآله)، فكيف لا وقد أنكروا يوم الغدير وما جرى فيه من تنصيب أمير المؤمنين (عليه السلام) إماما مفترض الطاعة على الخلق، وقد بايعوه على ذلك ومن ثم نقضوا تلك البيعة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)!.
    نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من الثابتين على ولاية أمير المؤمنين (عليه السَّلَام) وأن يجمعنا مع محمد وآل محمد يوم الورود، إنه سميع مجيب...


    الهوامش:







    تعليق


    • #3

      الاسلام الغريب
      عضو ذهبي











      • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
      • المشاركات: 3794



      #1
      ما هي آية المباهلة و في من نزلت ؟

      03-08-2021, 05:30 AM



      تسمى الآية ( 61 ) من سورة آل عمران بآية المباهلة ، و هي :﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ .
      أما المعنى اللغوي للمباهلة فهي الملاعنة و الدعاء على الطرف الآخر بالدمار و الهلاك ، و قوله عَزَّ و جَلَّ ﴿ ... نَبْتَهِلْ ... ﴾
      أي نلتعن .
      و قد نزلت هذه الآية حسب تصريح المفسرين جميعاً في شأن قضية و قعت بين رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و نصارى نجران ، و اليك تفصيلها .
      في من نزلت آية المباهلة؟

      في من نزلت آية المباهلة


      لقد أجمع العلماء في كتب التفسير و الحديث على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم :
      1.
      النبي الأكرم محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
      2.
      الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
      3.
      السيدة فاطمة الزهراء( عليها السَّلام ) .
      4.
      الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
      5.
      الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
      ففي صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية :﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... ﴾
      1 دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " 4 .
      و في صحيح الترمذي : عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية :﴿ ... نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ... ﴾
      1 دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " 5 .

      و في مسند أحمد بن حنبل : مثله
      6 .
      و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى :﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ ... ﴾
      1، فأتى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قد غدا محتضنا الحسين ، آخذا بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها ، و هو يقول :
      " إذا أنا دعوت فأَمّنوا " فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى لأرى و جوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ... "
      7 .
      و هناك العشرات من كتب التفسير و الحديث ذكرت أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت ( عليهم السَّلام ) لا غير ، و لا مجال هنا لذكرها .
      مركز الإشعاع الإسلامي

      الشيخ صالح الكرباسي

      اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	unnamed.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	27.0 كيلوبايت  الهوية:	921122







      تعليق


      • #4

        الاسلام الغريب
        عضو ذهبي











        • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
        • المشاركات: 3794



        #1
        فلسفة المباهلة

        04-08-2021, 10:15 AM



        إن المباهلة من معالم الولاية في حياة أهل البيت -عليهم السلام-..💗

        ⭕️ وهي عبارة عن اجتماع طرفين، يدّعي أحدهما أنه على حق، ثم يطلبان من الله -عز وجل- أن يجعل لعنته على الكاذب منهما..

        ✋ فالنبي -صلى الله عليه وآله- عندما نزلت هذهِ الآية {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}..

        〰 قدّمَ وفداً يمثل قمة المسلمين، ليباهل بهم نصارى نجران:
        🔸 فـ{أَبْنَاءَنَا}؛ المراد بها الحسن والحسين -عليهما السلام-..
        🔸 {وَنِسَاءنَا}؛ المراد بها فاطمة الزهراء -عليها السلام- حيث أنها سيدة نساء العالمين..
        🔸 و{أَنفُسَنَا}؛ المقصود هنا نفس الرسول -صلى الله عليه وآله- ومن هو بمنـزلته؛ أي علي -عليه السلام-.

        📩 إن هُناكَ بعض النقاط الطريفة في هذا المجال:

        ⭐️ أولاً: علمنا رب العالمين الاستمدادَ منَ السماء، في المواجهة معَ الخصوم..

        〰 فتارةً نستعمل السلاح الحَربي، وتارة نستعمل سِلاح ما وراء المادة وهو: المباهلة، أي لعن الكافرينَ والكاذبين..
        〰 فالنبي -صلى الله عليه وآله- شَهرَ سلاح ما وراء الطبيعة عندما قال: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}.

        ⭐️ ثانياً: هؤلاء النصارى عقولهم خيرٌ من بعض المُسلمين، لأنهم عندما رأوا هذه الوجوه تراجعوا، وتصالحوا معَ النبي -صلى الله عليه وآله-.

        [ نورانيات_الشيخ_حبيب_الكاظمي ]







        تعليق


        • #5
          • تاريخ التسجيل: 11-05-2016
          • المشاركات: 204



          #1
          المباهلة ، حجة الدين والمذهب

          04-08-2021, 12:28 PM




          كتب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كتاباً إلى " أبي حارثة " أسقف نَجران دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه فآل الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلاً من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و الاحتجاج أو التفاوض معه ، و ما أن وصل الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش و حوار طويل لم يؤد إلى نتيجة ، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة ـ بأمر من الله ـ فقبلوا ذلك و حددوا لذلك يوما ، و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية .

          لكن في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين ، و قد جثا الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) على ركبتيه استعداداً للمباهلة ، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته ، فأبى التباهل .

          قال العلامة الطريحي ـ صاحب كتاب مجمع البحرين ـ : و قالوا : حتى نرجع و ننظر ، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقِب و كان ذا رأيهم : يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال والله لقد عرفتم أن محمداً نبي مرسل و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ، والله ما باهَل قومٌ نبيًّاً قط فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادكم ، و ذلك بعد أن غدا النبي آخذاً بيد علي و الحسن و الحسين ( عليهم السَّلام ) بين يديه ، و فاطمة ( عليها السَّلام ) خلفه ، و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة ، فقال الأسقف : إني لأرى و جوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نُباهِلَك و لكن نصالحك ، فصالحهم رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) على أن يؤدوا إليه في كل عام ألفي حُلّة ، ألف في صفر و ألف في رجب ، و على عارية ثلاثين درعاً وعارية ثلاثين فرساً وثلاثين رمحا .

          و قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : " و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير و لأضطرم عليهم الوادي نارا ، و لما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا ".

          إن دعوة الرسول الاكرم صلوات الله عليه لنصارى نجران للمباهلة معهم بعد فتح مكة سنة 10 للهجرة وبعدما جاء الأمر والتوثيق الإلهي لهذه الحادثة ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) .. ال عمران 61 ، وما تبعه من انسحاب النصارى من المباهلة لهي حجة وبرهان ونصر وفضيلة للإسلام كدين ولمذهب أهل البيت ع خاصة وهذا ما نريد الإشارة إليه في مقالنا هذا ..

          - أما للإسلام فهي واضحة ولا تحتاج إلى مزيد بيان ، فانسحاب النصارى دليل كذبهم الذي صرحت به الآية المباركة وبالتالي وهن عقيدتهم وإيمانهم أمام رسالة الإسلام ونبوة خاتم الأنبياء ص وآله ، بل الأمر لم يقتصر على الانسحاب من المباهلة وإنما تعدّى إلى التصريح بالخوف من المباهلة والفضل لأصحاب المباهلة في الطرف الإسلامي والخضوع للصلح كما نقلناه في القصة في أعلاه .

          - أما المذهب : فهي من حوادث ومناسبات المذهب الذي يتخذ هؤلاء الخمسة أئمة وقادة في الدين والدنيا ومن براهين حقانيته على كل من شرّق وغرّب عنهم ، فضلاً عمّن ظلمهم واغتصب حقهم وقتلهم ، اما كيف تكون هذه الحادثة برهان حقانية المذهب فلأنها كانت ولا زالت حجة يحتج بها على الفضل بل الأفضلية لهؤلاء الخمسة على سائر المسلمين الذين كان بهم كبار الصحابة وجهابذة القوم ..

          وقد احتج بها الإمام الرضا ع على المأمون ، نقل الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه : قال المأمون للرضا عليه السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لاَمير المؤمنين عليه السلام يدل عليها القرآن..؟

          فقال له الرضا عليه السلام : فضيلته في المباهلة ، قال الله جل جلاله: (فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جاءَك مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أبنَاءَنَا وأَبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهما السلام فكانا ابنيه ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عزّ وجلّ ، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عزّ وجلّ .

          فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله الاَبناء بلفظ الجمع وإنّما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنيه خاصة وذكر النساء بلفظ الجمع وإنّما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته وحدها فلم لا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لاَمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل..،

          فقال له الرضا عليه السلام : ليس بصحيح ما ذكرت يا أمير المؤمنين ، وذلك أن الداعي إنّما يكون داعياً لغيره ، كما يكون الآمر آمراً لغيره ، ولا يصح أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة ، كما لا يكون آمراً لها في الحقيقة ، وإذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه واله رجلاً في المباهلة إلاّ أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله تعالى في كتابه ، وجعل حكمه ذلك في تنزيله ..

          قال: فقال المأمون : إذا ورد الجواب سقط السؤال

          فالمباهلة من الحجج بمنزلة الكي من الدواء .. قيل أن آخر الدواء الكي ، وهو مثل يضرب للتعبير عن عجز جميع الحيل والتدابير الخاصة بمعالجة مشكلة معينة والاضطرار لحلول نتيجتها أحد طرفي نقيض اما الحل النهائي واما التعقيد النهائي ..

          والابتهال ( من المباهلة ) شبيه بهذا الأمر ، فبعد الوصول إلى طريق مسدود في مراتب وأشكال الأمر بالمعروف والدعوة إلى الحق يصار إلى طرق هي قاطعة ونهائية لا تقبل التكذيب ولا الشك ..

          فهي إذن سلاح وآلية وطريقة موجودة في الدين الإسلامي ثبتتها هذه الواقعة وشرّعتها ، ولهذا فإن لها شروطاً وأحكاماً وطريقة وصيغة خاصة يقول بها الفقهاء ويحكموا مفاصلها ..

          وأرى أن هنالك تدابير قريبة من هذا المفهوم قد قطعت جميع حجج الآخر قام بها الأئمة صلوات الله عليهم ..

          * كقضية المرأة التي ادّعت انها السيدة زينب ع أيام الإمام الهادي ع ، والتجؤا حينها إلى الأمام ع لبيان حقيقة أمرها ، فاستعمل معها آخر كاشف من كواشف حقيقة أمرها وهي رميها إلى الوحوش ، فإذا لم تفترسها فهي على حق وان افترستها فهي كاذبة ومفترية .. فوضع الإمام قاعدة قاطعة لا تقبل التخلف ولا الاختلاف لكل مدعي انه أمام معصوم أو من أهل بيت العصمة ..

          * ومثلها مسألة التكلم مع الحجر الأسود ومعرفة الإمام الحق من الباطل ، هذه الحجة الكاشفة عن ذلك والتي وضعها الإمام زين العابدين وهذه هي القصة : لما قتل الحسين (عليه السلام) أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فخلا به فقال له : يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم إلى الحسن (عليه السلام) ، ثم إلى الحسين (عليه السلام) وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي (عليهما السلام) في سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني ، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام) : يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل ان يتوجه إلى العراق وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي ، فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال ، إن الله عز وجل جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين (عليه السلام) فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك .
          قال أبو جعفر (عليه السلام) : وكان الكلام بينهما بمكة ، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود ، فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية : ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل وسله ان ينطق لك الحجر ثم سل ، فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر ، فلم يجبه .. فقال علي بن الحسين (عليه السلام) : يا عم لو كنت وصياًوإماما لأجابك ، قال له محمد : فادع الله أنت يا ابن أخي وسله ..
          فدعا الله علي بن الحسين (عليه السلام) بما أراد ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي (عليهما السلام) قال : فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين ، فقال : اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين (عليهما السلام) / شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٦


          x












          تعليق


          • #6

            المرتجى
            مشرف











            • تاريخ التسجيل: 03-04-2010
            • المشاركات: 1735



            #1
            ماذا يحصل للنصارى لو تمت ووقعت المباهلة ؟!

            04-08-2021, 04:38 PM



            بسم الله الرحمن الرحيم
            وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .

            بقلوب ملؤها الفرح والسرور نتقدم بأخلص التهاني وأجمل التبريكات لمقام بقية الله الأعظم الحجة إبن الحسن (عليه السلام) ومراجع الدين العظام والشيعة الكرام بذكرى يوم المباهلة يوم إثبات الفضل والأحقية للنبي لأهل البيت (عليهم السلام) على كافة الأديان .

            نزلت هذه الآية الشريفة : { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ... } . (1) . في وفد نجران ، وهي بلدة بين الحجاز والشام واليمن وسميت باسم بانيها نجران بن زيد . وفي الحديث : شر النصارى نصارى نجران .
            ويمكننا أن نبين ماذا سيحصل للنصارى لو تمت ووقعت المباهلة عن طريقين ، عن طريق إخبار كبار النصارى وعن طريق إخبار رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) .
            أما إخبار كبار النصارى بهلاكهم لو تمت المباهلة فقد روي أنهم جاؤا إلى رسول الله ومعهم من العلماء رجلان يقال لهما : العاقب ، والسيد ودعاهم النبي (ص) إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقب : وكان ذا رأيهم ، يا عبد المسيح ما ترى ؟ قال والله لقد عرفتم إن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ونبت صغيرهم ، فان أبيتم إلا ألف دينكم فوادعوا الرجل وصالحوه ، وانصرفوا إلى بلادكم . وذلك بعد أن غدا النبي (ص) آخذا بيد علي والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه وفاطمة عليها السلام خلفه ، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم أبو حارثة - فقال الأسقف : إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها فلا تباهلوا (2) ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة
            )) . (3) .

            وإما إخبار النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بهلاك النصارى لو تمت المباهلة ففي الرواية التالية التي قال فيها : (( والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا )) . (4) .







            تعليق


            • #7

              محبةالزهراء١٢
              عضو متميز











              • تاريخ التسجيل: 14-02-2019
              • المشاركات: 355



              #1
              ما جرى في يوم المباهلة

              25-08-2019, 09:17 PM



              بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين محمد المصطفى الأمين وعلى آل بينه الميامين ورحمة الله وبركاته
              اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              الكثير يتساءلون عن ما جرى في يوم المباهلة وما هو هذا اليوم .. في هذا المقال نوضح لكم ماذا حدث في يوم المباهلة.

              قدم على رسول*الله*صلى*الله*عليه واله وفد نجران فيهم بضعة عشر رجلا من أشرافهم ، وثلاثة نفر يتولون أمورهم : العاقب وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه وأمره ، واسمه عبدالمسيح ، والسيد وهو ثمالهم وصاحب رحلهم ، واسمه الايهم ، وأبوحارثة بن علقمة الاسقف ، وهو حبرهم و إمامهم وصاحب مدارسهم ، وله فيهم شرف ومنزلة ، وكانت ملوك الروم قد بنوا له الكنايس ، وبسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم من علمه واجتهاده في دينهم ، فلما وجهوا إلى رسول*الله*جلس أبوحارثة على بغله وإلى جنبه أخ له يقال له : كرز أو بشر بن علقمة يسايره ، إذا عثرت بغلة أبي حارثة ، فقال كرز : تعس الابعد يعني رسول*الله*صلى*الله*عليه اله ، وقال له أبوحارثة : بل أنت تعست ، قال : له ولم يا أخ ؟ فقال : والله*إنه للنبي الذي كنا ننتظر فقال كرز : فما يمنعك أن تتبعه ؟ فقال : ما صنع بنا هؤلاء القوم ، شرفونا ومولوناو أكرمونا وقد أبوا إلا خلافه ، ولوفعلت نزعوا منا كل ما ترى ، فأضمر عليها منه أخوه كرز حتى أسلم ، ثم مر يضرب راحلته ويقول : إليك تغدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها مخالفا دين النصارى دينها .

              فلما قدم على النبي صلى*الله*عليه واله أسلم ، قال : فقدموا على رسول*الله*وقت العصر وفي لباسهم الديباج وثياب الحيرة على هيئة لم يقدم بها أحد من العرب ، فقال أبوبكر : بأبي أنت وأمي يا رسول*الله*، لو لبست حلتك التي أهداها لك قيصر فرأوك فيها ، قال : أتوا رسول*الله*صلى*الله*عليه واله فسلموا عليه فلم يرد عليهم السلام ولم يكلمهم فانطلقوا يبتغون عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وكانا معرفة لهم ، فوجدوهما في مجلس من المهاجرين فقالوا : إن نبيكم كتب إلينا بكتاب فأقبلنا مجيبين له فأتيناه فسلمناعليه فلم يرد سلامنا ولم يكلمنا ، فما الرأي ؟ فقالا لعلي بن أبي طالب : ما ترى يا أباالحسن في هؤلاء القوم ؟ قال : أري أن يضعوا حللهم هذه وخوانيمهم ثم يعودون إليه ، ففعلوا ذلك فسلموا فرد سلامهم ثم قال : والذي بعثني بالحق لقد أتوني المرة الاولى وإن إبليس لمعهم ، ثم ساءلوه ودارسوه يومهم ، وقال الاسقف : ما تقول في السيد المسيح يا محمد ؟ قال : هو عبدالله*ورسوله ، قال : بل هو كذا كذا ، فقال عليه السلام : بل هو كذا وكذا فترادا ، فنزل على رسول*الله*من صدر سورة آل عمران نحو من سبعين آية يتبع بعضها بعضا وفيما أنزل*الله*: " إن مثل عيسى عندالله*كمثل آدم خلقه من تراب " إلى قوله : " على الكاذبين " فقالوا للنبي صلى*الله*عليه واله : نباهلك غدا : وقال أبوحارثة لاصحابه : انظروا فإن كان محمد غدا بولده وأهل بيته فاحذروا مباهلته ، وإن غدا بأصحابه وأتباعه فباهلوه .

              قال أبان : حدثني الحسين بن دينار ، عن الحسن البصري قال : غدا رسول*الله*آخذا بيد الحسن والحسين تتبعه فاطمة ، وبين يديه علي ، وغدا العاقب والسيد بابنين على أحدهما درتان كأنهما بيضتا حمام ، فحفوا بأبي حارثة ، فقال أبوحارثة : من هؤلاء معه ؟ قالوا : هذا ابن عمه زوج ابنته ، وهذان ابنا ابنته ، وهذه بنته أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه ، وتقدم رسول*الله*صلى*الله*عليه واله فجثا على ركبتيه ، فقال أبو حارثة : جثا والله*كما جثا الانبياء للمباهلة فكع ولم يقدم على المباهلة ، فقال له السيد : ادن يا باحارثة للمباهلة ، فقال : لا ، إني لارى رجلا جريئا على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقا فلا يحول والله*علينا الحول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء ، قال : وكان نزل العذاب من السماء لو باهلوه ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكن نصالحك .

              فصالحهم رسول*الله*على ألفي حلة من حلل الاواقي قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا ، وكتب لهم بذلك كتابا ، وقال لابي حارثة الاسقف : لكأنني بك قد ذهبت إلى رحلك وأنت وسنان فجعلت مقدمه مؤخره فلمارجع قام يرحل راحلته فجعل رحله مقلوبا فقال : أشهد أن رسول*الله*صلى*الله*عليه واله.*(1)
              -----






              تعليق


              • #8
                يوم المباهلة
                يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة يوم مشهود، وهو مصدر عظمة في سلسلة الأيام الإسلامية وهو يوم تألق نوره بين الأيام المشعة في الرسالة المحمدية، وهو يوم مشهود حقت فيه كلمة الله العليا، وتمت فيه الغلبة للإسلام. في يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، إذا وقت على أحداثه، فإنما تقف على عظمة الرسالة المحمدية تتجلى في نفس واحدة دون أنفس كثيرة، وامرأة واحدة من نساء كثيرات، وطفلين دون أطفال كثيرين، هم جميعاً صفوة الصفوة ولب اللباب، الذي أختارهم الله لكرامته، وأعدهم لهداية أمته من بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
                وفي يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة وكما يرويه لنا الشيخ المفيد بقوله: «لما انتشر الإسلام بعد الفتح وقوي سلطانه، وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوفود، فمنهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود إلى قومه.. وكان فيمن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلاً من النصارى، منهم العاقب والسيد وعبد المسيح، فقدموا المدينة وقت صلاة العصر، وعليهم لباس الديباج والصلب، فصار إليهم اليهود وتساءلوا بينهم فقالت النصارى لهم: «لستم على شيء» وقالت لهم اليهود: «لستم على شيء» وفي ذلك أنزل الله سبحانه:
                «وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء».
                فلما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف، فقال له: «يا محمد، ما تقول في السيد المسيح؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «عبد الله اصطفاه وانتجبه، فقال الأسقف: «أتعرف له يا محمد أبا ولده»؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لم يكن عن نكاح فيكون له والد»، قال: «فكيف قلت إنه عبد مخلوق، وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد»؟ فأنزل الله تعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ»(سورة آل عمران، الآية: 61). انتهى كلام المفيد رحمه الله.
                إذن فما أن وصل صراع الحق والباطل وصراع العقل والجهل إلى طريق مسدود واصر أهل نجران على إلوهية المسيح عليه السلام جاءت الساعة المرتقبة، ونزل الأمر الإلهي إلى نبيه الكريم ان ينتهج مع هؤلاء المعاندين أسلوباً أخر من الحوار، أسلوباً ليس فيه مجاملة ولا مداهنة، أسلوباً لو كتب له أن يتحقق ويستمر لأهلك الباطل وفضح أهله، وتواعد الطرفان على أن يكون اليوم الرابع والعشرون من شهر ذي الحجة هو يوم الفصل، وموعد المباهلة، وهاهم نصارى نجران يداورون الفكر ويتبادلون المشورة قبل أن تتفجر فيها براكين الأرض زلزالها لتهلك منهم الكبير وتفني الصغير، ليبقوا آية تتلى وعبرة يعتبر بها أصحاب العقول على مر الأيام. فالمباهلة هي القول الفصل في نهاية الجدل وقد اختارها الله لنبيه واختار له الأشخاص الذين يؤمنون على دعائه.
                وانطلقت الأبصار ترقب الجهة التي كان يخرج منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي ترقب الثغر الباسم والجبين المشرق والوجه الأغر... يا لجلا الله.. هو ذا رسول الله ووجهه يشع بالنور، يا لعظمة الحق وجلال الإيمان.
                فها هو ذا يحتضن الحسين ويمسك بيمناه الحسن وخلفه بضعته الزهراء مغشاة بملاءة من نور الله، وهذا علي يمشي خلفها باهر الجلال، يرتدي بردة من مهابة الله.

                نصارى نجران يرفضون المباهلة
                لما رأى نصارى نجران ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يخرج معه للمباهلة أهل الكبر والشدة من أتباعه، ولا أهل الغنى والمال والثروة من أصحابه، ولا أهل الجاه الدنيوي من أتباعه، وإنما جاء بالأعزة من أهل التخشع وبقية الأنبياء وصفوة الصفوة المختارة، رجع بعضهم إلى البعض الآخر متسائلاً والخوف من هذه الشموس تملأ القلوب، وجعلوا يلتمسون المخرج من ورطتهم هذه التي ستجلب عليهم الندامة والهلاك، وهم الذين ما زال كلام صاحبهم يدوي في أذانهم، وذلك لأن واحداً من ذلك الوفد قال لهم يا قوم: «إن بأهلنا ـــ محمد ـــ بقومه بأهلناه، فانه ليس بنبي، وان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فانه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق» فما أن رأى القوم أهل بيت النبي بين يديه حتى فزعوا وجبنت قلوبهم، وقال الأسقف: أرى وجوها لو سأل الله بها أحدا أن يزيل أحدا من مكانه لا زال، أفلا تنظرون محمدا رافعاً يديه ينظر ما تجيبون به وحق المسيح إذا نطق بكلمة لا نرجع إلى أهل ولا إلى مال، وجعل يصيح بهم:
                ألا تنظرون إلى الشمس قد تغير لونها، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة، والريح تهب سوداء وحمراء، وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان، لقد أطل علينا العذاب.. قالوا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): نعطيك الرضا فأعفنا عن المباهلة، فصالحهم على الجزية وانصرفوا خائبين خاسرين وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «والذي نفسي بيده ان الهلاك قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولأضطرم عليهم الوادي نارا، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا».
                لذلك قال علماؤنا باستحباب صوم «يوم المباهلة» حيث يصام شكرا على ظهور نبينا «صلى الله عليه وآله وسلم» على الخصم وما حصل فيه من التنبيه على فضل علي عليه السلام، واختصاصه بما لم يحصل لغيره من الكرامة الموجبة، لاخبار الله أن نفسه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

                ماذا يمكن أن يستفاد من حادثة المباهلة
                من الضروري أن نقف هنا موقف المعقب على هامش المباهلة علنا نخرج مع القارئ الكريم ببراهين متنوعة اكتنفت هذه الحادثة العظيمة، والتي أشار علماؤنا الأعلام إلى كثير منها في كتبهم ومؤلفاتهم، وفيما يلي بعض تلك الأزهار التي يمكن للمؤمن قطافها من بستان المباهلة.
                1. إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة، وإنما هو اختيار إلهي هادف وعميق الدلالة... وقد أجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما سئل عن هذا الاختيار بقوله: «لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أباهل بهم، ولكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى».
                2. لو حاولنا أن نستوعب مضمون المفردة القرآنية [أنفسنا] لاستطعنا أن ندرك قيمة هذا النص في سلسلة الأدلة المعتمدة لإثبات الإمامة، إذ أن هذه المفردة القرآنية تعتبر علياً عليه السلام الشخصية الكاملة المشابهة في الكفاءات والصفات لشخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء النبوة التي تمنح النبي خصوصية لا يشاركه فيها أحد مهما كان موقعه ومنزلته، فالإمام علي عليه السلام انطلاقاً من هذه المشابهة الفكرية والروحية هو المؤهل الوحيد لتمثيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ي حياته وبعد مماته لما يملكه من هذه المصداقية الكاملة.
                3. قال محمد بن أبي طلحة الشافعي: «فانظر بنو بصيرتك إلى مدلول هذه الآية وترتيب مراتب عبارتها، وكيفية اشارتها إلى علو مقام فاطمة عليها السلام في منازل الشرف وسمو درجاتها، وقد بين صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وجعلها بينه وبين علي عليهما السلام تنبيها على سر الآية وحكمتها، فإن الله عز وجل جعلها مكتنفة من بين يديها ومن خلفها ليظهر بذلك الاعتناء بمكانتها، وحيث كان المراد من قوله [أنفسنا] نفس علي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعلها بينهما، إذ الحراسة بالإحاطة بالأنفس أبلغ منها بالأبناء في دلالتها».
                4. وإدخال الحسن والحسين هما في المباهلة كما قال ابن علان المعتزلي: «يدل على أنهما مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لا تجوز كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين. ولو لم يكونا إمامين لم يحتج الله بهما مع صغر سنهما على أعدائه. ولو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجد من يقوم مقامهم غيرهم لباهل بهم أو جمعهم معهم، فاقتصاره عليهم يبين فضلهم ونقص غيرهم. وقد قدمهم في الذكر على الأنفس ليبين عن لطف مكانهم وقرب منزلهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس معدون بها، وفيه دليل لا شيء أقوى منه، أنهم أفضل خلق الله».
                5. قال أبو بكر الرازي معلقا على قوله تعالى: «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ»، هذا يدل على أنهما ابنا رسول الله وان ولد الابنة ابن علي الحقيقة.

                بعض من قال بفضل أهل البيت عليهم السلام في حادثة المباهلة من علماء العامة
                قال المراغي في تفسيره: «وفي تقديم هؤلاء (أي الأبناء والنساء) على الأنفس في المباهلة مع أن الرجل يخاطر بنفسه لهم إيذان بكمال أمنه صلى الله عليه وآله وسلم وتمام ثقته بأمره وقوة يقينه وبأنهم لن يصيبهم في ذلك مكروه، وقال الزمخشري: «فإن قلت: ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه فما معنى ضم الأبناء والنساء؟ قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه، حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده وأحب الناس إليه لذلك.. وخص الأبناء والنساء لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه حارب دونهم حتى يقتل... وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على مكانتهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس»، وقد مر قبل قليل قول كل من محمد بن أبي طلحة الشافعي، وابن علان المعتزلي، وأبو بكر الرازي.

                احتجاج الأئمة عليهم السلام بحادثة المباهلة
                كثيرة في الاحتياجات التي أفحم بها أهل البيت عليهم السلام خصومهم عن طريق الاستناد على حادثة المباهلة، نختار منها على سبيل الاختصار ثلاثة منها:
                1. ذكر ابن حجر في صواعقه رواية عن الدار قطني: «أن عليا يوم الشورى احتج على أهلها، فقال لهم: «أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله في الرحم مني، ومن جعله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: اللهم لا».
                2. لما وادع الحسن عليه السلام معاوية صعد معاوية المنبر وقال: «ان الحسن بن علي رآني للخلافة أهلا ولم ير نفسه أهلا»، وكان الحسن عليه السلام فحمد الله تعالى هو أهله ثم ذكر المباهلة فقال: «فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأنفس بأبي، ومن الأبناء بي وبأخي ومن النساء بأمي وكنا أهله، ونحن له، وهو منا ونحن منه».
                3. قال المأمون يوما للرضا (عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام: فضيلته في المباهلة قال الله جل جلاله:
                «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ».
                فدعا رسول الله الحسن والحسين عليهما السلام فكانا ابنيه ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءه ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عز وجل، وقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله بحكم الله عز وجل». فقال له المأمون: «أليس قد ذكر الله الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله أبنيه خاصة وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ابنته وحدها فلم لا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل؟ فقال له الرضا عليه السلام: ليس بصحيح ما ذكرت وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره كما يكون الآمر آمرا لغيره ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمرا لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله تعالى في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله». فقال المأمون: «إذا ورد الجواب سقط السؤال».

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X