بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
ليقدم كل منا ما بوسعه من خدمة للإمام الحسين (عليه السلام)، مهما كانت تلك الخدمة. فمن استطاع تقديم الشاي -مثلاً- في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) فليفعل، فإن ذلك شرف وفخر. ومن استطاع أن يشترك في المواكب الحسينية فليشترك، أو أمكنه أن يكون خطيباً لسيد الشهداء (عليه السلام) فليكن، ومن استطاع أن يكتب كتاباً أو يقوم بطبعه ونشره أو يشتري كمية من الكتب أو الأشرطة أو الأقراص الكمبيوترية وما أشبه، مما يعنى بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) ومظلوميته، ثم يقوم بتوزيعها مجاناً، أو يبني حسينية أو يساهم في بنائها... إلى غير ذلك من الخدمات فليفعل؛ فكل ذلك فخر وشرف وذخيرة للآخرة. وفي الحديث: ((المرء تحت ظل صدقته يوم القيامة)) . فكما أن البيت الذي يبنيه الإنسان في الدنيا يقيه من الحر والبرد، فكذلك الحسينية التي يبنيها سوف تكون ظلاً له يوم القيامة.
ينقل أنه عزم جماعة من المؤمنين على بناء حسينية فجاءوا إلى تاجر حسينيّ وفاتحوه بالمشروع فقال لهم: كم تحتاجون من المال؟ وحيث إن المبلغ كان كبيرا جداً تهيبوا أن يذكروه بلسانهم فكتبوه على ورقة وقدموها للتاجر. لكن التاجر قال: إنني لم أضع في حياتي نظارة على عيني في قضية سيد الشهداء (عليه السلام). ولعله كان يعني بعبارته أنه لا يدقق في عطائه في هذا المجال كما يدقق عند تقديم المال في سائر المجالات. وطالبهم بأن يذكروا له المبلغ الذي كتبوه شفاهاً. ثم كتب لهم صكاً مصرفياً بالمبلغ الذي طلبوه أو بأكثر منه.
وبعد أن توفي هذا التاجر رؤي في المنام من قبل بعض المؤمنين، الذي سأله عن حاله في العالم الآخر، فأجاب: كما أنني لم أستعمل النظارات في إنفاقي على قضايا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) هنا أيضاً عاملوني بنفس الكيفية، فلم يدققوا معي كثيراً بل كنت ممن ((يدخلون الجنة بغير حساب)) .
لو أراد الله أن يدقق معنا في الحساب فسيكون حالنا كما قال ذلك الرجل: ((وجدنا سوق الأعمال كساداً))؛ قال تعالى: ((ويخافون سوء الحساب)). أما من أعطى بغير حساب فربما يقال له: ادخل الجنة بغير حساب.
وهنا أنقل لكم القضية التالية، وقد سمعتها من طريقين:
كانت والدة المرحوم الجد الميرزا مهدي الشيرازي (رحمها الله) امرأة مؤمنة متعبدة، وكانت إذا استيقظت لصلاة الليل أيقظت الجد وهو صغير ثم تعطيه بعض النقل أو نحوه وتقول له: يا مهدي كل هذه واحدة واحدة وانظر إليّ.
حقاً، كيف سيكون الطفل الذي ينهض في قلب الليل وينظر إلى أمه تصلي إلى ربها؟ وما هو الأثر الذي سيتركه هذا الأمر عليه في المستقبل؟ ولذلك ينقل عن الجد (رضوان الله عليه) أنه لم يكن يستطيع النوم قبيل أذان الفجر وإن كان قد نام قبل ساعة واحدة فقط، فإنه كان يستيقظ في ذلك الوقت. وهذا من آثار التربية والتعويد الذي عودته والدته عليه منذ الصغر.
وكان للجد - رحمه الله- أخوان، فكانت والدتهم تطلب منهم أن يقرأوا لها تعزية الحسين (عليه السلام) كل يوم قبل مغادرتهم البيت على نحو التناوب، فيوم نوبة هذا ويوم نوبة ذاك ويوم نوبة الأخير. ولم يكن أي منهم خطيباً. فكان من يأتي دوره يأخذ بيده كتاباً ويقرأ منه لها.
وحل الوباء (الطاعون) بكربلاء وبعد أن زال تبين أن حوالي ثلث أهل المدينة قد ماتوا بسببه، حتى مات الغسالون والدفانون ورجل الدين الذي يصلي على الأموات، فكان إذا مات شخص بعد ذلك رموه في مكان وولوا هاربين.
وكان البيت الذي يسكنه الجد يقع في زقاق يقال له (المائية). قيل إنه لم يبق بيت في ذلك الزقاق لم يطرق الموت بابه، بل مات أفراد عائلة من تلك العوائل بأكملهم مع أنه لم يفصلهم عن بيت الجد إلا بيت واحد. وكانت الدار الوحيدة التي لم يمت منها أحد، ويشير إليها الأهالي بالبنان بقولهم: (هذا البيت ما طلعت منه جنازة) هي دار والدة الجد. وقد رأت في عالم الرؤيا أنّ عجوزاً دميمة تشير إلى بيوت كربلاء وتقول بغضب: لقد دخلت كل هذه البيوت إلا هذا البيت فهم مشغولون بقراءة التعزية يومياً.
فهذا من الآثار الدنيوية لمجالس عزاء الحسين (عليه السلام)، ولهذه المجالس آثار أخروية عظيمة أيضاً.
كان هنالك شخص يعرف في كربلاء المقدسة باسم (مرتضائى)، ولعل كثيراً من أهالي كربلاء سمع به أو رآه، لأنه كان في عاشوراء من كل عام يقوم بتمثيل دور شمر بن ذي الجوشن ويحرق خيام الحسين عليه السلام. جاء هذا الشخص إلى ايران ثم توفي فيما بعد في مدينة اصفهان. ينقل أنه رؤي في عالم المنام وسئل عما صُنع به فقال: عندما وضعوني في القبر جاءني منكر ونكير وسألاني من ربك؟ من نبيك؟ من إمامك؟ وإذا بسيد الشهداء (عليه السلام) قد أقبل وأشار لمنكر ونكير أن يدعاني ثم طلب مني أن أؤدي ما كنت أقوم به في يوم عاشوراء في حياتي. قلت: سيدي إن هذا يتطلب فرساً وخياماً وساحة وسيعة. فأمر الإمام (عليه السلام) الملائكة ليهيئوا ذلك كله لي. ثم إني ركبت الجواد وقمت بالهجوم على الخيام وتحريقها. وهنا رأيت بطرف عيني الدموع تجري من عين أبي عبد الله صلوات الله عليه. عند ذلك قال الإمام الحسين عليه السلام: هذا يكفي.
ثم منحوني القصر والبساتين والنعيم الذي أرفل فيه الآن، ببركة مولاي سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
إننا لو أدركنا أهمية هذه الشعائر حقاً لم نتخلّ عنها أبداً. كان هناك شخص كبير السن في الكويت - وناقل القصة لي ابنه- كان يقيم مجالس سيد الشهداء (عليه السلام) في بيته، فرأى على أثر ذلك بركات كثيرة، مما دفعه إلى أن يوصي بوقف داره للإمام الحسين (عليه السلام)، على أن تكون تحت تصرفه وتصرف زوجته ما داما على قيد الحياة.
وكان والد والدتي - الحاج صالح رحمه الله -من جملة من لمس هذه البركات في قضية يطول الحديث عنها وملخصها أنه وقع في مشكلة مالية كبيرة فخاطب الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً: لئن نجوت من هذه المشكلة فسوف أشرككم في أموالي، ونجا من المشكلة بنحو معجز.
فلنقم مجالس العزاء على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في بيوتنا، ولنشركه في أموالنا، ولندع أحد أولادنا يتوجه إلى التفرغ لخدمة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأخيراً: لنقدم ما وسعنا من خدمة في هذا المجال. فهذه كلها ذخيرة لنا ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
ليقدم كل منا ما بوسعه من خدمة للإمام الحسين (عليه السلام)، مهما كانت تلك الخدمة. فمن استطاع تقديم الشاي -مثلاً- في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) فليفعل، فإن ذلك شرف وفخر. ومن استطاع أن يشترك في المواكب الحسينية فليشترك، أو أمكنه أن يكون خطيباً لسيد الشهداء (عليه السلام) فليكن، ومن استطاع أن يكتب كتاباً أو يقوم بطبعه ونشره أو يشتري كمية من الكتب أو الأشرطة أو الأقراص الكمبيوترية وما أشبه، مما يعنى بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) ومظلوميته، ثم يقوم بتوزيعها مجاناً، أو يبني حسينية أو يساهم في بنائها... إلى غير ذلك من الخدمات فليفعل؛ فكل ذلك فخر وشرف وذخيرة للآخرة. وفي الحديث: ((المرء تحت ظل صدقته يوم القيامة)) . فكما أن البيت الذي يبنيه الإنسان في الدنيا يقيه من الحر والبرد، فكذلك الحسينية التي يبنيها سوف تكون ظلاً له يوم القيامة.
ينقل أنه عزم جماعة من المؤمنين على بناء حسينية فجاءوا إلى تاجر حسينيّ وفاتحوه بالمشروع فقال لهم: كم تحتاجون من المال؟ وحيث إن المبلغ كان كبيرا جداً تهيبوا أن يذكروه بلسانهم فكتبوه على ورقة وقدموها للتاجر. لكن التاجر قال: إنني لم أضع في حياتي نظارة على عيني في قضية سيد الشهداء (عليه السلام). ولعله كان يعني بعبارته أنه لا يدقق في عطائه في هذا المجال كما يدقق عند تقديم المال في سائر المجالات. وطالبهم بأن يذكروا له المبلغ الذي كتبوه شفاهاً. ثم كتب لهم صكاً مصرفياً بالمبلغ الذي طلبوه أو بأكثر منه.
وبعد أن توفي هذا التاجر رؤي في المنام من قبل بعض المؤمنين، الذي سأله عن حاله في العالم الآخر، فأجاب: كما أنني لم أستعمل النظارات في إنفاقي على قضايا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) هنا أيضاً عاملوني بنفس الكيفية، فلم يدققوا معي كثيراً بل كنت ممن ((يدخلون الجنة بغير حساب)) .
لو أراد الله أن يدقق معنا في الحساب فسيكون حالنا كما قال ذلك الرجل: ((وجدنا سوق الأعمال كساداً))؛ قال تعالى: ((ويخافون سوء الحساب)). أما من أعطى بغير حساب فربما يقال له: ادخل الجنة بغير حساب.
وهنا أنقل لكم القضية التالية، وقد سمعتها من طريقين:
كانت والدة المرحوم الجد الميرزا مهدي الشيرازي (رحمها الله) امرأة مؤمنة متعبدة، وكانت إذا استيقظت لصلاة الليل أيقظت الجد وهو صغير ثم تعطيه بعض النقل أو نحوه وتقول له: يا مهدي كل هذه واحدة واحدة وانظر إليّ.
حقاً، كيف سيكون الطفل الذي ينهض في قلب الليل وينظر إلى أمه تصلي إلى ربها؟ وما هو الأثر الذي سيتركه هذا الأمر عليه في المستقبل؟ ولذلك ينقل عن الجد (رضوان الله عليه) أنه لم يكن يستطيع النوم قبيل أذان الفجر وإن كان قد نام قبل ساعة واحدة فقط، فإنه كان يستيقظ في ذلك الوقت. وهذا من آثار التربية والتعويد الذي عودته والدته عليه منذ الصغر.
وكان للجد - رحمه الله- أخوان، فكانت والدتهم تطلب منهم أن يقرأوا لها تعزية الحسين (عليه السلام) كل يوم قبل مغادرتهم البيت على نحو التناوب، فيوم نوبة هذا ويوم نوبة ذاك ويوم نوبة الأخير. ولم يكن أي منهم خطيباً. فكان من يأتي دوره يأخذ بيده كتاباً ويقرأ منه لها.
وحل الوباء (الطاعون) بكربلاء وبعد أن زال تبين أن حوالي ثلث أهل المدينة قد ماتوا بسببه، حتى مات الغسالون والدفانون ورجل الدين الذي يصلي على الأموات، فكان إذا مات شخص بعد ذلك رموه في مكان وولوا هاربين.
وكان البيت الذي يسكنه الجد يقع في زقاق يقال له (المائية). قيل إنه لم يبق بيت في ذلك الزقاق لم يطرق الموت بابه، بل مات أفراد عائلة من تلك العوائل بأكملهم مع أنه لم يفصلهم عن بيت الجد إلا بيت واحد. وكانت الدار الوحيدة التي لم يمت منها أحد، ويشير إليها الأهالي بالبنان بقولهم: (هذا البيت ما طلعت منه جنازة) هي دار والدة الجد. وقد رأت في عالم الرؤيا أنّ عجوزاً دميمة تشير إلى بيوت كربلاء وتقول بغضب: لقد دخلت كل هذه البيوت إلا هذا البيت فهم مشغولون بقراءة التعزية يومياً.
فهذا من الآثار الدنيوية لمجالس عزاء الحسين (عليه السلام)، ولهذه المجالس آثار أخروية عظيمة أيضاً.
كان هنالك شخص يعرف في كربلاء المقدسة باسم (مرتضائى)، ولعل كثيراً من أهالي كربلاء سمع به أو رآه، لأنه كان في عاشوراء من كل عام يقوم بتمثيل دور شمر بن ذي الجوشن ويحرق خيام الحسين عليه السلام. جاء هذا الشخص إلى ايران ثم توفي فيما بعد في مدينة اصفهان. ينقل أنه رؤي في عالم المنام وسئل عما صُنع به فقال: عندما وضعوني في القبر جاءني منكر ونكير وسألاني من ربك؟ من نبيك؟ من إمامك؟ وإذا بسيد الشهداء (عليه السلام) قد أقبل وأشار لمنكر ونكير أن يدعاني ثم طلب مني أن أؤدي ما كنت أقوم به في يوم عاشوراء في حياتي. قلت: سيدي إن هذا يتطلب فرساً وخياماً وساحة وسيعة. فأمر الإمام (عليه السلام) الملائكة ليهيئوا ذلك كله لي. ثم إني ركبت الجواد وقمت بالهجوم على الخيام وتحريقها. وهنا رأيت بطرف عيني الدموع تجري من عين أبي عبد الله صلوات الله عليه. عند ذلك قال الإمام الحسين عليه السلام: هذا يكفي.
ثم منحوني القصر والبساتين والنعيم الذي أرفل فيه الآن، ببركة مولاي سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام).
إننا لو أدركنا أهمية هذه الشعائر حقاً لم نتخلّ عنها أبداً. كان هناك شخص كبير السن في الكويت - وناقل القصة لي ابنه- كان يقيم مجالس سيد الشهداء (عليه السلام) في بيته، فرأى على أثر ذلك بركات كثيرة، مما دفعه إلى أن يوصي بوقف داره للإمام الحسين (عليه السلام)، على أن تكون تحت تصرفه وتصرف زوجته ما داما على قيد الحياة.
وكان والد والدتي - الحاج صالح رحمه الله -من جملة من لمس هذه البركات في قضية يطول الحديث عنها وملخصها أنه وقع في مشكلة مالية كبيرة فخاطب الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً: لئن نجوت من هذه المشكلة فسوف أشرككم في أموالي، ونجا من المشكلة بنحو معجز.
فلنقم مجالس العزاء على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) في بيوتنا، ولنشركه في أموالنا، ولندع أحد أولادنا يتوجه إلى التفرغ لخدمة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأخيراً: لنقدم ما وسعنا من خدمة في هذا المجال. فهذه كلها ذخيرة لنا ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.