بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
فاطمة الزهراء وفاطمة أم البنين عليهم السلام اشتركتا في الإعداد إلى حركة كربلاء، فاطمة الزهراء عليها السلام هي المثل الأعلى في الأمومة، وقد اهتمت فاطمة الزهراء عليها السلامفي تربية أبنائها بخصلتين:
الخصلة الأولى: الشخصية الروحية، كيف يكون متعلقاً بالله وكيف يربط كل أموره بالله، وكيف يعيش إنساناً متوكلاً على الله ومفوضاً أمره إلى الله، علمت الحسنين على هذه الصفة، أن يكونا شخصية متعلقة بالله ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا «7» وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا «8» إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا «9»﴾ [الإنسان: 7 - 9]
الخصلة الثانية: كيف تكون معطاء لمجتمعك، كثير من الناس يعيش الأنانية في نفسه وجيبه وراحته وحياته، بينما الزهراء علمت أبناءها بأن يهتموا بغيرهم قبل أن يهتموا بأنفسهم، على أن يكونوا معطاء للمجتمع والإنسانية، علمت أبناءها أن يكونوا عنصراً فاعلاً في مجتمعهم، يقول الإمام الحسن الزكي : >ما رأيت أعبد من أمي فاطمة، كانت إذا قامت إلى صلاتها لا تنفتل من صلاتها حتى تتورم قدماها من طول الوقوف بين يدي ربها، وما رأيتها دعت لنفسها قط، وإنما تدعو للمؤمنين والمؤمنات، أقول لها: أماه لم لا تدعين لنفسك؟ تقول: بني حسن الجار ثم الدار<، كن معطاء لغيرك وكن ضميراً حياً بآلام مجتمعك وأوجاعه، هكذا أعدت الزهراء حسيناً وزينب لكربلاء.
الحسين أعطى دمه وتحول إلى شخصية مبدئية جهادية لا يفكر في نفسه، وإنما يفكر في العطاء وخدمة مجتمعه الإسلامي، وحولت زينب إلى شخصية ثورية مبدئية لا تفكر إلا في العطاء لمجتمعها، الزهراء هي التي أعدت حسيناً وزينب لإدارة ثورة كربلاء وحركة كربلاء.
وفاطمة أم البنين هذه المرأة العظيمة من أين نتحدث عنها! زاوية وحده تكفينا، الإمام علي لديه أربعة عشر ولداً، ولدان ماتا في حياته وبقي منهم اثنا عشر ولد، وقد شارك منهم في كربلاء ثمانية وكلهم قتلوا يوم كربلاء، قتلوا مع الحسين بن علي.
والثمانية الذين قتلوا مع الحسين من أبناء علي هم أبناء فاطمة الكلابية أربعة من أبنائها قتلوا من أجل دينهم ومبادئهم يوم كربلاء، ومحمد الأصغر أمه أم ولد قُتل يوم كربلاء مع أخيه الحسين، والعباس الأصغر العباس الأكبر وهو العباس بن علي وأمه أم البنين أمه لبابة بنت عبيد الله بن العباس وقد قُتل يوم كربلاء، ومع هؤلاء عبد الله المكنى بأبي بكر أمه ليلى بنت مسعود الداريمية، هؤلاء قتلوا مع الحسين يوم كربلاء
وبقي أربعة من أولاد الإمام وهم محمد بن الحنفية المسمى بمحمد الأكبر وأمه خولة بنت جعفر بن قيس، وعمر الأطرف سمي بالأطرف لأن أمه غير هاشمية وهي الصهباء، وعون وأمه هي أسماء بنت عميس، ومحمد الأوسط وأمه أمامة، هؤلاء الأربعة لم يشتركوا في كربلاء.
نستثني محمد بن الحنفية لأنه قيل عنه أنه معذور فقد كان يعاني شلل في يديه، فأين ذهب البقية وهم كلهم شباب؟ ألم يكونوا على وعي بحركة الحسين وبجهاد الحسين! ألم يكونوا على وعي بمبادئ الحسين! أين هم! قد يكونوا معذورين أيضاً، وممكن أن يكون هناك علامة توقف لا ندري، لكن نقول لماذا أبناء فاطمة الكلابية قد وقفوا مع الحسين من أول يوم إلى أن تفانوا بين يدي الحسين، من العباس إلى جعفر وإلى عثمان وإلى عبد الله، أبناء فاطمة أم البنين كانوا هم الواجهة من أبناء الإمام علي يوم كربلاء، جزء من هذه القضية يرجع إلى الأم، الأم التي ربت والتي اعتنت وأنتجت، فاطمة أم البنين هي التي قامت بهذا الدور، ولولا أن فاطمة أم البنين قدمت وبذلت كل ما عندها في سبيل تربية أبنائها الأربعة على الإخلاص والصدق دون الدين ودون المبادئ ودون الحسين ابن بنت رسول الله ما كان أبناؤها في الطليعة، وما كانت أم البنين الأربعة في الطليعة واعتبرت من النساء اللاتي ساهمن في الإعداد لحركة كربلاء.
دور الامومة الذي تجلى في شخصية أم البنين هو الذي أنتج هؤلاء الأبطال الشهداء الأربعة يوم كربلاء، أم البنين وما أدراك ما أم البنين، أم البنين وسيلة الصالحين والمؤمنين في قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وتفريج الهموم والغموم، المحقق السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه مقتل الحسين نفى وجود أم البنين على قيد الحياة في معركة كربلاء، ولكن عدة من المؤرخين نصوا على وجودها في المدينة أثناء معركة كربلاء ومنهم أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين، وذكر الروايات عنها وكيف تلقت الناعي وكيف تلقت مصيبة الحسين بعد معركة كربلاء، يكفي فخراً لها أنها أم الفضل وأنها أم الأبطال الأربعة، وأنها هي التي بذلت أفلاذ كبدها وأشجان قلبها دون الحسين ودون المبادئ والقيم يوم كربلاء.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
فاطمة الزهراء وفاطمة أم البنين عليهم السلام اشتركتا في الإعداد إلى حركة كربلاء، فاطمة الزهراء عليها السلام هي المثل الأعلى في الأمومة، وقد اهتمت فاطمة الزهراء عليها السلامفي تربية أبنائها بخصلتين:
الخصلة الأولى: الشخصية الروحية، كيف يكون متعلقاً بالله وكيف يربط كل أموره بالله، وكيف يعيش إنساناً متوكلاً على الله ومفوضاً أمره إلى الله، علمت الحسنين على هذه الصفة، أن يكونا شخصية متعلقة بالله ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا «7» وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا «8» إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا «9»﴾ [الإنسان: 7 - 9]
الخصلة الثانية: كيف تكون معطاء لمجتمعك، كثير من الناس يعيش الأنانية في نفسه وجيبه وراحته وحياته، بينما الزهراء علمت أبناءها بأن يهتموا بغيرهم قبل أن يهتموا بأنفسهم، على أن يكونوا معطاء للمجتمع والإنسانية، علمت أبناءها أن يكونوا عنصراً فاعلاً في مجتمعهم، يقول الإمام الحسن الزكي : >ما رأيت أعبد من أمي فاطمة، كانت إذا قامت إلى صلاتها لا تنفتل من صلاتها حتى تتورم قدماها من طول الوقوف بين يدي ربها، وما رأيتها دعت لنفسها قط، وإنما تدعو للمؤمنين والمؤمنات، أقول لها: أماه لم لا تدعين لنفسك؟ تقول: بني حسن الجار ثم الدار<، كن معطاء لغيرك وكن ضميراً حياً بآلام مجتمعك وأوجاعه، هكذا أعدت الزهراء حسيناً وزينب لكربلاء.
الحسين أعطى دمه وتحول إلى شخصية مبدئية جهادية لا يفكر في نفسه، وإنما يفكر في العطاء وخدمة مجتمعه الإسلامي، وحولت زينب إلى شخصية ثورية مبدئية لا تفكر إلا في العطاء لمجتمعها، الزهراء هي التي أعدت حسيناً وزينب لإدارة ثورة كربلاء وحركة كربلاء.
وفاطمة أم البنين هذه المرأة العظيمة من أين نتحدث عنها! زاوية وحده تكفينا، الإمام علي لديه أربعة عشر ولداً، ولدان ماتا في حياته وبقي منهم اثنا عشر ولد، وقد شارك منهم في كربلاء ثمانية وكلهم قتلوا يوم كربلاء، قتلوا مع الحسين بن علي.
والثمانية الذين قتلوا مع الحسين من أبناء علي هم أبناء فاطمة الكلابية أربعة من أبنائها قتلوا من أجل دينهم ومبادئهم يوم كربلاء، ومحمد الأصغر أمه أم ولد قُتل يوم كربلاء مع أخيه الحسين، والعباس الأصغر العباس الأكبر وهو العباس بن علي وأمه أم البنين أمه لبابة بنت عبيد الله بن العباس وقد قُتل يوم كربلاء، ومع هؤلاء عبد الله المكنى بأبي بكر أمه ليلى بنت مسعود الداريمية، هؤلاء قتلوا مع الحسين يوم كربلاء
وبقي أربعة من أولاد الإمام وهم محمد بن الحنفية المسمى بمحمد الأكبر وأمه خولة بنت جعفر بن قيس، وعمر الأطرف سمي بالأطرف لأن أمه غير هاشمية وهي الصهباء، وعون وأمه هي أسماء بنت عميس، ومحمد الأوسط وأمه أمامة، هؤلاء الأربعة لم يشتركوا في كربلاء.
نستثني محمد بن الحنفية لأنه قيل عنه أنه معذور فقد كان يعاني شلل في يديه، فأين ذهب البقية وهم كلهم شباب؟ ألم يكونوا على وعي بحركة الحسين وبجهاد الحسين! ألم يكونوا على وعي بمبادئ الحسين! أين هم! قد يكونوا معذورين أيضاً، وممكن أن يكون هناك علامة توقف لا ندري، لكن نقول لماذا أبناء فاطمة الكلابية قد وقفوا مع الحسين من أول يوم إلى أن تفانوا بين يدي الحسين، من العباس إلى جعفر وإلى عثمان وإلى عبد الله، أبناء فاطمة أم البنين كانوا هم الواجهة من أبناء الإمام علي يوم كربلاء، جزء من هذه القضية يرجع إلى الأم، الأم التي ربت والتي اعتنت وأنتجت، فاطمة أم البنين هي التي قامت بهذا الدور، ولولا أن فاطمة أم البنين قدمت وبذلت كل ما عندها في سبيل تربية أبنائها الأربعة على الإخلاص والصدق دون الدين ودون المبادئ ودون الحسين ابن بنت رسول الله ما كان أبناؤها في الطليعة، وما كانت أم البنين الأربعة في الطليعة واعتبرت من النساء اللاتي ساهمن في الإعداد لحركة كربلاء.
دور الامومة الذي تجلى في شخصية أم البنين هو الذي أنتج هؤلاء الأبطال الشهداء الأربعة يوم كربلاء، أم البنين وما أدراك ما أم البنين، أم البنين وسيلة الصالحين والمؤمنين في قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وتفريج الهموم والغموم، المحقق السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه مقتل الحسين نفى وجود أم البنين على قيد الحياة في معركة كربلاء، ولكن عدة من المؤرخين نصوا على وجودها في المدينة أثناء معركة كربلاء ومنهم أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين، وذكر الروايات عنها وكيف تلقت الناعي وكيف تلقت مصيبة الحسين بعد معركة كربلاء، يكفي فخراً لها أنها أم الفضل وأنها أم الأبطال الأربعة، وأنها هي التي بذلت أفلاذ كبدها وأشجان قلبها دون الحسين ودون المبادئ والقيم يوم كربلاء.