إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة التكامل بالقيم والاختلافات الفطرية بين الرجل والمرأة.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة التكامل بالقيم والاختلافات الفطرية بين الرجل والمرأة.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    علاقة التكامل بالقيم والاختلافات الفطرية بين الرجل والمرأة.

    النقطة الأولى: الاتجاهات النسوية ترى أن نوع العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة الاستقلال، فكلاهما كائن واعي مستقل، فالعلاقة بينهما علاقة الاستقلال سواء كانوا في الأسرة أو في شركة أو في مجال القيادة، فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة الاستقلال؛ لأن المرأة قادرة على أن تخترق كل ميادين العمل التي وصل إليها الرجل وربما تتفوق عليه. إحدى الباحثات النسويات الكويتيات تقول: أعطونا الفرصة، التاريخ من عهد سليمان وداوود إلى الآن هو تاريخ ذكوري وتاريخ الرجل، ونتيجة هذه الخلفية الثقافية التاريخية أصبح المفهوم السائد أن الرجل هو المتفوق في ميادين العمل وأن المرأة لا تبدع إلا في مجال الأسرة، فأعطونا الفرصة، لو أعطيت المرأة الفرصة كما أعطيت للرجل واشتركت معه في كل ميادين العمل ستثبت تفوقها ومهارتها وقدرتها، فلماذا لا تعطى الفرصة الكافية من أجل ذلك؟

    الجواب: أنقلك إلى جوردان بيتر سون عالم نفس مشهور وله مقابلة تلفزيونية مترجمة إلى اللغة العربية، يقول في هذه المقابلة: أُجْريت دراسات نفسية إحصائية من قبل علماء نفس متخصصين في مجال الإحصاء، وأقيمت هذه الدراسات قبل 25 سنة على عينات مختلفة من خمسة وخمسين شعب، وهذه الدراسات تطرح أسئلة على الرجل والمرأة من خلال سمات الشخصية «في علم النفس الاجتماعي خمس سمات للشخصية: العصابية، الانبساطية، القبول، الانفتاح، يقظة الضمير» يقول أقيمت هذه الدراسات والنتيجة كانت: كلما زادت نسبة المساواة بين الرجل والمرأة زادت الفروقات بينهما بتناسب عكسي، وكلما زادت المساواة بينهما زادت الفروق السيكولوجية بين الطرفين بمعنى: يقول في الدول الاسكندنافية منها الدنمارك بوجه الخصوص هناك تطبيق صارم لسياسة المساواة والمماثلة بين الرجل والمرأة في جميع الميادين، وهذا التطبيق زاد الهوة بين الطرفين وزاد الفجوة بينهما وزادت الفروق السيكولوجية بحيث أصبحت المرأة دائما في مجال توتر وتشنج نتيجة المنافسة الحادة بينها وبين الرجل في جميع ميادين العمل.

    بينما في الدول التي لا تطبق سياسة المساواة مثل الصومال يقول بالعكس، فنسبة التقارب بين الرجل والمرأة أقوى من نسبة التقارب بينها في الدول المتقدمة، وهذا ما ذكرته مجلة ساينس ومجلة تايمز.

    كلما زادت نسبة المساواة بينهما زادت الفروق النفسية بينهما، هناك فرقان أساسيان بين الرجل والمرأة: فرق ثقافي في المفاهيم والأفكار، وفرق سيكولوجي ونفسي، فكلما ضيقنا الفرق الثقافي وقلنا أن الرجل والمرأة سواء ازداد واتسع الفرق السيكولوجي بين الطرفين وبين الجنسين، إلى حد يقول أصبح الأمر تشكيل العائلة أصبح أمراً صعباً، وتشكيل الأسرة المتلائمة المستمرة على سنين طويلة أصبح أمراً صعباً؛ نتيجة ازدياد الفجوة والفروق السيكولوجية بين الطرفين بسبب زيادة سياسة المساواة والتماثل في الحقوق والأدوار بين الطرفين الرجل والمرأة.

    النقطة الثانية: عندما نرجع إلى النظرية التي يطرحها الفكر الديني، يقول أن العلاقة ليست علاقة استقلال وإنما العلاقة علاقة تكامل
    فماذا يعني علاقة تكامل؟

    عندما نرى الشعوب المختلفة نرى أن كل شعب يمتلك خصائص ثقافية وخصائص وراثية سلوكية تختلف عن الشعب الآخر، ومن الطبيعي أن تكون العلاقة بين الشعوب علاقة تكامل، بمعنى أن الشعوب تتلاقح أفكارها وخبراتها في سبيل بناء الحضارة الإنسانية على الأرض وهذا ما تعرضت له الآية المباركة: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13] فكما أن الشعوب الإنسانية لا يمكنها بناء الحضارة إلا إذا كانت العلاقة بينها علاقة تكامل وتلاقح تجارب، كذلك لا يمكن للرجل والمرأة بناء المجتمع الإنساني إلا إذا كانت العلاقة بينهما علاقة تكامل لا علاقة استقلال وتنافس، ولا علاقة وظيفية، بل علاقة أخلاقية وأن تكون بين الطرفين علاقة التكامل.

    وهذا ما ركز عليه القرآن الكريم في ذكره أن تصميم الكون وتصميم الوجود تصميم هادف، ومن جملة تصميم الكون الهادف تصميم الاختلاف بين الرجل والمرأة فإن الاختلاف بينهما تصميم هادف ولذلك تجد الآيات القرآنية في سورة الروم جعلت في سياق واحد، عندما يقول تبارك وتعالى: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ «19» وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ «20» وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ «21» وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ «22»﴾ [الروم: 19- 22] أي كما أن تصميم السماوات والأرض تصميم هادف، أيضا وجود ذكر وأنثى بينهما سكن ومودة ورحمة جزء من التصميم الهادف، وكما أن علاقة السماوات والأرض علاقة تكامل، فلولا السماء لما بقيت الأرض ولولا الأرض لما بقيت السماء، والمجموعة الشمسية أسرة مترابطة ومتكاملة، كذلك لولا الترابط بين الذكر والأنثى على صعيد الأسرة لما عاش المجتمع البشري عيشة آمنه ومستقرة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X