تويت
شبهة ان تصدق الإمام علي (ع) بالخاتم حال الركوع منافي للخشوع في الصلاة والرد عليها .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
من الشبهات الهزيلة التي أطلقها أعداء الإمام علي (ع) من النواصب والحاقدين عليه التي تحاول عاجزة سلب ولو فضيلة واحدة من فضائله - وهو قطب الفضائل ومحورها - هي الشبهة التي تصور سلب الخشوع في الصلاة عن الامام علي (ع) عندما تصدق بخاتمه حال الركوع .
ويمكن الجواب والرد على هذه الشبهة بالأجوبة التالية :
1 - جواب ذكره آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه تفسير الأمثل فقال في تقرير الشبهة وجوابها : ( ... أن عليا (عليه السلام) بما عرف عنه من خشوع وخضوع إلى الله ، بالأخص في حالة الصلاة ( إلى درجة ، أنهم استلوا أثناء صلاته سهما كان مغروزا في رجله ، دون أن يحس بالألم كما في (الرواية المعروفة) فكيف يمكن القول بأنه سمع أثناء صلاته كلام السائل والتفت إليه ؟!
الجواب : إن الذين جاؤوا بهذا الاعتراض قد غفلوا عن أن سماع صوت السائل والسعي لمساعدته لا يعتبر دليلا على الانصراف والتوجه إلى النفس، بل هو عين التوجه إلى الله، وعلي (عليه السلام) كان أثناء صلاته يتجرد عن ذاته وينصرف بكله إلى الله، ومعروف أن التنصل عن خلق الله يعتبر تنصلا أيضا عن الله ، وبعبارة أوضح : أن أداء الزكاة أثناء الصلاة يعد عبادة ضمن عبادة أخرى ، وليس معناه القيام مباح ضمن العبادة ، بعبارة ثالثة : إن ما يلائم روح العبادة هو الانشغال والانصراف أثناءها إلى الأمور الخاصة بالحياة والشخصية ، بينما التوجه إلى ما فيه رضى الله تعالى يتلائم بصورة تامة مع روح العبادة ويؤكدها .
ومن الضروري أن تؤكد هنا أن الذوبان في التوجه إلى الله ، ليس معناه أن يفقد الإنسان الإحساس بنفسه ، ولا أن يكون بدون إرادة ، بل الإنسان بإرادته يصرف عن نفسه التفكير في أي شيء لا صلة له بالله ) - 1 -
2 - قد ذكر أئمة أهل السنة والجماعة في كتبهم ومصادرهم روايات صحيحة ان رسول الله محمد (ص) - وهو سيد الخاشعين والخاضعين في الصلاة - أنه فعل في بعض صلواته بعض الأفعال التي تعتبر فعلاً أكبر من عملية تصدق الامام علي (ع) بخاتمه في الصلاة ، ولم يزعم أحد منهم أن هذه الأفعال تتنافى مع خشوعه (ص) في صلاته كما زعموا ذلك بحق الامام علي (ع) ومثال ذلك ما رواه البخاري وغيره : ( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي وَهوَ حاملٌ امَامَةَ بنتَ زينبَ بنتِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فإذا سجدَ وضعَها وإذا قامَ حملَها ) - 2 -
ومثال أخر روي أنه (ص) : ( ... بينَما رسولُ اللَّهِ (ص) يصلِّي بأصحابِهِ إذ خلعَ نعليهِ فوضعَهُما عن يسارِهِ ... ) - 3 -
ومثال ثالث أنه (ص) أمر بقتل الأسودين الحية و العقرب حال الصلاة ، فروي أنه (ص) قال : ( اقتلوا الأسودين في الصلاة : الحية ، والعقرب ) - 4 - قال الكمال ابن الهمام الحنفي : الحديث بإطلاقه يشمل ما إذا احتاج إلى عمل كثير في ذلك ، أو قليل ، وقيل : بل إذا كان قليلًا ، ... وصرح الدردير المالكي بأن الصلاة لا تبطل بانحطاطه لأخذ حجر يرميها به ، أو لقتلها - 5 -
****************************************
الهوامش :
1 - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 4 ، ص 51 .
2 - الراوي : أبو قتادة ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم : 917 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية .
3 - الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم : 650 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية .
4 - الراوي : أبو هريرة ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع ، الصفحة أو الرقم : 1147 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية .
5 - انظر : موقع اسلام ويب ، الأطعمة والأشربة و الصيد ، الحيوان وما يتعلق به ، تحت عنوان : حكم قتل الحيات في الصلاة وخارجها وهل يجب الإنذار ؟ .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
من الشبهات الهزيلة التي أطلقها أعداء الإمام علي (ع) من النواصب والحاقدين عليه التي تحاول عاجزة سلب ولو فضيلة واحدة من فضائله - وهو قطب الفضائل ومحورها - هي الشبهة التي تصور سلب الخشوع في الصلاة عن الامام علي (ع) عندما تصدق بخاتمه حال الركوع .
ويمكن الجواب والرد على هذه الشبهة بالأجوبة التالية :
1 - جواب ذكره آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه تفسير الأمثل فقال في تقرير الشبهة وجوابها : ( ... أن عليا (عليه السلام) بما عرف عنه من خشوع وخضوع إلى الله ، بالأخص في حالة الصلاة ( إلى درجة ، أنهم استلوا أثناء صلاته سهما كان مغروزا في رجله ، دون أن يحس بالألم كما في (الرواية المعروفة) فكيف يمكن القول بأنه سمع أثناء صلاته كلام السائل والتفت إليه ؟!
الجواب : إن الذين جاؤوا بهذا الاعتراض قد غفلوا عن أن سماع صوت السائل والسعي لمساعدته لا يعتبر دليلا على الانصراف والتوجه إلى النفس، بل هو عين التوجه إلى الله، وعلي (عليه السلام) كان أثناء صلاته يتجرد عن ذاته وينصرف بكله إلى الله، ومعروف أن التنصل عن خلق الله يعتبر تنصلا أيضا عن الله ، وبعبارة أوضح : أن أداء الزكاة أثناء الصلاة يعد عبادة ضمن عبادة أخرى ، وليس معناه القيام مباح ضمن العبادة ، بعبارة ثالثة : إن ما يلائم روح العبادة هو الانشغال والانصراف أثناءها إلى الأمور الخاصة بالحياة والشخصية ، بينما التوجه إلى ما فيه رضى الله تعالى يتلائم بصورة تامة مع روح العبادة ويؤكدها .
ومن الضروري أن تؤكد هنا أن الذوبان في التوجه إلى الله ، ليس معناه أن يفقد الإنسان الإحساس بنفسه ، ولا أن يكون بدون إرادة ، بل الإنسان بإرادته يصرف عن نفسه التفكير في أي شيء لا صلة له بالله ) - 1 -
2 - قد ذكر أئمة أهل السنة والجماعة في كتبهم ومصادرهم روايات صحيحة ان رسول الله محمد (ص) - وهو سيد الخاشعين والخاضعين في الصلاة - أنه فعل في بعض صلواته بعض الأفعال التي تعتبر فعلاً أكبر من عملية تصدق الامام علي (ع) بخاتمه في الصلاة ، ولم يزعم أحد منهم أن هذه الأفعال تتنافى مع خشوعه (ص) في صلاته كما زعموا ذلك بحق الامام علي (ع) ومثال ذلك ما رواه البخاري وغيره : ( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي وَهوَ حاملٌ امَامَةَ بنتَ زينبَ بنتِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فإذا سجدَ وضعَها وإذا قامَ حملَها ) - 2 -
ومثال أخر روي أنه (ص) : ( ... بينَما رسولُ اللَّهِ (ص) يصلِّي بأصحابِهِ إذ خلعَ نعليهِ فوضعَهُما عن يسارِهِ ... ) - 3 -
ومثال ثالث أنه (ص) أمر بقتل الأسودين الحية و العقرب حال الصلاة ، فروي أنه (ص) قال : ( اقتلوا الأسودين في الصلاة : الحية ، والعقرب ) - 4 - قال الكمال ابن الهمام الحنفي : الحديث بإطلاقه يشمل ما إذا احتاج إلى عمل كثير في ذلك ، أو قليل ، وقيل : بل إذا كان قليلًا ، ... وصرح الدردير المالكي بأن الصلاة لا تبطل بانحطاطه لأخذ حجر يرميها به ، أو لقتلها - 5 -
****************************************
الهوامش :
1 - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ، ج 4 ، ص 51 .
2 - الراوي : أبو قتادة ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم : 917 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية .
3 - الراوي : أبو سعيد الخدري ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم : 650 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية .
4 - الراوي : أبو هريرة ، المحدث : الألباني ، المصدر : صحيح الجامع ، الصفحة أو الرقم : 1147 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح ، من موقع الدرر السنية ، الموسوعة الحديثية .
5 - انظر : موقع اسلام ويب ، الأطعمة والأشربة و الصيد ، الحيوان وما يتعلق به ، تحت عنوان : حكم قتل الحيات في الصلاة وخارجها وهل يجب الإنذار ؟ .
تعليق