تويت
ترمز الخيمة الى أصالة الإنسان العربي، وهي تعني في مفهوم التعامل البدوي انها الكرم والضيافة والإرادة والأصالة، والخيمة وطن، ومنه جاء الدعاء لأب العائلة لجعله خيمة على رؤوس عائلته، تقيهم البرد والحر؛ لما فيه من حماية وآمال، ومن اللطائف أني بحثت في لفظة الاعراب فوجدت انها اطلقت لسكان الخيام أي اهل الوبر، وقيل ان معنى الخيمة لفظا في اليونانية تعني سكان الخيام، وقيل انهم يمثلون تحديدا بدو العراق ويعتنون بتربية الابل.
والاعراب جاء في بعض المصادر التاريخية انهم لا يسكنون الا الخيام وقيل انهم يعنون بالاستقرار؛ كون لهم ابلهم وخيامهم على مقربة من الريف او الحوارة بينما اليهود يستثنون في احكامهم الشرعية الخيمة؛ كونها غير مستقرة، لكن اذا مات فيها احد من غير اليهود يعتبر كل ما تحت الخيمة نجاسة.
الخيمة بيت العربي وبها يزرع مشاعره ووجدانياته وهي الطمأنينة والآمال ويقال ان الخيمة تعني خيّم بالمكان، وتحمل على التنقل والحركة، فاذا كان المنزل من الحجر يحيل على الاستقرار العمراني البدوي والبعض يراه متنقلاً؛ كونه اذا هدده شيء من المخاطر ان كان من الطبيعة او البشر وهي كثيرة في مجتمع يتميز بالغزو من قبل القبائل والعشائر فيحيلها على عجل ويضعها فوق ظهر الجمل، والخيمة تصنع من وبر الجمال ومن شعر الماعز ومن صوف الأغنام.
أما الخيمة عند اهل الولاء الحسيني فهي تأخذ انماطا أخرى من المعنى لارتباطها بروح القداسة والالم والقهر. وهناك من يرى ان مجرد ذكر الخيمة تذكره بنار الخيام في الطف ومعناه حريم الحسين والأطفال وفراراهن من خيمة الى خيمة، والمنادي ينادي: احرقوا بيوت الظالمين، ولا نقول نحن إلا (لا حول ولا قوة الا بالله).