إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العقل والقلب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العقل والقلب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    ما هو الفرق بين العقل والقلب؟

    النفس البشرية لديها قوتان: قوة القلب، وقوة العقل.

    القلب: هو وعاء المشاعر والميول والغرائز، المشاعر مثل: الحب والبغض والفرح والحزن، الميول مثل: ميل الإنسان للرياضة، للفن، للفلسفة، الغرائز مثل: غريزة الجنس، الاستئثار، التملك، الغضب.

    العقل: وعاء الإدراكات، كما أن الانفعالات أقسام الإدراكات أيضا أقسام:

    الإدراك الوهمي: الاحتمال المجرد، مثلا: نحن نعيش في كون يضم مجموعات شمسية بالملايين أو بالمليارات، نحن نحتمل أن الله خلق كونا آخر غير هذا الكون، هذا الاحتمال إدراك وهمي لا يستند إلى نتيجة ودليل لكنه محتمل.

    الإدراك الخيالي: عبارة عن الصور التي يخترعها العقل ولا وجود لها، مثلا: أن يخترع عقلي صورة جبل من ذهب، أو أن يخترع عقلي صورة إنسان له عشرون رأس.

    الإدراك الحدسي والإدراك الواقعي: عندما تبحث عن الحقيقة أولا تحدس بها يسمى إدراك حدسي، ثم إذا قام الدليل والبرهان على صحة إدراكك أصبح الإدراك واقعيا، مجمع الإدراكات يسمى: عقلا، ومجمع الانفعالات يسمى: قلبا.

    هل بينهما التقاء أم هما مفترقان؟

    هما قوتان منفصلتان لأن لكل قوة دور يختلف عن دور القوة الأخرى، هل يلتقيان؟ نعم، هاتان القوتان يفترقان ويلتقيان، كيف يفترقان؟ إذا خضع القلب للعقل التقيا وإذا رفض القلب حكم العقل افترقا، مثلا: أنت إنسان مدخن، وعقلك يقول التدخين مضر، ولكن قلبك لا يطاوع عقلك، قلبك يمشي على انفعالاته، لعدم مطاوعة القلب للعقل هنا يحصل الافتراق بين القوتين، العقل يقول لك العلاقة مع فتاة أجنبية مفسد لدينك ولكن قلبك يحبها، إذا لم يطع قلبك عقلك يحصل الانحراف، وإذا أطاع قلبك عقلك حصل التوازن، القرآن الكريم يذكر في آيتين عدم طاعة القلب للعقل: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ﴾ عقولهم أدركت الواقع ولكن قلوبهم لا تطاوع عقولهم، ويقول القرآن الكريم: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ يعني أن قلوبهم لا تطاوع عقولهم لذلك يقال: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾.

    بينما نأتي للآية ، تعبير القرآن تعبير جميل يشير إلى التقاء القوتين، يقول: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ العقل قوة والقلب قوة ﴿قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ﴾ يريد أن يشير إلى التقاء القوتين، خضوع القلب للعقل.

    القلب يكون قلبا عاقلا إذا ضبطه العقل، لماذا سمي العقل بذلك؟ العقل لغة: هو الضبط والإمساك، عقلت البعير يعني أمسكت به وربطته بجدار معين، القلب مضطرب يوم يفرح ويوم يحزن، يوم يحب ويوم يبغض، يوم يشك ويوم يتيقن، القلب مجمع الاضطراب ويحتاج إلى قوة تضبطه، القلب متشعب يحتاج إلى قوة تضبطه وتمسكه، لذلك يسمى القوة الضابطة للقلب: العقل، لأنها تضبط مشاعره وميوله وغرائزه لذلك تسمى هذه القوة: العقل، فإذا خضع القلب للقوة الضابطة أصبح قلبا عاقلا ﴿قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾.

    متى يكون العقل قائدا للقلب؟

    إذا كان عقلا فطريا، العقل على نوعين: فطري ومؤدلج، العقل المؤدلج لا يمكن أن يخرج عن التلقين المؤدلج، يعني أن هذا العقل منذ صغره عبئ ولقن بثقافة مؤدلجة معينة لا يمكن أن يخرج العقل عن هذا الإطار، المنهج الذي عبئ به ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ هنا العقل إذا كان مؤدلجا لا يسير بالقلب نحو الهدى، أما العقل الذي إذا خضع القلب له صار القلب في هدى هو العقل الفطري الذي ينطلق من فطرته بدون أدلجة مسبقة لذلك القرآن يركز على العقل الفطري، يقول: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ العقل الفطري ينفذ إلى لب الأشياء يعني حقائق الأشياء، ولأنه يصل إلى لب الأشياء وحقائها يعبر عنهم ﴿أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ إن كنتم أصحاب ألباب تصلون إلى لب الأشياء إذن ستكونون متقين، لذلك يقول القرآن الكريم: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ العاقل لا يرغب عن ملة إبراهيم لأن ملة إبراهيم ملة التوحيد ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ من سار على ملة إبراهيم فهو عاقل وفطري، ومن رغب عن ملة فهو سفيه، ولذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ”العقل ماعبد به الرحمن واكتسب به الجنان

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X