إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَفَاةُ عليِّ (العُرَيضيّ) بنِ الإمامِ جعفرِ الصَّادقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَفَاةُ عليِّ (العُرَيضيّ) بنِ الإمامِ جعفرِ الصَّادقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    مَن هوَ العُرَيضي ّ ؟
    هو السيّد عليُّ بنُ الإمامِ جعفرِ الصَّادقِ بنِ الإمامِ محمّد البَاقِرِ بنِ الإمامِ عليِّ السجَّادِ بنِ الإمامِ الحُسينِ بنِ الإمامِ عليِّ بن أبي طالبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، القُرَشي ، الهاشمي ، العلويّ ، المدني ، المشهور بـ ( العُرَيضيّ )، نسبة إلى العُرَيض، تصغير عَرْض أو عُرْض، وهو وادٍ بالمدينةِ المنوّرةِ ـ معجمُ البُلدانِ، لياقوتِ الحمويّ، ج4، ص114، والمكنّى بـ ( أبي الحسين ) وعقبه من ثلاثةِ رجالٍ: مُحَمُّدُ الأكبرِ، وأحمدُ الشَّعرانيّ، والحسنُ.

    بعد وفاة أبيه الإمام الصادق(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، أصبح تحت رعاية أخيه الإمام الكاظم (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، و نهل من مناهله الفياضة الصافية ، فأصبح علماً من أعلام القرن الثاني الهجري.
    عُرِف السيّدُ عليُّ العُرَيضيّ بملازمتِهِ الشَّديدَةِ لأخيهِ الإمامِ موسى الكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، حتّى أنّه سافر معه في أربع عُمَرٍ إلى مكّة بعياله وأهله.
    ولَمّا أُستُشهِدَ الإمامُ الكاظمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) صدّقَ إمامةَ إبن أخيهِ عليَّ بنَ موسى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، ومِنْ بعدِهِ إمامةِ ولَدِهِ مُحَمُّدِ الجَّوادِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فقدْ نَقلَ عنْهُ زَكريَّا بنَ يحيى البَصريّ أنَّهُ قالَ في حديثِ طويلٍ لَهُ: لقدْ نَصرَ اللهُ أبَا الحسنِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لمّا بَغَى عليْهِ إخوتِهِ وعمومتِهِ.. ( وذكَرَ حَديثاً، حتّى إنتهى إلَى قولِهِ: )
    فقمتُ وقبضتُ على يَدِ أبي جعفرٍ مُحَمُّدِ الجِوادِ بنَ عليِّ الرِّضَا (عَلَيْهِما السَّلاَمُ) وقلتُ: أشهدُ أنّكَ إمامي عندَ اللهِ، فبَكَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ثُمَّ قالَ: يا عَمِّ، ألمْ تَسمَعْ أبي أي الكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وهوَ يقولُ: قالَ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): بأبَي إبنَ خِيرةِ الإماءِ، النُّوبيّةِ الطَيَّبَةِ، يكونُ مِنْ ولدِهِ الطَّريدُ الشَّريدُ، الموتورُ بأبيِهِ وجدِّهِ، وصاحبِ الغَيبَةِ، فيُقالُ: ماتَ أو هلكَ، أو أيَّ وادٍ سَلَكَ ؟!
    قالَ عليُّ العُرَيضي: قلتُ: صدقتَ جُعِلتُ فداكَ. الإرشاد للشيخ المفيد،ص 297.
    كما عاصر الإمام الرضا و الجواد و الهادي(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، و صاحبهم في أسفار عديدة ، و أخذ منهم العلوم ، والفضائل الكثيرة ، وكان أمين سرِّهم ، وخازن أموالهم أيضاً ، إضافة لذلك استفاد من حسينِ بنِ زيدٍ الشَّهيدِ ، وسفيانِ بنِ عُيينَه ، و مُحَمُّدِ بنِ مُسلمٍ ، وعبدِ المَلِكِ بنِ قُدامةِ ، ومعتبٍ ، وأبي سعيدٍ المَكِّيِّ ، وروى عنهم أيضاً.
    ووقفَ أمامَ الواقفيَّةِ وقفةً مُشرِّفَةً ، وتحدَّاهم بِكُلِّ قوّةٍ ، وأظهرَ للجَّميعِ زيفَ دعواهم ، وانحرافهم عنِ النَّهجِ القَوِّيمِ ، وكانَ وجيهاً محترماً لدى الشَّيعة الإماميَّة ، وكانَ يفدُ إليهِ النَّاس ، وينهلونَ من علومِهِ الّتي تلقَّاهَا مباشرةً عن أبيهِ الصَّادقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ).
    وفي قولِهِ بإمامةِ أبي جعفرٍ الجَّوادِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، وقولِ بعضٍ لَهُ: أنتَ في سِنّك وقَدْرِكَ، وأبوكَ جعفرُ بنُ مُحَمُّدِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، تقولُ هذا القولُ في هذا الغُّلامِ ؟! فأجابَ المستنكِرَ عليهِ: ما أراكَ إلاّ شيطاناً !
    ثُمّ أخذَ بلحيتِهِ ورفعهَا إلَى السَّماءِ وقالَ: فمَا حيلتي إنْ كانَ اللهُ رآه أهلاً لهذا ( أي لأمرِ الإمامةِ )، ولم يَرَ هذهِ الشيبةَ لهذا أهلاً ؟ !. رجال الكشّي 429 / الرقم 803

    وعنِ الحُسينِ بنِ الإمامِ موسى الكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قالَ: كنتُ عندَ أبي جعفرٍالجَّوادِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بالمدينةِ وعندَهُ عليّ بنَ جعفرٍ وأعرابيّ من أهلِ المدينةِ جالسٌ، فقالَ ليَ الأعرابيُ: مَن هذا الفَتى ؟ وأشارَ إلَى أبي جعفرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، قلتُ: هذا وصيّ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، قالَ: سُبحانَ اللهِ! رسولُ اللهِ قدْ ماتَ منذُ مِئتَي سَنةٍ وكذا وكذا سنة، وهذا حَدَثٌ، كيفَ يكونُ هذا وصيَّ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ؟! قلت: هذا وصيّ عليّ بنِ موسى، وعليّ وصيّ موسى بنِ جعفرٍ، وموسى وصيّ جعفر.. وهكذا عَدّ إلى رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ).
    قالَ: ودنَا الطَّبيبُ ليقطعَ لهُ العِرقَ، فقامَ عليُّ بنُ جعفرٍ فقالَ: يا سيّدي، تبدأ بي لتكونَ حِدّةُ الحَديدِ فيَّ قبلَكَ، قالَ: قلتُ: يُهنئكَ اللهُ، هذا عَمُّ أبيهِ ، قالَ: وقطعَ العِرْقَ، ثُمَّ أرادَ أبو جعفرٍ النهوضَ، فقامَ عليُّ بنُ جعفرٍ فسوّى لَهُ نَعلَيهِ حتّى يلبسَهُمَا. رجالُ الكشّي 429 / الرقم 804.

    وعنْ مُحَمُّدِ بنِ الحسنِ بنِ عمادٍ قالَ: كنتُ عندَ عليٍّ بنِ جعفرٍ بنِ مُحَمُّدٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)جالساً، وكنتُ أقَمتُ عندَهُ سنتينِ أكتبُ عنهُ مَا سَمِعَ منْ أخيه ( يعني أبا الحسن موسى الكاظم عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إذ دخلَ عليهِ أبو جعفرٍ مُحَمُّدِ الجَّوادِ بنِ عليّ الرِّضَا (عَلَيْهِما السَّلاَمُ) المسجدَ ( مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله )، فوثبَ عليُّ بنُ جعفرٍ بلَا حذاءٍ ولَا رداءٍ، فقبّلَ يدَهُ وعظّمَهُ، فقالَ لهُ أبو جعفرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): يا عمّ اجلِسْ رحمَكَ اللهُ، فقالَ: يا سيّدي، كيفَ أجلسُ وأنتَ قائمٌ ؟!
    فلمّا رجَعَ عليُّ بنُ جعفرٍ إلَى مجلِسِهِ جعلَ أصحابُه يوبّخونَهُ ويقولونَ: أنتَ عَمُّ أبيهِ وأنتَ تفعلُ بهِ هذا الفعلَ! فقالَ: اُسكُتوا، إذا كانَ اللهُ عزَّوجلَّ ( وقبض على لحيته ) لمْ يؤهّلَ هذه الشَّيبَةُ، وأهّلَ هذا الفَتى ووضَعَه حيثُ وضَعَه، أُنِكر فضلَه ؟! نعوذُ باللهِ ممّا تقولونَ، بلْ أنَا لَهُ عبدٌ ( أي خادم مطيع ). الكافي ،ج 1،ص 322 ،ح 12.
    روى السيّد عليّ بن الإمام جعفر الصَّادق (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عشرات، بل مئات المسائل الشرعيّة عنه، يأتي له بالأسئلة في مجالاتٍ شتّى ثمّ يدوّن عن لسانه الشريف أجوبته وينقلها إلى الناس ما جُمع اليوم كتاباً كبيراً تحت عنوان: مسائل عليّ بن جعفر، هذا فضلاً عمّا رواه عن أبيه الإمام جعفر الصَّادق (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، ومِن ذلك قوله:

    سمعتُ أبي جعفرَ بنَ مُحَمُّدٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يقول لجماعةٍ مِن خاصّته وأصحابه: ( استَوصُوا بموسى ابني خيراً؛ فإنّه أفضلُ وُلْدي ومَن أخلف بعدي، وهو القائم مقامي والحُجّة لله عزّوجلّ على كافّة خَلْقه مِن بعدي ).
    هذا وكان عليّ بن جعفر شديد التمسّك بأخيه موسى والانقطاع إليه، والتوفّر على أخذ معالم الدِّين منه. الإرشاد للشيخ المفيد،ص 290.
    أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:-
    1- قال الشيخ المفيد : إنّ علي بن جعفر من رواة الأحاديث ، وإنّ رواياته معتمدة ومعتبرة ، وهو تقي ، فاضل ، وثقة ،وكان يلازم أخاه الإمام الكاظم(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)
    دائماً ، وقد روى عنه روايات كثيرة.
    ـ قال الشيخ الطوسي : إنّه عالم ، جليل ، ثقة ، ومعتمد عليه .2
    3- قال العلاّمة الحلّي : إنّه ثقة ، وقد نقل عنه الكِشِّي الرواية ، ويدل ذلك على اعتقاده الراسخ وأدبه تجاه الإمام الجواد (عَلَيْهِ السَّلاَمُ).

    روي عن ابن أخيه إسماعيل ـ أنّه: تُوفّي سنة عشرٍ ومئتين
    وتعدّدت الآراء حول محلّ دفنه، وهي بين ثلاثة:
    منهم من قال: قبره في قمّ ، ومنهم من قال: قبره خارج قلعة سمنان ( في إيران )
    ومنهم من قال: إن قبره في العُرَيض ( في المدينة المنوّرة ).

    يقول الشيخ المجلسي: وقبره في ( قمّ ) مشهور.. وقد مكث في الكوفة مدّة، ثمّ استدعى منه أهلُ قمّ النزول إليهم، فأجابهم إلى ذلك وبقي هناك إلى أن تُوفّي، وله ذريّة منتشرة في العالم وفي إصفهان. بحار الأنوار،ج 301،ص 48 ،ح 302.
    لكنّ الحقّ أنّ قبره بالعُرَيض في ناحية المدينة، كما هو معروفٌ عند أهل المدينة، وعلى قبره قبّة عالية، وقبره مَزُور، والظاهر أنّ القبر الذي في قمّ والذي في سمنان لشخصين آخَرين مشاركَينِ له في الاسم واسم الأب، فتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل، كما يقع كثيراً ويحصل به الاشتباه. أعيان الشيعة،ج 8،ص 177.
    الخلاصة: الرجل كان في نفسه صالحاً متّقياً عالماً فاضلاً، وفوق ذلك كان صحيح العقيدة مسلِّماً لآل البيت عليهم السّلام، آخذِاً عنهم باثّاً منهم داعياً إلى ولايتهم ومعارفهم. وقد خلّف آثاراً كريمة ما زال الفقهاء والعلماء يأخذون بها ويعملون وفْقَها، وقد احتلّت موقعاً مهمّاً ومساحةً واسعة في العقيدة والفقه والأخلاق وشؤون الحياة الإسلامية.
    فرحمه الله.. وأجزل له حُسن ثوابه.
    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 26-07-2022, 09:04 PM.

  • #2

    الأخ الفاضل الأشتر . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذه المقالة القيمة عن علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      كلُّ التَّقديرِ لمتابعاتكم وإطرائكم وهذا نابع من صميم حرصكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X