إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

واقعةُ الحَرّةُ في المَدينَةِ المُنَورَةِ 28 ذي الحِجَّةِ 36 للهِجرَةِ :-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واقعةُ الحَرّةُ في المَدينَةِ المُنَورَةِ 28 ذي الحِجَّةِ 36 للهِجرَةِ :-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ

    قالَ تَعَالَى في كِتَابِهِ الكريمِ :﴿ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾، سُورَةُ المَائدَةِ،الآية 32.
    «واقعةُ الحَرّةُ» حدثٌ مریرٌ ومُحزنٌ لِلغَاِیَّة، وأمرٌ ثقیلٌ جداً ، حصَلَتْ هذهِ الواقعةُ في سنةِ 63 للهِجرَةِ، في عهدِ يزيدَ بنِ معاويَةَ، بینَ جيشِ الشَامِ وأهلِ المدينةِ المُنَورَةِ وقتَ العِشاءِ.
    «الحَرّةُ» في الُّلغةِ: الأرضُ المُحصَبَةِ وذاتِ التَّضاریسِ الصَّخریَّةِ الغیرِ متکافئَةِ، وتحتوي علَی صخورٍ سوداءٍ أیضاً، وإجتیازُهَا صَعبٌ لِلغایَّةِ، فأُخذَتْ واقعةُ الحَرَّةِ مِنْ هذهِ التَّسمیَّةِ، حیثُ هاجمَ الجیشُ الشَّاميُّ الّذي یمثلُ حکومةَ یزیدَ، للمدینَةِ المُنَوَّرَةِ مِنَ الضِّلعِ الشَّرقيِّ لهَا، یعني منَ الجَهةِ المُحصَبَةِ الملیئةِ بالتَّضاریسِ والصُخورِ.
    إذا مَا تأملنَا الظُّروفَ الّتي حَصَلتْ فيهَا واقعةُ الحَرّةِ سَنَة 63هـ أي بعدَ إستشهادِ الإمامِ الحُسينِ
    (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بسنتينِ، وما حدثَ فيهَا منْ مجازرٍ وأهوالٍ وإنتهاكٍ لحرُماتِ المسلمينِ، سنجدُ انَّهَا حصلَتْ إمتداداً لواقعةِ عاشوراءِ ونتيجةً لمَا قامَ بهِ أهلُ البيتِ والمؤمنونَ منْ كشفٍ لظلمِ وفسادِ يزيدَ والأمويينَ وإصرارِ المسلمينَ علَى التَّمسكِ بإقامةِ المآتمِ علَى الإمامِ الحسين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ).
    وقد سمِعَ الكثيرونَ عنْ واقعةِ الحَرّةِ لكنَّ تفاصيلَ هذه الواقعةِ الأليمةِ بقيَّتْ في موضعِ عدمِ الإهتمامِ الكَافي منْ جانبِ المؤمنينَ والتَّغاضي منْ جانبِ المُنافقينَ الّذينَ دأبوا علَى محاولاتِ طَويهَا وطَمرَهَا معَ ما تمَّ إخفاؤهُ والتَّغاضي عنْهُ منْ تجاوزاتِ الأمويينَ وأسلافِهِم ممَّنْ واكَبوا نبوّةَ الرَّسولِ المُصطفَى
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وإمامةَ المُرتضَى عليِّ بنِ ابي طَالبٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)..
    وكانَ سَبَّبُ ثورةَ أهلِ المَدينةِ هو ذهابُ عدَّةٌ منْهُم إلَى الشَّامِ بقيادةِ عبدِ اللهِ بنِ حنظلَةَ الأنصاري -الّذي يُعرفُ أبوهُ بغسيلِ الملائكةِ - علَى أثرِ الأخبارِ الّتي وردتْ إلَى المدينةِ المُنَوّرةِ والّتي تتحدّثُ عنْ إستهانةِ يزيدَ بالإسلامِ والمسلمينَ، فذهبوا إلَى مقرِّ الحُكومةِ في الشَّامِ، واطّلعوا علَى أعمالِ يزيدَ عنْ قُربٍ، ورأوا بأعينِهِم مَا يقومُ بهِ منْ هتْكٍ لِحُرمةِ الإسلامِ والمسلمينَ، وشُربِهِ الخمرَ ولعبِهِ القِمارَ وملاعبتِهِ للكِلابِ والقِرَدَةِ
    ولمّا عادوا إلَى المدينةِ نقلوا لأهلِهَا مَا شاهدوهُ في الشَّامِ وحدّثوا أهلَهَا بفسادِ البِّلاطِ الأمويِّ، وأخذوا يحثّونَ النَّاسَ علَى الثَّورةِ والتَّمرّدِ علَى يزيدَ، فوقفَ عبدُ اللهِ بنُ حنظلةَ أمامَ أهلِ المدينةِ وخاطبَهُم: (
    فوَ اللهِ مَا خرجنَا علَى يزيدَ حتّى خُفنَا أنْ نُرمَى بالحجارةِ منَ السَّماءِ، إنَّهُ رجلٌ ينكحُ الأُمّهاتِ والبناتِ والأخواتِ، ويشربُ الخمَرَ، ويَدَعُ الصَّلاةَ تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر: ج27، ص429.، وكانَ عبدُ اللهِ بنُ حنظلةَ شَريفاً فاضلاً عابداً إستفادَ منْ موقعِهِ الإجتماعيِّ بينَ النَّاسِ في دَعوتِهِم للإلتحاقِ بِهِ والإلتحامِ معَهُ لمُحارَبَةِ يزيدَ وبني أميَّةَ، وإنتخَبَهُ أهلُ المدينةِ المُنَوَّرَةِ حاكماً علَيْهِم، وبايعوَهُ في اليومِ الأوَّلِ منْ شَهرِ مُحرَمِ الحَرامِ عام 63هـ، وطردوا عثمانَ بنَ مُحَمَّدٍ بنَ أبي سُفيانَ، حاكمُ المَدينةِ المُنَوَّرَةِ وعاملُ يزيدَ فيْهَا، ثُمَّ أُلقيَ القبضُ علَى بني أميَّةَ والقريشيينَ المتفقينَ معَ بني أُميَّةَ، وأعدادُهم تَصِلُ إلَى الألفِ، فحُبِسوا في بيتِ مروانَ بنِ الحَکمِ، ثُمَّ أَرسلَ حاکمُ المدينةِ المُنَوَّرَةِ قميصَهُ المُمَزقِ قطعةٍ قطعةٍ إلَی يزيدَ، وبعثَ لَهُ برسالةٍ کتبَ فيْهَا: (استصرخنا فلقد أخرج أهل المدينة المنورة أهلنا منها)
    لمَّا وصلَ هذا الخبرُ إلَی يزيدَ، أرسلَ إلَی المدينةِ المُنَوَّرَةِ رجلاً يُدعَى مُسلمُ بنُ عقبةِ يقودُ جيشاً جرّاراً، وقدْ کانَ مُتعطشاً للدِّماءِ لَا يَرحَمُ، وأمرَهُ بقمعِ الإضطراباتِ في المدينةِ المُنَوَّرَةِ، وعلَی رغمِ أنَّهُ کانَ طاعناً في السِّنِ، قدْ ناهزَ عمرُهُ التِّسعينَ عاماً، إلَّا أنَّهُ قَبِلَ هذهِ المُهمةِ، وأمرتْ الحكومةُ أنْ يُنادَی: تعبّأوا أيُّهَا النَّاسُ لقتالِ أهلِ الحِّجازِ وخذوا عَطاءَکُم، فکانَ کُلُّ منْ يتعبأُ ويستعدُ، يُعطَی لَهُ مائةَ دينارٍ في نفسِ الوقتِ، فلمْ تمضِ إلَّا فترةً قصيرةً حتّی إجتمعَ حوالي إثني عشرَ ألفِ رجلٍ، وفي روايةٍ أُخری: أنَّهُ قادَ (20) ألفَ فارسٍ وسبعةَ آلافِ راجلٍ، وأعطَی يزيدُ جائزةَ مائةَ دينارٍ لِكُلِّ فارسٍ ومائةَ دينارٍ لِكُلِّ راجلٍ، وأمرَهُم أنْ يلتحقوا بمسلمَ ِبن عقبةِ، وسايرَ يزيدُ مسلمَ بنَ عقبةَ وجيشَهُ حوالي فرسخاً ونصفاً، ثُمَّ رَجعَ، وکانَ بينَ الجيشِ منَ المسيحيينَ الشاميينَ أيضاً، كانوا قدْ إستعدوا لحربِ أهلِ المدينَةِ المُنَوَّرَةِ، وأوصَى يزيدُ مسلمَ بن عقبة في مَا يخصُّ أهلَ المدينَةِ المُنَوَّرَةِ فقالَ: ادعُ القومَ ثلاثاً، فإنْ رجعوا إلَى الطَّاعَةِ فأقبلْ منْهُم وكُفَّ عنْهُم، وإلَّا فأستَعِنْ باللهِ وقاتِلِهُم، وإذا ظهرتَ عليْهِم، فأَبِحْ المدينةَ ثلاثاً، ثُمَّ أكفُّفَ عنِ النَّاسِ‏، وخُذْ البيعَةَ منَ النَّاسِ، أنْ يکونوا عبيداً قِناً ليزيدَ، ومتّی مَا خرجتَ منَ المدينَةِ المُنَوَّرَةِ فاتَجِه نحوَ مَكَّةَ.
    وتقدمَ مُسلمُ بنُ عقبةَ، وإجتاحَ أهلَ المدينَةِ المُنَوَّرَةِ ، وكانتْ وقعةٌ عظيمةٌ ، قُتلَ فيْهَا خلقٌ كثيرٌ منَ النَّاسِ، منْ بني هاشِم، وسائرِ قُريشٍ، والأنصارِ، وغيرِهِم منْ سائرِ النَّاسِ، مروجُ الذَّهبِ ،ج 3،ص 84.. وأباحَ مُسلمُ بنُ عقبةَ المدينةَ ثلاثةَ أيامٍ... وأُنتهبَتْ أموالاً كثيرةً مِنْهَا، ووقعَ شَرٌّ عظيمٌ، وفسادٌ عريضٌ، علَى مَا ذكَرَهُ غيرُ واحدٍ ، وذَكرَ أبنُ كثيرٍ أنَّ إبنَ عقبةَ قتلَ ألفَ بِكرٍ ، وقتلَ سبعمائَةَ رجلٍ منْ حملةِ القرآنِ. البداية والنهاية ، ج 8.
    وقالَ المُسعوديُ: قتلَ بِضعٌ وتسعونَ رجلاً، منْ سائرِ قريشٍ ومثلُهُم منَ الأنصارِ،وأربعةَ آلافٍ منْ سائرْ النَّاسِ، مِمَّنْ أدرَكَهُ الإحصاءُ دونَ منْ لمْ يعرفْ ،مروجُ الذَّهبِ، ج 3، ص 85. وقالَ صاحبُ كتابِ المِحَن: كانَ مسلمُ بنُ عقبةَ يقولُ: منْ جاءَ برأسِ فلَهُ كذا وكذا، ومنْ جاءَ بأسيرٍ فلَهُ كذا وكذا، وجعلَ يَغري قوماً لَا دينَ لَهُم، فقتلوا مَا لَا يُحصَى ولَا يَعُدُّ ، كتابُ المِحَنِ، ج ، ص 151.، وقتلَ يومَ الحَرَّةِ، منْ أصحابِ النَّبيِّ
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ثمانونَ، ولمْ يبقَ بعدَ ذلكَ بَدريٌّ ، كتابُ المِحنِ، 1، ص 158. وروى ابنُ كثيرٍ أنَّ ألفَ امرأةٍ منْ أهلِ المَدينَةِ، ولدَتْ بعدَ وقعةِ الحَرَّةِ، منْ غيرِ زوجٍ ، الخصائصُ الكُبرى،ج 3، ص 240 ، وكانَ النَّاسُ يلبسونَ المصبوغَ، منْ الثِّيابِ قبلَ الحَرَّةِ ، فلمَّا قُتلَ النَّاسُ بالحَّرةِ، إستحيوا أنْ يفعلوا ذلكَ.
    وروي أنَّ مُسلمَ بنَ عقبةَ، أتى بعليٍّ بنِ الحُسينِ، فتبرأَ منْهُ ومنْ آبائِهِ ثُمَّ أقعَدَهُ وقالَ لَهُ: سَلني حوائِجَكَ، فَلَمْ يسألَهُ في أحدٍ مِمَّنٍ قَدِمَ إلَى السَّيفِ إلَّا شَفَعَّهُ فيهِ، ثُمَّ إنصرفَ عنْهُ، فقيلَ لعليٍّ: رأيناكَ تُحرِكَ شفتيكَ، فمَا الّذي قُلتَ؟
    قال: قلت: ( اَللَّهُمَّ رَبَّ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ وَ مَا أَظْلَلْنَ وَ رَبَّ اَلْأَرَضِينَ اَلسَّبْعِ وَ مَا أَقْلَلْنَ ،رب العرش العظيم، رَبَّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهرينَ، أعوذُ بِكَ مِنْ شَرَّهِ، وأدرأُ بِكَ مِنْ نَحرِهِ، أسألكُ أنْ تؤتينَي خَبرَهُ، وتكفيني شَرَّه ). وقيلَ لمُسلِمِ بنِ عقبةَ: رأيناكَ تَسُّبَ هذا الغُلامُ وسَلَفِهِ، فلما أتى رفعتَ منزلَتَهُ. فقالَ: ما كانَ الرأيُ منْي،لقدْ مُلئَ قلبي منهُ رُعباً، مروج الذهب، ج 3،ص 85.
    ولم تكن الكارثة في قتل أهل المدينة فقط، وإنما كانت الكارثة أيضا فيأن الناس بايعوا يزيد على أنهم عبيد له ، الطبري، ج 7، ج 13.
    وهرب يوم الحرة إلى كهوف الجبال، العديد من الصحابة:
    من الغريب أن الأنصار مع احترامهم الكبير لأهل البيت
    (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) واستشهاد بعضهم مع الإمام الحسين(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) واستنكارهم قتله وإقامتهم العزاء عليه، واستقبالهم المؤثر للإمام زين العابدين(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) والسبايا.. لكنهم لم يستشيروا الإمام السجاد(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) في خلع يزيد، ولا جعلوا ثورتهم بسبب قتل الحسين وآل الرسول(عَلَيْهِم السَّلاَمُ)، مع أن ابن الزبير الموصوف بعدائه لعلي(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) دعا الناس إلى نفسه وأظهر الطلب بدم الحسين(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، الأخذ بالثار، السيد محسن الأمين، ص10.
    فكان الأحرى بالأنصار أن ينهضوا ثأراً لأهل بيته
    (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) لأنه ثأرٌ للنبي(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)يجب على المسلمين كافة القيام به، ويجب عليهم خاصة لتحالفهم مع النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وبيعتهم له قبل هجرته، على حمايته مما يحمون منه أنفسهم وحماية أهل بيته وذريته(عَلَيْهِم السَّلاَمُ) مما يحمون منه ذراريهم! المعجم الأوسط، الطبراني، ج2، ص207.، لكنهم لم يفعلوا ذلك، بل جعلوا سبب ثورتهم فساد يزيد وفقده الشرعية لأنه فاسقٌ فاجر، وكأن أباه معاوية كانت له شرعية ولم يكن فاسقاً فاجراً!
    هذه هي نتيجة الإنحراف عن خط أهل البيت الذي أوصى به
    الرسول
    (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فكان فيما أفاده: ( إنِّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي. وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض )،وسائل الشيعة ، ج 27 ،ص 34. خالفوا رسول الله، فكانت النتيجة أن تحكَّم في رقابهم يزيد بن معاوية. ثمَّ لمَّا خرج الحسين (عَلَيْهِم السَّلاَمُ) وقال: أيها المسلمون، من رأى منكم سلطانا جائرا يستحل حرمات الله، فلم ينكر عليه كان حقاً على الله يدخله مدخله ،الكامل في التاريخ -لاين الأثير، ج4 ،ص 48.. استنهضهم فلم ينهضوا، استنفرهم فلم ينفروا، فخرج وحيداً -روحي فداه-، وقُتل غريبا مظلوما ظامئا -بمرأى وبمسمعٍ من المسلمين-، فكانت النَّقمة أنَّهم حينما تحفَّظوا على أنفسهم وعلى أولادهم وعلى ذراريهم، أن قُتِلَت أولادهم، والأفظع أنه استُبيحت نساؤهم، والأفظع من ذلك أنَّ مسلم بن عقبة المري جلس على منبر رسول الله (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) في المدينة، ثم دعا من تبقَّى من رجال المسلمين، وقال: تأتون تبايعوني. فجاء رجلٌ تلو رجل، على أيِّ شيء نبايعك؟ قال: تبايعوني على أنكم خِولٌ -يعني خِوَلٌ ليزيد ،تهذيب التهذيب لابن حجر ،ج11 ، 316، أي عبيدٌ له!-, فأدخل عليه أحدهم وقال له: أبايعك على كتاب الله، وسنة رسوله. قال: تبايعني على أنَّك فيئ ليزيد. قال: أبايعك على كتاب الله، وسنة رسوله. قال: قدِّموه، واضربوا عنقه. وهذا الذي رفض أن يكون عبداً ليزيد هو يزيد بن عبدالله بن الأسود، الأخبار الطوال -للدينوري- 265، حفيد أم سلمة-أم المؤمنين-! ثم دخل رجل آخر، قال له: تبايعني على أنَّك قنٌّ ليزيد. قال: أبايعك على سُنَّة عمر. قال: قدِّموه واضربوا عنقه!، تاريخ الطبري، ج4 ، 379. فدخل بعده الرجال وبايعوه على أنهم خول وعبيد ليزيد -وهذا هو كلام المؤرخين.


  • #2
    الأخ الفاضل الأشتر . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذه المقالة القيمة عن واقعة الحرة التي تكشف عن الصفحات الدموية والإجرامية لسياسية البطش والقتل التي تنتهجها بني أمية . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3
      لكم الإحسان والإمتنان لمَا صدرَ من حرصكم على متابعة ما نكتب شكرا لكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X