بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام بوم الدين
يقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(كان أبي إذا دخل شهرُ المُحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبةُ تغلبُ عليه، حتّى يمضي مِنه عشرةُ أيّام، فإذا كان يومُ العاشرِ كان ذلك اليومُ يومَ مُصيبتِهِ وحُزنِهِ وبكائه، ويقول: هو اليومُ الذي قُتِلَ فيه الحسين)
[عوالم العلوم]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
هذه العباراتُ المُؤلمة لإمامِنا الرضا تُشيرُ إلى انكسارِ قلوبِ أهلِ البيتِ على الحسينِ لاسيّما في أيّامِ عاشوراء،
هذه الأيّامُ التي ما صارت لها هذه الخصوصيّةُ إلّا بسببِ هذا الإنكسارِ الذي حدث في قُلوبِ أهلِ البيتِ وفي قُلوبِ شيعتِهم في هذه الأيّام،
كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق إذ يقول:
(إذا هلَّ هلالُ المُحرّمِ نشرت الملائكةُ ثوبَ الحسينِ وهو مُخرّقٌ مِن ضربِ السيوفِ ومُلطّخٌ بالدِماء، فنراهُ نحنُ وشِيعتُنا بالبصيرةِ لا بالبَصَر فتنفجرُ دُموعُنا)
[ثمرات الأعواد]
أيضاً يُشيرُ إلى هذا الانكسارِ الذي عمّ قلوبَ أهلِ البيتِ أبو عمارةَ المُنشِد -أحدُ أصحابِ إمامِنا الصادق- إذ يقول:
(ما ذُكِرَ الحسينُ بن عليٍّ عند أبي عبداللهِ الصادق في يومٍ قطُّ فرُئيَ أبو عبداللهِ مُتبسّماً في ذلك اليوم إلى الّليل!
وكان أبو عبداللهِ يقول: الحسينُ عَبرةُ كلِّ مؤمن)
[عوالم العلوم]
فقلوبُ الخلْقِ طُرّاً انكسرت وتأثّرت لِما جرى على الحسين، لاسيّما قلوبُ الشيعةِ على نحو الخصوص،
ولكنّ الانكسارَ الأعظمَ والأشدَّ والأعزَّ هو إنكسارُ قلوبِ أئمّتِنا الأطهار.. لاسيّما قلبُ إمامِ زمانِنا الذي هو خُزانةُ الأحزانِ ومَجمعُ الرزايا والّلوعات!
فكلُّ ثانيةٍ تمرُّ على قلبِ إمامِ زمانِنا هي مأتمُ لوعةٍ وزفرةٍ ونشيجٍ وحسرةٍ وتأسُّفٍ ودموعٍ حمراء على سيّدِ الشهداء، كما نقرأ في زيارةِ الناحيةِ المقدّسة -التي يزورُ بها إمامُ زمانِنا جدّهُ الحسين-
إذ يقولُ إمامُ زمانِنا في هذه الزيارة مُخاطباً جدّهُ الحسين، يقول:
(فلئن أخّرتني الدُهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لِمن حاربك مُحارباً ولِمَن نصَبَ لك العداوةَ مُناصباً، فلأندُبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينَّ لك بدلَ الدُموعِ دَماً حسرةً عليك وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهُّفاً حتّى أموتَ بلوعةِ المُصاب وغُصّةِ الاكتئاب)
فهذا الإنكسارُ الذي حدثَ في قُلوبِ أهلِ البيت ولاتزالُ جمرتُهُ تستعِرُ في قُلوبِهم وفي قلبِ إمامِ زمانِنا إلى يومِنا هذا.. هذا الانكسارُ هو الّذي يجعلُ لهذا المقطعِ الزماني مِن حياةِ الوجود خُصوصيّةً،
فالذي ينكسِرُ قلبُهُ في هذه الأيّامِ انكساراً يُؤاسي ويُوافقُ انكسارَ قلبِ إمامِ زمانِنا.. فإنّما وافقَ في ذلك قلبَ اللهِ تعالى.. لأنّ الإمامَ المعصومَ هو قلبُ اللهِ الواعي، كما يقولُ إمامُنا الصادق وهو يتحدّثُ عن مقاماتِ أهل البيتِ الغيبيّة العليّة، يقول:
(نحنُ حُجّةُ اللهِ في عبادهِ وشُهداؤهُ على خَلْقه، وأُمناؤهُ على وحيه، وخُزّانُهُ على عِلْمِه، ووجهُهُ الذي يُؤتى مِنهُ، وعينُهُ في بريّتِه، ولسانُهُ الناطق، وقلبُهُ الواعي، وبابُهُ الذي يدلُّ عليه)
وكما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (أنا قلْبُ اللهِ الواعي ولسانُ اللهِ الناطق وعينُ اللهِ الناظرة)
[التوحيد للشيخ الصدوق]
فالانكسارُ الذي حدث في أيّامِ عاشوراء هو الذي يُكسِبُ هذه الأيّامَ خُصوصيّةً عن غيرها،
وهذا الانكسارُ وهذه المُصيبةُ التي تأثّرَ لها الوجودُ يتّضحُ معناها في هذه العبائر مِن زيارةِ عاشوراء حين تقولُ الزيارة:
(يا أبا عبدالله، لقد عظُمَت الرزيّةُ، وجلّت وعظُمَت المُصيبةُ بك علينا وعلى جميع أهلِ الإسلام، وجلّت وعظُمَت مُصيبتُك في السموات على جميعِ أهلِ السموات)
فهذه المُصيبةُ الّتي عَظُمت في السماواتِ وفي الأرض وعَظُمت على جميعِ أهلِ الإسلام.. إنّما عَظُمت على جميعِ الكائناتِ بعد أن عظُمت على إمامِ زمانِنا،
لأنّ إمامَ زمانِنا حُجّةٌ مُطلقةٌ كاملةٌ على أهلِ الأرضِ والسماء.. ولذا فإنّ المُصيبةَ الكبيرةَ والرزيّةَ العظيمةَ إذا نزلت لابُدّ أن تكون قد حلّت بساحتِهِ أوّلاً ونحنُ تَبَعاً لذلك،
فهذه المُصيبةُ الّتي عظُمت في السماء وفي الأرض وعَظُمت على جميعِ الخلائق إنّما عظُمت في ساحة إمامِ زمانِنا وبعد ذلك عَظُمت على المحجوجينَ به باعتبارهِ الحُجّةُ البالغةُ على الخلائقِ أجمعين
ولذا.. في مثلِ هذه الأيّام التي تحمِلُ هذه الخُصوصيّة عند أهلِ البيت.. فلنجعل مِن قُلوبنا -ولو افتعالاً هكذا- تعيشُ الانكسارَ لِلَوعةِ إمامِ زمانِنا على جدّهِ الحسين،
الذي لم يتمكّنُ مِن البكاءِ فليتباكى، فالرواياتُ الشريفةُ كما مَدحت البكاء مدحت التباكي أيضاً،
وكما مَدَحت الانكسارَ فهي على نفسِ هذه الوتيرةِ تمدحُ افتعال الانكسار،
كلُّ ذلك كي تكونَ هذه القلوبُ مُوافِقةً ومُواطئةً لقلب إِمامِ زمانِنا،
وإلّا فشيعةُ أهلِ البيت المُخلصين أحزانُهم أحزانُ أئمّتِهم .
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام بوم الدين
يقولُ إمامُنا الرضا "صلواتُ اللهِ عليه":
(كان أبي إذا دخل شهرُ المُحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبةُ تغلبُ عليه، حتّى يمضي مِنه عشرةُ أيّام، فإذا كان يومُ العاشرِ كان ذلك اليومُ يومَ مُصيبتِهِ وحُزنِهِ وبكائه، ويقول: هو اليومُ الذي قُتِلَ فيه الحسين)
[عوالم العلوم]
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
[توضيحات]
هذه العباراتُ المُؤلمة لإمامِنا الرضا تُشيرُ إلى انكسارِ قلوبِ أهلِ البيتِ على الحسينِ لاسيّما في أيّامِ عاشوراء،
هذه الأيّامُ التي ما صارت لها هذه الخصوصيّةُ إلّا بسببِ هذا الإنكسارِ الذي حدث في قُلوبِ أهلِ البيتِ وفي قُلوبِ شيعتِهم في هذه الأيّام،
كما يُشيرُ إلى ذلك إمامُنا الصادق إذ يقول:
(إذا هلَّ هلالُ المُحرّمِ نشرت الملائكةُ ثوبَ الحسينِ وهو مُخرّقٌ مِن ضربِ السيوفِ ومُلطّخٌ بالدِماء، فنراهُ نحنُ وشِيعتُنا بالبصيرةِ لا بالبَصَر فتنفجرُ دُموعُنا)
[ثمرات الأعواد]
أيضاً يُشيرُ إلى هذا الانكسارِ الذي عمّ قلوبَ أهلِ البيتِ أبو عمارةَ المُنشِد -أحدُ أصحابِ إمامِنا الصادق- إذ يقول:
(ما ذُكِرَ الحسينُ بن عليٍّ عند أبي عبداللهِ الصادق في يومٍ قطُّ فرُئيَ أبو عبداللهِ مُتبسّماً في ذلك اليوم إلى الّليل!
وكان أبو عبداللهِ يقول: الحسينُ عَبرةُ كلِّ مؤمن)
[عوالم العلوم]
فقلوبُ الخلْقِ طُرّاً انكسرت وتأثّرت لِما جرى على الحسين، لاسيّما قلوبُ الشيعةِ على نحو الخصوص،
ولكنّ الانكسارَ الأعظمَ والأشدَّ والأعزَّ هو إنكسارُ قلوبِ أئمّتِنا الأطهار.. لاسيّما قلبُ إمامِ زمانِنا الذي هو خُزانةُ الأحزانِ ومَجمعُ الرزايا والّلوعات!
فكلُّ ثانيةٍ تمرُّ على قلبِ إمامِ زمانِنا هي مأتمُ لوعةٍ وزفرةٍ ونشيجٍ وحسرةٍ وتأسُّفٍ ودموعٍ حمراء على سيّدِ الشهداء، كما نقرأ في زيارةِ الناحيةِ المقدّسة -التي يزورُ بها إمامُ زمانِنا جدّهُ الحسين-
إذ يقولُ إمامُ زمانِنا في هذه الزيارة مُخاطباً جدّهُ الحسين، يقول:
(فلئن أخّرتني الدُهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لِمن حاربك مُحارباً ولِمَن نصَبَ لك العداوةَ مُناصباً، فلأندُبنّك صباحاً ومساءً ولأبكينَّ لك بدلَ الدُموعِ دَماً حسرةً عليك وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهُّفاً حتّى أموتَ بلوعةِ المُصاب وغُصّةِ الاكتئاب)
فهذا الإنكسارُ الذي حدثَ في قُلوبِ أهلِ البيت ولاتزالُ جمرتُهُ تستعِرُ في قُلوبِهم وفي قلبِ إمامِ زمانِنا إلى يومِنا هذا.. هذا الانكسارُ هو الّذي يجعلُ لهذا المقطعِ الزماني مِن حياةِ الوجود خُصوصيّةً،
فالذي ينكسِرُ قلبُهُ في هذه الأيّامِ انكساراً يُؤاسي ويُوافقُ انكسارَ قلبِ إمامِ زمانِنا.. فإنّما وافقَ في ذلك قلبَ اللهِ تعالى.. لأنّ الإمامَ المعصومَ هو قلبُ اللهِ الواعي، كما يقولُ إمامُنا الصادق وهو يتحدّثُ عن مقاماتِ أهل البيتِ الغيبيّة العليّة، يقول:
(نحنُ حُجّةُ اللهِ في عبادهِ وشُهداؤهُ على خَلْقه، وأُمناؤهُ على وحيه، وخُزّانُهُ على عِلْمِه، ووجهُهُ الذي يُؤتى مِنهُ، وعينُهُ في بريّتِه، ولسانُهُ الناطق، وقلبُهُ الواعي، وبابُهُ الذي يدلُّ عليه)
وكما يقولُ سيّدُ الأوصياء: (أنا قلْبُ اللهِ الواعي ولسانُ اللهِ الناطق وعينُ اللهِ الناظرة)
[التوحيد للشيخ الصدوق]
فالانكسارُ الذي حدث في أيّامِ عاشوراء هو الذي يُكسِبُ هذه الأيّامَ خُصوصيّةً عن غيرها،
وهذا الانكسارُ وهذه المُصيبةُ التي تأثّرَ لها الوجودُ يتّضحُ معناها في هذه العبائر مِن زيارةِ عاشوراء حين تقولُ الزيارة:
(يا أبا عبدالله، لقد عظُمَت الرزيّةُ، وجلّت وعظُمَت المُصيبةُ بك علينا وعلى جميع أهلِ الإسلام، وجلّت وعظُمَت مُصيبتُك في السموات على جميعِ أهلِ السموات)
فهذه المُصيبةُ الّتي عَظُمت في السماواتِ وفي الأرض وعَظُمت على جميعِ أهلِ الإسلام.. إنّما عَظُمت على جميعِ الكائناتِ بعد أن عظُمت على إمامِ زمانِنا،
لأنّ إمامَ زمانِنا حُجّةٌ مُطلقةٌ كاملةٌ على أهلِ الأرضِ والسماء.. ولذا فإنّ المُصيبةَ الكبيرةَ والرزيّةَ العظيمةَ إذا نزلت لابُدّ أن تكون قد حلّت بساحتِهِ أوّلاً ونحنُ تَبَعاً لذلك،
فهذه المُصيبةُ الّتي عظُمت في السماء وفي الأرض وعَظُمت على جميعِ الخلائق إنّما عظُمت في ساحة إمامِ زمانِنا وبعد ذلك عَظُمت على المحجوجينَ به باعتبارهِ الحُجّةُ البالغةُ على الخلائقِ أجمعين
ولذا.. في مثلِ هذه الأيّام التي تحمِلُ هذه الخُصوصيّة عند أهلِ البيت.. فلنجعل مِن قُلوبنا -ولو افتعالاً هكذا- تعيشُ الانكسارَ لِلَوعةِ إمامِ زمانِنا على جدّهِ الحسين،
الذي لم يتمكّنُ مِن البكاءِ فليتباكى، فالرواياتُ الشريفةُ كما مَدحت البكاء مدحت التباكي أيضاً،
وكما مَدَحت الانكسارَ فهي على نفسِ هذه الوتيرةِ تمدحُ افتعال الانكسار،
كلُّ ذلك كي تكونَ هذه القلوبُ مُوافِقةً ومُواطئةً لقلب إِمامِ زمانِنا،
وإلّا فشيعةُ أهلِ البيت المُخلصين أحزانُهم أحزانُ أئمّتِهم .