البكاء على الحسين ع سنة نبوية
روى أحمد بن حنبل ( ت 241هـ) في فضائل الصحابة ،ج 2 - ص 675
بسند صحيح : ( حدثنا أحمد بن إسرائيل قال : رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله بخط يده : نا أسود بن عامر أبو عبد الرحمن ( ثقة) قثنا الربيع بن منذر ، عن أبيه قال : كان حسين بن علي يقول : من دمعتا عيناه فينا دمعة ، أو قطرت عيناه فينا قطرة ، أثواه الله عز وجل الجنة)
فقه الرواية :
ـــ نفهم من كلام الراوي : ( كان حسين بن علي يقول : من دمعت عيناه ...) أن الحسين ع كان يكرر هذه العبارة ويداوم على قولها، وذلك قبل استشهاده ع، فكأنه يشير إلى ما جرى من مصائب على أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، وربما يشير إلى ما سيجري عليه وثواب البكاء على مصابه .
ــ كيف عرف الإمام الحسين ع أن من يبكي عليهم مثواه الجنة؟
لا شك أنه أخذه عن أبيه وأمه عن جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ــ يؤسس الإمام الحسين ع لسنة البكاء عليهم ع، وهو صحابي وسيد شباب أهل الجنة ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ومن مصاديق العترة الطاهرة الذين امرنا النبي بالتمسك بهم في حديث الثقلين المتواتر، فكلامه حق، وعليه يستحب البكاء عليهم( عليهم السلام) ومن يفعل ذلك مع مراعاة شروط النجاة كالقيام بالواجبات ... يكون مثواه الجنة.
يؤيد قوله ما وري عنه عليه السلام بسند صحيح كما أثبتنا في منشور مستقل ( روى الحميدي ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن شريك ، قال : قال الحسين : ( نبعث نحن وشيعتنا كهاتين - وأشار بالسبابة والوسطى ـ )
ميزان الاعتدال - الذهبي - ج 2 - ص 439، ورواه العقيلي في الضعفاء ج2 ص 266.
ــ أول من بكى على الحسين ع هو جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل إنه أجهش بالبكاء كما في رواية رجالها ثقات حسب قول الهيثمي.
جاء في مجمع الزوائد للهيثمي ، ج 9 - ص 188 - 189
( وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي قال لا يدخل على أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى فأطلت فإذا حسين في حجره والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال أفتحبه قلت أما في الدنيا فنعم قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء ، وفى رواية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء . رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات )
ومن معاني النشيج أنه أشد البكاء، راجع ، فتح الباري لابن حجر - ج 2 - ص 172
فالعجب انكار الأمة البكاء والتباكي على الحسين ع ، وعدم اقتدائها بنبيها وسبطه الذي وعد الباكي عليهم الجنة !
تعليق