بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾، سُورَةُ العَنْكَبوتِ ،الآيات 1-3.
الفِتْنةُ كما عرّفها أهل اللغة أنها الِابْتِلَاءُ والامْتِحانُ وَالِاخْتِبَارُ، وأَصلها مأْخوذ مِنْ قَوْلِكَ فتَنْتُ الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ إِذا أَذبتهما بِالنَّارِ لِتُمَيِّزَ الرَّدِيءَ مِنَ الجيِّدِ ، لسان العرب لابن منظور. والفِتَن مِنَ السُنن الإلهية القَطعيّة الحُدوث والتي تَجتاح الفِكر البَشري أينما حلّ طيلة وجوده في الحياة الدنيا، فَلَن تَستثني أحداً دون آخر ولن تَقتَصر على زمانٍ مُحدّد ولا مكانٍ دون آخر، غَيرَ أنّ الروايات الشّريفة أشارت الى أن فِتَن آخر الزمان هيَ الأشَد وقعاً والأمضى أثراً في تَساقط المسلمين وتَشَضّي وحدَتَهُم، فأغلب تلكَ الروايات هي مما أتُّفِقَ عليه بين عامة المسلمين، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: (سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ، مِنْهَا: فِتْنَةُ اَلْأَحْلاَسِ يَكُونُ فِيهَا حَرَبٌ وَ هَرَبٌ ثُمَّ بَعْدَهَا فِتَنٌ أَشَدُّ مِنْهَا، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ كُلَّمَا قِيلَ: اِنْقَطَعَتْ تَمَادَتْ حَتَّى لاَ يَبْقَى بَيْتٌ إِلاَّ دَخَلَتْهُ وَ لاَ مُسْلِمٌ إِلاَّ صَكَّتْهُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي)، التشریف بالمنن ، ج۱ ، ص۷۰.
لَقَد بَدأت رِياحُ الفِتَن تَعصِف بالأمة لِتَخلِطَ الحَقّ بالباطل، والخَير بالشّر، وَبَدأت بُذور الفِتَن تزرع بَين المُسلمين لتَستَميل من أصَمّ الشَيطان أسماعَهم وأعمى أبصارَهم وَخَدَعهُم بمُسَمّيات وشعارات تَستَبطِنُ الفُرْقَة في مَضمُونها كالإنفتاح والحَدَاثة وما شاكل ذلك. لقد استيقضت فِتَنُ الشهوات والشُّبُهات من وَحْل الغَفلَة والجَهل، وَهَبّت رياحُها لِتَعصِف بأصحاب القلوب الضعيفة والعقول الفارغة، وستطرق ابواب المسلمين باباً باباً وسَيهتَزَّ ويَسقط كُلُّ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ وسينْهار بِهِم في مُستَنقعاتٍ من افكارٍ مُنحَرِفة، فَعَنِ اَلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَمَا وَ اَللَّهِ لاَ يَكُونُ اَلَّذِي تَمُدُّونَ إِلَيْهِ أَعْيُنَكُمْ حَتَّى تُمَيَّزُوا أَوْ تُمَحَّصُوا حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْكُمْ إِلاَّ اَلْأَنْدَرُ ثُمَّ تَلاَ ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمّٰا يَعْلَمِ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ جٰاهَدُوا مِنْكُمْ وَ يَعْلَمَ اَلصّٰابِرِينَ ﴾، سُورَةُ آلِ عِمرَانَ ،الآية 142،)،الغَيبَةُ للطُّوسیِّ ،ج۱ ،ص336.
قالَ اللهُ تعالَى مُخاطبًا نبيّهِ مُحَمّدًا (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾، سُورَةُ هودٍ ،الآية 112.
رُوي أنّ بعض أصحاب النبيّ محمّد (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قالوا له: ( لقد أسرع فيك الشيب، فأجاب (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): "شيبتني سورة هود)، تفسير كنز الدقائق ، ج6 ،ص250.
ومن سرّ ذلك نقل عن ابن عبّاس في تفسير الحديث السابق: "أنّه ما أنزل على رسول الله آية كانت أشدّ عليه ولا أشقّ من آية " ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ .
وهُناكَ علَى مَرِّ التِّاريخِ نماذجُ إيمانيَّةُ ثابِتَةٌ في وجهِ الفِتَنِ المُحيطَةِ بهم منْهَا:
نبيُّ اللهِ سُليمان الذي حدّثنا الله تعالى عن ولايته التكوينيّة بقوله: ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ ﴾، سُورَةُ ص ،الآية 36.
ومع ذلك وَ رُوِيَ: ( أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ مَرَّ فِي مَوْكِبِهِ وَ اَلطَّيْرُ تُظِلُّهُ وَ اَلْجِنُّ وَ اَلْإِنْسُ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ قَالَ فَمَرَّ بِعَابِدٍ مِنْ عُبَّادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ وَ اَللَّهِ يَا اِبْنَ دَاوُدَ لَقَدْ آتَاكَ اَللَّهُ مُلْكاً عَظِيماً قَالَ فَسَمِعَهُ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَتَسْبِيحَةٌ فِي صَحِيفَةِ مُؤْمِنٍ خَيْرٌ مِمَّا أُعْطِيَ اِبْنَ دَاوُدَ وَ إِنَّ مَا أُعْطِيَ اِبْنَ دَاوُدَ يَذْهَبُ وَ اَلتَّسْبِيحَةَ تَبْقَى )، بحار الأنوار ، ج14 ،ص۸۳.
والنموذج الآخر آسية بنت مزاحم التي كانت زوجة فرعون، تعيش في قصره الكبير، في ثراء وفير، بين خدم وحشم كثير، ومع ذلك رفضت كلّ هذا الثراء، وسلكت في سبيل الله تعالى، وفضّلت بيتًا عند الله في الجنّة على قصور فرعون في الدنيا فقالت: " رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " .
كانت امرأة فرعون نموذجًا في مواجهة التهديد والتعذيب كما كانت نموذجًا في ترك ملذّات الدنيا.
فقد هدِّدت بالعذاب، فلم تتراجع حتى مدّت بين أربعة أوتاد، ثمّ لا زالت تعذّب، وهي تردّد: " رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " حتى ضربها الله مثلاً لكلّ المؤمنين في العالم: قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ .
ومن النماذج الأولى لمقاومة التهديد والتعذيب هو نبيّنا محمّد(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)الذي حاول المشركون أن يثنوه عن سبيل الله بالتهديد واليهود فعبّر عن ثباته على الصراط بقوله: ( وَاللهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرَ فِي يَسَارِي، مَا تَرَكْتُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أهْلَكَ فِي طَلَبِهِ )، الغدير ، الشيخ الأميني ، ج ٧ ،ص ٣٥٩ .
أن الذي يَتَصَفّح التاريخ الإسلامي بِتَمعُّنٍ وإنْصاف يَجِدُ بين الفَيْنة والأُخرى ظهور أفكارٍ ونظريات من رَحِمِ تَيّارات وأحزاب ثَبُتَ أنحرافها، فَقَد كانَت تَغْرُزُ أنْيابها لِتَشُلّ العُقُول بِشِعاراتٍ ظاهِرُها مُقَدّس وباطِنُه سُمٌّ زُعاف وَلِتَسير بالأمّة نَحو المَزيد من التَشَظّي والإنقسام والأبتعاد عَن جَوْهَر الدّين، وعَن حَقيقتة الإلهية التي أمَرَ اللهُ به، وَهذا لَعُمْري أعْظَم أنواع الفِتَن وأشَدُّها فَتْكاً بِجَسَدِ الأمة ، فَعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : ( سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ لاَ يَبْقَى مِنَ اَلْقُرْآنِ إِلاَّ رَسْمُهُ وَ لاَ مِنَ اَلْإِسْلاَمِ إِلاَّ اِسْمُهُ يُسَمَّوْنَ بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ اَلنَّاسِ مِنْهُ مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَ هِيَ خَرَابٌ مِنَ اَلْهُدَى فُقَهَاءُ ذَلِكَ اَلزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ اَلسَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ اَلْفِتْنَةُ وَ إِلَيْهِمْ تَعُودُ)، الکافي ، ج۸ ، ص۳۰۷. والرواياتُ بهذا الشأن جاءت مُسْتَفيضة مُوَضّحَةً لحال الأمّة وحقيقة ما سَيَصيبُها مِنَ التَرَدّي والإنحطاط٬ وَتَشْرَحُ الخُذلانَ والسُقوط الذي سَيُمْنى بِهِ بَعضُ المُسلمين جَرّاء ما سَيُصيبهم مِن فِتَنٍ خَرَجَت منهم لِتَرتَدّ اليهم٬ عِنْدَها سَيُمْسي الأسلام غَريبا كما بَدأ غَريبا، وَعِندها سَتُحَرّفُ المَفاهيم وَتُبَدّل الأقوال وليَكون الزُور والكَذب والغِشّ والخداع ممارسات لا يَمْلِكها الّا أهلُ الفِطْنَة والذَكاء والدَهاء لِتَتَحوّل الی مَظاهِرٍ مَحمُودة يَتَسابَقُ عليها الجُهّالُ طَمَعاً في حُطامٍ زائِل.
لَقَد خَطَب أميرُ المؤمنين ومولی المُوحّدين عَلي عليه السلام فذكر [بعض] المَلاحِمِ فَقال: (سَلُونى قَبْلَ اَنْ تَفْقِدُونِى ، اَما وَ اللَّهِ لَتَشْغَوَنَّ الْفِتْنَةُ الصَّمآءُ بِرِجْلِها وَ تَطآءُ فى خِطامِها ، فَيا لَها مِنْ فِتْنَةٍ شُبَّتْ نارُها بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ ، مُقْبِلَةً مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ ، رافِعَةً ذَيْلَها ، داعِيَةً وَيْلَها ، بِدِجْلَةَ اَوْ حَوْلَها ، ذاكَ اِذَا اسْتَدارَ الْفَلَكُ ، وَ قُلْتُمْ ماتَ اَوْ هَلَكَ ، وَ بِاَىِّ وادٍ سَلَكَ ، وَ لَوْ شِئْتُ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِما يَاْتى وَ يَكُونُ مِنْ حَوادِثِ دَهْرِكُمْ ، وَ نَوآئِبِ زَمانِكُمْ ، وَ لكِنْ اُفْضيهِ اِلى مَنْ اُفْضيهِ اِلَيْهِ ، مَخافَةً عَلَيْكُمْ ، وَ نَظَراً لَكُمْ ، عِلْماً مِنّى بِما هُوَ كآئِنٌ ، وَ ما تَلْقَوْنَ مِنَ الْبَلآءِ الشَّامِلِ ، ذاكَ عِنْدَ تَمَرُّدِ الْاَشْرارِ ، وَ طاعَةِ اُؤلىِ الْخِسارِ ، حَيْثُ يَكُونُ الضَّرْبُ بِالسَّيْفِ اَهْوَنَ عَلىَ الْمُؤْمِنِ مِنِ اكْتِسابِ دِرْهَمٍ حَلالٍ ، حينَ لا تُنال الْمَعيشَةُ اِلاَّ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فى سَمآئِهِ ، حينَ تَسْكُرُونَ مِنْ غَيْرِ شَرابٍ ، وَ تَحْلِفُونَ مِنْ غَيْرِ اضْطِرارٍ ، وَ تَظْلِمُونَ مِنْ غَيْرِ مَنْفَعَةٍ ، وَ تَكْذِبُونَ من غَيْرِ اِحْراجٍ ، تَتَفَكَّهُونَ بِالْفُسُوقِ ، وَ تَتَبادَرُونَ بِالْمَعْصِيَةِ ، قَوْلُكُمُ الْبُهْتانُ ، وَ حَديثُكُمُ الزُّورُ ، وَ اَعْمالُكُمُ الْغُرُورُ ، فَعِنْدَ ذلِكَ تُقْتَلُونَ ، وَ بِاَنْواعِ الْبَلآءِ تُضْرَبُونَ ، يَعَضُّكُمُ الْبَلآءُ كَما يَعَضُّ الْغارِبَ الْقَتَبُ)، نهج البلاغة من شرح ابن أبي الحديد: ج 2 ،ص 50 ،ط 1، وفِتْنة المَذهب هِي الأعظم والأدهى لأنّها تَصيب قَلب دين الله وَجَوهره، فَلا غَرابَة أن تَرى وحُوش الارض وشياطينها تتسابق للنّيل من هذا المنهج، فَنَرى الفِتَن تَتعاظَم وتَتَفاقَم خلال الغيبة الكبرى لصاحب الامر عَجّل اللهُ تعالى فَرجه فَيَسقط بسببها الكَثير من أولئك الذين لا يَحملون مِنَ التشيُّع الّا رَسْمَه فَيتعلّقون بقشور الدين، ما يَنْفَعهم ويَجْتَزؤن مِنه ما يَضُرّ مصالحم. قال الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ): (النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون ). ان مُجرَّد الانتماء الشَكلي للمذهب لا يَعصِم المُسلم الشيعي مِنَ السُقوط في أحضان الفِتنة، فَهي مُحيِّرةٌ مُضلَّةٌ، ولكن الادراك الحَقيقي لِمَعنى الولاية، والمعرفة والاتباع المُطلق لمنهج مُحمد وآل مُحمد عليهم السلام، هُو الحِصن والسَبيل نَحو النَّجاة والخَلاص مِن الفِتن وأبتلاءاته.