بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
ان الحديث عن هذه الشخصية العظيمة ذات المعاني والخصال الحميدة لايكفي موضوع واحد بل في مواضيع،فلننظر مدى حبه واحترامه الشديد لاخيه ابي عبدالله الحسين{عليه السلام}.
ان مدى تأدب العبا بن امير المؤمنين {صلوات الله عليهما}في مقابل اخيه الحسين{عليه السلام}انه لايناديه بكلمة أخي بل كان يناديه :سيدي ومولاي،لان الامام شيء وغير الامام شيء آخر،فهو لم يجلس أبداً وظهره للامام{عليه السلام}،لقد كان حرم رسول الله يعلمن ان العباس يجود بنفسه من اجل الامام {عليه االسلام}وحرم الله،وقد تخاف الحرم ،ولكنهن يطمئنن بوجود شخص نذر نفسه للحسين كأبي الفضل{عليهما السلام}ان العباس واصحاب الحسين كانوا في قمة الادب قبالة ابن بنت رسول الله{صلى الله عليه واله}فلم يجرء أحد للتقدم الى ميدان الحرب
من دون اذن منه سلام الله عليه}
فياايها المسلمون لاينبغي لكم ان تتقدموا على الله ورسوله وعلى الائمة الاطهار بدون اذن منهم فياليت لواعتبرنا
من هذا الدرس لان ثورة الطف هي دروس وعير اضافة الى العَبرة والدمعة
يقول بعض المحققين (رضوان الله تعالى عليه):
((قد جمع (ع) هذه الانواع من الأدب و الأدب العلمي الذي هو فن المنظوم والمنثور من الكلام العربي)).
والأدب الشرعي الذي هو عبارة عن المحافظة على ما ورد في الشرع.
والأدب الروحاني العرفاني وهو عبارة عن تهذيب النفس عن ذميم الأخلاق.
والأدب العقلي الذي هو عبارة عن مراعاة حقوق الأحترام لأهل الرفعة والمنصب السامي.
وقد أستبان مما سبق تفوقه في الأدب العلمي والشرعي والعرفاني فيما ذكرناه في علومه وعبادته وأما أدبه العقلي وهو السلوكي ففي سلوكه الأدبي الذي ظهر في صحبته لأخيه الإمام الحسين (ع) فسلوك الأبرار وطريقته الصلحاء الأخيار.
قد قضى حياته معه لا يرد عليه ولا يعارضه في فعل وإذا أمره مضى لأمره، وإذا وجهه في مهم لا يبرم أمراً ولا ينقضه حتى يطالع رأيه ويحيل ذلك إلى فكره قبولاً ورداً، ولم يخاطبه مدة حياته إلا بقوله سيدي أو يا بن رسول الله وما جرى مجراهما من المخاطبات الدالة على الأحترام ويعرض كثيراً من الخطاب بالأخوة وأن نطق بها أحياناً لعلمه أنها تشعر بالكفاءة وأنها مما يخاطب بها الأكفاء فيصلح مثل ذلك للحسين (ع) في خطاب الحسن (ع) أما من عداهما من ولد علي (ع) فلا يخاطبهما بمثل هذا الخطاب المشعر بالمكافأة والمساوات وإنما يصلح لهم من باب الأدب أن يخاطبوهما بخطاب العبد للمولى، والمسود للسيد، ولا كفوء للحسين (ع) في نظر العباس (ع) وإن كان هو أخوه النسبي وأبن أبيه لكنه كان يجله ويحترمه ويرى أنه سيده وإمامه وأبن رسول الله (ص) فيرى أن هذا هو الأصوب والأوفق لذلك كان لا يخاطبه إلا بسيدي يا بن رسول الله أو يكنيه بأبي عبد الله أو ما شابه ذلك إلا من موارد الحنان والأشفاق كما قال محمد بن الحنفية في عزم الحسين (ع) على الخروج قال له:
يا أخي أنت أحب الناس إلي وأعزهم علي القصة المشهورة فهذا خطاب حنان وعطف أدى مثله العباس بن أمير المؤمنين (ع) عند أخر نقطة من حياته وقرب الوقت الذي لفظ فيه نفسه الزكية وذلك عند سقوطه على شاطئ العلقمي مقطوع اليدين، مفضوخ الهامة، ومخ رأسه يسيل على وجهه والسهم قد شك عينه فنادى: السلام عليك يا أبا عبد الله أدركني يا أخي هذه كلمة الحنان اللاذعة والتي كان الحسين (ع) يشتهي أن يسمعها من أخيه أبي الفضل ويا للأسف أنها قارنت الأحزان الموجعة لقلب الحسين
اللهم اجعلنا ممن يحظى برضاك ياارحم الراحمين
وصلى الله على محمد وال محمد .
تعليق