إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من بلاغة القرآن :مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ نارًا فَلَمّا أَضاءَت ماحَولَهُ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من بلاغة القرآن :مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ نارًا فَلَمّا أَضاءَت ماحَولَهُ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
    واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين

    قال تعالى في سورة البقرة: " مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ نارًا فَلَمّا أَضاءَت ما حَولَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنورِهِم وَتَرَكَهُم في ظُلُماتٍ لا يُبصِرونَ" [آية: ١٧]

    في هذه الآية العديد من النُكات البلاغية،
    حيث ( استوقد) تدلُّ على الطلب وتوحي و تشعر بالمشقة والنصب في سبيل إشعال النار بدلالة الهمزة و السين و التاء،
    و في ( ماحوله) تبيانٌ بأن الضوء مجاور له و ليس منبعثًا منه، فهو ضوء مجاورة، لا مُلابسة ومخالطة، فالضوء عارضٌ و الظلمة أصليّة،

    لكن سنقف عند قوله: "ذهب الله بنورهم" فسبحانه عبّر عن انقطاع النور عنهم بذهاب الله به،
    ولم يقل (انقطع نورهم)، و لا (أخذ الله نورهم)، ولا (أذهب الله نورهم)،
    ولمْ يُسنِد الذهاب إلى النّور نفسه، فلم يقل( ذهب نورهم) بل عبّر عن ذلك بما يتضمّنُ انقطاعَ النّور وذهابَهُ بعد ذهاب مُسبّبه، وهو المولى -عز وجل- فذهابُ الله بذلك النّورِ هو انقطاع المعيّة التي خصّ بها أولياءه، فقطعها بينه وبين المنافقين.


    ثم هو قال: (بنورهم) و لم يقل (بنارهم)، فيكون ذلك اتّساقًا مع أول الآية "استوقد نارًا" ،
    و لا (بضوئهم) توافقًا مع قوله: " فلمّا أضاءت" ؛
    و سبب ذلك -والله أعلم- أن النار تشتمل على ثلاثة أشياء هي: الضوء، والنور، والحرارة،

    فالضوءُ زيادةٌ في النور، فذهابه لا يعني ذهابَ أصله، وهو النور؛ لأنّ النور إشراقٌ وضياء، لكنّ الذهاب بالنور ذهابٌ بالضياء؛ "لأنّ الضوء هو زيادةٌ في النور، فلو قال: (ذهب الله بضوئهم) لأوهمَ الذهابَ بالزيادة فقط دون الأصل، فلمًا كان النورُ أصلَ الضوءِ كان الذهابُ به ذهابًا بالشيء و زيادته، وأيضًا فإنّه أبلغُ في النفي عنهم، وأنّهم من أهل الظلمات لا نورَ لهم، وأيضًا فإنّ الله تعالى سمّى كتابَهُ نورًا، و رسولَهُ نورًا، ودينَهُ نورًا، ومن أسمائه النّور، والصلاةُ نورٌ، فذهابُهُ -سبحانه- بنورهم ذهابٌ بهذا كلّه".

    و الحرارةُ والإحراقُ و الأذى ممّا تشتمل عليه النار، و بقاؤهما مرادٌ هنا؛ لأن من أوجه الشبه بين المنافقين ومستوقدي النار ذهابَ ما ينفعهم من البهاء والإشراق، و بقاءَ ما يضرّهم من الاصطلاء بحرارتها و إحراقها.




    و في قوله "تركهم في ظلمات" جمع -سبحانه- (الظلمة) في مقابل إفراد (النور)؛ لأنّ الحقَّ واحدٌ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له بما شرَعَهُ على لسان رسوله صلى الله عليه واله ، بخلاف طرق الباطل فإنّها مُتعددة مُتشعبة .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X