بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
شبهة مفادها "هل كان أبو الفضل العباس ناسيا لعطش الحسين عليه السلام عندما اقتحم نهر الفرات (فتذكر) عطشه لما أراد الشرب؟ وألم يكن المناسب أن يشرب الماء لكي يتقوى على قتال الأعداء؟ أو كان يجب عليه الشرب لكي يحافظ على نفسه من الهلاك؟".
واورد في جوابه على الشبهة ان "أصل الخبر هو ما ورد في مقتل الحسين لأبي مخنف الأزدي، كما نقل.. فقال له الحسين (ع) ان عزمت فاستسق لنا ماءا، فاخذ قربته وحمل على القوم حتى ملأ القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين (ع) فرمى بها وقال (يا نفس من بعد الحسين هوني *** وبعده لا كنت ان تكوني)". واضاف "هذا هو المصدر الرئيس للخبر، وقد ذكره في البحار بعنوان في بعض تأليفات أصحابنا". وبين الموقع ان "الموجود هو وصف المؤرخين لحالة أبي الفضل العباس، وهو ليس سوى وصف ظاهري للواقعة من دون أن يعلم الراوي عما كان يعتلج في نفس العباس حينئذ، كما أنه لم يرد ذلك في نص روائي معتبر عن المعصوم حتى يفيدنا علما بالموضوع، يضاف إلى ذلك أن الذكر حينئذ لا يلزم منه الغفلة قبله، خصوصا وأن للذكر مراتب تتفاوت شدة وضعفا". واردف الموقع "كما أنه يمكن على فرض صحة الوصف وكشفه عن حالة أبي الفضل سلام الله عليه، أن يقال بأن العباس الذي قد قدم لتوه من عمل عسكري ضخم حيث اخترق الصفوف حتى وصل إلى المشرعة وأزال عنها أربعة آلاف فارس ـ كما نقلوا ـ على رأسهم عمرو بن الحجاج الزبيدي ونزل إلى شاطيء الفرات، وهنا قد يكون الأمر على نحو الحركة اللاشعورية التي تحدث للظاميء والعطشان عندما يرى الماء فإنه يسارع إليه، في رد فعل سريع لرؤيته، ويملأ كفه، لكن مع أدنى توجه إلى تلك الحركة اللاشعورية، يقوم أبو الفضل بسكب الماء مرة أخرى ويمتنع عن الشرب". واستدرك الموقع "أما حكاية المحافظة على النفس، والنجاة من الموت، فلم يعلم أن أبا الفضل عليه السلام كان قد بلغ به العطش مبلغا يؤدي إلى إنهاء حياته حتى يجب المحافظة عليها بشرب الماء، وذلك أننا رأيناه يقاتل بعد ذلك قتال الأبطال لفترة غير قصيرة، ومن حاله هكذا لم يكن ليهلكه العطش". واوضح "أما أنه لماذا لم يشرب حتى يتقوى على قتال الأعداء، فإضافة إلى الجواب السابق، نقول هؤلاء قوم ليس مشروعهم في الحياة، البقاء, وإنما مشروعهم تقديم النموذج الإيماني والأخلاقي العالي، حتى تأتي الأجيال وتقتدي بهم في إيمانها، وصمودها، ودفاعها، وإلا فما قيمة شربة ماء لن تقدم أو تؤخر في الصورة النهائية للمعركة؟ إنما قيمة الامتناع عنها هي التي تؤسس معنى في الإيثار، والأخوة التي لم يسبق لها نظير
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
شبهة مفادها "هل كان أبو الفضل العباس ناسيا لعطش الحسين عليه السلام عندما اقتحم نهر الفرات (فتذكر) عطشه لما أراد الشرب؟ وألم يكن المناسب أن يشرب الماء لكي يتقوى على قتال الأعداء؟ أو كان يجب عليه الشرب لكي يحافظ على نفسه من الهلاك؟".
واورد في جوابه على الشبهة ان "أصل الخبر هو ما ورد في مقتل الحسين لأبي مخنف الأزدي، كما نقل.. فقال له الحسين (ع) ان عزمت فاستسق لنا ماءا، فاخذ قربته وحمل على القوم حتى ملأ القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين (ع) فرمى بها وقال (يا نفس من بعد الحسين هوني *** وبعده لا كنت ان تكوني)". واضاف "هذا هو المصدر الرئيس للخبر، وقد ذكره في البحار بعنوان في بعض تأليفات أصحابنا". وبين الموقع ان "الموجود هو وصف المؤرخين لحالة أبي الفضل العباس، وهو ليس سوى وصف ظاهري للواقعة من دون أن يعلم الراوي عما كان يعتلج في نفس العباس حينئذ، كما أنه لم يرد ذلك في نص روائي معتبر عن المعصوم حتى يفيدنا علما بالموضوع، يضاف إلى ذلك أن الذكر حينئذ لا يلزم منه الغفلة قبله، خصوصا وأن للذكر مراتب تتفاوت شدة وضعفا". واردف الموقع "كما أنه يمكن على فرض صحة الوصف وكشفه عن حالة أبي الفضل سلام الله عليه، أن يقال بأن العباس الذي قد قدم لتوه من عمل عسكري ضخم حيث اخترق الصفوف حتى وصل إلى المشرعة وأزال عنها أربعة آلاف فارس ـ كما نقلوا ـ على رأسهم عمرو بن الحجاج الزبيدي ونزل إلى شاطيء الفرات، وهنا قد يكون الأمر على نحو الحركة اللاشعورية التي تحدث للظاميء والعطشان عندما يرى الماء فإنه يسارع إليه، في رد فعل سريع لرؤيته، ويملأ كفه، لكن مع أدنى توجه إلى تلك الحركة اللاشعورية، يقوم أبو الفضل بسكب الماء مرة أخرى ويمتنع عن الشرب". واستدرك الموقع "أما حكاية المحافظة على النفس، والنجاة من الموت، فلم يعلم أن أبا الفضل عليه السلام كان قد بلغ به العطش مبلغا يؤدي إلى إنهاء حياته حتى يجب المحافظة عليها بشرب الماء، وذلك أننا رأيناه يقاتل بعد ذلك قتال الأبطال لفترة غير قصيرة، ومن حاله هكذا لم يكن ليهلكه العطش". واوضح "أما أنه لماذا لم يشرب حتى يتقوى على قتال الأعداء، فإضافة إلى الجواب السابق، نقول هؤلاء قوم ليس مشروعهم في الحياة، البقاء, وإنما مشروعهم تقديم النموذج الإيماني والأخلاقي العالي، حتى تأتي الأجيال وتقتدي بهم في إيمانها، وصمودها، ودفاعها، وإلا فما قيمة شربة ماء لن تقدم أو تؤخر في الصورة النهائية للمعركة؟ إنما قيمة الامتناع عنها هي التي تؤسس معنى في الإيثار، والأخوة التي لم يسبق لها نظير