إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

29- الإنسَانُ السَّوِيُّ يُحِبُّ اَلرَّوْحَ واَلرَّيْحَانَ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 29- الإنسَانُ السَّوِيُّ يُحِبُّ اَلرَّوْحَ واَلرَّيْحَانَ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ

    قالَ تَعَالَى في مُحْكَمِ كتَابِهِ العَزيزِ:﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيم﴾، سُورَةُ الوَاقِعَةِ ، الآيتين 88-89.
    "رَوْحٌ": على وَزنِ (قَولٌ) - كمَا ذَكَرَ ذلكَ أئمّةُ الُّلغَةِ - في الأصلِ بمَعنَى التَّنَفّس.
    رَوْحٌ: مِنَ المُمْكِنِ أنْ تكونَ خبراً لِمبتدأٍ محذوفِ تقديرُهُ (فَجَزاؤهُ رَوْحٌ)، أو مبتدأً لِخبَرٍ محذوفٍ تقديرُهُ (فَلَهُ رَوْحٌ)، وجملةُ ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيم ﴾ تكونُ جزاءً (أمّا) وإنَّ الشَّرطيَّةَ معَ وجودِ هذا الجَّزاءِ مُستغنيَّةٌ منَ الجَّزاءِ الآخرِ (يرجى الإنتباه).
    "الرَيْحَانُ": بِمعنَى النَّباتِ أو الشَّيءِ ذي العِطرِ، ثُمَّ إُصطُلِحَ علَى كُلِّ شيءٍ باعثٍ للحياةِ والرَّاحةِ، كمَا أنَّ الرَيْحَانَ يُطْلَقُ علَى كُلِّ نِعمَةٍ ورِزقٍ كَريمٍ.
    وبناءً علَى هذا فإنَّ الرَوْحَ و الرَيْحَانَ الإلهيَّينِ يشملانِ كُلَّ وسائلِ الرَّاحَةِ والطُّمأْنينَةِ للإنسانِ، وكُلَّ نِعمةٍ وبركةٍ إلهيّةٍ.
    وبتعبيرٍ آخرٍ: يُمكنُ القولُ أنَّ الرَوْحَ إشارةٌ إلَى كُلِّ الاُمورِ الّتي تُخلّصُ الإنسانَ منَ الصُّعُوبَاتِ ليتَنَفّسَ براحةٍ، وأمّا الرَيْحَانَ فإنَّهُ إشارةٌ إلَى الهِباتِ والنِّعَمِ الّتي تعودُ إلَى الإنسانِ بعدَ إزالَةِ العوائقِ.

    والجَديرِ بالمُلَاحَظَةِ أنَّ الحديثَ عنْ "جَنَّتُ نَعِيم" جاءَ بعدَ ذِكْرِ الرَوْحِ و الرَيْحَانِ وقدْ يُستفادُ منْ هذا أنَّ الرَوْحَ و الرَيْحَانَ يكونُ منْ نَصيبِ المؤمنينَ في الإحتضَارِ والقَّبرِ والبَرزَخِ، وأمّا الجَنَّةُ فَفي الآخرةِ، كمَا نقرأُ في حديثٍ للإمامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في تفسيرِهِ لِهذهِ الآيةِ حيثُ قالَ: ( ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌيعني في قبرِهِ ﴿وَجَنَّتُ نَعِيميعني في الآخرةِ )، تفسيرُ نورِ الثَّقَلَينِ، ج5، ص228، ح103، 104،
    وهُناكَ رواياتٌ كثيرَةٌ تَحَدَّثْتْ عنْ لقاءِ اللهِ والبُشرَى بالرَوْحِ و الرَيْحَانِ منْهَا:-

    عَنْ عَبْدِ اَلصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: ( قُلْتُ أَصْلَحَكَ اَللَّهُ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اَللَّهِ أَحَبَّ اَللَّهُ لِقَاءَهُ وَ مَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اَللَّهِ أَبْغَضَ اَللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ فَوَ اَللَّهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ اَلْمَوْتَ فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّمَا ذَلِكَ عِنْدَ اَلْمُعَايَنَةِ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَقَدَّمَ وَ اَللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ لِقَاءَهُ وَ هُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اَللَّهِ حِينَئِذٍ وَ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ اَللَّهِ وَ اَللَّهُ يُبْغِضُ لِقَاءَهُ )، الکافي ج۳ ص134.
    وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( إِذَا أَرَادَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَبْضَ رُوحِ اَلْمُؤْمِنِ قَالَ يَا مَلَكَ اَلْمَوْتِ اِنْطَلِقْ أَنْتَ وَ أَعْوَانُكَ إِلَى عَبْدِي فَطَالَ مَا نَصَبَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَأْتِنِي بِرُوحِهِ لِأُرِيحَهُ عِنْدِي فَيَأْتِيهِ مَلَكُ اَلْمَوْتِ بِوَجْهٍ حَسَنٍ وَ ثِيَابٍ طَاهِرَةٍ وَ رِيحٍ طَيِّبَةٍ فَيَقُومُ بِالْبَابِ فَلاَ يَسْتَأْذِنُ بَوَّاباً وَ لاَ يَهْتِكُ حِجَاباً وَ لاَ يَكْسِرُ بَاباً مَعَهُ خَمْسُمِائَةِ مَلَكٍ أَعْوَانٌ مَعَهُمْ طِنَانُ اَلرَّيْحَانِ وَ اَلْحَرِيرِ اَلْأَبْيَضِ وَ اَلْمِسْكِ اَلْأَذْفَرِ فَيَقُولُونَ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اَللَّهِ أَبْشِرْ فَإِنَّ اَلرَّبَّ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ أَمَا إِنَّهُ عَنْكَ رَاضٍ غَيْرُ غَضْبَانَ وَ أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَ رَيْحَانٍ وَ جَنَّةِ نَعِيمٍ قَالَ أَمَّا اَلرَّوْحُ فَرَاحَةٌ مِنَ اَلدُّنْيَا وَ بَلاَئِهَا وَ أَمَّا اَلرَّيْحَانُ مِنْ كُلِّ طِيبٍ فِي اَلْجَنَّةِ فَيُوضَعُ عَلَى ذَقَنِهِ فَيَصِلُ رِيحُهُ إِلَى رُوحِهِ فَلاَ يَزَالُ فِي رَاحَةٍ حَتَّى يَخْرُجَ نَفْسُهُ ثُمَّ يَأْتِيهِ رِضْوَانُ خَازِنُ اَلْجَنَّةِ فَيَسْقِيهِ شَرْبَةً مِنَ اَلْجَنَّةِ لاَ يَعْطَشُ فِي قَبْرِهِ وَ لاَ فِي اَلْقِيَامَةِ حَتَّى يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ رَيَّاناً فَيَقُولُ يَا مَلَكَ اَلْمَوْتِ رُدَّ رُوحِي حَتَّى يُثْنِيَ عَلَى جَسَدِي وَ جَسَدِي عَلَى رُوحِي قَالَ فَيَقُولُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ لِيُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فَيَقُولُ اَلرُّوحُ جَزَاكَ اَللَّهُ مِنْ جَسَدٍ خَيْرَ اَلْجَزَاءِ لَقَدْ كُنْتَ فِي طَاعَةِ اَللَّهِ مُسْرِعاً وَ عَنْ مَعَاصِيهِ مُبْطِئاً فَجَزَاكَ اَللَّهُ عَنِّي مِنْ جَسَدٍ خَيْرَ اَلْجَزَاءِ فَعَلَيْكَ اَلسَّلاَمُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ يَقُولُ اَلْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ فَيَصِيحُ مَلَكُ اَلْمَوْتِ أَيَّتُهَا اَلرُّوحُ اَلطَّيِّبَةُ اُخْرُجِي مِنَ اَلدُّنْيَا مُؤْمِنَةً مَرْحُومَةً مُغْتَبِطَةً قَالَ فَرَقَّتْ بِهِ اَلْمَلاَئِكَةُ وَ فَرَّجَتْ عَنْهُ اَلشَّدَائِدَ وَ سَهَّلَتْ لَهُ اَلْمَوَارِدَ وَ صَارَ لِحَيَوَانِ اَلْخُلْدِ...)، بحارُ الأنوارِ ، ج۸ ، ص۲۰۷.
    والشَوَاهِدُ كَثيرَةٌ لمُحبي هاتين الآيتينِ الشَريفَتينِ مِنَ المؤمنينَ والشُّهداءِ والصِّديقينَ منْهُم:- حَنظَلَةُ بنُ أسعَدٍ الشِّبامِيُّ ، وهو مِنْ أنصارِ الإمامِ الحُسينِ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فقَالَ عَنْهُ أربابُ المقاتلُ : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدِ الشَّبامِيُّ ، فَقامَ بَينَ يَدَي الحُسَينٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَأَخَذَ يُنادي : ﴿ يَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُـلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَ يَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾، سُورَةُ غَافِرِ، الآيات 30-33، يا قَومِ [لا] تَقتُلوا حُسَينا فَيُسحِتَكُمُ اللّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى»
    فَقالَ لَهُ الحُسَينٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( يَابنَ أسعَدَ ! رَحِمَكَ اللّهُ ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حينَ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ!
    قالَ :
    صَدَقتَ جُعِلتُ فِداكَ ! أنتَ أفقَهُ مِنّي وأحَقُّ بِذلِكَ ، أفَلا نَروحُ إلَى الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا ؟
    فَقالَ
    (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( رُح إلى خَيرٍ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، وإلى مُلكٍ لا يَبلى ).
    فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ أبا عَبدِ اللّهِ ! صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ وعلَى أهلِ بَيتِكَ ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ . فَقالَ : آمينَ آمينَ ! فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ .
    الملهوف :جاءَ حَنظَلَةُ بنُ سَعدٍ الشِّبامِيُّ ، فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقيهِ السِّهامَ وَالسُّيوفَ وَالرِّماحَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، وأخَذَ يُنادي : ﴿
    يَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ*يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ﴾ ، يا قَومِ لا تَقتُلوا حُسَينا فَيُسحِتَكُمُ اللّهُ بِعَذابٍ « وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى »
    ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقالَ لَهُ :
    أفَلا نَروحُ إلى رَبِّنا ونَلحَقُ بِأَصحابِنا ؟
    فَقالَ
    (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) لَهُ : ( بَل رُح إلى ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدنيا وما فيها ، وإلى مُلكٍ لا يَبلى ). فَتَقَدَّمَ فَقاتَلَ قِتالَ الأَبطالِ ، وصَبَرَ عَلَى احتِمالِ الأَهوالِ ، حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ .
    مثير الأحزان :جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، يَقيهِ الرِّماحَ وَالسِّهامَ والسُّيوفَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَقالَ :
    أفَلا نَروحُ إلى رَبِّنا ونَلحَقُ ؟
    فَقالَ
    (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : ( رُح إلى ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا وما فيها ). فَقاتَلَ قِتالَ الشُّجعانِ ، وصَبَرَ عَلى مَضَضِ الطِّعانِ ، حَتّى قُتِلَ وألحَقَهُ اللّهُ بِدارِ الرِّضوانِ .


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X