إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(من فيض بطل العلقمي وحامل اللواء)497

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(من فيض بطل العلقمي وحامل اللواء)497


    سعيد التميمي
    عضو فضي











    • تاريخ التسجيل: 06-06-2013
    • المشاركات: 570



    #1
    العباس عليه السلام رمز البطولة والوفاء

    05-06-2022, 10:13 AM


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قدَّم أبو الفضل العباس عليه السلام نموذجاً راقياً في الجهاد والإيثار وخصائل أخرى أشار إليها الإمام الصادق عليه السلام في زيارته لعمه العباس عليه السلام قائلاً:
    " سلام الله وسلام ملائكته المقرَّبين وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، الزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين...أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والتضحية لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب..."1.
    الخصال الأربع:

    وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام بهذه الزيارة إلى خصال أربع في فضائل أبي الفضل العباس عليه السلام مع ولي أمره عليه السلام نلقي بعض الضوء عليها مستلهمين منها دروساً في التولِّي:

    1- التسليم: وهو عنصر أساس في تكوين شخصية المسلم الذي يسلِّم أمره لله ويتعبِّد بأوامره ونواهيه دون اعتراض كما رسم النموذَج الراقي في ذلك خليلُ الله إبراهيم عليه السلام الذي مضى في ذبح ولده إلى مشارفِ النهاية مسلِّماً في ذلك أمرَه لله تعالى فاستحق ان يكون من أطلق تسمية المسلمين على عباد الله الصالحين، يقول تعالى:
    ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ2،وأوضح الله تعالى في كتابه أنّ التسليم لله لا يتحقّق بدون التسليم لولي الأمر، بل لا يتمّ الإيمان حتى يتمّ التسليم له فيقول تعالى:﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا3من هنا كان القيمة في تسليم أبي الفضل
    العباس لأخيه الإمام الحسين عليه السلام.

    2- التصديق: والتسليم تارة يكون من دون قناعة بصوابية العمل وتصديق به وتارة تكون عن بصيرة وقناعة به والتسليم الثاني هو الأرقى والأكمل لذلك كان المدح الكبير لأبى الفضل العباس عليه السلام في زيارته لاسيَّما حينما قال الإمام الصادق عليه السلام فيها: " أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل، وأنّك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين متبعاً للنبيّين"4.

    وقال عليه السلام عنه: " كان عمّي العباس بن علي عليه السلام نافذ البصيرة صلب الإيمان"5، فنفوذ البصيرة هو الذي يؤدي إلى صلابة الإيمان والتسليم لولي الأمر عن وعي وتصديق.

    3- الوفاء: والوفاء كما يكون بعهدٍ يلتزمه الإنسان يكون بأداء الحقوق وأداء حق ولي الأمر بنصرته والجهاد بين يديه من أعظم الوفاء وهذا ما تجلى بأبي الفضل عليه السلام في كربلاء كما يصفه أبن أخيه الإمام السجّاد عليه السلام: " رحم الله عمي العباس بن علي فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه".
    4- التضحية: فقد ضحى عليه السلام فادياً أخاه واقياً له حتى وصل إلى منزلة قال عنها الإمام زين العابدين عليه السلام: " رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله بهما بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة"


    *****************
    **********
    ********

    اللهم صل على محمّد وال محمّد


    ولو استقى نهر المجرة لارتقى … وطويل ذابلها إليها سلم
    حامي الظعينة أين منه ربيعة … أم أين من عليا أبيه مكدم
    في كفه اليسرى السقاء يقله … وبكفه اليمنى الحسام المخدم
    مثل السحابة للفواطم صوبه … ويصيب حاصبة العدو فيرجم
    بطل إذا ركب المطهم خلته … جبلا أشم يخف فيه مطهم

    قسما بصارمه الصقيل وإنني … بغير صاعقة السماء لا أقسم


    أعظم الله لكم الاجر واحسن الله لكم العزاء باستشهاد بطل العلقمي وسيد الماء والوفاء والاخاء ابي الفضل العباس عليه السلام

    ومن نتنسم عبير كفوفه الطاهرة صباح مساء في منتدى الجود والكرم

    وهاهو محوركم الموالي العزائي بين كفوفكم الموالية ينتظر فيض ردودكم العباسية


    فكونوا معنا ....






























    الاسلام الغريب
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 26-03-2021
    • المشاركات: 3868



    #1
    مكانة العباس بن علي عليهما السلام

    08-03-2022, 01:01 PM



    اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	photo_2022-03-08_13-00-14.jpg  مشاهدات:	79  الحجم:	90.5 كيلوبايت  الهوية:	938518





    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1485404587302.jpg 
مشاهدات:	661 
الحجم:	41.0 كيلوبايت 
الهوية:	951855





    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1598686111364.jpg 
مشاهدات:	643 
الحجم:	149.4 كيلوبايت 
الهوية:	951856





  • #2

    أبو حيدر11
    عضو نشيط











    • تاريخ التسجيل: 02-06-2009
    • المشاركات: 273



    #1
    زيارة أبا الفضل العباس (ع) المختصره

    21-11-2012, 06:56 PM



    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    زيارة أبا الفضل العباس (ع) المختصره

    السَّلامُ عَلَيكَ أيَّها العَبـدُ الصالِحِ المُطيعُ لله ولرسُولِهِ ولأَميرِ المؤمِنين والحَسَن والحُسـينِ صَلّـى اللهُ عَلَيهم وسَلَّم ، السلامُ عليكَ ورَحَمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ومَغفرَتُهُ ورضوانُهُ وعلى رُوحِك وبَدَنِكَ ، أشهدُ وأشهِدُ الله أَنَّك مَضيتَ على ما مَضى بهِ البدريّونَ والمجاهدونَ في سَبيل الله ، المناصِحوُن لَهُ في جِهادِ أعِدائهِ المُبالِغونَ في نُصرَةِ أوليائهِ الذّابّونَ عن أحبّائهِ ، فجزاكَ اللهُ أفضل الجزاء وأكثرَ الجزاء وأوفرَ الجزاء وأوفى جزاء أحـد ممِّن وفى ببيعَتِهِ واستَجابَ لهُ دَعوَتَهُ وأطاعَ ولاةَ أمِرِه ، أشَهِدُ أنّكَ قد بالغَتَ في النصيحَةِ وأعطيتَ غايَةَ المجهُودِ فبَعثَك اللهُ فـي الشُهِدِاء وجَعَلَ رُوحَك مَع أرواحِ السُّعداء وأعطاك من جنانهِ أفسحَها منـزلاً وأفضَلها غُرَفاً ورفَـعَ ذِكرَكِ فـي عليين وحَشَرَك مع النبييّن والصدّيقين والشهداءِ والصالِحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً ، أشهدُ أنّك لـم تَهن ولم تنكُل وأنَّكَ مَضِيتَ علـى بصيرَةٍ من أمرِك مقتدياً بالصالحين ومُتَّبعاً للنبييّن، فَجَمَعَ اللهُ بينَنا وبينَك وبين رسُوله وأوليائهِ في منازِل المخُبتين ، فإنّه أرحم الراحمين.







    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	12108304_1701437013408616_2841919672090514651_n.jpg 
مشاهدات:	641 
الحجم:	117.2 كيلوبايت 
الهوية:	951858

    تعليق


    • #3

      الشاب المؤمن
      عضو ذهبي











      • تاريخ التسجيل: 03-07-2010
      • المشاركات: 1233



      #1
      أجمل القصائد الفصيح...عن الإمام العباس (عليه السلام)

      29-09-2014, 09:42 PM



      القصيدة الاولى
      حسين حسين حسين
      *******
      يا نفس من بعــد الحسين هوني
      وبعده لا كـــــــــــــنت او تكوني
      هذا حـــــــــــــسين وارد المنون
      وتشربين بــــــــــــــــــــــــارد المعين
      حسين حسين حسين
      **********
      هذا نداء الضــــــــــــــيغم المغوارِ
      اكرم به من ملــــــــــــهم الاحرارِ
      اقسمت ان يبقى الفــــــدا شعاري
      فيض الدما يجـــــــــــــــــعلني حسيني
      حسين حسين حسين
      ********
      خذ عهدتي ياســــــــيدي والنداء
      والنبض مني كــــــــــربلا كربلاء
      علمني العبــــــــــاس نهج الوفاء
      حتى اذا ما قطـــــــــــــــــــــعوا يمني
      حسين حسين حسين


      خذ عهدتي ياســــــــيدي والنداء
      والنبض مني كــــــــــربلا كربلاء
      علمني العبــــــــــاس نهج الوفاء
      حتى اذا ما قطـــــــــــــــــــــعوا يمني
      حسين حسين حسين
      *********
      آليت ان لا انثنـــــــــــي كل حين
      لو لم تكن لــــــــــــي قدم اويدين
      آتيك زحفـــــــــــا سيدي ياحسين
      ياكعبتي وقبــــــــــــــــــــــــلة العيون
      حسين حسين
      *******
      مهما بدا طغيــــــــان كل جائر
      فعرشه لن يحـــــــكم المشاعر
      ان اودعوني في ثرى المقابر
      سينشد الدم صــــــــدى آنيني
      حسين .. حسين .. حسين
      ************
      منك الهدى ياملهـــــــــم الاراده
      آمنت ان النــــــــــصر بالشهاده
      والموت يبن المــــــرتضى ولاده
      هذا شعار صـــــــــــــــادق اليقين
      حسين .. حسين .. حسين


      القصيدة الثانية:
      يا ساقيَ الظِّماءِ – عبدالعزيز العندليب

      يـا ساقِيَ الظِّـماءِ يـا أبا الفضـل
      يا حـامــلَ اللِّـواءِ أخي يا أبا الفضـل
      ******
      يا حافـظَ الوِدادِ قـد قطع الأعـــــادي
      يَدَيك عن شقـــاءِ أخي يا أبا الفضــل
      ****************


      يـا قمــرَ العشيـرة و نافـذَ البصيـرة
      يا خالصَ الإِخــاءِ أخي يا أبا الفضـل
      ****************


      يا بَــطل الطفــوفِ وهازمَ الصــفوفِ
      وقاصمَ الأعــــداءِ أخي يا أبا الفضل
      ****************


      يا فارسَ الفُرسانِِ و مُردِيَ الأقــرانِ
      بساحةِ الهيجـــاءِ أخــي يا أبا الفضل
      ****************


      بلغت بالشهامة أعلى ذُرى الكرامــة
      بالصدقِ و الصفاءِ أخي يا أبا الفضل
      ****************


      يا بطــلَ الأبطـــالِ و واحدَ الرجـــالِ
      في البذلِ و الفداءِ أخي يا أبا الفضل
      ****************


      قد كنت نورَ عيني و القلبَ و اليَدَينِ
      يا صادقَ الوفاءِ أخي يا أبا الفضـــل
      ****************


      واأســفي عليــــكا إذ قطعـوا يَدَيْكـا
      بالغدرِ و الجفاءِ أخي يا أبا الفضـــل
      ****************


      أبقيتني وحيدا يا من قضى شهيـدا
      ظماً بقُربِ الماء أخي يا أبا الفضـــل
      ****************


      لقد كسرتَ ظهــــري بِفَقْــدِكَ الأَمَرِّ
      فالكُلُّ في عزاءِ أخي يــــا أبا الفضل


      القصيدة الثالثة :
      العباس شجاعة و شهامة (تشطير) – شعر لعبدالعزيز العندليب

      (سَلِ الشريعةَ عنهُ إِذ تَملَّكَها) ظمآنَ و الهَمُّ قد هَبَّت عَواصفُهُ
      و الحرَُ يُشعِلُ ناراً في حُشاشَتِهِ (هل ذاقَ للماءِ برداً وهْوَ غارِفُهُ)
      (رمى المَعينَ ببحرٍ من أنامِلِهِ) فصارِ صِنْوَ تليدِ الفضلِ طارفُهُ
      عافَ النّميرَ رويًّا من شهامَتِهِ (وارتَدَّ عنه و ما ابْتَلَّت مَراشِفُهُ)
      (أبوه حيدرةٌ مِن قَبلُ علَّمهُ) أن تُردِيَ الصَّيدَ في الهَيجا مَراهِفُهُ
      وكان دَيْدَنُهُ في كلِّ معركةٍ (ضربَ الشجاعةِ مُذ شَّبَت مَعاطِفُهُ)
      (إِن لم يَزِد هو مَعنىً في شجاعَتِهِ) وَبأسِهِ حَسبَما يَطريهِ واصفُهُ
      ولم يكُنْ فائِقاً من حيثُ صَولَتُهُ (على أبيهِ فلَم تنقُصْ مواقِفُهُ) *
      (فموقِفُ الطَّفِّ لا بدرٌ ولا أُحُدٌ) كانت تُوازيهِ يوماً أو تُرادِفُهُ
      كلاّ ولا وقعَةُ الأَحزابِ إِن ذُكِرت (ولا حُنَينٌ إذا عُدّت تُناصِفُهُ)


      القصيدة الرابعة:
      السيد حيدر الحلى يرثى ابا الفضل العباس (ع)

      حلولُك فى محلّ الضَّيمِ داما *** و حدُّ السَّيفِ يأبى أن يُضامى
      وكيف تمسُّ جانِبَك الليالي *** بِذُلٍّ أو تحلّ به اهتضاما
      ولم تنهض بأعباءٍ ثقالٍ *** بهنَّ سواك لَم يطق القياما
      ولم تُضرم بحدّ السيفِ حرباً *** إلى كبد السما ترمي الضَراما
      فيملأ طرفُك الآفاق نقعاً *** ويملأ سيفُك الأقطارَ هاما
      أتبذلُ لَلخمول جنابَ حُرٍّ *** يحاذر أن يُعاب و أن يُذاما
      وآلك بالضبا شرعوا المعالي *** وجيش الموتِ يزدحم ازدحاما
      غداةَ طريدةُ المختار جاءت *** تقود لحربِهم جيشاً لُهاما
      ورامت أن تسومَ الضيمَ ندباً *** أبى من عزَِه عن أن يُضاما
      فأفرغَ جاشَهُ درعاً عليه *** ونقع الموتِ صيّره لِثاما
      يؤازره أخو صدقٍ شمامٌ *** يساندُ من أباطِحه شماما (الشمام إسم جبل)
      وصلٌّ في صريمتِه مُواسٍ *** لصلٍّ ينفث الموتَ الزؤاما
      هو العباسُ ليثُ بني نزارٍ *** ومن قد كان للاّجي عصاما
      هزبرٌ أغلب اْتخذَ(*) اشتباك الـ *** ـرماح بِحومة الهيجا أُجاما
      فمدّت فوقه العُقبان ظِلاًّ *** ليُقريها جسومَهم طعاما
      و واجهت الضبا منه محيّا *** منيراً نورُه يجلو الظلاما
      أخلاّءٌ تُصافحه يراها *** إذا اختلفت بجبهته لطاما
      أبيٌّ عند مسّ الضيم يمضي *** بعزمٍ يقطع العضب الحُساما


      القصيدة الخامسة :
      عبدالعزيز العندليب و العباس

      قمر العشيرة من صباحة وجهه *** أبهى من البدر المنير و أوسم
      ذو طلعة وضّــــــــــاءة قدسية *** عــــــــــلوية قسماتها لا تسأم
      طلق المحيا مشرق يفتر عن *** درٍ نِضيــــــــــــــد حينما يتبسم
      يهب الربيع نضارة بروائه *** ويداه كالغيث الهتون و أكرم
      وهو ابن باب مدينة العلم الذي *** في شــأنه نــزل الكتاب المحكم
      أما شجاعته فحدث دونما *** حـــرج ففيــــــــها يعجز المتكلم
      أتقول فيه سميدع و غضنفر *** لم لا و والــــده الهزبر الضيغم
      والشبل مثل أبيه في أخلاقه *** فهـــو الهـــمام الأروع المتقدم









      تعليق


      • #4

        عجاج الشمري
        عضو نشيط











        • تاريخ التسجيل: 09-04-2013
        • المشاركات: 111



        #1
        ابو الفضل العباس عليه السلام ذلك القائد العظيم

        23-12-2021, 03:26 PM



        برز أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) على مسرح التاريخ الاِسلامي كأعظم قائد فذّ لم تعرف له الاِنسانية نظيراً في بطولاته النادرة بل ولا في سائر مُثله الاَخرى التي استوعبت ـ بفخر ـ جميع لغات الاَرض.

        لقد أبدى أبو الفضل يوم الطف من الصمود الهائل ، والارادة الصلبة ما يفوق الوصف ، فكان برباطة جأشه ، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر فقد أرعب عسكر ابن زياد ، وهزمهم نفسيّاً ، كما هزمهم في ميادين الحرب.

        ان بطولات أبي الفضل كانت ولا تزال حديث الناس في مختلف العصور ، فلم يشاهدوا رجلاً واحداً مثقلاً بالهموم والنكبات يحمل على جيش مكثّف مدعّم بجميع آلات الحرب قد ضمّ عشرات الآلاف من المشاة وغيرهم فيلحق بهم أفدح الخسائر من معداتهم وجنودهم ، ويقول المؤرخون عن بسالته ـ يوم الطف ـ إنه كلما حمل على كتيبة تفرّ منهزمة من بين يديه يسحق بعضها بعضاً قد خيّم عليها الموت ، واستولى عليها الفزع والذعر قد خلعت منها الاَفئدة والقلوب ، ولم تغن عنها كثرتها شيئاً.

        انّ شجاعة أبي الفضل وسائر مواهبه ومزاياه مما تدعو إلى الاعتزاز والفخر ليس له وللمسلمين فحسب ، وإنما لكل إنسان يدين لإنسانيته ، ويخضع لقيمها الكريمة.

        وبالاِضافة إلى ما يتمتّع به أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) من البطولات الرائعة فانّه كان مثالاً للصفات الشريفة ، والنزعات العظيمة ، فقد تجسّدت فيه الشهامة والنبل والوفاء والمواساة ، فقد واسى أخاه أبا الاَحرار الاِمام الحسين ( عليه السلام ) في أيام محنته الكبرى ، ففداه بنفسه ووقاه بمهجته ، ومن المقطوع به أن تلك المواساة لا يقدر عليها إلاّ من امتحن الله قلبه للاِيمان ، وزاده هدى.

        ومثَّل أبو الفضل العباس ( عليه السلام ) في سلوكه مع أخيه الاِمام الحسين ( عليه السلام ) حقيقة الاَخوّة الاِسلامية الصادقة ، وأبرز جميع قيمها ومثلها ، فلم يبق لون من ألوان الاَدب ، والبرّ والاِحسان إلاّ قدّمه له ، وكان من أروع ما قام به في ميادين المواساة له ، انه حينما استولى على الماء يوم الطفّ تناول منه غرفة ليشرب ، وكان قلبه الزاكي كصالية الغضا من شدّة الظمأ ، فتذكّر في تلك اللحظات الرهيبة عطش أخيه الاِمام الحسين وعطش الصبية من أهل البيت عليهم السلام ، فدفعه شرف النفس ، وسموّ الذات إلى رمي الماء من يده ، ومواساتهم في هذه المحنة الحازبة ، تصفّحوا في تاريخ الاَمم والشعوب فهل تجدون مثل هذه الاَخوّة الصادقة؟!! انظروا في سجلاّت نبلاء الدنيا فهل ترون مثل هذا النبل ، ومثل هذا الاِيثار؟!

        لقد استشهد أبو الفضل العباس من أجل المبادئ العليا التي رفع شعارها أبو الاَحرار أخوه الاِمام الحسين ( عليه السلام ) ، والتي كان من أهمّها أن يقيم في هذا الشرق حكم القرآن ، وينشر العدل بين الناس ويوزّع عليهم خيرات الاَرض ، فليست هي لقوم دون آخرين.

        لقد استشهد أبو الفضل من أجل أن يعيد للاِنسان المسلم حرّيته وكرامته ، وينشر بين الناس رحمة الاِسلام ، ونعمته الكبرى الهادفة لاستئصال الظلم والجور ، وبناء مجتمع لا ظلّ فيه لأي لون من ألوان الفزع ، والخوف.

        لقد حمل أبو الفضل مشعل الحرية والكرامة ، وقاد قوافل الشهداء إلى ساحات الشرف ، وميادين العزّة ، والنصر للشعوب الاِسلامية التي كانت ترزح تحت وطأة الظلم والجور.

        لقد انطلق أبو الفضل إلى ميادين الجهاد من أجل أن ترتفع كلمة الله تعالى عالية في الاَرض ، تلك الكلمة التي هي منهج كامل للحياة الكريمة بين الناس.

        وفجّر الاِمام أبو الاَحرار ثورته الكبرى التي أوضح الله بها الكتاب وجعلها عبرة لأولي الاَلباب ، فدكّ بها حصون الظلم ، وقلاع الجور.

        ولم يفجّر الاِمام الحسين ( عليه السلام ) ثورته الرائدة العملاقة أشراً ولا بطراً ،

        ولا ظالماً ، ولا مفسداً ـ حسب ما يقول ـ وإنّما أراد تغيير الواقع المرير الذي تعيشه الاَمة من جرّاء الحكم الاَموي المنحرف عن جميع الأعراف والقوانين ، ذلك النظام الذي أحال حياة الناس إلى جحيم لا يطاق ، فقد عجّت البلاد الاِسلامية بجميع صنوف الجور والاِرهاب ، وكان من أعظمها محنة وأشدّها بلاءً البلاد الخاضعة لحكم زياد بن أبيه ، والي معاوية على العراق ، وأخيه اللاشرعي ، الذي أجّج نار الفتنة ، وحكم بين الناس بغير ما أنزل الله ، فأخذ البريء بالسقيم ، والمقبل بالمدبر ، وقتل على الظنّة والتهمة ، كما أعلن ذلك ، وطبّقه بالفعل على الحياة العامة بين الناس.

        ان ملحمة كربلاء من أهم الاَحداث العالمية ، بل ومن أهمّ ما حققته البشرية من إنجازات رائعة في ميادين الكفاح المسلّح ضدّ الظلم والطغيان ، فقد غيّرت مجرى تاريخ الشعوب الاِسلامية ، وفتحت لها آفاقاً مشرقة للتمرّد على الظلم والطغيان.

        لقد ألهبت هذه الملحمة الخالدة عواطف الاَحرار ، ودفعتهم إلى النضال المسلّح في سبيل تحرير المجتمع من نير العبودية والذلّ ، وإنقاذه من الحكم اللاشرعي.

        لقد انتصر سيّد الشهداء في ثورته الخالدة ، وانتصرت أهدافه ومبادئه العظيمة ، وظلّ مثلاً خالداً للكفاح المقدّس يطارد الظالمين والطغاة في كل عصر وزمان ، ويمدّ الثوّار بروح التضحية والفداء.

        ان من الانتصارات الرائعة التي حقّقها أبي الضيم في ثورته أنه جرّد الحكم الاَموي من الشرعية ، وأنّه لا يمثّل الاِسلام ، ولا المسلمين بأي حال من الاَحوال ، وإنّما هو حكم ديكتاتوري قائم على النطع والسيف لا على رضى الاَمة واختيارها.

        لقد وضع أبو الاَحرار العبوات الناسفة في أروقة الحكم الاَموي ففجّرتها ، ونسفت معالم زهوهم وفجورهم وطغيانهم ، وظلّوا مثلاً أسوداً لكل حكم منحرف عن سنن الحق والعدل.

        لقد أيقظت ثورة أبي الاَحرار الشعوب الاِسلامية من تخديرها وسباتها ، فانطلقت كالمارد الجبّار في ثورات متلاحقة ، وهي ترفع شعار التحرير ، وشعار الاستقلال ، وشعار الكرامة من أجل التخلّص من ذلك الحكم الاَسود.

        لقد قامت الشعوب الاِسلامية في ثورات متلاحقة كانت امتداداً لثورة الحسين ( عليه السلام ) ، حتى أطاحت بالحكم الاَموي ، وأزالته من دنيا الوجود.

        ومن الجدير بالذكر أن كارثة كربلاء ، وما لحق بالاِمام الحسين ( عليه السلام ) من التنكيل ، والاعتداء الصارخ ، لم يأتِ ذلك عفواً ، وإنّما كان من النتائج المباشرة للانحرافات ، والسلوك في المنعطفات السياسية من جانب الحكام والمسؤولين الذين كانوا ينظرون إلى السلطة بأنّها مغنم ، ووسيلة للظفر بالثراء العريض ، ولم يعوا أن الاِسلام اعتبر السلطة أداة لخدمة المجتمع ، وتطوير حياته الفكرية والاقتصادية ، وانّها مسؤولة أمام الله عن اقتصاد الاَمة فيجب عليها الاحتياط فيه كأشدّ ما يكون الاحتياط فليس لرئيس الدولة ، ولا لغيره من أجهزة الحكم أن يصطفوا لأنفسهم وذويهم أي شيء من أموال الدولة.

        وكان على رأس الحكّام المنحرفين ملوك بني أمية الذين اتخذوا مال الله دولاً وعباد الله خولاً ، وبالاِضافة إلى ما اقترفوه من ظلم الاَمة والاعتداء على كرامتها ، فانّهم عمدوا إلى ظلم العلويين ، والاِجهاز على شيعتهم ، وقد شاهد أبوالفضل ( عليه السلام ) المحن الشاقة والعسيرة التي حلّت بأهل بيته ومحبّيهم ، ومما لا ريب فيه انّها تركت في أعماق نفسه أقسى ألوان المحن ، والآلام.

        أمّا دور سيّدنا العباس ( عليه السلام ) في ملحمة كربلاء فانّه يأتي في الاَهمية بعد أخيه أبي الاَحرار الاِمام الحسين ( عليه السلام ) صانع هذه الملحمة الخالدة في دنيا الحقّ والعدل ، وقد فاق جميع أصحاب الاِمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأهل بيته المكرمين ، وذلك بما قدّمه من عظيم الخدمات لاَخيه ، بالاِضافة إلى مواقفه البطولية الرائعة ، وصموده الهائل أمام معسكر ابن زياد ، وقد أبدى من البسالة ما يذهل الاَفكار ويحيّر الاَلباب ، وكان يشيع في نفوس أصحاب أخيه وأهل بيته العزم والتصميم على التضحية والجهاد بين يديه ، فقد استهان بالموت وسخر من الحياة ، وقد انطبعت هذه الظاهرة في نفوسهم فاعتنقوا الشهادة ، وانطلقوا إلى ميادين الجهاد ليرفعوا كلمة الله في الاَرض.

        وكان العبّاس ( عليه السلام ) أيّام المحنة الكبرى التي حلّت بأخيه ملازماً له لم يفارقه ، وقدّم له جميع ألوان البرّ والاِحسان ، فكان يقيه بنفسه ويفيديه بمهجته ، فهو صاحب لوائه ، ومدير شؤونه ، والمتصدّي لخدماته ، ويقول الرواة: انّه قد استوعب حبّه والاِخلاص له قلب أخيه الاِمام الحسين ( عليه السلام ) حتى فداه بنفسه ، وكان عليه ضيفاً ، فلم يسمح له بالحرب حتى بعد مقتل أصحابه وأهل بيته ، لاَنّه كان يشعر بالقوة والمنعة ، ما دام حيّاً إلى جانبه ، ولما استشهد العباس شعر الاِمام الحسين بالوحدة والغربة والضياع بعده وفقد كلّ أمل له في الحياة ، وراح يبكي عليه أمرّ البكاء ، ويندبه بذوب روحه ، وسارع إلى ساحة الحرب ليلتقي به في جنان الخلد.

        سلام الله عليك يا أبا الفضل ففي حياتك وشهادتك ملتقى أمين لجميع القيم الاِنسانية ، وحسبك أنّك وحدك كنت انموذجاً رائعاً لشهداء الطفّ الذين احتلّوا قمّة الشرف والمجد في دنيا العرب والاِسلام.







        تعليق


        • #5

          صدى المهدي
          عضو ماسي ممتاز











          • تاريخ التسجيل: 13-11-2013
          • المشاركات: 18508



          #1
          شخصية العباس.. الوراثة والبيئة

          08-03-2022, 11:23 AM



          اللهم صل على محمد وال محمد

          امتازت شخصية العباس بن علي عليهما السلام بصفات عدة كانت مضرب الامثال , وكان لاهتمام الامام علي عليه السلام به الاثر المهم في تعزيز هذه الصفات لدى العباس عليه السلام فالامكانيات المتعددة هي السمة البارزة للامام امير المؤمنين عليه السلام ولابد ان تنعكس هذه الصفة على اولاده الاخرين, وكان للعباس بن علي عليه السلام امكانية التلقي بشكله الايجابي لهذه الصفات المهمة في شخصيته .

          ادرك الامام امير المؤمنين عليه السلام ضرورة مراعاة الحالة الوراثية التي ستساعد كثيراً في اقتناء الصفات التي يُراد لها ان تنتقل الى وليده القادم , لذا فقد نقل المؤرخون بأن الامام حينما عزم على الزواج طلب من اخيه عقيل امرأةً من فحولة العرب آبائها وشجعانهم , وكان يغب عن ذهنه افضل هذه القبائل , الا انه اراد ان ينوه الى امرٍ مهم وهو:
          الاخذ بالاعتبار في مراعاة ذوي الاختصاص واعطاء دورهم في التنوع المعرفي الذي يحتاجه المجتمع , لذا فإن خطوة الامام عليه السلام هذه تؤكد على ضرورة احترام الاختصاص وعدم اقصاء ذويه , ومهما بلغ الانسان من مرتبة ما فلابد ان يشارك ذوي الاختصاص في قراراته .
          فقد اورد المؤرخون ان الامام امير المؤمنين عليه السلام استشار اخيه عقيل في امرأةٍ يتزوجها ذات مواصفات محددة, تنتمي الى افضل بيوتات العرب في الشجاعة والبأس , فقال لأخيه عقيل : ((اطلب لي امرأةً ولدتها شجعان العرب , حتى تلد لي ولداً شجاعاً))
          وفي لفظ آخر: (( انظر اليّ امرأةً قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها , فتلد لي غلاماً فارساً.
          فقال له عقيل: تزوج ام البنين الكلابية , فانه ليس في العرب اشجع من آبائها .))
          وفي هذين تالنصين نجد ان الامام علي عليه السلام قد راعى الجانب الوراثي الذي اكده علماء النفس اليوم.
          ففي استعراضهم للجانب الوراثي يشير احد الباحثين بقوله في تعزيز نظرية الوراثة والصفات المكتسبة بقوله:
          ويعني ذلك ان المكونات الاساسية للفرد تتحدد من بداية الحمل , وتقتصر العمليات الذاتية بعد ذلك على الزيادة في الحجم تحت ظروف معينة, وهذه الموروثات هي الوحدات الاساسية للصفات الموروثة , وهي تحتفظ بالمعلومات اللازمة للمكونات والخصائص الجسمية التي تحدد طريقة نمو الكائن الحي.
          ويشير ارنو.ف. ويتيج في كتابه مقدمة في علم النفس الى ان طريقة الانتخاب للجينات الوراثية بواسطة الابوين مهمة في تحديد الصفات الخلقية للمولود بقوله:
          وتتجمع الموروثات او الجينات في صورة ازواج احدهما من الاب والاخر من الام, ويتحكم كل زوج في بعض جوانب النمو , وفي حالة عدم تشابهما فإن احدهما يسود ويسيطر على العنقة الوراثية, والاخر لا يؤثر ويسمى بالموروث المتنحي.
          يقول بعض الباحثين بعد استعراض نظريات الوراثة المؤثرة في سلوك الفرد:
          دوما سبق يتضح لنا مدى التشابه والاختلاف بين الاخوة , كما يتضح لنا ايضاً درجة التشابه مع الابوين والاجداد, ويؤثر ذلك بدوره على سلوك الابناء , ومدى تشابههم مع الاباء والاجداد , فالوراثة هي التي تحدد الامكانيات الجسمية والفسيولوجية , والاستعدادات العقلية, ومحددات التكوين النفسي للفرد.
          اذن فقد انطلق الامام امير المؤمنين عليه السلام من قاعدة تأسيسية اسسها النبي صلى الله عليه واله سبقت نظريات الوراثة واختزلت الدراسا ت النفسية في هذا الشأن في حديثٍ مشهور:
          ((اختاروا لنطفكم فإن الخال احد الضجيعين.))
          وهذه القاعدة التأسيسية سعى الامام امير المؤمنين عليه السلام الى ايجاد قاعدة تطبيقية من خلال اختياره للسيدة ام البنين عليها السلام, والتي عرفت بشخصيتها المتميزة , وكان لإختياره هذا اثره في انجاب ولده العباس عليه السلام, الذي حمل خصائصه والتي كانت شاخصةً في سلوكياته بامتياز مثير.
          السيدة ام البنين الاختيار المعصوم:
          اذن لابد مم معرفة هذه الشخصية التي اقترن بها الامام علي عليه السلام والتي كان انتخابها مثار اهتمامه دون نسائه الاخريات بعد السيدة الزهراء عليها السلام, مما يكشف عن اهمية دراسة هذه الشخصية المتميزة والتي اثارت اعجاب الامام عليه السلام والامامين الحسنين عليهما السلام وهما ينظران اليها نظرة تبجيل تختلف عن غيرها, فما الذي ميّز شخصيتها عليها السلام, وما الذي جعل لها من الشهرة ما لم تكن لامرأة تنافسها في هذا الشأن بعد السيدة الزهراء عليها السلام؟
          قال العلامة المامقاني في تنقيح المقال:
          ام البنين الكلابية: هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر المعروف بالوحيد : ابنكلاب بن عامر بن صعصعة روى ان امير المؤمنين عليه السلام قال لأخيه عقيل وكان نسابةً عالماً بأنساب العرب واخبارهم, انظر الى امرأةٍ قد ولدتها الفحول من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً , فقال له: تزوج ام البنين الكلابية , فإنه ليس في العرب اشجع من آبائها ولا افرس في آبائها.
          يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
          نحن بنو ام البنين الاربعة ونحن خير عامر بن صعصعة
          الضاربون الهام وسط الجمجمة
          ولم ينكر عليه احد من العرب, ومن قومها ملاعب الاسنة ابوبراء الذي لم يعرف في العرب غير اميرالمؤمنين عليه السلام مثله في الشجاعة, فتزوجها امير المؤمنين عليه السلام فولدت وانجبت واول ما ولدت العباس المكنى بأبي الفضل الملقب بقمر بني هاشم روحي فداه ثم عبد الله ثم جعفر ثم عثمان , ويستفاد قوة ايمانها وتشييعها ان بشر كلما نعى اليها وروده المدينة احداً من اولادها الاربعة قالت ما معناه:
          اخبرني عن ابي عبد الله الحسين عليه السلام فلما نعى اليها الاربعة قالت قد قطعت نياط قلبي , اولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبد الله الحسين عليه السلام) , اخبرني عن الحسين فان علقتها بالحسين عليه السلام ليس الا لمامته عليه السلام وتهوينها على نفسها موتة مثل هؤلاء الاشبال الاربعة ان سلم الحسين عليه السلام يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة, واني اعتبرها لذلك من الحسان ان لم تعتبرها من الثقات.
          وقد سعى العلامة المامقاني الى التركيز على جانب مهم من حياة السيدة ام البنين عليها السلام ليستخلص منها شخصيتها الجليلة, وكان موقفها من الحسين حين استشهاده يكشف عن تفانيها لمفهوم الامام, وعقيدتها الخالصة بفلسفة الامامة لذا عبّر بقوله : ((فان علقتها بالحسين عليه السلام ليس الا لامامته عليه السلام وهي كاشفة عن مدى اندكاكها بمفهوم الامامة وتسليمها لحركة الامام عليه السلام.
          وفي مقتل الحسين عليه السلام بحر العلوم قال:
          وليس في العرب اشجع من آبائها واخوانها – كما ذكر ذلك عامة المؤرخين – وكانت ام البنين من فضليات النساء العارفات بفضل اهل البيت عليهم السلام منذ نشأتها في بيت ابيها الزعيم الكبير وكانت من بيت كرم وشجاعة وفصاحة ومعرفة , وكان اباؤها من سادات العرب وزعمائهم .
          وكانت لهذه السيدة من الصفات ما اغنى المترجمين لها عن وصفها كثيراً , فقد انحدرت من بيوتات العرب ورؤسائهم وكانت هذه الاسرة كريمة النسب ’ عظيمة الحسب, معروفةً برئاستها وهيمنتها بشرفها من بين القبائل العربية, وكانت الاسر العربية تفلاض وجودها من خلال ما اوتيت به من عظيم البلاء , وشديد المراس في الحرب والنزال وكانت لها وقعاته ا المشهودة, ولرجالها الاشداء ما شهدت به العرب من اقصاها الى اقصاها بمفاخر الحرب , ودواعي الرئاسة, واسباب الشرف , وكان لكرم هذه القبيلة ما لازم سيرة رجالها , كملاعب الاسنة وهو عامر بن مالك, وعامر بن الطفيل وهو اخو عمرة الجدة الاولى لام البنين وهو من فرسان العرب وشجعانها, ومنهم الطفيل وهو والد عمرة جدة ام البنين وله من شهرة البأس ما كان مضرباً لأمثلة العرب, وعروة بن عتبة والد كيشة الجدة الثانية لام البنين معروفاً عند الملوك , مكرماً لديهم فاذا وفد عليهم احسنوا وفادته واجزلوا له العطاء , ذلك وقد كان لذلك اثره في شخصيتها الفذة ومحتدها الكريم, وكانت معروفة بأم البنين نسبةً لجدتها الاولى المشهورة برفعتها وعزتها وشرفها حتى كان ابناءها يفتخرون امام الملوك بقولهم :
          نحن بنو ام البنين الاربعة ونحن خير عامر بن صعصعة
          وام البنين جدتهم هذه مضرب المثل في الشرف والحكمة والعزة والكرم , وكانت السيدة ام البنين فاطمة بنت حزام قد لُقبت بهذا اللقب , والظاهر انها اشتهرت عند قومها بما اشتهرت جدتها الاولى ام البنين لما تمتلكه هذه السيدة من العزة والحكمة والشرف وحسن السيرة حتى اشتهرت بما اشتهرت به جدتها الاولى ام البنين مع ان هذا اللقب كان قبل زواجها بالامام امير المؤمنين عليه السلام مما يعني انه قد ارتكز عند قومها انها كانت من الفضائل ما اشتهرت به جدتها الاولى.
          وبعد زواجها فقد تعززت هذه الكنية لها, اذ العرب تلقب المرأة التي تلد اربعة ذكور بام البنين فكان لها من الاولاد : العباس وعبد الله وجعفر وعثمان , فثبتت لها هذه الكنية لاستحقاقها من صفات جدتها ام البنين , ولما امتازت به من الاولاد فصار لقباً ثابتاً لها.
          هذه حيثيات الوراثة التي تأثرت بها شخصية العباس عليه السلام فمن ابيه ورث الخصال الحميدة كلها , ومن امه ورث ما اشتهرت به الفضائل الكريمة , فكان بين هذا وذاك مثالاً لكل اسباب الرفعة, ودواعي العزة والشهامة.








          تعليق


          • #6

            روضة الزهراء
            عضو فضي











            • تاريخ التسجيل: 29-12-2017
            • المشاركات: 890



            #1
            شجاعة العباس (عليه السلام) في يوم عاشوراء حتى الإستشهاد .

            28-01-2022, 02:52 PM



            روي عن معاوية بن عمار ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قالوا : وكان العباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين عليه السلام وهو أكبر الاخوان، مضى يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم وجعل يقول :
            لا أرهب الموت إذا الموت رقا *** حتى أواري في المصاليت لقى .
            نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا *** إني أنا العباس أغدو بالسقا .
            ولا أخاف الشر يوم الملتقى .
            ففرقهم فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه - فقطعها - فأخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز :

            والله إن قطعتم يميني * إني أحامي أبدا عن ديني * وعن إمام صادق اليقين * نجل النبي الطاهر الأمين .
            فقاتل حتى ضعف ، فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :

            يا نفس لا تخشي من الكفار *** وأبشري برحمة الجبار .
            مع النبي السيد المختار *** قد قطعوا ببغيهم يساري .
            فأصلهم يا رب حر النار .
            فضربه ملعون بعمود من حديد فقتله .
            رحم الله من نادى وااااا كفيلاه ، وااااا ناصراه ، وااااا عباساه ، وااااا شهيداه .







            تعليق


            • #7

              محبة المهدي الموعود
              عضو ذهبي











              • تاريخ التسجيل: 07-06-2012
              • المشاركات: 2439



              #1
              القاب ابي الفضل العباس عليه السلام

              22-11-2012, 04:43 PM


              القاب ابي الفضل العباس عليه السلام
              سمى
              الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وليده المبارك (بالعباس) وقد استشف من وراء الغيب أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل، ومنطلق البسمات في وجه الخير، وكان كما تنبأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت (عليهم السلام)، فقد دمر كتائبها وجندل أبطالها، وخيم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء، ويقول الشاعر فيه:
              عبــست وجـوه القوم خوف الموت والعـــباس فــــيهم ضــاحك متبسم ألقابه
              1- قمر بني هاشم:
              كان العباس (
              عليه السلام) في روعة بهائه، وجميل صورته آية من آيات الجمال، ولذلك لقب بقمر بني هاشم، وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة، فقد كان قمراً في دنيا الإسلام، فقد أضاء طريق الشهادة، وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.
              2- السقاء:
              وهو من أجمل ألقابه، وأحبها إليه، أما السبب في إمضاء هذا اللقب الكريم
              عليه فهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت(عليهم السلام) حينما فرض الإرهابي المجرم ابن مرجانة الحصار على الماء، وأقام جيوشه على الفرات لتموت عطشاً ذرية النبيّ (صلى اللهعليه وآله)، محرر الإنسانية ومنقذها من ويلات الجاهلية… وقد قام بطل الإسلام أبو الفضل باقتحام الفرات عدة مرات، وسقى عطاشى أهل البيت، ومن كان معهم من الأنصار .
              3- بطل العلقمي:
              أما العلقمي فهو إسم للنهر الذي استشهد على ضفافه أبو الفضل العباس (
              عليه السلام)، وكان محاطاً بقوى مكثفة من قبل ابن مرجانة لمنع ريحانة رسول الله (صلى اللهعليه وآله) وسيد شباب أهل الجنة، ومن كان معه من نساء وأطفال من شرب الماء، وقد استطاع أبو الفضل بعزمه الجبار، وبطولته النادرة أن يجندل الأبطال، ويهزم أقزام ذلك الجيش المنحط، ويحتل ذلك النهر، وقد قام بذلك عدة مرات، وفي المرة الأخيرة استشهد على ضفافه ومن ثم لقب ببطل العلقمي.
              4- حامل اللواء:
              ومن ألقابه المشهورة (حامل اللواء) وهو أشرف لواء، إنه لواء أبي الأحرار
              الإمامالحسين (عليه السلام)، وقد خصه به دون أهل بيته وأصحابه، وذلك لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهم المناصب الحساسة في الجيش وقد كان اللواء الذي تقلده أبوالفضل يرفرف على رأس الإمامالحسين (عليه السلام) منذ أن خرج من يثرب حتى انتهى إلى كربلاء، وقد قبضه بيد من حديد، فلم يسقط منه حتى قطعت يداه، وهوى صريعاً بجنب العلقمي.
              5- كبش الكتيبة:
              وهو من الألقاب الكريمة التي تمنح إلى القائد الأعلى في الجيش، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه ب
              حسن تدبير، وقوة بأس، وقد أضفي هذا الوسام الرفيع على سيدنا أبي الفضل، وذلك لما أبداه يوم الطف من الشجاعة والبسالة في الذب والدفاع عن معسكر الإمامالحسين (عليه السلام)، فقد كان قوة ضاربة في معسكر أخيه، وصاعقة مرعبة ومدمرة لجيوش الباطل.
              6- العميد:
              وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تمنح لأبرز الأعضاء في القيادة العسكرية، وقد قلد أبو الفضل (
              عليه السلام) بهذا الوسام لأنه كان عميد جيش أخيه أبي عبدالله، وقائد قواته المسلحة في يوم الطف .
              7- حامي الضعينة:
              ومن الألقاب المشهورة لأبي الفضل (
              عليه السلام) (حامي الضعينة).
              يقول السيد جعفر الحلي في قصيدته العصماء التي رثاه بها:
              حـامي الضعينة أين منه ربيعة أم أيــــن مـــن
              عليا أبيه مكرم
              وإنما اضفي
              عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهنّ وحراستهن وخدمتهن فكان هو الذي يقوم بترحيلهن، وأنزالهن من المحامل طيلة انتقالهن من يثرب إلى كربلاء.
              ومن الجدير بالذكر أن هذا اللقب أطلق على بطل من شجعان العرب وفرسانهم وهو ربيعة بن مكرم، فقد قام بحماية ظعنه، وأبلى في ذلك بلاءً
              حسناً .
              8- باب الحوائج:
              وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلا قضى
              الله حاجته، وما قصده مكروب إلا كشف الله ما ألم به من محن الأيام، وكوارث الزمان .
              إن أبا الفضل نفحة من رحمات
              الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم، وذلك لجهاده المقدس في نصرة الإسلام، والذب عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسولالله (صلى اللهعليه وآله) حتى استشهد في سبيله، هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق







              تعليق


              • #8

                عطر الولايه
                عضو ماسي











                • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
                • المشاركات: 7939



                #1
                كان بإمكان العباس أن ينجو من القتل.. فما الذي منعه من ذلك؟!

                03-08-2022, 03:05 AM




                اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
                وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
                وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

                السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
                لم يكن العباس، عليه السلام، إماماً معصوماً، لكنه كان عالماً نافذ البصيرة كما يقول عنه الإمام الصادق، عليه السلام "كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة...".

                لقد عرفنا العباس كرمز للوفاء والشجاعة و البطولة والإباء في معركة الطف، لما أبدى من استبسال وإقدام في تلك المعركة، فما الذي قام به العباس ليصبح أيضاً إلى جانب تلك الصفات نافذ البصيرة؟!

                تشير الروايات إلى أن العباس وأخوته تلقوا عرضاَ مغرياً من قبل جيش بن سعد قبيل المعركة بيوم. يقدم شمر بن ذي الجوشن إلى العباس ومعه الأمان له ولإخوته.

                في تلك الأثناء، ينادي شمر "أين بنو أختنا.. أين العباس وإخوته"؟

                فما كان من العباس وإخوته، عليهم السلام، إلا الإعراض عنه وعدم الرد، لكن الحسين عليه السلام قال لهم "اجيبوه ولو كان فاسقاً".

                عندها أجابوا شمراً بالقول "ما شأنك وما تريد؟".

                فرد اللعين "يا بني أختي أنتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين و الزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد".

                كان يأمر الشمر بنو أخته أن يظهروا الطاعة ليزيد بن معاوية إزاء إمامهم الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام، مقابل الأمان بمنحهم فرصة العيش في هذه الحياة.

                وهنا تجلت بصيرة أبي الفضل العباس، عليه السلام، في أبهى صورها عندما رفض عرض شمر وقرر أن يتمسك بولايته لإمامه الحسين، عليه السلام وآثرها مع إخوته على العيش في الدنيا بأمان.

                يخاطب العباس الشمر قائلا: "لعنك الله ولعن أمانك تؤمننا وابن رسول الله لا أمان له وتأمرنا ان نـدخل في طاعـة اللعناء وأولاد اللعناء".

                تقول الرواية فرجع الشمـر مغضباً.







                تعليق


                • #9

                  عطر الولايه
                  عضو ماسي











                  • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
                  • المشاركات: 7939



                  #1
                  ما هو السر وراء تسمية العباس (ع) بـــ { سبع القنطرة } ؟

                  03-08-2022, 03:11 AM




                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
                  وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
                  وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

                  السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته





                  السَّبعُ: هوَ الأسدُ، ويُطلقُ على الرَّجلِ الشُّجاعِ، والقنطرةُ: هيَ الجسرُ. فيكونُ معنى (سبعِ القنطرةِ): الرَّجلَ الشُّجاعَ الذي أبدى شجاعةً لا نظيرَ لَها وسجَّلَ موقفاً بطوليّاً عندَ الجسرِ.

                  ولكنَّ السُّؤالَ هُنا: ما هوَ الموقفُ الذي ظهرتْ شجاعةُ أبي الفضلِ العبّاسِ فيهِ عندَ ذلكَ الجسرِ بحيثُ لقِّبَ بسبعِ القنطرةِ؟

                  قالَ المحقِّقُ آيةُ اللهِ الشَّيخُ محمَّد إبراهيم الكلباسيُّ النَّجفيُّ: (وإنَّما عُرِفَ أبو الفضلِ العبّاسُ (ع) بسبعِ القنطرةِ؛ لأنَّهُ - على ما رُوِيَ - قدْ أبدى منْ نفسِهِ في حربِ النَّهروانِ جدارةً عاليةً في حراسةِ القنطرةِ والجسرِ، الِّذي كانَ قدْ أوكلَهُ أبوهُ أميرُ المؤمنينِ (ع) معَ مجموعةٍ منَ الفرسانِ بحفظِهِ يومَ النَّهروانِ منَ الخوارجِ، وسجَّلَ عليْهِ مواقفَ شجاعةً، وبطولاتٍ هاشميَّةً مشرِّفةً، فإنَّهُ لمْ يدَعْ بشجاعتِهِ وبسالتِهِ جيشَ الخوارجِ أنْ يعبروا مِنْ عليْهِ، ولا أنْ يجتازوهُ إلى حيثُ يُريدونَ، بلْ صمدَ أمامَهُمْ بسيفِهِ وصارِمِهِ، وصدَّهمْ عمّا كانوا ينوونَهُ بعزمِهِ وبأسِهِ، ولذلكَ لمّا دخلَ وقتُ الصَّلاةِ، وطلبَ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (ع) ماءً يتوضَّأُ بِهِ، أقبلَ فارسٌ والإمامُ (ع) يتوضَّأُ وقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، لقدْ عبرَ القومُ - ويقصدُ بهمُ الخوارجَ -، وإنَّهمْ عبروا القنطرةَ التي أوكلَ بِها الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (ع) ابنَهُ العبّاسَ (ع) معَ مجموعةٍ منَ الفرسانُ.

                  فلمْ يرفعِ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (ع) إليْهِ رأسَهُ، ولمْ يلتفتْ إليْهِ، وذلك وثوقاً منْهُ بشجاعةِ ولدِهِ المقدامِ أبي الفضلِ العبّاسِ (ع) الذي أوكلَهُ بحفظِ القنطرةِ منْ سيطرةِ الأعداءِ، وأمرَهُ بحراستِها منْ عبورِهِمْ عليْها وتجاوُزِهمْ عنْها.

                  هَذا مضافاً إلى ما أخبرَ بِهِ رسولُ اللهِ (ص) عنِ اللهِ في شأنِ الخوارجِ، وما يؤولُ إليْهِ أمرُهُمْ وفتنتُهُمْ، وما أطلعَهُ (ص) على جزئيّاتِ قضيَّتِهمْ، وكيفيَّةِ مقاتلتِهِمْ لهُ، ومواقعِ نزولِهِمْ وركوبِهِمْ، وسوءِ عواقبِهِمْ، ومَصارِعِهِمْ.

                  على أثرِ ذلكَ كلِّهِ أجابَ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (ع) ذلكَ الفارسَ بقولِهِ: إنَّهمْ ما عَبَروا، ولا يعبرونَهُ، ولا يفلتْ منْهمْ إلّا دونَ العَشَرةِ، ولا يُقتلْ منكمْ إلّا دونَ العَشَرةِ، ثمَّ قالَ (ع) يؤكِّدُ ذلكَ: واللهِ ما كَذِبْتُ ولا كُذِبْتُ.

                  فتعجَّبَ النّاسُ منْ كلامِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ (ع) لذلكَ الفارسِ، وكانَ هنالكَ معَ الإمامِ رجلٌ وهوَ في شكٍّ منْ أمرِهِ، فقالَ: إنْ صحَّ ما قالَ فلا أحتاجُ بعدَهُ إلى دليلٍ غيرِهِ، فبينَما همْ كذلكَ إذْ أقبلَ فارسٌ فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، القومُ على ما ذكرْتَ، لمْ يعبروا القنطرةَ.

                  ثمَّ إنَّ الإمامَ أميرَ المؤمنينَ (ع) صلّى بالنّاسِ صلاةَ الظُّهرِ، وأمرَهُمْ بالمسيرِ إليْهمْ وهمْ دونَ القنطرةِ، ثمَّ حملَ (ع) عليْهمْ بأصحابِهِ حَمْلةَ رجلٍ واحدِ، وذلكَ بعدَ أنْ أتمَّ الحجَّة عليْهمْ، واستتابَهمْ ممّا جَنَوْهُ منْ قتلِ عبدِ اللهِ بنِ خبّابٍ، وبقرِ بطنِ زوجتِهِ، وإخراجِ طفلِها وقتلِهِ، فرجعَ منهمْ ثمانيةُ آلافٍ، وبقيَ أربعةُ آلافٍ لمْ يتوبوا، وقالوا لهُ: لنقتلنَّكَ كما قتلناهُ، فحملَ (ع) عليْهمْ، واختلطوا، فلمْ يكنْ إلّا ساعةٌ حتّى قُتِلوا بأجمعِهمْ، ولمْ يفلتْ منْهمْ إلّا تسعةُ أنفسٍ ... كما أنَّهُ لمْ يُقتلْ منْ أصحابِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ (ع) إلّا تسعةٌ. فكانَ كما أخبرَ بِهِ أميرُ المؤمنينَ (ع) تماماً منْ دونِ زيادةٍ ولا نقصانٍ). [الخصائصُ العبّاسيَّةُ ص156 وما بعدها]








                  تعليق


                  • #10

                    عطر الولايه
                    عضو ماسي











                    • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
                    • المشاركات: 7939



                    #1
                    لماذا عهد الامام الحسين بسقاية الماء الى أخيه العباس ولماذا لقب الأخير بالساقي

                    03-08-2022, 03:25 AM




                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
                    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
                    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

                    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته


                    اكدت مصادر تاريخية ان العباس بن علي عليهما السلام كان يعرف بسقاية الماء وانه تمكن من اقتحام المشرعة أكثر من مرة يوم عاشوراء على العكس مما تناولته بعض ارباب المقاتل وعدد من كتاب التاريخ وخطباء المنبر اللذين يشيرون ان العباس عليه السلام توجه الى المشرعة واستشهد في طريق عودته ولم يتمكن من ايصال الماء الى عائلة الامام الحسين عليه السلام، موضحة ان صحة تلك المقولة تجعلنا امام تساءل عن سبب تسمية العباس سلام الله عليه بالساقي رغم انه لم يسقيهم الماء.

                    وأكدت تلك المصادر ان العباس عليه السلام كان هاويا لسقي العطاشا وان صفة السقاية لم تكن وليدة لحظة في كربلاء بل ان تلك الميزة لازمته منذ طفولته كونه كان يسقي إخوته وأخواته كلما احتاجوا إلى الماء فضلا عن دوره الكبير في معركة صفين بعد أن امتلك معاوية بن أبي سفيان ماء الفرات ومنعه عن أصحاب الإمام علي عليه السلام مما حدى بابي الفضل الى حمل سيفه والتوجه الى جيش معاوية واجبرهم على التراجع عن الفرات ليمتلك الشريعة، كما تؤكد كتب التاريخ انه قام ثلاث مرات باقتحام الفرات والحصول على الماء بقوة السلاح في واقعة كربلاء وايصال عدد كبير من القراب المملوءة بالماء إلى مخيم الامام الحسين عليه السلام.

                    وأضافت تلك المصادر ان العباس عليه السلام تمكن من ايصال الماء وسقاية عطاشا كربلاء ولكنه استشهد عند المحاولة الاخيرة عندما غدروه بسهم اصاب احدى عينه وعمود هشم راسه ليكون ساقيا للماء منذ الصغر وحتى الاستشهاد.








                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X