استقل قارب الولاء وفي نفسي رغبة في سياحة عند تخوم الايثار
فهل ازعم الوصول؟
(وقفةٌ على تُخومِ الإيثارِ)
حِجْرٌ من الإِيثارِ كان مُدلِّلَهْ
وَ سجيَّةُ الفضلِ ٱجتبتْهُ لِمعضلَةْ
هُوَ ذاهبٌ كي يُطلقَ النهرَ الاسي -
- رَ ، وَ زندُه جيشٌ بِه قَدْ وكَّلَهْ
ذخَرتهُ أصلابٌ لِمَوسمٍ طفِّها
يُحيي الظِّماءَ ، فَطَفُّهُ قد أرسلَهْ
غَيمًا يُبَسمِلُ بالفداءِ مُرتِّلًا
فَيُعانقُ الافُقُ الظَّميُّ ُّالبسملَةْ
وَ لآيةِ السُّقيا صدىً مُتعرِّشٌ
فوقَ الرِّمالِ مبارِكٌ ما رَتَّلَهْ
فإذا بهِ قدَّ القُيودَ بِصَولٰةٍ
شطَبَ ٱحتمالاتِ المماشي المُقْفَلَةْ
صارَ ٱخْتصاراً للجهاتِ جميعِهَا
في فِتنةِ ٱللا ماءِ يُروي البَوْصلَة
جُودٌ تأبَّطَ جُودَهُ ، والصّدرُ مح-
- رابُ الأسنَّةِ،فالجراحُ مُهلِّلَةْ
قالت فوانيسُ السنابلِ : إنَّهُ
مِنْ نورِ طلعتِهِ ستبزُغُ سُنبلة
تَروي على التاريخِ قِصّةَ حِنطةٍ
حَفِظَتْ ترانيمَ الحصادِ لِتَبْذلة
تروي حكايةَ رايةٍ ، هيهاتُها
يومَ الوغى حتّى القيامةِ مُرسَلَهْ
تحكي إباءً في إخاءٍ نابِضٍ
مَنْ أبهرِ الإيثارِ كانَ موصِّلَهْ
مَنْ مَدَّ كفاً في الزِّحامِ مضرَّجًا
بالذِّكْرِ يبذُرُ قمحَهُ لِيرتِّلَهْ
ليفلسفَ الحُبَّ المنوِّرَ بالهدى
قمرًا تعطَّفَ بالضياءِ ، فجمَّلَهْ
في فوَّهات الرّمْلِ يسكبُ انهرًا تجري عذوبتُها، تُنزِّهُ مَنهلهْ
عن أحجياتِ الملح،شعوذةِ الظما
عَما يمرُّ بِبالِ أرضٍ مُهملة
هذا الفتى العلَوَيُّ ينضحُ بالحَيا*
نقَشَ الإجابةَ عندَ نهرِ الأسئلةْ
همساً، لِيودِعَهُ الوصيةَ كُنْ أنا)
أأنايَ كنْ ليْ طائعًا، ما المشكِلَةَ؟
إنْ يقطعوا زنديَّ ، لا تبكِ ولا
تُرخصْ عُهودِيَ للرِّماحِ المقْبِلةْ
سأكوِّرُ الصّدرَ المعتَّقٰ بالعِنا -
- دِ لِضمَّةٍ لك في فؤادي موغِلَةْ
اَوصِلْ بَريدَ الماءِ طَيَّ تحيتي
لِحبيبِ عمري ذي الشِّفاهِ المُذبَلَةْ
لِحسينِ أزمنتي وسيِّدِ مَنحَري
وتراثِ عشقي في كمالاتِ الوَلَهْ
يا دِرعَ آمالي وآسَ قضيّتي
دعْنا نضُوّعُ بِأُفْقِ هذي المَرْحلَةْ
دعْنا نكُونُ الجُرْحَ في وجهِ الدُّجى
كي نكشفَ الكربَ العظيمَ ، ونُذهلَهْ
فهناكَ جَمهرَةُ الحُتوفِ أفاعياً
زحفَتْ بِأمرِ الحقدِ ، فهي مُعلَّلَةْ
قمْ كي نترجمَ للوفاء معانياً
غصّتْ بها لغةُ الإخاء المُجمَلَةْ
قمْ كي نفصِّلَ متنَهُ في هامشٍ
حفَّ المقالَ ببرقِهِ لِيُفصِّلَهْ
جرسُ الوصيةِ عند سمعي راعفٌ
مولىً تعهَّدَ طاعةً مُتَقبٌلَةْ
وقلادةُ ال (كنْ) يا بُنَيَّ أمانتي
مهراً لفردوسٍ تكونُ محَلَّلَةْ
كنْ دونَ مهجةِ فاطمٍ للموتِ مَش -
- روعَ الرّغيفِ لِسيفِهِم ، كي يأْكلَهْ
أرخِصْ - لتغلوَ في المزادِ - لمالِكٍ -
نفسًا، ستغدو بالفداءِ مُكمَّلَةْ
فالحُبِّ يأمرُ والنفوسُ مطيعةٌ
والجودُ كنزٌ والجِنانُ معَجَّلَةْ
وسباقُنا للخُلْدِ أنَّ سبيلَهُ
وَحْيٌ تنزَّلَ والحسينُ تأوَّلَهْ
••••••••••••••••••••
هامش:
*الحيا :المطر الشديد النزول
حميدة العسكري1443هـ
تعليق