بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وال محمد .
نرفع أسمى آيات الحزن والعزاء إلى مقا الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام وإلى مراجع الدين العظام وإلى الشيعة الكرام بمصيبة سيد الشهداء الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام في يوم عاشوراء .
لانشك بصدور الكثير من الكرامات وخوارق العادات ببركات وجود إمامنا وسيدنا العباس بن علي بن أبي طالب (عليه وعلى أبيه السلام) ، وكيف لا تصدر منه الكرامات وهو ولي من أولياء الله سبحانه وتعالى كما وصفه الإمام الصادق (عليه السلام) بذلك في زيارته : ( اللهم إني تعرضت لزيارة أولياءك ... ) .
ومن ضمن الكرامات التي نقلها الثقات هو هذه الكرامة التي نقلها العلامة عبد الرزاق المقرم فقال :
حدّثني الشيخ العالم الثقة الثبت الشيخ حسن ابن العلاّمة الشيخ محسن ابن العلاّمة الشيخ شريف آل الشيخ المقدّس ، صاحب الجواهر (قدس سره) ، عن حاج منيشد ابن سلمان آل حاج عبودة ، من أهل الفلاحيّة ، وكان ثقة في النقل ، عارفاً بصيراً ، شاهد الكرامة بنفسه ، قال :
كان رجل من عشيرة البراجعة يسمّى (مخيلف) مصاباً بمرض في رجليه ، وطال ذلك حتّى يبستا وصارتا في رفع الأصبع ، وبقي على هذا ثلاث سنين ، وشاهده الكثير من أهل المحمّرة ، وكان يحضر الأسواق ومجالس عزاء الحسين (عليه السلام) ، ويستعين بالناس ، وهو يزحف على إليتيه ويديه ، وقد عجز عن المباشرة ويئس .
وكان للشيخ خزعل بن جابر الكعبي في المحمّرة (حسينية) يقيم فيها عزاء الحسين (عليه السلام) في العشرة الأولى من المحرم ، ويحضر هناك خلق كثير ، حتّى النساء يجلسن في الطابق الأعلى من الحسينية ، والعادة المطردة في تلك البلاد ونواحيها أنّ (الخطيب النائح) إذا وصل في قراءته إلى الشهادة قام أهل المجلس يلطمون بلهجات مختلفة ، وهكذا النساء في اليوم السابع من المحرم كان المتعارف أن تذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس ، وهذا الرجل أعني (مخيلف) يأتي الحسينية (ويجلس تحت المنبر لأنّ رجليه ممدودتان) . (1) ، وحينما وصل الخطيب إلى ذكر المصيبة أخذت الحالة المعتادة من في المجلس رجالاً ونساءً ، وبينما هم على هذا الحال إذ يرون ذلك المصاب بالزمانة في رجليه (مخيلف) واقفاً معهم يلطم ، ولهجته : " أنا مخيلف قيّمني العبّاس ".
وبعد أن تبيّن الناس هذه الفضيلة من أبي الفضل تهافتوا عليه وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها، وازدحموا عليه يقبّلون رأسه ويديه ، فأمر الشيخ خزعل غلمانه أن يرفعوه إلى إحدى الغرف ويمنعوا الناس عنه ، وصار ذلك اليوم في المحمّرة أعظم من اليوم العاشر من المحرّم ، وصار البكاء والعويل والصراخ من الرجال ، وأمّا النساء فمنهنّ من تهلهل ، وأُخرى تصرخ ، وغيرها تلطم .
وذكر لي ملاّ عبد الكريم الخطيب من أهل المحمّرة ، وكان حاضراً وقت الحديث ، أنّ الشيخ خزعل في كُلِّ يوم يصنع طعاماً لأهل المجلس في الظهر ، وفي ذلك اليوم تأخّر الغداء إلى الساعة التاسعة من النهار لبكاء الناس وعويلهم .
وقال العلاّمة الشيخ حسن المذكور : ثُمّ إنّه سُئل مخيلف عمّا رآه وشاهده ؟ فقال : بينا الناس يلطمون على العبّاس أخذتني سنة وأنا تحت المنبر ، فرأيت رجلاً جميلاً طويل القامة ، على فرس أبيض عال في المجلس وهو يقول : يا مخيلف لِمَ لا تلطم على العبّاس مع الناس ؟
فقلت له : يا أغاتي لا أقدر وأنا بهذا الحال .
فقال لي : قم والطم على العبّاس !
قلت له : يا مولاي أنا لا أقدر على القيام .
فقال لي : قم والطم !
قلت له : يا مولاي أعطني يدك لأقوم ؟
فقال : " أنا ما عندي يدين "!
فقلت له : كيف أقوم ؟
قال : الزم ركاب الفرس وقم ، فقبضت على ركاب الفرس وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي ، وأنا في حالة الصحة ، وعاش سنتين أو أكثر ومات ) . (2) .
وشفاء هذا المريض بتمسكه بلجام فرس العباس (عليه السلام) تذكرني بشفاء فطرس بعد تمسحه بمهد الإمام الحسين (عليه السلام) .
-------------------------------------
(1) هذه الجمّلة التي بين قوسين حدّثني بها في دار الشيخ الجليل الشيخ حسن المذكور ملاّ عبد الكريم ، وقد شاهد الرجل بعينه ذلك اليوم .
(2) من كتاب العباس (عليه السلام) / للسيد عبد الرزاق المقرم / الصفحة 228 - 229 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وال محمد .
نرفع أسمى آيات الحزن والعزاء إلى مقا الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام وإلى مراجع الدين العظام وإلى الشيعة الكرام بمصيبة سيد الشهداء الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام في يوم عاشوراء .
لانشك بصدور الكثير من الكرامات وخوارق العادات ببركات وجود إمامنا وسيدنا العباس بن علي بن أبي طالب (عليه وعلى أبيه السلام) ، وكيف لا تصدر منه الكرامات وهو ولي من أولياء الله سبحانه وتعالى كما وصفه الإمام الصادق (عليه السلام) بذلك في زيارته : ( اللهم إني تعرضت لزيارة أولياءك ... ) .
ومن ضمن الكرامات التي نقلها الثقات هو هذه الكرامة التي نقلها العلامة عبد الرزاق المقرم فقال :
حدّثني الشيخ العالم الثقة الثبت الشيخ حسن ابن العلاّمة الشيخ محسن ابن العلاّمة الشيخ شريف آل الشيخ المقدّس ، صاحب الجواهر (قدس سره) ، عن حاج منيشد ابن سلمان آل حاج عبودة ، من أهل الفلاحيّة ، وكان ثقة في النقل ، عارفاً بصيراً ، شاهد الكرامة بنفسه ، قال :
كان رجل من عشيرة البراجعة يسمّى (مخيلف) مصاباً بمرض في رجليه ، وطال ذلك حتّى يبستا وصارتا في رفع الأصبع ، وبقي على هذا ثلاث سنين ، وشاهده الكثير من أهل المحمّرة ، وكان يحضر الأسواق ومجالس عزاء الحسين (عليه السلام) ، ويستعين بالناس ، وهو يزحف على إليتيه ويديه ، وقد عجز عن المباشرة ويئس .
وكان للشيخ خزعل بن جابر الكعبي في المحمّرة (حسينية) يقيم فيها عزاء الحسين (عليه السلام) في العشرة الأولى من المحرم ، ويحضر هناك خلق كثير ، حتّى النساء يجلسن في الطابق الأعلى من الحسينية ، والعادة المطردة في تلك البلاد ونواحيها أنّ (الخطيب النائح) إذا وصل في قراءته إلى الشهادة قام أهل المجلس يلطمون بلهجات مختلفة ، وهكذا النساء في اليوم السابع من المحرم كان المتعارف أن تذكر مصيبة أبي الفضل العبّاس ، وهذا الرجل أعني (مخيلف) يأتي الحسينية (ويجلس تحت المنبر لأنّ رجليه ممدودتان) . (1) ، وحينما وصل الخطيب إلى ذكر المصيبة أخذت الحالة المعتادة من في المجلس رجالاً ونساءً ، وبينما هم على هذا الحال إذ يرون ذلك المصاب بالزمانة في رجليه (مخيلف) واقفاً معهم يلطم ، ولهجته : " أنا مخيلف قيّمني العبّاس ".
وبعد أن تبيّن الناس هذه الفضيلة من أبي الفضل تهافتوا عليه وخرّقوا ثيابه للتبرّك بها، وازدحموا عليه يقبّلون رأسه ويديه ، فأمر الشيخ خزعل غلمانه أن يرفعوه إلى إحدى الغرف ويمنعوا الناس عنه ، وصار ذلك اليوم في المحمّرة أعظم من اليوم العاشر من المحرّم ، وصار البكاء والعويل والصراخ من الرجال ، وأمّا النساء فمنهنّ من تهلهل ، وأُخرى تصرخ ، وغيرها تلطم .
وذكر لي ملاّ عبد الكريم الخطيب من أهل المحمّرة ، وكان حاضراً وقت الحديث ، أنّ الشيخ خزعل في كُلِّ يوم يصنع طعاماً لأهل المجلس في الظهر ، وفي ذلك اليوم تأخّر الغداء إلى الساعة التاسعة من النهار لبكاء الناس وعويلهم .
وقال العلاّمة الشيخ حسن المذكور : ثُمّ إنّه سُئل مخيلف عمّا رآه وشاهده ؟ فقال : بينا الناس يلطمون على العبّاس أخذتني سنة وأنا تحت المنبر ، فرأيت رجلاً جميلاً طويل القامة ، على فرس أبيض عال في المجلس وهو يقول : يا مخيلف لِمَ لا تلطم على العبّاس مع الناس ؟
فقلت له : يا أغاتي لا أقدر وأنا بهذا الحال .
فقال لي : قم والطم على العبّاس !
قلت له : يا مولاي أنا لا أقدر على القيام .
فقال لي : قم والطم !
قلت له : يا مولاي أعطني يدك لأقوم ؟
فقال : " أنا ما عندي يدين "!
فقلت له : كيف أقوم ؟
قال : الزم ركاب الفرس وقم ، فقبضت على ركاب الفرس وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي ، وأنا في حالة الصحة ، وعاش سنتين أو أكثر ومات ) . (2) .
وشفاء هذا المريض بتمسكه بلجام فرس العباس (عليه السلام) تذكرني بشفاء فطرس بعد تمسحه بمهد الإمام الحسين (عليه السلام) .
-------------------------------------
(1) هذه الجمّلة التي بين قوسين حدّثني بها في دار الشيخ الجليل الشيخ حسن المذكور ملاّ عبد الكريم ، وقد شاهد الرجل بعينه ذلك اليوم .
(2) من كتاب العباس (عليه السلام) / للسيد عبد الرزاق المقرم / الصفحة 228 - 229 .
تعليق