إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دَفْنُ الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ):-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دَفْنُ الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ):-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ

    إختلفَ المؤرخونَ في يومِ مَدفنِ الإمامِ الحُسينِ علَى ثلاثَةِ أقوالٍ:
    ا - اليومُ الحَادي عَشَرمِنَ المُحَرمِ :
    وهو مُختارُ جُملَةٌ منَ المؤرخينَ مِنْهُم إبنْ شَهرِ آشوبِ مِنْ أعلامِ الشِّيعةِ في مناقبِ آلِ أبي طالبٍ ج4 ، ص 112 ،وجملةٌ مِنْ أعلامِ السُّنَةِ وهُمْ المَسعودِيُّ في مُروجِ الذَّهبِ ج3 ، ص 63 ، البلاذُري في أنسابِ الأشرافِ ج3 ، ص 411 وابنُ كثيرٍ في البِدَايَةِ والنِهايَةِ ج8 ، ص 191، والطَّبَريُّ في تاريخِ الطَّبَريِّ ج 3 ، ص 335، وإبنُ الأثيرِ في الكاملِ في التاريخ ،ج 3 ، 433، و سِبطُ بنُ الجَوْزِيِّ في مرآةِ الزَّمانِ في تواريخِ الأعيانِ ، ص 97. وهو الظَّاهرُ مِنَ الشَّيخِ المُفيدِ في إرشادِهِ ومَنْ تَبنَى رأيَهُ كمَا سيأتي في النُّقطَةِ الثَّانيَةِ ، حيثُ قالَ: « وَ سَرَّحَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ وَ هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ بِرَأْسِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَعَ خَوَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ اَلْأَصْبَحِيِّ وَ حُمَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ اَلْأَزْدِيِّ إِلَى عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَمَرَ بِرُءُوسِ اَلْبَاقِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَنُظِّفَتْ وَ كَانَتِ اِثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ رَأْساً وَ سَرَّحَ بِهَا مَعَ شِمْرِ بْنِ ذِي اَلْجَوْشَنِ وَ قَيْسِ بْنِ اَلْأَشْعَثِ وَ عَمْرِو بْنِ اَلْحَجَّاجِ فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا بِهَا عَلَى اِبْنِ زِيَادٍ . وَ أَقَامَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ - يعني اليوم العاشر - وَ اَلْيَوْمَ اَلثَّانِيَ - يعني اليوم الحادي عشر - إِلَى زَوَالِ اَلشَّمْسِ ثُمَّ نَادَى فِي اَلنَّاسِ بِالرَّحِيلِ وَ تَوَجَّهَ إِلَى اَلْكُوفَةِ وَ مَعَهُ بَنَاتُ اَلْحُسَيْنِ وَ أَخَوَاتُهُ وَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ اَلنِّسَاءِ وَ اَلصِّبْيَانِ وَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ فِيهِمْ وَ هُوَ مَرِيضٌ بِالذِّرْب ِ وَ قَدْ أَشْفَى . وَ لَمَّا رَحَلَ اِبْنُ سَعْدٍ خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ كَانُوا نُزُولاً بِالْغَاضِرِيَّةِ إِلَى اَلْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِهِ رَحْمَةُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ فَصَلَّوْا عَلَيْهِمْ وَ دَفَنُوا اَلْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَيْثُ قَبْرُهُ اَلْآنَ وَ دَفَنُوا اِبْنَهُ عَلِيَّ بْنَ اَلْحُسَيْنِ اَلْأَصْغَرَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَ حَفَرُوا لِلشُّهَدَاءِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ أَصْحَابِهِ اَلَّذِينَ صُرِعُوا حَوْلَهُ مِمَّا يَلِي رِجْلَيِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ جَمَعُوهُمْ فَدَفَنُوهُمْ جَمِيعاً مَعاً وَ دَفَنُوا اَلْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي مَوْضِعِهِ اَلَّذِي قُتِلَ فِيهِ عَلَى طَرِيقِ اَلْغَاضِرِيَّةِ حَيْثُ قَبْرُهُ اَلْآنَ. »الإرشادُ ، الشَّيخُ المُفيدُ ، ج 2 ، ص 114 . وكذلكَ العَلاَّمَةُ الطَبَرسيُّ في إعلامِ الوَرَى بأعلامِ الهُدَى ، ص 290.
    والمعروفُ ... أنَّ بَني أسدٍ إنَّمَا دَفنوا الشُّهداءَ يومَ رحيلِ إبنِ سَعدٍ بأهلِ البيتِ إلَى ابنِ زيادٍ ، أي في اليومِ الحَادي عَشَر.
    2- اليومُ الثَّاني عَشَرِمِنَ المُحَرمِ، وهو مُختارُ إبنِ طاووسَ . اللهوف في قتلى الطفوف ، 85، بحار الأنوار، ج45 ، ص 107. ما قَالَ اَلسَّيِّدُ اِبْنُ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ فِي كِتَابِ اَلْمَلْهُوفِ عَلَى أَهْلِ اَلطُّفُوفِ وَ اَلشَّيْخُ اِبْنُ نَمَا رَحِمَهُ اَللَّهُ فِي مُثِيرِ اَلْأَحْزَانِ وَ اَللَّفْظُ لِلسَّيِّدِ : إِنَّ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ بَعَثَ بِرَأْسِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلصَّلاَةُ وَ اَلسَّلاَمُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ وَ هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ مَعَ خَوْلِيِّ بْنِ يَزِيدَ اَلْأَصْبَحِيِّ وَ حُمَيْدِ بْنِ مُسْلِمٍ اَلْأَزْدِيِّ إِلَى عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ أَمَرَ بِرُءُوسِ اَلْبَاقِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَنُظِّفَتْ وَ سُرِّحَ بِهَا مَعَ شِمْرِ بْنِ ذِي اَلْجَوْشَنِ وَ قَيْسِ بْنِ اَلْأَشْعَثِ وَ عَمْرِو بْنِ اَلْحَجَّاجِ فَأَقْبَلُوا بِهَا حَتَّى قَدِمُوا اَلْكُوفَةَ وَ أَقَامَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَ اَلْيَوْمَ اَلثَّانِيَ إِلَى زَوَالِ اَلشَّمْسِ ثُمَّ رَحَلَ بِمَنْ تَخَلَّفَ مِنْ عِيَالِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ حَمَلَ نِسَاءَهُ عَلَى أَحْلاَسِ أَقْتَابٍ بِغَيْرِ وِطَاءٍ مُكَشَّفَاتِ اَلْوُجُوهِ بَيْنَ اَلْأَعْدَاءِ وَ هُنَّ وَدَائِعُ خَيْرِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ سَاقُوهُنَّ كَمَا يُسَاقُ سَبْيُ اَلتُّرْكِ وَ اَلرُّومِ فِي أَسْرِ اَلْمَصَائِبِ وَ اَلْهُمُومِ وَ لِلَّهِ دَرُّ اَلْقَائِلِ
    يُصَلَّى عَلَى اَلْمَبْعُوثِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ .................... وَ يُغْزَى بَنُوهُ إِنَّ ذَا لَعَجِيبٌ
    قَالَ وَ لَمَّا اِنْفَصَلَ اِبْنُ سَعْدٍ عَنْ كَرْبَلاَءَ خَرَجَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَصَلَّوْا عَلَى تِلْكَ اَلْجُثَثِ اَلطَّوَاهِرِ اَلْمُرَمَّلَةِ بِالدِّمَاءِ وَ دَفَنُوهَا عَلَى مَا هِيَ اَلْآنَ عَلَيْهِ » بحار الأنوار ،ج45 ،ص107 . ولا يوجد في نصهما ما يشير إلى أن وصول الرأس يوم الحادي عشر، وأن وصول السبايا يوم الثاني عشر
    3- اليوم الثالث عشرمِنَ المُحَرمِ، وهو مختار السيد المقرم «ت 1391هـ» في كتاب مقتل الحسين, ولم يذكر مصدر ذلك ومن يتبناه .
    قال: «وفي اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد، لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله»مقتل الحسين ، المقرم ، ص 319.
    و قال المسعودي في (إثبات الوصية، ص 173): «أقبل زين العابدين عليه السلام في اليوم الثالث عشر من المحرّم لدفن أبيه، لأنّ الإمام لا يلي أمرَه إلا إمامٌ مثله».
    قالَ الشَّيخُ عبَّاسُ القٌّميِّ في ذلكَ: لمَّا أقبلَ السَّجادُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)وجدَ بني أسدٍ مجتمعينَ عندَ القَتلى ، متحيِّرينَ لَا يدرونَ مَا يصنعونَ ، ولمْ يهتدوا إلَى مَعرفتِهِم ، وقدْ فرَّقَ القَومُ بينَ رؤوسِهِم وأبدانِهِم ، وربَّمَا يُسْألونَ منْ أهلِهِم وعشيرتِهِم ؟
    فأخبَرَهُم (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)عمّا جاءَ إليهِ مِنْ مواراةِ هذهِ الجُّسومِ الطَّاهرَةِ ، وأوقفَهُم علَى أسمائِهِم ، كمَا عرَّفَهُم بالهاشميينَ منَ الأصحابَ ، فارتفعَ البُكاءُ والعويلُ ، وسالتْ الدُّموعُ منْهُم كُلَّ مسيلٍ ، ونشرتْ الأسديَّاتُ الشُّعورَ ، ولَطمْنَ الخُدودَ .
    ثُمَّ مشى الإمامُ زينُ العابدينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)إلى جسدِ أبيهِ ، واعتنقَهُ وبَكى بُكاءاً عالياً ، وأتَى إلَى موضعِ القَبرِ ، ورفعَ قليلاً منَ التُّرابِ ، فبانَ قبرٌ محفورٌ وضريحٌ مشقوقٌ ، فبسطَ كفّيه تحتَ ظهرِهِ ، وقالَ : (
    بسمِ اللهِ وفي سبيلِ اللهِ ، وعلَى ملّةِ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، صَدقَ اللهُ ورسولُهُ ، مَا شاءَ اللهُ ، لَا حولَ ولا قوَّةَ إلاَّ باللهِ العظيمِ ، وأنزلَهُ وحدَهُ ولمْ يشاركُهُ بنو أسدٍ فيهِ ، وقالَ لهُمْ : إنَّ معي منْ يعينُنُي ، ولمَّا أقرَّهُ في لحدِهِ وضعَ خدَّهُ علَى منحرِهِ الشَّريفِ قائلاً : طُوبَى لأرضٍ تضمَّنتْ جسدَكَ الطَّاهرِ ، فإنَّ الدُّنيَا بعدَكَ مُظلمةٌ ، والآخرةَ بنورِكَ مشرقةٌ ، أمَّا الَّليلُ فمُسهَّدٌ ، والحُزنُ سرمدٌ ، أو يختارَ اللهُ لأهلِ بيتِكَ دارَكَ الّتي أنتَ بهَا مقيمٌ ، وعليكَ منّي السَّلامُ - يا ابنَ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) - ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ ، وكتبَ على القبرِ : هذا قبرُ الحُسينُ بنُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ الّذي قتلوهُ عطشاناً غريباً ).
    ثمَّ مشى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)إلى عمِّه العباس (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء ، وأبكت الحور في غرف الجنان ، ووقع عليه يلثم نحره المقدَّس قائلا : (
    عَلَى اَلدُّنْيَا بَعْدَكَ اَلْعَفَا يا قَمَرَ بَنِي هَاشِمٍ ، و عَلَيْكَ مِنْي اَلسَّلاَمُ مِنْ شهيدٍ مُحتسبٍ ورحمةُ اللهِ وبركاتِهِ )، وشقَّ له ضريحاً ، وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد ، وقال لبني أسد : إن معي من يعينني ، نعم ترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء ، وعيَّن لهم موضعين ، وأمرهم أن يحفروا حفرتين ، ووضع في الأولى بني هاشم ، وفي الثانية الأصحاب . مقتل الحسين لعبد الرزاق المقرم، 320ص- 321، نقلاً عن الكبريت الأحمر، وأسرار الشهادة، والإيفاد.
    ونفى الشيخ الطبسي في كتاب مع الركب الحسيني أن يكون الدفن في اليوم الحادي عشر لأن المسألة بالنسبة إليه إعجازية في حركة الإمام زين العابدين من الكوفة إلى كربلاء انطلاقاً من محاججة الواقفة مع الإمام الرضا ... وجاء في كلامه: «إذن خروجه إلى كربلاء بالأمر المعجز لم يكن في اليوم الحادي عشر حتماً، ذلك لأنه لم يدخل المجلس إلا في اليوم الثاني عشر، إذ لم يكن عمر بن سعد قد دخل بعسكره وبالسبايا مدينة الكوفة إلا في نهار اليوم الثاني عشر كما قدمنا قبل ذلك في سياق الأحداث».مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ،ج5 ، ص 143.
    ولعل الملاحظ والمشهور هذه الأيام هو الرأي الثالث وهو أنه دفن في اليوم الثالث عشر ... ومن هنا قال الطبسي في كتابه مع الركب الحسيني «لكن ظاهر بعض الآثار يدل على أن عملية دفن الأجساد المقدسة حصلت في اليوم الثالث عشر من المحرم..».
    نفس المصدر ، ص 144.

    الخلاصة:
    إنّ المشهور بين الأعلام -بعد فقد النصوص الدالة على تاريخ يوم دفن الإمام الحسين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) – إنّ يوم الدفن كان في اليوم الثالث عشر من شهر محرم, أي بعد ثلاثة ايام من استشهاده(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ).
    لم نعثر على سبب يذكر لذلك والذي نحتمله ان الامام زين العابدين (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)توجه الى دفن ابيه بعد ان استقر به الامر في الكوفة بحيث يستطيع ان يتوارى عن القوم دون ان يلفت النظر ولعله لا يستطيع ان يتوارى عن القوم وهو في الطريق الى الكوفة لاستمرار الرقابة عليه فغيابه يلفت نظر الاعداء وبالتالي يكون عرضة للقتل حين رجوعه.
    مركز الأبحاث العقائدية .
    عن الصادق جعفر بن محمّد (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( أصبَحَت يَوماً اُمُّ سَلَمَةَ تَبكي ، فَقيلَ لَها : مِمَّ بُكاؤُكِ ؟ فَقالَت : لَقَد قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ عليه السلام اللَّيلَةَ ، وذلِكَ أنَّني ما رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مُنذُ قُبِضَ إلَّا اللَّيلَةَ ، فَرَأَيتُهُ شاحِباً كَئيباً . قالَت : فَقُلتُ : ما لي أراكَ - يا رَسولَ اللَّهِ - شاحِباً كَئيباً ؟ قالَ : «ما زِلتُ اللَّيلَةَ أحفِرُ قُبوراً لِلحُسَينِ وأصحابِهِ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ» ).لأمالي للمفيد ، ص 319 ،ح 6.
    عن إسماعيل بن سهل عن بعض أصحابنا : كُنتُ عِندَ الرِّضا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَدَخَلَ عَلَيهِ عَلِيُّ بنُ أبي حَمزَةَ وَابنُ السَّرّاجِ وَابنُ المُكاري ، ... قالَ لَهُ عَلِيُّ [بنُ أبي حَمزَةَ] : إنّا رُوِّينا عَن آبائِكَ أنَّ الإِمامَ لايَلي أمرَهُ إلّا إمامٌ مِثلُهُ . فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( فَأَخبِرني عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)كانَ إماماً أو كانَ غَيرَ إمامٍ ؟ قالَ : كانَ إماماً . قالَ : فَمَن وَلِيَ أمرَهُ ؟ قالَ : عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ). قالَ : وأينَ كان عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)؟ قالَ : كانَ مَحبوساً بِالكوفَةِ في يَدِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، قالَ : خَرَجَ وهُم لا يَعلَمونَ حَتّى‌ وَلِيَ أمرَ أبيهِ ، ثُمَّ انصَرَفَ . فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): إنَّ هذَا الَّذي‌ أمكَنَ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)أن يَأتِيَ كَربَلاءَ فَيَلِيَ أمرَ أبيهِ ، فَهُوَ يُمَكِّنُ صاحِبَ هذَا الأَمرِ أن يَأتِيَ بَغدادَ ، فَيَلِيَ أمرَ أبيهِ ، ثُمَّ يَنصَرِفَ ، ولَيسَ في حَبسٍ ، ولا في إسارٍ ).رجال الكشّي ، ج 2 ،ص 763 ،ح 883.
    جاء في كتاب الدمعة الساكبة في رواية مفصّلة : إنّ بني أسد عندما جاؤوا لدفن الإمام وأصحابه، رأوا أعرابيّاً فأرشدهم لدفن الشهداء، حتّى انتهى إلى جسد سيّد الشهداء، فبكى بكاءً شديداً، ولم يدعهم يدفنونه، وقال : ( مَعي مَن يُعينُني . ثمّ أنّه بسط كفّيه تحت ظهره الشريف ، وقال : بِسمِ اللَّهِ وبِاللَّهِ وفي سَبيلِ اللَّهِ وعَلى‌ مِلَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ تَعالى‌ ورَسولُهُ ، وصَدَقَ اللَّهُ ورَسولُهُ ، ما شاءَ اللَّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ) . ثمّ أنزله وحده ولم يشرك معه أحداً منّا، ثمّ وضع خدّه بنحره الشريف وهو يبكي ، و يقول: ( طوبى‌ لِأَرضٍ تَضَمَّنَت جَسَدَكَ الشَّريفَ ، أمَّا الدُّنيا فَبَعدَكَ مُظلِمَةٌ ، وَالآخِرَةُ فَبِنورِكَ مُشرِقَةٌ ، أمَّا الحُزنُ فسَرمَدٌ ، وَاللَّيلُ فَمُسَهَّدٌ ، حَتّى‌ يَختارَ اللَّهُ لي دارَكَ الَّتي أنتَ مُقيمٌ بِها ، فَعَلَيكَ مِنّي السَّلامُ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَركاتُهُ» ). ثمّ شرج عليه اللبن وأهال عليه التراب، ثمّ وضع كفّه على القبر وخطّه بأنامله وكتب : ( هذا قَبرُ حُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ الَّذي قَتَلوهُ عَطشاناً غَريباً ) . ثمّ دفنوا العبّاس بعد أن أرشدهم إليه، وأخيراً خاطب بنو أسد الأعرابيَّ قائلين: يا أخا العرب، نسألك بحقّ الجسد الّذي واريته بنفسك وما أشركت معك أحداً منّا ، من أنت؟ فبكى بكاءً شديداً ، وقال : ( أنَا إمامُكُم عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)) ، فقلنا : أنت عليّ! فقال: «نَعَم» ، فغاب عن إبصارنا .الدمعة الساكبة: ج 5 ،ص 11 – 14.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X