إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل رؤيا النبي والائمة في الأحلام لها حجة؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل رؤيا النبي والائمة في الأحلام لها حجة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    كما هو معروف لكل البشر ان العقل هو النور الذي نميز به الحق من الباطل وهو نبي الباطن معصوم من الخطأ لمن اتبعه بصورة سليمة ,ومن عقائدنا ان اصول الدين لا يجوز فيها التقليد ولابد ان تكون بالدليل العقلي .
    وبعد ان اثبتنا اصول الدين التي جاء بها النبي (ص) بالدليل توجب علينا ان نعمل بشريعته(ص) واهم اركانها هو القرآن الذي بين أيدينا والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والسنة الشريفة , والطريق اليها هو ماروي عن النبي(ص) وأهل بيته عليهما السلام من قول او فعل او تقرير ودونه العلماء في كتبهم اما طريق الرؤيا فلا يعتبره العلماء حجة شرعية ولا يجب الأخذ به حتى ولو كان أمر من النبي(ص) او من الأئمة عليهم السلام.
    ان الروئيا مرة من الله وهي صادقة ومرة من الشيطان ومرة مايحدث به الانسان نفسه وغير ذلك والشيطان عدو للأنسان فمن مكائده واضلاله للناس يأتيهم بالاحلام ولذا فهو يأتي الى اهل العقائد المنحرفة ليثبت هذه العقائد الضالة في الرؤيا بل حتى في اليقضة كما اخبر الامام الصادق(ع) ان الشيطان تراءى لبنانا والسري وبزيغا في احسن ما يكون صورة آدمي وهؤلاء لهم عقائد فاسدة .
    واحيانا يريك رؤيا سيئة بأحد المؤمنين لكي تظن به سوئا, وما اريد اثباته هنا ان الرؤيا لا تكون بحال من الاحوال دليلا على صدق الدعوى , فقد خرج مؤخرا من يدعي انه المهدي ومن يدعي انه اليماني وما الى ذلك وبما ان دليلهم غير ناهض استعانوا لصدق الدعوى بالأحلام وهنا يأتي دورالشيطان , ان قضية الامام المهدي واليماني وغيرها ومعرفتنا لهم جائتنا عن طريق علمائنا الذين قالوا لنا ان الحجة لا تثبت بالاحلام فأن صدقناهم بهذا-بوجود مهدي ويماني- فيجب ان نصدقهم بذاك ايضا–اي عدم حجية الرؤيا-.
    ان هذا الامر –ادعاء المهدية والبابية والنيابة-ليس جديدا فهو بدء من زمن الأئمة عليهم السلام وهم من الكثرة بحيث يصعب ان نذكرهم بهذا الموضوع المختصر وطبعا كل واحد يأتي بتلبيس فيصدقه البعض وعلى سبيل المثال نذكر مثال في زمن الائمة(ع) ومثال في العصور المتأخرة المثال الأول :
    البشرية: اصحاب محمد بن بشير الذين يقولون بأن الامام الكاظم(ع) لم يمت وانه الامام المهدي وقد غاب واستخلف على الامر محمد بن بشير وجعله وصيا وعلمه جميع ما يحتاج أليه وكفروا القائلين بأمامة الامام الرضاعليه السلام.
    وكان يبرهن على هذا الادعاء بما يملك من شعبذة فيخبر اصحابه ان الامام الكاظم عنده اذا احببتم ان تروه فيدخلهم البيت ولم يرو احدا فيسبل الستر وكان عنده صورة قد عملها شخصا كأنها صورة الامام الكاظم (ع) وبشعبذته يرفع الستر فيرون كأن الامام الكاظم عليه السلام لا ينكرون منه شيئا وهو واقف بقربه وكأن الامام يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه يساره ثم يأمرهم بالتنحي فيسبل الستار .
    وكانت عنده اشياء عجيبة من اصناف الشعبذة فأهلك الناس بهذه الاشياء حيث تبعوها ولم يتبعوا ما جاء عنهم عليهم السلام من روايات عن طريق الخط العام من الفقهاء , ومن الطبيعي ان ما يدعيه البعض في زماننا لا يملكون ما يملك هذا الشخص من دليل –باطل واقعا- ونرى الكثير تتبعهم ولو كانوا بذلك الزمان لكانوا من اتباعه .
    المثال الثاني البابية ادعى السيد علي الشيرازي المولود سنة1235هجري البابية والوساطه بين الامام الحجة(عج) والناس وكتب عدة مؤلفات منها(البيان) واشتهر امره وناقشه العلماء وبينوا عجزه ولكن رغم ذلك وبما يملك من اسلوب بقي الكثير يتبعونه واستفحل امره وكثرت اتباعه وقاموا بمهاجمة القرى والمدن في مازندران وزنجان وغيرها وحدثت وائع فظيعة فأتباعه يسعون لأقامة دويلة يوسعون نطاقها , وقد جعل سيد علي-مدعي البابية-وكيل له وهو ميرزا يحيى النوري واخوه حسين مساعد له ولقب الاول بالأزل والثاني ببهاء وكانوا قد اعتقلوا فتوسطت السفارة الروسية والبريطانية لاطلاق سراحهما وحل بهم المطاف منفيين في جزيرة قبرص وهناك تنازع الاخوان فانقسمت البابية الى الازلية والبهائية اما الباب فقد ثم اعدامه ولكن رغم ذلك لا يزال اتباعه الى الآن, نرجع الى الرؤيا:
    روي عن الإمام الصادق ( ع ) : إن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم.
    وقد شاع بين الناس ان الشيطان لا يتمثل بالنبي (ص) واهل البيت(عليهم السلام) كما جاء في الروايات واخذوه قولا مسلما من دون نظر الى سند الرواية او دلالتها ونحن هنا نسلط الضوء على هذا الموضوع ونذكر بعض اقوال العلماء من السنة والشيعة فنقول:
    في كتاب رسائل المرتضى -علم الهدى-ج2
    (..فإن قيل : فما تأويل ما يروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : ( من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وقد علمنا أن المحق والمبطل والمؤمن والكافر قد يرون النبي صلى الله عليه وآله ويخبر كل واحد منهم عنه بضد ما يخبر به الآخر ، فكيف يكون رائيا له في الحقيقة مع هذا ؟ . قلنا : هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ، ولا معول على مثل ذلك.
    قال الميرزى القمي في كتابه قوانين الاصول:
    (...قيل إن الحكم الذي حكم به المعصوم عليه السلام في الرؤيا حجة لما ورد من أن من رآه فقد رآه وإن الشيطان لا يتمثل به.
    ورد بأنه فرع أن يعرفه بصورته في اليقظة حتى يصدق عليه أنه رآه فلا يتم الاطلاق....).
    اي ان الشيطان لا يتمكن من ان يتمثل بصورة النبي(ص) ولكنه يتمثل بصورة غير صورة النبي(ص) ويكذب فيدعي انه النبي(ص) ونحن لم نرى النبي(ص) حتى نعرف انه كاذب, وما يؤيد ذلك هذه الرواية: عن زرارة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أخبرني عن حمزة أيزعم إن أبي يأتيه ؟ قلت : نعم ، قال : كذب والله ما يأتيه إلا المتكون إن إبليس سلط شيطانا يقال له : المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء إن شاء في صورة صغيرة وإن شاء في صورة كبيرة ، ولا والله ما يستطيع أن يجيئ في صورة أبي عليه السلام.
    وهذه الرواية تبين لنا ان الشيطان ممكن ان يكذب على الشخص فيدعي انه الأمام وهو متلبس بصورة غير الامام.
    وفي بحار الأنوارج58
    قال (..قد ورد بأسانيد صحيحة عن الصادق عليه السلام في حديث الأذان أن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم . ويمكن أن يقال : المراد أنه لا يثبت أصل شرعية الاحكام بالنوم ، بل إنما هي بالوحي الجلي..... ولقد سأل السيد مهنا بن سنان العلامة الحلي - قدس الله روحه - : ما يقول سيدنا فيمن رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وآله أو بعض الأئمة عليهم السلام وهو يأمره بشئ وينهاه عن شئ .. فأجاب - نور الله ضريحه - :
    أما ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير إليه ، وأما ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب ، لان رؤيته عليه السلام لا يعطي وجوب الاتباع في المنام .
    وكما هو معلوم لو كان حديث من رآني ثابت لتوجب الاخذ بأمر النبي (ص) بالرؤيا .
    قال الكراجكي في كنز الفوائد: وقد كان شيخي رحمه الله يقول إذا جاز من بشر ان يدعي في اليقظة انه اله كفرعون ومن جرى مجراه مع قله حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسته له انه نبي مع تمكن إبليس بما لا يتمكن منه البشر وكثرة اللبس المعترض في المنام ومما يوضح لك ان من المنامات التي يتخيل للانسان انه قد رأى فيها رسول الله والأئمة صلوات الله عليهم منها ما هو حق ومنها ما هو باطل انك ترى الشيعي يقول رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يأمرني بالاقتداء به دون غيره ويعلمني انه خليفته من بعده... ونحو ذلك مما يختص بمذهب الشيعة ثم ترى الناصبي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وهو يأمرني بمحبتهم وينهاني عن بغضهم و.... فتعلم لا محالة ان أحد المنامين حق والاخر باطل فأولى الأشياء ان يكون الحق منهما ما ثبت بالدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه والباطل ما أوضحت الحجة..).
    في صراط النجاة
    سؤال 1314 : إذا رأى مؤمن في منامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأئمة عليهم السلام وهم يأمرونه بشئ فهل يكون قولهم في المنام حجة يجب امتثاله ، فهم القائلون بأن من رآهم فقد رآهم حقا فإن الشيطان لا يتمثل بهم ؟ .
    الخوئي : لم يثبت الحجية بنفس الرؤيا والأمر فيها .
    اما ما جاء عن طريق الاخوة السنة فهو اصح سندا حسب موازينهم واخترنا من اقوالهم قول:
    النابلسي في كتابه تعطير الانام في تعبير المنام (محمد نبينا صلى الله عليه وسلم..من رآني في منامه فقد رآني حقا ولا ينبغي للشيطان أن يتصور بصورتي " وهناك روايات أخر غير هذا . وقد اختلف العلماء في معنى الحديث فقال جماعة محل هذا إذ رآه صلى الله عليه وسلم في صورته التي كان عليها وبالغ بعضهم فقال في صورته التي قبض عليها ومن هؤلاء ابن سيرين رحمه الله تعالى فإنه صح عنه أنه كان إذا قصت عليه رؤياه قال للرائي صف لي الذي رأيته فان وصف له صفة لم يعرفها قال لم تره..)
    وقال ابن تيمية في دقائق التفسير(والنبي صلى الله عليه وسلم قال من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي قال ابن عباس في صورته التي كان عليه في حياته ).
    الخلاصة:
    1- ان الرؤيا ليس حجة شرعية ولا يعول عليها في اثبات عقيدة او نفي اخرى .
    2- رواية من رآني فقد رآني لم يسلم في صحتها في كتب الشيعة.
    3- حتى لو كانت صحيحة فلها معنى غيرما يفهمه البعض كما رأينا.
    والنتيجة التي توصلنا أليها هي خطأ من جعل الرؤيا حجة ودليل في دعواه فالدليل لابد ان يكون من القران والسنة الشريفة فحذاري من متابعة هؤلاء بدعواهم في الرؤيا فهي ليست دليلا على الحق وهل بعد الحق الا الضلال.


  • #2
    اللهم صل على محمد واله الطاهرين
    اشكر الاخ السيد معد على هذه المشاركة القيمة التي جمع فيها استدلال جميع ماورد من بطلان حجية الرؤيا الخاصة بمحمد واله الطاهرين فجزاك الله خير جزاء المحسنين
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ... عدة مرات احلم بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ما تفسير ذلك

      تعليق


      • صورة الزائر الرمزية
        ضيف تم التعليق
        تعديل التعليق
        ماذا تحلم به وماذا يقول لك

    • #4
      السلام عليكم حلمت ان الرسول صل الله عليه واله قدم علي في داري وان داري واسع وفيه حديقة ونظيف وجاء ناس من ضمنهم شخص يرتدي عمامة سوداء حديثه مع بعض اللشخاص يرتدون ملابس عراقيه ودخل علي وسلمت عليه وقبلت يده واخبرته بمرضي للسكر فقال لي انه ليس سكر ووصفها بكلمه اخرى لم اتذكرها وقمت بالبكاء في حضرته وقمت لتكمله صلاء المغرب او العشاء ما تفسير ذلك

      تعليق


      • #5
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        حسب رأيي المتواضع جواب الموضوع يوجد في الاية التالية من سورة الزمر وهي :-
        ٤١
        ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ​
        وهذا شرحها من كتاب تفسير الميزان للطباطبائي -
        الله يتوفى الأنفس حين موتها } المراد بالأنفس الأرواح المتعلقة بالأبدان لا مجموع الأرواح لأن المجموع غير مقبوض عند الموت وإنما المقبوض هو الروح يقبض من البدن بمعنى قطع تعلقه بالبدن تعلق التصرف والتدبير والمراد بموتها موت أبدانها إما بتقدير المضاف أو بنحو المجاز العقلي، وكذا المراد بمنامها.
        وقوله: { والتي لم تمت في منامها } معطوف على الأنفس في الجملة السابقة، والظاهر أن المنام اسم زمان وفي منامها متعلق بيتوفى والتقدير ويتوفى الأنفس التي لم تمت في وقت نومها.
        ثم فصل تعالى في القول في الأنفس المتوفاة في وقت النوم فقال: { فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأُخرى إلى أجل مسمى } أي فيحفظ النفس التي قضى عليها الموت كما يحفظ النفس التي توفاها حين موتها ولا يردها إلى بدنها، ويرسل النفس الاخرى التي لم يقض عليها الموت إلى بدنها إلى أجل مسمى تنتهي إليه الحياة.
        وجعل الأجل المسمى غاية للإِرسال دليل على أن المراد بالإِرسال جنسه بمعنى أنه يرسل بعض الأنفس إرسالاً واحداً وبعضها إرسالاً بعد إرسال حتى ينتهي إلى الأجل المسمى.
        ويستفاد من الآية أولاً: أن النفس موجود مغاير للبدن بحيث تفارقه وتستقل عنه وتبقى بحيالها.
        وثانياً: أن الموت والنوم كلاهما توف وإن افترقا في أن الموت توف لا إرسال بعده والنوم توف ربما كان بعده إرسال.​
        واختم او اكمل البقية بالبحث الروائي للسيد الطباطبائي -
        بحث روائي)
        في التوحيد عن علي عليه السلام في حديث وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات قال: وأما قوله: { يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } وقوله: { الله يتوفى الأنفس حين موتها } وقوله: { توفته رسلنا وهم لا يفرطون } وقوله: { الذين يتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } وقوله: { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم } فإن الله تبارك وتعالى يدبر الأمر كيف يشاء ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فإن الله يوكله بخاصته ممن يشاء من خلقه ويوكل رسله من الملائكة خاصة بمن يشاء من خلقه.
        وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس لأن فيهم القوي والضعيف، ولأن منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلا أن يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه.
        وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت، وأنه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم.
        وفي الخصال عن علي عليه السلام في حديث الأربعمائة: لا ينام المسلم وهو جنب لا ينام إلا على طهور فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد فإن روح المؤمن ترفع إلى الله تعالى فيقبلها ويبارك عليها فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع امنائه من ملائكته فيردونها في جسده.
        وفي المجمع روى العياشي بالإِسناد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من أحد ينام إلا عرجت نفسه إلى السماء وبقيت روحه في بدنه وصار بينهما سبب كشعاع الشمس فإن أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح النفس وإن أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح وهو قوله سبحانه: { الله يتوفى الأنفس حين موتها } الآية.
        فمهما رأت في ملكوت السماوات فهو مما له تأويل وما رأت فيما بين السماء والأرض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له.
        وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن سليم بن عامر أن عمر بن الخطاب قال: العجب من رؤيا الرجل إنه يبيت فيرى الشيء لم يخطر له على بال فيكون رؤياه كأخذ باليد ويرى الرجل الرؤيا فلا يكون رؤياه شيئاً.
        فقال علي بن أبي طالب: أفلا أخبرك بذلك عمر يقول الله تعالى: { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأُخرى إلى أجل مسمى } فالله يتوفى الأنفس كلها فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة، وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقيها الشياطين في الهواء فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل فعجب عمر من قوله.
        أقول: تقدم تفصيل الكلام في الرؤيا في سورة يوسف والرجوع إليه يعين في فهم معنى الروايتين، وقد أطلق فيهما السماء على ما اصطلح عليه بعالم المثال الأعظم وما بين السماء والأرض على ما اصطلح عليه بعالم المثال الأصغر فتبصر.​

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X