تويت
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ الله وبُرَكآتُهْ
الحمدُ للهِ الّذي لِكُلِّ أحدٍ في كُلِّ لحظَةٍ مِنْ صُنعِهِ لَطيفَةٌ، الرَّحمنُ الّذي لِكُلِّ حيوانٍ مِنْ خزائِنِ إمتنانِهِ وظيفَةٌ، الرَّحيمُ الّذي سَتَرَ القَبائِحَ والفضائِحَ بنظرتِهِ الشَّريفَةِ، أقبلَ كُلُّ مُدبِرُ لقبولِ حَضرتِهِ المُنيفَةِ، وأدبرَ كُلُّ مُقبِلٍ لورودِ ضَربتِهِ العَنيفةِ، إنْ عاقَبَ فلَا طاقةَ لعُقوبتِهِ لِلنَّفسِ الضَّعيفَةِ، قَرُبَ المؤمنُ فصَارَ بينَ أرجَى الرَّجاءِ وأخوَّفَ الخِيفَةِ، فخلقَ آدمَ فهيأهُ تَهيئَةً طَريفَةً، وصَورَهُ في صُورةٍ نظيفَةٍ، وناظرَ عنْهُ ملائكةَ المَلَكوتِ حتَّى أبرزوا آرائَهُم سخيفَةً، فذلكَ قولُهُ تَعالَى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾، سُورَةُ البَقَرَةِ، الآية، 30 . مناقبُ آلِ أبي طَالبٍ ،ابن شهر آشوب ، ج 3 - ص 443.
﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَٰهُم مَّآءً غَدَقًا ﴾، سُورَةُ الجِنِّ، الآية، 16.
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْفَارِسِيُّ عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ وَ مٰا مِنّٰا إِلاّٰ لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ ﴾، سُورَةُ الصَّافاتِ ،الآية 164، قَالَ: ( أُنْزِلَتْ فِي اَلْأَئِمَّةِ اَلْأَوْصِيَاءِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ). المناقب ،ج4 ،ص330.
عَبْدُ اَلْعَظِيمِ اَلْحَسَنِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَ أَنْ لَوِ اِسْتَقٰامُوا عَلَى اَلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً ﴾، يَقُولُ : ( لَأَشْرَبْنَا قُلُوبَهُمُ اَلْإِيمَانَ وَ اَلطَّرِيقَةُ هِيَ وَلاَيَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اَلْأَوْصِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ). بحارُ الأنوارِ ، ج24 ،ص101.
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) : ( فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اَلَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اَللّٰهُ ثُمَّ اِسْتَقٰامُوا ﴾،عَلَى اَلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ). المَناقِبُ ، ج4 ،ص330.
هذا، وقدْ وردَ في الشَّريعَةِ الإسلاميَّةِ مَا يُقوِّي روحَ الإستقامَةِ لَدى الشَّخصِ، منْهَا الإرتباطُ باللهِ والإعتقادُ بنُصرَةِ الحَقِّ، فحينَمَا كانَ نبيُّ اللهِ موسَى (عَلَى نَبيِّنَا وآلِهِ و عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مُطارداً منْ قِبَلِ طاغوتِ زمانِهِ ووصلَ إلَى البَحرِ خافَ القومُ منْ أنْ يُقضَى عليهِم، عنْدَ ذلكَ قالَ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ﴿...إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾، سُورَةُ الشُّعراءِ، الآية 62، ومِمَّا يُقَوّي روحَ المُقاومَةِ هو الدُّعاءُ وطلبُ الإستعانَةِ منَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى فنَدعوهُ بهذا الدُّعاءِ بقولِهِ تَعَاَلى :﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ﴾، سُورَةُ البَقَرَةِ، الآية 250.
وتحقيقُ الامرِ بالرُّجوعِ إلَى الأحاديثِ الواردَةِ عنْ أهلِ البيتِ (عَلَيْهِم اَلسَّلاَمُ) بخصوصِ المُرادِ منَ الماءِ الغَدقِ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ ﴿ وَ أَنْ لَوِ اِسْتَقٰامُوا عَلَى اَلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً ﴾،: ( يَعْنِي مَنْ جَرَى فِيهِ شَيْءٌ مِنْ شِرْكِ اَلشَّيْطَانِ ، عَلَى اَلطَّرِيقَةِ، يَعْنِي فِي اَلْوَلاَيَةِ فِي اَلْأَصْلِ عِنْدَ اَلْأَظِلَّةِ حِينَ أَخَذَ اَللَّهُ مِيثَاقَ ذُرِّيَّةِ آدَمَ ، أَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً، لَكِنَّا وَضَعْنَا أَظِلَّتَهُمْ فِي اَلْمَاءِ اَلْفُرَاتِ اَلْعَذْبِ )، مختصرُ البصائرِ ، ج1 ،ص213.
عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ وَ أَنْ لَوِ اِسْتَقٰامُوا عَلَى اَلطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً ﴾،`لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ، قَالَ: ( يَعْنِي اِسْتَقَامُوا عَلَى اَلْوَلاَيَةِ فِي اَلْأَصْلِ عِنْدَ اَلْأَظِلَّةِ حِينَ أَخَذَ اَللَّهُ اَلْمِيثَاقَ عَلَى ذُرِّيَّةِ آدَمَ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً يَعْنِي لَكِنَّا أَسْقَيْنَاهُمْ مِنَ اَلْمَاءِ اَلْفُرَاتِ اَلْعَذْبِ )، بحارُ الأنوارِ ، ج24، ص28.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بُرَيْدٍ اَلْعِجْلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ أَنْ لَوِ اِسْتَقٰامُوا عَلَى اَلطَّرِيقَةِ قَالَ يَعْنِي عَلَى اَلْوَلاَيَةِ لَأَسْقَيْنٰاهُمْ مٰاءً غَدَقاً قَالَ: ( لَأَذَقْنَاهُمْ عِلْماً كَثِيراً يَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ اَلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ )، بحارُ الأنوارِ، ج24، ص29.
فهذهِ الاحاديثُ تُشيرُ إلَى أنَّ الماءَ الغَدقَ ليسَ هو الماءُ المَعهودُ بلْ هو إمَا تطهيرُ الطِّينَةِ بوضعهَا بالماءِ الفُراتِ، وإمَّا سَقيَهُم ماءاً طَاهراً في الميثاقِ، وإمَّا تَعليمَهُم منْ عِلمِ الائمةِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ، والمُنَاسبَةُ لإطلاقِ لفظِ الماءِ الغَدَقِ علَى التَّطهيرِ والسَّقي الميثَاقي في الحديثينِ الأوَّلِ والثَّاني واضحةٌ ؛ إذْ بالمَاءِ تَحصَلُ الطَّهارةُ منَ الخَبائِثِ وتَتخَلصُ الطِّينَةُ الأصليَّةُ منَ اللَّطْخِ ... وفي الحديثِ الثَّالثِ يُأوَّلُ العِلمُ بالماءِ لأنَّ فيهِ حياةُ الأرواحِ كمَا أنَّ في المَاءِ المَعهودِ حياةُ الأجسادِ ، ولَا يتعلَّقُ الأمرُ بالجِّنِ فقطْ بلْ يَشملُ الثِقلينِ جميعاً. مركزُ الأبحاثِ العقائديَّةِ .
المَّآءُ الغَدَقِ ثَمَرَةُ الاستِقامَةِ:-
في الآياتِ القُرآنيَّة : ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ﴾،
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، سُورَةُ الأحقافِ ،الآية 13.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لا تَخافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾، سُورَةُ فُصّلتْ ،الآية 30.
وفي الرُّوياتِ الشَّريفةِ : قالَ رسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ( إنْ تَستَقيمُوا تُفلِحُوا ). كنز العمّال ، 5479.
وقالَ الإمامُ عليٌّ وهو الصِراطُ المُستَقِيمِ(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( مَن رَغِبَ في السلامَةِ ألزَمَ نَفسَهُ الاستِقامَةَ ). غُررُ الحِكَمِ: 8479.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( مَنِ استَقامَ فإلَى الجَنَّةِ ، ومَن زَلَّ فإلَى النارِ )!. نهجُ البَلاغَةِ ، الخطبة 119.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( السلامَةُ مَع الاستِقامَةِ ). بحارُ الأنوارِ ،ج 77، ص213، ح1.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( الاستِقامَةُ سلامَةٌ ). غُررُ الحِكَمِ : 245.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( مَن طَلَبَ السلامَةَ لَزِمَ الاستِقامَةَ ). غُررُ الحِكَمِ: 8041.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( علَيكَ بمَنهَجِ الاستِقامَةِ ؛ فإنّهُ يُكسِبُكَ الكرامَةَ ويَكفيكَ المَلامَةَ ). غُررُ الحِكَمِ: 6127.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( لا مَسلَكَ أسلَمُ مِن الاستِقامَةِ ، لا سَبيلَ أشرَفُ مِن الاستِقامَةِ ). غُررُ الحِكَمِ: (10636 و 10556)
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( مَن لَزِمَ الاستِقامَةَ لم يَعدمِ السلامةَ ). غُررُ الحِكَمِ: 8117.
وقالَ الإمامُ عليٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ( مَن لَزِمَ الاستِقامَةَ لَزِمَتهُ السلامَةُ ). بحارُ الأنوارِ ،ج 78،ص91،ح95.