معاويه بن ابي سفيان
دعا رسول الله صلى الله عليه وآله على عشرين كافرا ومنافقا ممن اذوه ، ودعا أمير المؤمنين علي عليه السلام على عشرة ، فابتلوا بالبرص والجذام والفلج واللقوة والعمى) مستدرك سفينة البحار: 10 / 482:
وفي مقدمه من لعنهم رسول الله ودعا عليهم معاويه بن أبي سفيان وقد استجاب الله دعوه رسوله فاصيب معاويه بامراض شوهت صورته وأتعبت نفسيته ونفرت الناس منه فعانى عذابا نفسيا قاسيا وقد دخل عليه بعض اصحابه فوجده يبكي
ومما اصيب به معاويه
اولا – اللقوه
كان معاوية في أوج عزه سنة ستين هجرية، فالإمبراطورية الأموية المترامية طوع بنانه، وأوامره نافذة فيها من أدناها إلى أقصاها، على الكبير فيها والصغير، وخططه فيها ماضية إلى أهدافها، وقد أخذ البيعة لابنه يزيد بقوة السيف من كل بلادها وكافة زعمائها، ولي عهده وخليفته من بعده
في هذا الجو سافر في فصل الربيع في موكبه المهيب، إلى الحجاز في غير موسم الحج، ليستطلع أوضاعه ويصرف أموره، ويستعيد ذكرياته ومرابعه، فكانت المفاجأة المصيرية والعقوبه الالهيه كامنة له عند الأبواء بين المدينة ومكة، فقد أفاق صباحا على حمى وصداع شديدين، وقد اعوج وجهه وصار فمه تحت عينه
ضاقت الدنيا في وجهه الملوي وأمر بالمسير إلى مكة فدخلها واحتجب عن الناس ثلاثة أيام، ثم رأى أنه لابد له من لقاء الناس والتعجيل بالعودة إلى الشام فماذا يقول للناس، وهو الذي قال لهم: أنا أمير المؤمنين، وخليفة الله في أرضه؟ هل يقول لهم إن الله عاقب خليفته فعمل به هكذا ليسقطه من أعين الناس؟ وخرج إلى الناس في مكة وقد لف وجهه،
واللقوة مرض ينجذب له شق الوجه إلى جهة غير طبيعية، ولا يحسن التقاء الشفتين ولا تنطبق إحدى العينين
واللقوه هي (داء الشرجي في اللهجه العراقيه )
وجعل معاوية يبكي لما قد نزل به، فقال له مروان بن الحكم:
أجزعا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا يا مروان ولكني ذكرت ما كنت عنه عزوفا، ثم إني بليت في أحسني وما ظهر للناس مني، فأخاف أن يكون عقوبة عجلت لي لما كان مني من دفعي بحق علي بن أبي طالب، وما فعلت بحجر بن عدي وأصحابه ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي وعرفت قصدي
ثانيا – معاويه يصاب بالدبيله
والدبيله قرحه كبيره في ظهره تتصل في جوفه
في تاريخ دمشق: 59 / 220: (لما كبر معاوية خرجت به قرحة في ظهره، فكان إذا لبس دثارا ثقيلا والشام أرض باردة، أثقله ذلك وغمه فقال: اصنعوا لي دثارا خفيفا دفيئا من هذه السخال، فصنع له فلما ألقي عليه تسار إليه ساعة ثم غمه، فقال: جافوه عني، ثم لبسه ثم غمه فألقاه، ففعل ذلك مرارا)
وأصيب معاوية بالزمهريرة والبردية فعجزوا عن تدفئته
وكانت قرحته عميقة، ففي تاريخ الطبري: 4 / 245، والطبقات: 4 / 112، وسير الذهبي: 2 / 401: (عن أبي بردة قال دخلت على معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحة فقال: هلم يا بن أخي تحول فانظر! قال: فتحولت فنظرت فإذا هي قد سبرت يعني قرحته، فقلت ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين)
ومعنى سبرت، صارت ذات قعر تحتاج إلى معرفة عمقها بالمسبار. (سبر الجرح بالمسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها).
وفي تاريخ دمشق: 59 / 217 و 222 و 225: (قعد في علية له متفضلا بملاءة له حمراء، ثم نظر إلى عضديه قد استرخى لحمها، فأنشأ يقول
حكى حارث الجولان من فقد ربه * وحوران منه موحش متماثل
قال معاوية وهو يقلب في مرضه وقد صار كأنه سعفة محترقة: أي شيخ يقلبون
ويقول الشيخ علي الكوراني في كتابه جواهر التاريخ
(وجعل معاوية يبكي لما قد نزل به... وكان في مرضه يرى أشياء لا تسره! حتى كأنه يهذي هذيان المدنف وهو يقول: إسقوني إسقوني فكان يشرب الماء الكثير فلا يروى! وكان ربما غشي عليه اليوم واليومين، فإذا أفاق من غشوته ينادي بأعلى صوته: ما لي ومالك يا حجر بن عدي! ما لي وما لك يا عمرو بن الحمق! مالي ومالك يا ابن أبي طالب )
قال ابن كثير في النهاية: 8 / 150: (وذكروا أنه في آخر عمره اشتد به البرد فكان إذا لبس أو تغطي بشئ ثقيل يغمه، فاتخذ له ثوبا من حواصل الطير، ثم ثقل عليه بعد ذلك فقال: تبا لك من دار، ملكتك أربعين سنة، عشرين أميرا، وعشرين خليفة، ثم هذا حالي فيك، ومصيري منك، تبا للدنيا ولمحبيها
روى القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار: 2 / 153، (عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له:
ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضا! فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئا أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت.
قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق! فقال له معاوية: علي به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله إن معاوية يموت على غير الإسلام
وفي موته عبره وموعظه للمسلمين حيث نرى صنع الله بالظالمين ومعجزه لاستجابه الله لدعاء رسوله صلى الله عليه واله
دعا رسول الله صلى الله عليه وآله على عشرين كافرا ومنافقا ممن اذوه ، ودعا أمير المؤمنين علي عليه السلام على عشرة ، فابتلوا بالبرص والجذام والفلج واللقوة والعمى) مستدرك سفينة البحار: 10 / 482:
وفي مقدمه من لعنهم رسول الله ودعا عليهم معاويه بن أبي سفيان وقد استجاب الله دعوه رسوله فاصيب معاويه بامراض شوهت صورته وأتعبت نفسيته ونفرت الناس منه فعانى عذابا نفسيا قاسيا وقد دخل عليه بعض اصحابه فوجده يبكي
ومما اصيب به معاويه
اولا – اللقوه
كان معاوية في أوج عزه سنة ستين هجرية، فالإمبراطورية الأموية المترامية طوع بنانه، وأوامره نافذة فيها من أدناها إلى أقصاها، على الكبير فيها والصغير، وخططه فيها ماضية إلى أهدافها، وقد أخذ البيعة لابنه يزيد بقوة السيف من كل بلادها وكافة زعمائها، ولي عهده وخليفته من بعده
في هذا الجو سافر في فصل الربيع في موكبه المهيب، إلى الحجاز في غير موسم الحج، ليستطلع أوضاعه ويصرف أموره، ويستعيد ذكرياته ومرابعه، فكانت المفاجأة المصيرية والعقوبه الالهيه كامنة له عند الأبواء بين المدينة ومكة، فقد أفاق صباحا على حمى وصداع شديدين، وقد اعوج وجهه وصار فمه تحت عينه
ضاقت الدنيا في وجهه الملوي وأمر بالمسير إلى مكة فدخلها واحتجب عن الناس ثلاثة أيام، ثم رأى أنه لابد له من لقاء الناس والتعجيل بالعودة إلى الشام فماذا يقول للناس، وهو الذي قال لهم: أنا أمير المؤمنين، وخليفة الله في أرضه؟ هل يقول لهم إن الله عاقب خليفته فعمل به هكذا ليسقطه من أعين الناس؟ وخرج إلى الناس في مكة وقد لف وجهه،
واللقوة مرض ينجذب له شق الوجه إلى جهة غير طبيعية، ولا يحسن التقاء الشفتين ولا تنطبق إحدى العينين
واللقوه هي (داء الشرجي في اللهجه العراقيه )
وجعل معاوية يبكي لما قد نزل به، فقال له مروان بن الحكم:
أجزعا يا أمير المؤمنين؟ فقال: لا يا مروان ولكني ذكرت ما كنت عنه عزوفا، ثم إني بليت في أحسني وما ظهر للناس مني، فأخاف أن يكون عقوبة عجلت لي لما كان مني من دفعي بحق علي بن أبي طالب، وما فعلت بحجر بن عدي وأصحابه ولولا هواي في يزيد لأبصرت رشدي وعرفت قصدي
ثانيا – معاويه يصاب بالدبيله
والدبيله قرحه كبيره في ظهره تتصل في جوفه
في تاريخ دمشق: 59 / 220: (لما كبر معاوية خرجت به قرحة في ظهره، فكان إذا لبس دثارا ثقيلا والشام أرض باردة، أثقله ذلك وغمه فقال: اصنعوا لي دثارا خفيفا دفيئا من هذه السخال، فصنع له فلما ألقي عليه تسار إليه ساعة ثم غمه، فقال: جافوه عني، ثم لبسه ثم غمه فألقاه، ففعل ذلك مرارا)
وأصيب معاوية بالزمهريرة والبردية فعجزوا عن تدفئته
وكانت قرحته عميقة، ففي تاريخ الطبري: 4 / 245، والطبقات: 4 / 112، وسير الذهبي: 2 / 401: (عن أبي بردة قال دخلت على معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحة فقال: هلم يا بن أخي تحول فانظر! قال: فتحولت فنظرت فإذا هي قد سبرت يعني قرحته، فقلت ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين)
ومعنى سبرت، صارت ذات قعر تحتاج إلى معرفة عمقها بالمسبار. (سبر الجرح بالمسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها).
وفي تاريخ دمشق: 59 / 217 و 222 و 225: (قعد في علية له متفضلا بملاءة له حمراء، ثم نظر إلى عضديه قد استرخى لحمها، فأنشأ يقول
حكى حارث الجولان من فقد ربه * وحوران منه موحش متماثل
قال معاوية وهو يقلب في مرضه وقد صار كأنه سعفة محترقة: أي شيخ يقلبون
ويقول الشيخ علي الكوراني في كتابه جواهر التاريخ
(وجعل معاوية يبكي لما قد نزل به... وكان في مرضه يرى أشياء لا تسره! حتى كأنه يهذي هذيان المدنف وهو يقول: إسقوني إسقوني فكان يشرب الماء الكثير فلا يروى! وكان ربما غشي عليه اليوم واليومين، فإذا أفاق من غشوته ينادي بأعلى صوته: ما لي ومالك يا حجر بن عدي! ما لي وما لك يا عمرو بن الحمق! مالي ومالك يا ابن أبي طالب )
قال ابن كثير في النهاية: 8 / 150: (وذكروا أنه في آخر عمره اشتد به البرد فكان إذا لبس أو تغطي بشئ ثقيل يغمه، فاتخذ له ثوبا من حواصل الطير، ثم ثقل عليه بعد ذلك فقال: تبا لك من دار، ملكتك أربعين سنة، عشرين أميرا، وعشرين خليفة، ثم هذا حالي فيك، ومصيري منك، تبا للدنيا ولمحبيها
روى القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار: 2 / 153، (عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له:
ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضا! فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئا أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت.
قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق! فقال له معاوية: علي به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله إن معاوية يموت على غير الإسلام
وفي موته عبره وموعظه للمسلمين حيث نرى صنع الله بالظالمين ومعجزه لاستجابه الله لدعاء رسوله صلى الله عليه واله