تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
المشهور عند الكثير من عوام الناس الشيعة بأن حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) هو مسجل زوار الإمام الحسين (عليه السلام) ولم أعثر على هذا المعنى في نص روائي ولو ضعيف عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في كتبنا ومصادرنا المعتبرة وغيرها ، بل كل ما وجدته هو قصة ليس لها سند ولا مصدر منتشرة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وأخواته تنص على هذا المشهور .
حتى أن بعض الشعراء نظم أبياتاً من الشعر قائلاً :
جِيت أزور حسِين بالله *** سجّل اسمِي يا حَبيب .
والقصة المشهورة التي بلا سند ولا مصدر عن تسجيل حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) لزوار الإمام الحسين (عليه السلام) هي كالتالي :
القصة : كان الحسين (عليه السلام) طفلا صغيراً وحبيب بن مظاهر شابا في العشرين ، وكان يعشق الحسين (عليه السلام) عشقا جنونيا حتى أنه كان يتبع أثره أينما ذهب .
لاحظ والده تلك الحالة على ولده حبيب فسأله عن سبب ذلك ؟ أجابه حبيب : أبي إني أحب الحسين عليه السلام بجنون وانجذب إليه بمجرد النظر إليه تنتابني حالة من الذوبان فيه !
سأله أبوه وماذا تتمنى يا حبيب ؟
قال حبيب : أتمنى لو يزورنا الحسين في بيتنا !
فوعده والده أن يكلم الإمام علي عليه السلام ويدعوهم إلى بيته .. فوافق الإمام علي (عليه السلام) أن يحضر إلى الوليمة التي أعدها مظاهر والد حبيب .. ولقد طلب مظاهر من الإمام أن يحضر معه الحسنين معه وأخبره بمدى حب حبيب للحسين (عليه السلام) .
وفي يوم الوليمة كان حبيب مرتبكا ومشتاقا وفرحا بقدومهم إليهم وكان يصعد السطح وينزل ليراقب وصولهم وعندما لاح له نورهم ارتبك حبيب وتعثر فسقط من أعلى السطح ومات وعندما رأى مظاهر ابنه هكذا .
خجل من الإمام علي (عليه السلام) فأخذ الجثة وخبأها حتى ينتهي من ضيافة الإمام وأولاده (عليهم السلام) ، ثم يقوم بدفن ابنه ، وعندما دخل الإمام علي عليه السلام لم يخبره مظاهر بوفاة ابنه تأدبا مع الضيف .
لكن الإمام سأله عنه وقال له أن حبيب مشتاق للحسين وها هو الحسين في بيته أين هو ؟
فأخذ مظاهر بالاعتذار بأن حبيب مشغول بعض الشي .
كرر الإمام السؤال ؟ وفي كل مرة مظاهر يبحث عن عذر لكن الإمام ألح عليه بأن ينادي حبيب . فاعترف مظاهر بما حدث لولده ، فطلب الإمام علي عليه السلام رؤيه جثته وعندما نظر إليه سالت دموعه ونظر للحسين وقال له : ابني حسين إن هذا الشاب يحبك وقد مات شوقا إليك فماذا تصنع له ؟ ودمعت عين الحسين ورفع طرفه الى السماء وطلب من الله أن يحيا كرامة للحسين ولحب الحسين .
استجاب الله للحسين في الحال وعاد حبيب للحياة ، وقال الإمام علي (ع) لحبك للحسين يا حبيب : ستكون مسجل زوار ولدي الحسين عليه السلام فلا يزوره إلا من سجلت اسمه يا حبيب) .
وهذه القصة من القصص المكذوبة والموضوعة على أهل البيت (عليهم السلام) .
والنتيجة أنه لم يثبت بدليل معتبر بأن مهمة حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) هي تسجيل زوار الإمام الحسين (عليه السلام) .
نعم هناك إشارة من القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى يسجل كل عمل وهو محفوظ عنده ومن هذه الأعمال زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) بلا شك في ذلك قال تعالى : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . (1) .
وهناك رواية تنص على أن الإمام الحسين (عليه السلام) يعرف أسماء زواره وأسماء آبائهم ، روي : ( إن الحسين بن علي عليه السلام مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه يرزقون ويحبرون ، وإنه لعن يمين العرش متعلق به ، يقول : يا رب أنجز لي ما وعدتني وإنه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده ... ) . (2) .
وإذا كان الإمام الحسين (عليه السلام) يعرف أسماء زواره وأسماء آبائهم فما الداعي أن يسجل حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) أسماء زواره ؟؟! علماً أن كل عمل - ومنه الزيارة - مسجل عند الله سبحانه وتعالى الذي لا يضيع عنده أجر العاملين والمحسنين .
-----------------------------------------
(1) سورة الجاثية / الآية (29) .
(2) جامع أحاديث الشيعة / السيد البروجردي / الجزء 12 / الصفحة 364 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
المشهور عند الكثير من عوام الناس الشيعة بأن حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) هو مسجل زوار الإمام الحسين (عليه السلام) ولم أعثر على هذا المعنى في نص روائي ولو ضعيف عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في كتبنا ومصادرنا المعتبرة وغيرها ، بل كل ما وجدته هو قصة ليس لها سند ولا مصدر منتشرة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وأخواته تنص على هذا المشهور .
حتى أن بعض الشعراء نظم أبياتاً من الشعر قائلاً :
جِيت أزور حسِين بالله *** سجّل اسمِي يا حَبيب .
والقصة المشهورة التي بلا سند ولا مصدر عن تسجيل حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) لزوار الإمام الحسين (عليه السلام) هي كالتالي :
القصة : كان الحسين (عليه السلام) طفلا صغيراً وحبيب بن مظاهر شابا في العشرين ، وكان يعشق الحسين (عليه السلام) عشقا جنونيا حتى أنه كان يتبع أثره أينما ذهب .
لاحظ والده تلك الحالة على ولده حبيب فسأله عن سبب ذلك ؟ أجابه حبيب : أبي إني أحب الحسين عليه السلام بجنون وانجذب إليه بمجرد النظر إليه تنتابني حالة من الذوبان فيه !
سأله أبوه وماذا تتمنى يا حبيب ؟
قال حبيب : أتمنى لو يزورنا الحسين في بيتنا !
فوعده والده أن يكلم الإمام علي عليه السلام ويدعوهم إلى بيته .. فوافق الإمام علي (عليه السلام) أن يحضر إلى الوليمة التي أعدها مظاهر والد حبيب .. ولقد طلب مظاهر من الإمام أن يحضر معه الحسنين معه وأخبره بمدى حب حبيب للحسين (عليه السلام) .
وفي يوم الوليمة كان حبيب مرتبكا ومشتاقا وفرحا بقدومهم إليهم وكان يصعد السطح وينزل ليراقب وصولهم وعندما لاح له نورهم ارتبك حبيب وتعثر فسقط من أعلى السطح ومات وعندما رأى مظاهر ابنه هكذا .
خجل من الإمام علي (عليه السلام) فأخذ الجثة وخبأها حتى ينتهي من ضيافة الإمام وأولاده (عليهم السلام) ، ثم يقوم بدفن ابنه ، وعندما دخل الإمام علي عليه السلام لم يخبره مظاهر بوفاة ابنه تأدبا مع الضيف .
لكن الإمام سأله عنه وقال له أن حبيب مشتاق للحسين وها هو الحسين في بيته أين هو ؟
فأخذ مظاهر بالاعتذار بأن حبيب مشغول بعض الشي .
كرر الإمام السؤال ؟ وفي كل مرة مظاهر يبحث عن عذر لكن الإمام ألح عليه بأن ينادي حبيب . فاعترف مظاهر بما حدث لولده ، فطلب الإمام علي عليه السلام رؤيه جثته وعندما نظر إليه سالت دموعه ونظر للحسين وقال له : ابني حسين إن هذا الشاب يحبك وقد مات شوقا إليك فماذا تصنع له ؟ ودمعت عين الحسين ورفع طرفه الى السماء وطلب من الله أن يحيا كرامة للحسين ولحب الحسين .
استجاب الله للحسين في الحال وعاد حبيب للحياة ، وقال الإمام علي (ع) لحبك للحسين يا حبيب : ستكون مسجل زوار ولدي الحسين عليه السلام فلا يزوره إلا من سجلت اسمه يا حبيب) .
وهذه القصة من القصص المكذوبة والموضوعة على أهل البيت (عليهم السلام) .
والنتيجة أنه لم يثبت بدليل معتبر بأن مهمة حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) هي تسجيل زوار الإمام الحسين (عليه السلام) .
نعم هناك إشارة من القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى يسجل كل عمل وهو محفوظ عنده ومن هذه الأعمال زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) بلا شك في ذلك قال تعالى : { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . (1) .
وهناك رواية تنص على أن الإمام الحسين (عليه السلام) يعرف أسماء زواره وأسماء آبائهم ، روي : ( إن الحسين بن علي عليه السلام مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه يرزقون ويحبرون ، وإنه لعن يمين العرش متعلق به ، يقول : يا رب أنجز لي ما وعدتني وإنه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده ... ) . (2) .
وإذا كان الإمام الحسين (عليه السلام) يعرف أسماء زواره وأسماء آبائهم فما الداعي أن يسجل حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله عليه) أسماء زواره ؟؟! علماً أن كل عمل - ومنه الزيارة - مسجل عند الله سبحانه وتعالى الذي لا يضيع عنده أجر العاملين والمحسنين .
-----------------------------------------
(1) سورة الجاثية / الآية (29) .
(2) جامع أحاديث الشيعة / السيد البروجردي / الجزء 12 / الصفحة 364 .
تعليق