إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنهج التربوي العلوي(هل فقدت الأسرة القدرة على تربية الأبناء في زمن السوشل ميديا))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنهج التربوي العلوي(هل فقدت الأسرة القدرة على تربية الأبناء في زمن السوشل ميديا))

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    المنهج التربوي العلوي الذي نستقيه من تراث النبي وتراث الإمام علي صلوات الله عليهما وآلهما، كيف نطبق هذا المنهج التربوي على أبنائنا وأطفالنا؟
    معالم هذا المنهج التربوي:
    المعلم الأول: مراحل النمو.
    مراحل النمو يتحدث عنها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ”ولدك ريحانتك سبعاً وخادمك سبعاً، ثم هو عدوك أو صديقك“ في السبع سنوات الأولى هو ريحانة، طفل رقيق المشاعر يقر عينيك بلعبه وكلامه وقصصه، هو ريحانتك ترتاح له، ثم تأتي المرحلة الثانية «خادمك سبعاً» أي مستعد لما تقول تعلمه الآداب وتعلمه الدين، وتعلمه الثقافة، هو خادم لك قابل لما تلقيه عليه من معلومات، ثم يدخل في مرحلة المراهقة فإما هو عدوك أو صديقك ويكون حسب ما ربيته، فإذا كنت في السبع سنوات الثانية تحاول أن تقترب منه وأن تسمع إليه، وأن تعرف همومه ومشاكله وأن تعرف أوضاعه فسوف يصبح صديقك، أما لو كنت في السبع سنوات الثانية مهملاً له بحجة العمل، والأطفال على أمهم أو على المجتمع أو على المدرسة، وليس عندك وقت للجلوس مع أبنائك وليس لديك فرصة للحديث معهم ولو مقدار ساعة أو ساعتين كل يوم مع أبنائك لتعلمهم وتزرع فيهم القيم، وتزرع فيهم المعارف، فبعملك هذا تحول أبناءك من أصدقاء إلى أعداء «ثم هو عدوك أو صديقك» فاختر أنت شخصية ولدك بنفسك من خلال السبع سنوات الثانية، ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ”لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً“ اقترب منه اقتراب الصديق من صديقه.
    المعلم الثاني: مواكبة الروح.

    ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ”للقلوب إقبال وإدبار فإذا أقبلت فاحملوها على الفرائض والنوافل“ غذي روحك بالنافلة وبالقرآن والدعاء والمناجاة، وإذا أدبرت وانتهى هذا الجو العبادي فاقتصروا بها على الفرائض، واكب روحك، فالروح مثل الموج يصعد وينزل، يحتاج إلى مواكبة، ورد عن الإمام علي عليه السلام: ”إن القلوب تمل كما تمل الأبدان“ طبيعة القلوب هكذا.
    إذن اكتشف طفلك متى يُقبل ومتى يُدبر، متى تكون له روح مقبلة ومتى تكون له روح مدبرة، حاول أن تكون تربيتك له في إطار إقباله وإدباره وهذا ما يعبر عنه بمواكبة الروح.
    المعلم الثالث: الأدب.
    اليوم كثير من الآباء لا يهتم بأدب ابنه ولذلك ترى ذلك الولد لا يحترم ولا يوقر الكبير ولا يتحدث مع أحد بلغة مهذبة لأن هذا الطفل وقته كله في المدرسة ومع أصدقائه، والأب لا يصحبه معه إلى مجالس الكبار ليتعلم الأدب، ولا يصحبه إلى المجالس العامة ليتعلم الآداب العامة، الأدب عنصر ضروري في مجال التربية، الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يخاطب ولده الحسن الزكي يقول: ”بني إنما قلب الحدث كالأرض الخالية فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك وينشغل لبك، وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى لو أن شيء أصابك أصابني“ الطفل أرض خالية كلما أُلقي فيها شيء قبلته.
    المعلم الرابع: تحكيم العنصر الملكوتي على العنصر الملكي.
    كل إنسان فيه عنصر ملكي وملكوتي، العنصر الملكي هو مجموعة الشهوات كشهوة الغضب، الشره وراء الأموال، وشهوة الجنس، ويعبّر عنها القرآن الكريم بالنفس الأمارة ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف: 53] نفس أمارة أي نفس تفرض نفسها عليك.
    والعنصر الملكوتي فكل إنسان في داخله نور ملائكي، في داخله نور نقي، في داخله نور يحبب إليه الخير والصدق والجمال والأمانة والحياء والعفة، كل إنسان في داخله عنصر ملكوتي يحتاج إلى تنمية، فعندما نحكّم العنصر الملكوتي على العنصر الملكي نكون أخرجنا إنساناً صالحاً، تقول الآية المباركة: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6] فكيف يكون لديك في البيت ولد لا يصلي! أو في بيتك يعُزف الغناء ويهجر فيه القرآن! ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ”إن البيت الذي يُقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة وتهجره الشياطين يضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض، وإن البيت الذي يعزف فيها القيان تهجره الملائكة وتحضره الشياطين“ فاختر أنت كيف يكون بيتك، حاول أن تغمر أجواء بيتك بصوت القرآن والدعاء ليحيي هذا الجو حياة روحانية، فبهذا العمل البسيط تملأ أطفالك بالروحانية وتربيهم على الأجواء الروحية، تربيهم على أن يسمعوا نداء الروح ونداء العنصر الملكوتي عوض أن يكونوا منغمسين بالعنصر الملكي ألا وهو عنصر الشهوات والغرائز، انقلهم من عالم إلى عالم.
    ولدك لا يصلي هذه كارثة، حاول أن تقنعه وتضبطه على الصلاة ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم: 55] حاول أن تكون صارماً حازماً في مسألة الصلاة، في مسألة الحجاب أيضاً فهناك من يستصغر عمر الطفلة ويستنكر إرهاقها بهذا التكليف من عمر صغير، والحق أن الفتاة إذا أكملت تسع سنوات ودخلت العاشرة فهي مكلفة عند أغلب الفقهاء فهي تحتاج إلى أن تُعلم الصلاة والصوم وسائر التكاليف وتلتزم بالحجاب، هي بنت مكلفة، أنت المسؤول عن الأسرة أولاً وبالذات، وأنت المخاطب بقوله تعالى: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ﴾ [التحريم: 6] ولكن ليس المطلوب منك أن تتعامل بالعصا والقوة لا بل تعامل باللطف والإقناع تعامل بالروح الشفافة، اجلس مع طفلتك واقنعها بأهمية وضرورة الحجاب، اجلس مع ابنك علمه بالقناعة والبرهان عن أهمية الصلاة وضرورتها، المهم أن تقوم بمسؤوليتك لا أن تكون مهملاً.
    والآن المشكلة التي يطرحها الكثير كيف نتعامل مع أولادنا مع السوشال ميديا، والطفل منفتح على وسائل التواصل ويستقبل من خلال هذا العالم الافتراضي معلومات وأفلام إباحية ودعايات مثلية وألوان وأشكال كثيرة كيف نتعامل معها، أقول له هذه مسؤوليتك، فليست مسؤوليتك أن تذهب للمأتم فقط بل مسؤوليتك أن تجلس مع طفلك، مسؤولية أنت مطوق بها ومحاسب عليها، عليك أن تعرف ماذا يشاهد أطفالك وما هي المعلومات التي يستقبلونها من خلال هذا العالم الافتراضي، ولا عذر لك بعدم المقدرة أو عدم المعرفة تعلم وراقب وقنن، إذا كان الطفل صغيراً ولم يبلغ بعد سن التكليف اجلس معه، واقرأ ما يشاهد، شاهد معه الأفلام التي يشاهدها، شاهد معه الإعلانات التي تصله، شاهد معه المعلومات التي تُغرس في ذهنه بطريقة أتوماتيكية مؤثرة، شاهد معه واقرأ معه واجلس معه حتى يحصل لك معرفة بهذا العالم وبماذا يغذى الأطفال به من قيم فاسده وخطيرة ستؤثر على مستقبل أجيالنا الآتية كلها.
    وإذا صار الطفل بالغ ومميز ليست لك عليه ولاية ولكن إذا ظهرت منه أفعال وأمارات تنبئ على أنه يشاهد مثلاً أفلام إباحية أو تنبئ أنه متأثر بأفكار مثلية، أو تنبئ بأنه في طريقة والعياذ بالله إلى الانحراف، فإذا لاحظت علامات استفهام وريب في شخصيته لزمك أن تفتح معه حواراً، ولزمك أن تجلس معه، ولزمك أن تتحدث معه، لا تستطيع أن تقول لا دخل لي وهو بالغ ويعرف مصلحته، هو ابنك وامتدادك ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74] إذن لا مجال لك إلا أن تتفرغ للتربية الصالحة والتربية العالية.
    المعلم الخامس: غرس قيم العزة والإباء.
    هناك صفة مشتركة ركز عليها الرسول وعلي وأبناء علي ألا وهي صفة العزة والإباء، كيف يكون المؤمن عزيزاً، يقول الإمام علي عليه السلام: ”المؤمن عزيز لا ذليل“ المؤمن هو الذي يفتخر بإيمانه ويفتخر بأهل البيت وولائه، ويفتخر ويعتز بتراثه العميق، المؤمن هو الذي لا يذل أمام أي إعصار وأي عاصفة وأي نازلة، متمسكاً ثابتاً على طريقه ودربه درب الإيمان، هذه الصفة صفة العزة ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8] يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ”لو وضعوا الشمس في
    في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه“، ويقول علي أمير المؤمنين عليه السلام: ”لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت، والله لو كان المال لي لساويت بينهم فكيف والمال مال الله“.
    وهذا الحسين بن علي يقول: ”ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وجذور طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام“.
    التعديل الأخير تم بواسطة يازهراء; الساعة 18-08-2022, 05:11 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X