إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عشرون خطوة وحقيقة للوصول لدولة الإمام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشرون خطوة وحقيقة للوصول لدولة الإمام

    عشرون خطوة للوصول لدولة العدل الإلهيّة (دولة الإمام) ، هذا ما جاء في كتاب – جمهورية النبأ العظيم بجزءه الأول (حكومة الإمام الصالح وظهور الفرقة الناجية) ، واخترنا أن نبدأ بهذه الخطوات في أولى حلقاتنا عن الجمهورية ، وسنتناولها خطوةً بعد خطوة : -

    الخطوة الأولى : الصيحة
    قبل أن نبدأ المسير ، فعلينا أن نتفهّم أمرين في غاية الأهميّة ، هما مفْصل التفريق بين دولة الخلافة ، وباقي الدول التي نشأت حديثاً ، وهما (الصيحة والرجعة) ، لذا جعلنا كل منهُما خطوة ،
    إذا ما كان إعلان دولة الخلافة ، قد سبق خلق بني آدم ، كما مرَّ بنا ، فإنَّ إعلان سلطانها على من في الأرض لم يأتِ بعد ، وهذا الإعلان سيبدأ بالصيحة ، فالصيحة هي الإعلان المُبكِّر لأنصار تلك الدولة بالبشرى لكل صبور ، ولأعدائها بالويل والثَّبور ، وعليه لا بأس من الاطلاع على ما ورد عنها من روايات ،
    والصيحة هي العلامة التي لا تسبقها من علامة سماويّة ، على وفق كل ما جاء في روايات المذاهب الإسلامية ، لا بل حتى الديانات الإبراهيمية الأخرى ، وخاصة اليهوديَّة ، إلَّا ما نعتقدهُ نحن وقُلنا عنها ، إنَّها علامات ما قبل علامات الظهور ، وبعد الاطلاع على الكتاب المقدس / العهد الجديد ، استوقفنا هذا النص : -
    ((ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ * قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ : خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ ،
    ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلاً : [ سقطت ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا ] ،
    ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ ،
    فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ ،
    وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ ، وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلًا لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ ،
    هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ . هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ )) ﴿١٤٥﴾ ،
    وهنا ، لا شكّ في أن الصوت العظيم ، هو ( الصيحة ) ، فليس هناك من تعبير واضح وصريح للصيحة إلا بالصوت العظيم من ملاكٍ في السماء ، أمّا البشارة الأبدية ، فتعبر عن أن حكم الخلفاء ، سيستمر ما بقيت السماء والأرض وما دامتا ،
    ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) هود .
    كما إن ما جاء في النص المُسمَّى باللاهوتي ، ما ينطبق والنصوص القرآنية تماماً ، وتعبير ( فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ ) نراه في قوله تعالى : -
    ( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴿٢﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ) ، (فخمر غضب الله مرادفة لــ[سكارى]) .
    وقد يتزامن خروج السفياني مع الصيحة ، أو يسبقها بشهرين ، وفق الروايات الشيعية ، لكن الأكيد أن الصيحة ، تعدّ أوّل علامات السماء ،
    (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴿٤١﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴿٤٢﴾ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ ﴿٤٣﴾ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ) ق .
    ويبدو لنا ، أن ما يحصل بعد الصيحة ، أمور مهولة ومخيفة لبني البشر ، كالزلازل والفيضانات وما إلى ذلك من كوارث طبيعية ،
    ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّـــــــمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ) هود .
    والآيات أعلاه ، أصدق تعبيراً لظهور الخليفة ، فما من أجل معدود إلّا يوم الظهور ، كما صرّحت الآية عن شخص الخليفة ، أنَّهُ يوم يأت الخليفة لا تكلَّم نفسٌ إلا بإذن الخليفة ، وقد يرى الكثير أن هذه الصياغة ، تعطي تأليهاً لشخص الخليفة ، وأن المقصود بيوم يأتِ لا تكلم نفس إلا بأذنه ، هو الله -جل جلاله- ، وهذا بالفعل ما جاء في التفاسير الخمسة ، ولكن ، ألا يسأل هؤلاء عن الصورة العكسيَّة ، أيْ إن فيما فهموه مساس وإنقاص لشأن
    الله -حاشاه- ، فأين سيأتي ومن سيكلّمه الله ،
    لأنَّ أي تغيير في اسماء الله وكنهه ، يعد تغييراً في سُنّتهِ : -
    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْـــــــــــــــتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَايَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ﴿١٧٤﴾ البقرة
    فسبحانه لم يكلّم أحداً من خلقه قط ، حتّى أنبياءه وملائكته ، وما فهموه عن أنَّهُ كلّم موسى ، فهذا ضرب من ضروب المقام ، أي إن موسى كان في مقام الكلام مع الربِّ ، ولم يكُ الرب في مقام الكلام مع موسى ، وهذا يعني أن هناك من مثّل الله في كلامه مع موسى ، كما كان هناك من مثَّله في الكلام مع إبليس أو باقي الأنبياء ، فعلينا أن نقول إنه تعالى قد كلّم إبليس وسوف يكلّم الشيطان في يوم القيامة -حاشاه- ، كما إنّه كلّم آدم وموسى -عليهما السلام- والرسول محمد -ص وآله- في حادثة الإسراء والمعراج ، فتعالى الله من أن يأتي لمكان ويغادر آخر ،
    والقضية محسومة ، وكلام الكافر والشقيّ مع الله ممنوع ومُحال ، وليس هناك من إذن لأيٍّ منهم ، بالكلام أو عدم الكلام ،
    أمَّا في يوم الظهور ، فكلام الكافرين والمنافقين من الأوَّلين والآخرين ، مطلوب ، ليفهم الناس ضلالهم ، وما زيّفوه من الأحاديث ، وهذا ما جاء في قوله تعالى : -
    (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) هود .
    ولقد سمعنا عمّن يظنّ أن علامات الظهور ، علامات يمكننا التفاعل ضدها ، كمن قال بغلق الأبواب ، ساعة سماع النداء ( الصيحة ) من السماء ﴿١٤٦﴾ ، كأنه يقول إن بوق الحرب سيضرب من داخل قصر السلطان ،
    فالصيحة تبدأ عندنا نحن معشر الإنس والجن ، وتنتهي حيث نحن ، والسماء ليست لها حاجة لصيحة ،
    وراجع ما وجدناه في الروايات الشيعية ، وهو ما يؤكد ويوضّح قضية الصيحــــــــــة : -
    (( عن الرضا -ع- في قوله : وقد نودوا نداءً يسمعهُ من بَعُد كما يسمعهُ من قَرُب ، يكون رحمةً للمؤمنين )) ﴿١٤٧﴾ .
    كما بيَّنتْ رواياتهم على أن الصيحة ، هي بداية الخلاص من الظلم والجور ، وبداية الخلاص لكلّ المظلومين ، والانصاف لمحبي الرسول محمد وآل بيته ، لذا تعد البُشرى الكبرى والبشارة العُظمى ، التي كانوا يرجونها جميعاً ، ويدعون الله ليلاً ونهاراً لتحققها.
    وهذا خلاف ما جاء في روايات أهل الجماعة تماماً ، إذ إن الصيحة تُمثّل لديهم الفناء والدمار ، وهي من العلامات المروِّعة ، كعلامات يوم القيامة ، ومن هولها وشدتها ، أنها تُهلك أكثر من مائتي ألف ، كما جاء في حديث ابن الديلمي في رواية المقدسي الشافعي في شأن النداء : (( يصعقُ له سبعون ألفاً ، ويعمى سبعون ألفاً ، ويتيه سبعون ألفاً )) ﴿١٤٨﴾ ، وكذلك ما جاء في الحديث المنسوب للرسول : -
    (( عن عبد الله بن مسعود عن النبي -ص وآله- قال : إذا كانت صيحةً في رمضان فإنه يكون معمعة في شوّال ، وتميّز القبائل في ذي القعدة ، وتُسفك الدماء في ذي الحجة والمحرّم ، وما المحرّم؟ يقولها ثلاثاً : هيهات هيهات ، يُقتلُ الناس فيها هرجاً ، هرجاً )) ﴿١٤٩﴾ .
    وقد أفتى مــــــــــــركز الفتوى [٢٨] شوال بفتوى تحمل الرقم (رقم الفتوى : ٤١٧٠١)، بعدم صحة الحديث ، بعد أن رأوا أن الأمور ستنقلب عليهم ، وقد تمس البلبلة حكامهم ، وبعد أن تهيَّج الشارع ، إثر ما عُرفَ بجائحة كورونا ، خاصة بعد غلق الأبواب وهلاك الكثير من الناس ، في كافة أقطار الأرض ، وما سُمع من أخبار ، عن ظهور وباء آخر (الفطر الأسود) ، وهذا ما سيُسودُّ وجوه العتاة إثر انتشاره ،
    وعلى أن لهذه الأحداث ، لها من الشبه ما لها مع ما جاء في هذا الحديث ، وعلى الإثر صرّح الأزهر أيضاً ، وأعلن ما نصه : -
    (( يُحذِّر مركزُ الأزهر العالميُّ للفتوى الإلكترونية ، مِن تَدَاول هذه المنشوراتِ وأمثالها ؛ لِمَا في نشْرها مِن بثٍّ للخوف ، وترويجٍ للكَذِب على سيدنا رسول الله -ص وآله- والعلم والعلماء )) ،
    وما شد الناس على ذلك ، أن رمضان لسنة [٢٠٢٠] كان سيصادف[١٥] منه يوم الجمعة ، ونص الحديث الذي أحدث كل هذا الذعر هو : -
    : (( هَدَّةٌ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ ، فَتَكُونُ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ ، وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ ، وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهِنَّ ، فِي لَيْلَةِ جُمُعَةٍ ، فِي سَنَةٍ كَثِيرَةِ الزَّلَازِلِ ، فَإِذَا صليتم الفجر
    مِــــــــنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ ، وَاغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ ، وَسُــــــــدُّوا كُوَاكُمْ ، وَدَثِّرُوا أَنْفُسَكُمْ ،
    وَسُدُّوا آذَانَكُمْ ، فَإِذَا حَسَسْتُمْ بِالصَّيْحَةِ فَخِرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا ، وَقُولُوا : سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ ، رَبُّنَا الْقُدُّوسُ ، فَإِنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ نَجَا ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ هَلَكَ )) كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي [ ٢٢٨/ ١] أو [١٣٢] .
    كما أفتى الأزهر (( أن هذا الحديث مُنكرٌ لا تصحُّ نسبتهُ إلى سيِّدنا رسول الله ، وحَكَمَ عليه البعض بالوضع والكذب كالعقيليّ ، وابن الجوزيّ ، وابن القيم ، والذهبيّ ، وغيرهم
    ، كما أنَّ التَّاريخ يُكذِّبه ؛ لكثرة موافقة الجُمُعة للخامس عشر من شهر رمضان الكريم دون هدَّة ، أو صيحة ، أو نفخة ولله الحمد )) ، ولا نختلف معهم على حمد الله تعالى في السراء والضراء ، لكنّ حمدهم لله ، جاء بصيغة الخلاص من إعلان دولة العدل الإلهية ، إذ يحمدون الله على دوام الظلم والجور الذي نحن فيه ،
    أمّا سند هذا الحديث لدى الشيعة ، فلم يُذكر قط من ضمن روايات الظهور ، غير أن هناك روايات تؤكد أن الصيحة ستكون في رمضان ،
    وهناك رواية تشير إلى التزامن بين ظهور المهدي وصيحة السماء ، وبأنها ستحدث مساء الخميس الثالث والعشرين من رمضان ((عن رواية للإمام محمد الباقر ، من أئمة الشيعة الإثني عشر)) ﴿٥٠ ١﴾ .
    وكما في رواية عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر -عليه السلام- إنه قال : -
    (( الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان ، لأن شهر رمضان شهرُ الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ، ثم قال ينادي مناد من السماء بإسم القائم ، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب ، لا يبقى راقد إلا استيقظ ، ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام عـــــــــلى رجليه ، فزعاً من ذلك الصـــــــوت ، فرحــــــــم الله من اعتبر بذلك الصوت ،
    فأجاب : فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين ، وقال -عليه السلام- الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ، ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تشكوا في ذلك وأسمعوا وأطيعوا ،
    وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير ، قد هوى في النار ، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان ، فلا تشكّوا فيه أنَّهُ صوت جبرائيل ، وعلامة ذلك أنَّهُ ينادي باسم القائم واسم أبيه -عليهما السلام- ، حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرّض أباها وأخاها على الخروج )) ، وقال : (( لا بدّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم ، صوت من السماء وهو صوت جبرائيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه ، والصوت الذي من الأرض هو صوت إبليس اللعين ، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً يريد بذلك الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأوَّل وإيّاكم والأخير إن تفتتنوا به ....)) والحديث طويل جداً ، سنتناول لاحقاً شيئاً منه ﴿١٥١﴾ ، وإذا كانت الجمعة هي ليلة ثلاث وعشرين ، فبالنتيجة تكون الجمعة التي تسبقها هي الخامسة عشرة ، وفي روايةٍ : -
    (( عن عبد الله بن سنان قال : كنت عند أبي عبد الله -عليه السلام - ، سمعت رجلاً من همدان يقول له : إن هؤلاء العامة ، يعيرونا ويقولون لنا : إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر ، وكان متكئاً فغضب وجلس ثم قال : لا ترووه عني وأرووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك ، أشهد أني قد سمعت أبي -عليه السلام- يقول : والله إن ذلك في كتاب الله ، لبيّن حيث يقول : [إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ] ، فلا يبقى في الأرض يومئذٍ أحد إلا خضع ، وذلتْ رقبتهُ لها ، فيؤمن أهل الأرض ، إذا سمعوا الصوت من السماء ، ألا إن الحق في علي بن أبي طالب -عليه السلام- وشيعته قال : فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى حتى يتوارى عن الأرض ثم ينادي ، ألا إن الحق في فلان بن فلان و شيعته ، فانه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه ، قال : فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق ، وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض ، والمرض والله عداوتنا ، فعند ذلك يتبرؤون منا ، و يتناولونا فيقولون : إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ، ثم تلا أبو عبد الله -عليه السلام- قول الله تعالى [وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ])) .
    وما زلنا عند ما قلناه من احتمال أن تكون الصيحة ، غير ما نحتمله ، أو أن تكون على شكل مفرداتٍ متعددة ، أي أن تكون صيحة الحقيقة ، وما ينادي به بعض رجال الدين ، في الفضائيات ، مقدمة وعتبة لصيحة جبرائيل ، المهم أنَّ علينا أن نستوعب دروس الماضي ، وابتلاءات الله ، فيما يسمَّى لدى الشيعة بالبداء ، وما أسميناه بالحكم السابق للحدث ، أو حكم الكتاب السماوي ، أي أنه تعالى يصرّف الأحداث وفقاً للكتاب السماوي ، فيما يخبرنا ، وفقاً لمشيئته باختبارنا ، أيْ أنَّ ما دوّن في الكتاب السماوي ، هو أنَّ مولد عيسى -ع- ، سيكون من بطن مريم -ع- ، التي تولد لعمران ، أمَّا الخبر الدنيوي ، فهو أن يولد عيسى النبي من ولد عمران ، دونما ذكر لمريم العذراء ، وبهذا يتمّ منهج التقية من خلال الكتاب الدنيوي والسماوي معاً ، أي أن منهج التقية استخدمته الكتب السماوية ، كما استخدمه الأنبياء والأولياء ،
    وبعد .. فماذا جاء في الكتاب المقدس من حديث عن علامات الظهور ، لإعلان دولة الخلافة الإلهية :-
    الاصحاح السادس من الرؤيا في النص (١٥و١٦ و١٧) : -
    ((وملوك الأرض والعظماء والاغنياء والامراء والاقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال .
    وهم يقولون للجبال والصخور أسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف .
    لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف )) .
    من هنا لاحظ التطابق بين الدعوة التي ذكرت في كتاب الفتن ، وما جاء في السفر ،
    (( ابتهجي جداً يا ابنة صهيون واهتفي يا ابنة اورشليم ، لأنّ ملكك مقبل إليك ، وهو عادلٌ ظافرٌ ولكنّهُ وديع )) . ﴿١٥٢﴾ ....
    وأنّه سيدخل القــدس ، وهو راكب حمار رمزاً للسلام ، وليس حصاناً رمزاً للحرب ، وإنّ نفوذهُ سيمتدُّ من البحر ومن نهر الفرات إلى نهـــاية الأرض )) ﴿١٥٣﴾ ،
    أَبَعْد كل هذه الأدلة ، نجد من يلُمْنا على تبني الروايات الشيعية ، وتقديمها على كل الروايات التي نقلتها بقية المذاهب ، فمُذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سَنةٍ ، يخبرُنا سفر زكريا عن مجيء رمز السلام من نهر الفرات إلى العالم ، ولا يسكن نهر الفرات غير الشيعة ، ولم يتحدث من أحدٍ عن خروجه قرب الفرات ، إلا الروايات الشيعية ، والتي أشارت لمقامٍ يبعُدُ عن نهر الفرات بأقل من [٢]كيلو متر ، يسمى بمسجد السهلة ﴿١٥٤﴾ ، والصورة أدناه توضح بُعد المسجد عن نهر الفرات : -

    (( صورة حيَّة ، مأخوذة عن موقع كوكل إريث العالمي عبر الأقمار الصناعية ))

    ويُعرف مسجد السهلة ، بمسجد القائم ، وقيل إنَّهُ أقام فيه [الإمام المهدي] ، فترة الغيبة الصُغرى ، وسيكون مقرّاً لهُ عند إعلان دولته المجيدة ،
    ومن ذلك المسجد الصغير إلى بيت المقدس في فلسطين ، ستكون الحدود الشمالية لدولته المظفرة ، والتي ستحكم العالم بأسره ،
    وبعد اطِّلاع سريع ، على سير الأحداث التي ستجري في يوم الظهور ، نرى التشابه الواضح بينه وبين يوم القيامة ، مع اختلافاتٍ تخص ما سيجري فيهما من أحداث ، فيوم الظهور يبدأ بصيحة من السماء ، والتي ذكرت بروايات لا حصر لها عن الفرق الشيعية ﴿١٥٥﴾ .
    أمّا يوم القيامة فيبدأ بالنفخ في الصور ، وتتسلسل الأحداث والمعاجز بعد ذلك ، حتى أنّنا لو لا علمنا السابق ، بأن يوم الظهور لابُدَّ من أن يسبق القيامة ، لمَا كان لدينا من دليل ، أيّ اليومين سنكون فيه ، يوم الظهور أو يوم القيامة ، وبذلك حُفظتْ الآيات التي تخص يوم الظهور ، في طيات يوم القيامة ، وبات للمنافقين والمداهنين للسلاطين ، أن يُفسِّروا ما جاء في يوم الظهور ، على أنَّها أحداث تخص يوم القيامة ، لأن يوم الظهور كان يُنغِّص عيش الحُكّام والسلاطين ، بما إنَّهُ سيأتي قبل يوم القيامة ، فهو ما يخشون وقوعه أولاً ، وهو ما قد يجعل الرعية ، تثور ضد الحُكام المفسدين ، طلباً لمجيء دولة العدل الإلهية ، ولنلاحظ أيضاً : -
    سفر الرؤيا الاصحاح الأول النصوص من : (١٢–١٦) .
    فالتفتُّ لأنظر الصوت الذي تكلم معي ولمّا التفت رأيت سبع مناير من ذهب .
    وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب إلى الرجلين ومتمنطقاً (*) عند ثدييه بمنطقة من ذهب .
    وأمَّا رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الابيض كالثلج وعيناه كلهيب نار .
    ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في اتون وصوته كصوت مياه كثيرة .
    ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها .
    والروايات الشيعية ، تخبرنا ، بأن القائم سيخرج حاملاً سيف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) ، المعروف بذي الفقار ، وهو ما ورد بالنص أعلاه (وسيف ماض ذو حدين) ،
    وقد يبرر لنا هذا النص ، الهجوم المتوالي للنواصب على مراقد أئمة الهدى السبعة ، الموجودة في العراق ( اِثنين منها في سامراء ، واِثنين في بغداد ، وواحد في النجف الأشرف وواحد في كربلاء المقدسة ) أمّا السابع ، فهو إمّا أن يكون مرقد العباس بن أبي طالب (ع) ، وهذا إذا كانت الإشارة إلى منائر الذهب ، أو لربما إلى الإمام المهدي ، إذا كانت الإشارة للأئمة ، أو كما يصورهم في نصٍ آخر كملائكة ، ويعني أنهم يبدون كأنهم ملائكة ، بنورهم وعلوّ منزلتهم ،
    والغاية من تلك الهجمات المتكررة ، طمس آثار المراقد ، بما أنهم غير قادرين على تحريف الكتاب المقدس ، (وهذا ما سنبحثه في الجزء الثاني) ،
    وكان حُكام الدولة العباسية يؤمنون بما لا يقبل الشك ، أن الإمام الثاني عشر ، المعروف لدى الشيعة بالإمام المهدي المنتظر ، سيأتي مُتسلّماً سلطته في حكم العالم ، وسيطيح بحُكام العرب وولاتهِم ، في أوَّل أيام تسلمهُ الحكم ، لذلك كان الرصد لمجيئه بمستوى عالٍ من التوجِّس والحيطة ، وتم الاتفاق على اغتيال الإمام الثاني عشر في السنين الأولى من عمره ، خصوصاً بعد وفاة أبيه ، والتعرف إلى وجوده ، إثر قيامه بالصــلاة أمام نعش أبيه (عليهما السلام) ، ومنعه لعمه المعروف بــ(جعفر) ، من أن يُصلي على أخيه ، وبعد هذا ، حدث ما يسمى لدى الشيعة بالغيبة الصغرى ، والتي استمرَّت ما يقرب من أربعين سنة ، أو ما يقرب من سبعين سنة ، أي من وفاة العسكري إلى وفاة السفير الرابع ، حتى جاءت الغيبة الكبرى ، التي مازالت ليومنا هذا ، وستنتهي بالصيحة وظـــــــــــــــــــهوره المبارك الشريف ، وقد تسأل في نهاية حديثنا عن الصيحة ، كيف نؤمن أن الصيحة خطوة من خطوات الوصول إلى دولة العدل الإلهية ، والتي تأسست قبل هبوط آدم للأرض ، في حين أنها علامة دنيوية في آخر الزمان ،
    والجواب كررناه مراراً ، من أن هذه الخطوات هي إلهية اليوم ، فعليك أن تؤمن بهذه الخطوات أولاً ، (وفي الجزء الثاني من هذه الجمهورية ، سنكمل حديثنا عن الصيحة ، بشكل أكثر تفصيلاً ، وأكثر تناولاً لما جاء في الكتاب المقدس بعهده القديم والجديد)..
    .................................................. .................................................. ........................
    ﴿١٤٥﴾ - سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي الأصحاح الرابع عشر [ ١٤ / ٦ ] إلى [ ١٢ ] .
    ﴿١٤٦﴾ - كنز العمال": (( عن ابن مسعود قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثّروا أنفسكم وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا ، وقولوا سبحان القدوس ، سبحان القدوس ربنا القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ، ومن لم يفعل هلك )) .
    ﴿١٤٧﴾ - الغيبة للطوسي ص [ ٤٣٩] .
    ﴿١٤٨﴾ - عقد الدرر للمقدسي الشافعي : [١٠٢] .
    ﴿١٤٩﴾ - أخرجه نعيم بن حماد ، في كتاب الفتن عن ابن مسعود ، وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف لأنه خلط بعد احتراق كتبه ، وفيه عبد الوهاب بن حسين وهو مجهول ؛ كما قال الحاكم وابن حجر ، وفيه محمد بن ثابت البناني ، وهو معدود في المجروحين والضعفاء عند ابن حبان وابن عدي ، وفيه الحارث الأعور الهمداني وهو من الكذابين ؛ كما قال الشعبي وأبو حاتم وابن المديني ، وقال أبو زرعة : لا يحتج به .
    ﴿١٥٠﴾ – مكتبة الصدوق - طهران - ص [٢٥٤ –٢٦٣] ، وفي دار اليحيى - بيروت التراث العربي .
    ﴿١٥١﴾ - غيبة النعماني ص [١٧٠] ، بحار الأنوار ج {٥٢} ص [٢٣١] النجم الثاقب ج {١} ص[١٢٦] ، تاريخ ما بعد الظهور ص [١٢٥] .
    ﴿١٥٢﴾ - سفر زكريا ، الإصحاح التاسع ، [ ١٢-١٣ ] .
    ﴿١٥٣﴾ - سفر زكريا – [ ٩\٩-١٠ ] .
    ﴿١٥٤﴾ - وذكر أن هذا المسجد مرّ به خمسة أنبياء ، وهم ( إدريس وهود وصالح وإبراهيم الخليل والخضر ) ، وثلاثة من أئمة الشيعة الإثني عشر ، لكنّهُ عرف على أنه مقام الإمام المهدي ـ عج - ، وهو أحد الأماكن المتوقع ظهوره فيها ، أو سكنه فيها لمدة معينة من الزمن ، وكذلك هي مكان لتوكيل أنصاره .
    ﴿١٥٥﴾ - إن أبا جعفر كان يقول : (خروج السفياني من المحتوم والنداء من المحتوم) (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص [٤٣٥] .
    ...(ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم : ألا إن الحق في علي وشيعته...) (كتاب الغيبة للشيخ الطوسي: ص [٤٣٥] - [٤٣٧] ).
    وفي رواية ثانية قال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله : (ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء ... قلت : بم ينادى ؟ قال : باسمه واسم أبيه ، ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وطيعوه ، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة) (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني : ص [٣٠١] ) .
    (*) - ومتمنطقاً – تعني جَعَلَ منطقة الصدر من الذهب ، أي إن الدّرع الذي في صدره من ذهب . .


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X