إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعض أحوال الإمام السجاد عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعض أحوال الإمام السجاد عليه السلام


    قال الباقر (عليه السلام) : كان علي بن الحسين (عليه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، كما كان يفعل أمير المؤمنين (عليه السلام) ..كانت له خمسمائة نخلة ، فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين ، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر ، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عز وجل ، وكان يصلي صلاة مودّع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا .
    ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوّه حتى فرغ من صلاته ، فسأله بعض أصحابه عن ذلك ، فقال :
    ويحك !.. أتدري بين يدي من كنت ؟.. إن العبد لا تُقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه ، فقال الرجل : هلكنا !.. فقال : كلا ، إن الله عز وجل متممٌ ذلك بالنوافل .
    وكان
    (عليه السلام) ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره ، وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ، ثم يُناول من يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه ، فلما توفي(عليه السلام) فقدوا ذلك ، فعلموا أنه كان علي بن الحسين (عليه السلام) .
    ولما وُضع
    (عليه السلام) على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين .. ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز ّ، فتعرّض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه ، وكان يشتري الخزّ في الشتاء وإذا جاء الصيف باعه فتصدّق بثمنه .
    ولقد نظر
    (عليه السلام) يوم عرفة إلى قومٍ يسألون الناس ، فقال : ويحكم !.. أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم ، إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا .
    ولقد كان
    (عليه السلام) يأبى أن يواكل أمه ، فقيل له يا ابن رسول الله!.. أنت أبرّ الناس وأوصلهم للرحم ، فكيف لا تواكل أمك ؟.. فقال : إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه ، ولقد قال له رجل :
    يا بن رسول الله !.. إني لأحبك في الله حبا شديدا ، فقال: اللهّم إني أعوذ بك أن أُحب فيك وأنت لي مبغض.
    ولقد حجّ على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط ، فلما نفقت ( أي ماتت ) أمر بدفنها لئلا يأكلها السباع .
    ولقد سُئلت عنه مولاةٌ له ، فقالت : أُطنب أوأختصر ؟.. فقيل لها :
    بل اختصري ، فقالت : ما أتيته بطعامٍ نهاراً قط ، وما فرشت له فراشا بليل قط ، ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم ، فقال لهم : إن كنتم صادقين فغفر الله لي ، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم .
    وكان
    (عليه السلام) إذا جاءه طالبُ علم فقال : مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) .. ثم يقول : إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الأرض ، إلا سبّحت له إلى الأرضين السابعة .
    ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة ، وكان يُعجبه أن يحضر طعامَه اليتامى ، والأضرّاء ، والزمنى ، والمساكين الذين لا حيلة لهم ، وكان يناولهم بيده ، ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه ، وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله ، ولقد كان تسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته ، وكان يجمعها فلما مات دفنت معه .
    ولقد بكى على أبيه الحسين
    (عليه السلام) عشرين سنة ، ما وُضع بين يديه طعامٌ إلا بكى ، حتى قال له مولىً له : يا بن رسول الله!.. أما آن لحزنك أن ينقضي ؟.. فقال له :
    ويحك !.. إن يعقوب النبي
    (عليه السلام) كان له إثنى عشر ابنا فغيّب الله عنه واحدا منهم ، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه ، وشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغمّ ، وكان ابنه حيّا في الدنيا ، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي ، فكيف ينقضي حزني ؟!..

    المصدر: الخصال 2/100






المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X