يحرص بعض المؤمنين ومن أكثر من محافظة على الإنطلاق مشياً على الأقدام لزيارة أبي عبدالله الحسين ؏ في الأربعين من منطقة رأس البيشة ، وهي أقصى نقطة في خارطة العراق جنوباً وعلى الحدود البحرية منها .. ولا ريب أنّ لهذا الأمر دلالات نحاول البحث عنها هنا ان شاء الله تعالى :
١. فرط الحب في القلب يستدعي صاحبه الى زيادة التعبير الخارجي عنه وترجمة التودد الجوانحي الى جوارحي للتخفيف على الفؤاد ، لأنه مؤذي .. وأكثر المشاعر الوجدانية هكذا ، فالحزن يحتاج الى دموع او صياح .. للتخفيف عنه ، والفرح الى ضحك او قفز في الهواء .. ومنها الحب عندما يصل الى مستويات عالية كالعشق والهيام ..
وعليه : فالماشي الى الحسين ؏ يجد أن المسافة بين بيته ومرقده لا تفي بمقدار المودة التي يضمرها بداخله لإمامه وقرة عينه ، فيختار مسافة أبعد .
٢. البعض يعشق الأرقام القياسية كما يقال ولكن ليس في الأمور الحياتية وانما في الشؤون العبادية والاعتقادية ، فيشعر بالتقصير ما دام هناك سعة في التقرب والعبادة حتى يصل الى حد يعتذر لنفسه به قبل أن يعتذر لمن يريد أن يتقرب له ، قال تعالى ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ، وقال تعالى ( خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) .
٣. في الأمر تعزيز لفكرة وشعيرة المشي الى زيارة الحسين ؏ ونوع من الجواب الرادع للمحاولات التي قد تستهدف النيل منها او توهينها ان وجدت الآن أو في قادم الزمان ، وهكذا ردود وأجوبة كانت وراء تعظيم جملة من الشعائر الدينية والمذهبية لمن استقرء حالها تاريخياً ، قال تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) ال عمران٠١٧٣
٤. فيها تعظيم للجانب الشعائري من جهة والإعلامي من جهة أخرى ، فالعالم اليوم يهتم بهكذا نشاطات وفعاليات ويلتفت اليها ، فهو مغرم بكل ما هو جديد او غريب او مميز . فيحصل الغرض من هذه الناحية وهو الإحياء لأمر الدين والمذهب عامة ولمظلومية أهل البيت ؏ خاصة ، قال تعالى ( ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج ٣٢.
٥. فيها رسالة واضحة الى أن كربلاء ينبغي ان تتسع باتساع اهدافها الإنسانية واغراضها الالهية ، وأن الشعائر من أدوات هذا الانتشار ومن مقدماته ، فهي رُسل هذه القضية المباركة والقائمون عليها هم سفراءها ..
ويمكن لكم ان تزيدوا وتفيدوا ..
#على_خطى_زينب
تعليق