إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دخلتْ قافلةُ السَّبايَا مدينةَ دمشقَ:-

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دخلتْ قافلةُ السَّبايَا مدينةَ دمشقَ:-

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ


    قالَ أربابُ المقاتلِ في الحوادثِ الّتي جرَتْ في طريقِ الشَّامِ على السَّبايَا منْهَا أنَّهُم لمَّا وصلوا إلَى جبلِ جوشنٍ {جبلٌ مُطِلٌ علَى حلبٍ في غربِها ، وفي سَفَحِهِ مقابرٌ ومشاهدٌ للشِّيعَةِ} ، بالسَّبي أسقطَتْ زوجةُ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) ولداً كانتْ قدٍ سَمَتُهُ مُحسناً ، فدفنوهُ هُناكَ ، ولمَّا وصلوا إلَى دمشقَ الشَّامِ وكانَ اليومُ الأوَّلُ منْ شَهرِ صَفرٍ ،ذكرَ البَهائيُّ في كتابِهِ الكَاملِ ، قالَ : أوقفوا أهل البيت "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم" على باب الشام ثلاثة أيام، حتَّى يُزيّنوا البلد، فزيَّنوها بكلّ حليّ و زينة،
    ثُمَّ استقبلهم أهل الشام مِن الرجال و النساء مَع الدُفوف، و خرجَ أُمراءُ الناس مَع الطُبول و الصُنوج و البُوقات،
    فلمَّا ارتفعَ النهار أدخلوا الرُؤوسَ إلى البلد، و مِن ورائها الحَرَم الأسارى مِن أهْل البيت."صلوات الله و سلامه عليهم ، وكان يزيد جالساً في منظره على جيرون، ولمّا رأى السّبايا والرؤوس على أطراف الرماح، وقد أشرفوا على ثنية جيرون { بناء عند باب دمشق من بناء سليمان بن داود (عَلَيْهِ السَّلامُ)}، نعب غرابٌ فأنشأ يزيد يقول: ،كان يزيد على سطح قصره فلاحت له الرؤوس والسبايا أنشأ قائلاً:
    لمَّا بَدَتْ تلك الحُمُولُ وأشرقت........... تلك الشُّمُوسُ على رُبَا جَيْرُونِ
    . فلقد قَضَيْتُ مِنَ الغريمِ دُيُوني ……. نَعَبَ الْغُرَابُ فَقُلْتُ صِحْ أَوْلاَ تَصِحْ

    وفي البحار قال السيد رحمه‌ الله: ، قَالَ اَلرَّاوِي: وَ سَارَ اَلْقَوْمُ بِرَأْسِ اَلْحُسَيْنِ وَ نِسَائِهِ وَ اَلْأَسْرَى مِنْ رْجَالِهِ فَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ دِمَشْقَ دَنَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ مِنْ شِمْرٍ وَ كَانَ مِنْ جُمْلَتِهِمْ فَقَالَتْ لَهُ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ فَقَالَ مَا حَاجَتُكِ قَالَتْ إِذَا دَخَلْتَ بِنَا اَلْبَلَدَ فَاحْمِلْنَا فِي دَرْبٍ قَلِيلِ اَلنَّظَّارَةِ وَ تَقَدَّمْ إِلَيْهِمْ أَنْ يُخْرِجُوا هَذِهِ اَلرُّءُوسَ مِنْ بَيْنِ اَلْمَحَامِلِ - وَ يُنَحُّونَا عَنْهَا فَقَدْ خُزِينَا مِنْ كَثْرَةِ اَلنَّظَرِ إِلَيْنَا وَ نَحْنُ فِي هَذِهِ اَلْحَالِ فَأَمَرَ فِي جَوَابِ سُؤَالِهَا أَنْ يُجْعَلَ اَلرُّءُوسُ عَلَى اَلرِّمَاحِ فِي أَوْسَاطِ اَلْمَحَامِلِ بَغْياً مِنْهُ وَ كُفْراً وَ سَلَكَ بِهِمْ بَيْنَ اَلنُّظَّارِ عَلَى تِلْكَ اَلصِّفَةِ حَتَّى أَتَى بِهِمْ بَابَ دِمَشْقَ فَوَقَفُوا عَلَى دَرَجِ بَابِ اَلْمَسْجِدِ اَلْجَامِعِ حَيْثُ يُقَامُ اَلسَّبْيُ . اللهوف ج1 ص174.
    قال المجلسيّ في البحار:
    إنَّ سَهلَ بنَ سَعدٍ قال : خَرَجتُ إلى بَيتِ المَقدِسِ حَتّى تَوَسَّطتُ الشّامَ ، فَإِذا أنَا بِمَدينَةٍ مُطَّرِدَةِ الأَنهارِ كَثيرَةِ الأَشجارِ ، قَد عَلَّقُوا السُّتورَ وَالحُجُبَ وَالدّيباجَ ، وهُم فَرِحونَ مُستَبشِرونَ ، وعِندَهُم نِساءٌ يَلعَبنَ بِالدُّفوفِ وَالطُّبولِ ، فَقُلتُ في نَفسي : لَعَلِّ لِأَهلِ الشّامِ عيداً لا نَعرِفُهُ نَحنُ ، فَرَأَيتُ قَوماً يَتَحَدَّثونَ ، فَقُلتُ : يا هؤُلاءِ ! ألَكُم بِالشّامِ عيدٌ لا نَعرِفُهُ نَحنُ ؟ ! قالوا : يا شَيخُ ! نَراكَ غَريباً . فَقُلتُ : أنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ ، قَد رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله وحَمَلتُ حَديثَهُ . فَقالوا : يا سَهلُ ! ما أعجَبَكَ السَّماءُ لا تَمطُرُ دَماً ! وَالأَرضُ لا تَخسِفُ بِأَهلِها ! قُلتُ : ولِمَ ذاكَ ؟ فَقالوا هذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام عِترَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، يُهدى مِن أرضِ العِراقِ إلَى الشّامِ ، وسَيَأتِي الآنَ . قُلتُ : وا عَجَباه ! يُهدى رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وَالنّاسُ يَفرَحونَ ؟ ! فَمِن أيِّ بابٍ يُدخَلُ ؟ فَأَشاروا إلى بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ السّاعاتِ ، فَسِرتُ نَحوَ البابِ ، فَبَينَما أنَا هُنالِكَ ، إذ جاءَتِ الرّاياتُ يَتلو بَعضُها بَعضاً ، وإذا أنَا بِفارِسٍ بِيَدِهِ رُمحٌ مَنزوعُ السِّنانِ ، وعَلَيهِ رَأسُ مَن أشبَهُ النّاسِ وَجهاً بِرَسولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) ، وإذا بِنِسوَةٍ مِن وَرائِهِ عَلى جِمالٍ بِغَيرِ وِطاءٍ . فَدَنَوتُ مِن إحداهُنَّ فَقُلتُ لَها : يا جارِيَةُ مَن أنتِ ؟ فَقالَت : سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ . فَقُلتُ لَها : ألَكِ حاجَةٌ إلَيَّ ؟ فَأَنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ مِمَّن رَآى جَدَّكِ وسَمِعَ حَديثَهُ . قالَت : يا سَهلُ ! قُل لِصاحِبِ الرَّأسِ أن يَتَقَدَّمَ بِالرَّأسِ أمامَنا ، حَتّى يَشتَغِلَ النّاسُ بِالنَّظَرِ إلَيهِ فَلا يَنظُرونَ إلَينا ، فَنَحنُ حَرَمُ رَسولِ اللَّهِ . قالَ : فَدَنَوتُ مِن صاحِبِ الرَّأسِ وقُلتُ لَهُ : هَل لَكَ أن تَقضِيَ حاجَتي وتَأخُذَ مِنّي أربَعَمِئَةِ دينارٍ ؟ ! قالَ : و ما هِيَ ؟ قُلتُ : تَقَدَّم بِالرَّأسِ أمامَ الحَرَمِ . فَفَعَلَ ذلِكَ وَدَفعتُ لَهُ ما وَعَدتُهُ . بحار الأنوار ، ج ٤٥ ، ص127.
    دخلتْ قافلةُ السَّبايَا مدينةَ دمشقَ في الأوَّلِ منْ شهرِ صِفرِ عام (61 هـ)، وكانَ يزيدُ قدْ أمرَ بتزيينِ المَدينةِ، وأمرَ كذلكَ بتسييرِ الرَّاقصاتِ في الشَّوارِعِ وهُنَّ يرقصْنُ علَى أنغَامِ الطِّبولِ، إبتهاجاً بقتلِ إبنِ بنتِ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه)
    فَجيءَ برؤوسِ الشُّهداءِ يَتَقدَّمُهَا رأسُ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلامُ) إلَى بلاطِ يزيد، فأُدخلَتْ عليهِ، وكانَ بيدِهِ قضيبٌ، فأخذَ يضربُ بِهِ فَمَ الإمامِ الحُسينِ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، ويُردِّدُ الأبياتَ الآتيةِ:
    لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ شَهِدُوا **** جزعَ الخَزْرجِ مِن وقعِ الأَسَلْ
    لَأَهَلُّوا وَ اِسْتَهَلُّوا فَرَحاً *********** ثُمَّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لاَ تُشَلَّ
    قَدْ قَتَلْنَا اَلْقَوْمَ مِنْ سَادَاتِهِمْ*********** وَ عَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلَ
    لَعِبَتْ هَاشِمٌ بِالْمُلْكِ فَلاَ ********** خَبَرٌ جَاءَ وَ لاَ وَحْيٌ نَزَلَ
    لَسْتُ مِنْ خِنْدِفَ إِنْ لَمْ أَنْتَقِمْ ***** مِنْ بَنِي أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلَ
    وقدْ رافقَ وصولَ سبايَا آلِ البيتِ (عَلَيْهِم السَّلامُ) إلَى دمشقَ أيضاً حملةٌ إعلاميَّةٌ مُضلِّلةٌ، تقولُ: إنَّ أولئكَ السَّبايَا خرجوا علَى الخليفَةِ الشَّرعيِّ يزيد، فقتَلَهُم، وجيءَ بنسائِهِم وأطفالِهِم، وأشاعوا ذلكَ بينَ النَّاسِ، وأمرُوهُم بإظهارِ الزِّينَةِ والفَرَحِ
    وفي مجلسِ يزيدَ، أُوقفَ الإمامُ زينُ العابدينَ (عَلَيْهِ السَّلامُ) معَ السَّبايَا بينَ يدي يزيدَ
    فقالَ لَهُ يزيدُ: أرادَ أبوكَ وَجَدُّك أنْ يكونَا أميرينِ، فالحمدُ للهِ الّذي أذلَّهُما، وسَفَك دِماءَهُما
    فقالَ الإمامُ زينُ العابدينَ (عَلَيْهِ السَّلامُ): ( يَا ابْنَ مُعاوية وهندٍ وصَخر، لَمْ يزل آبائي وأجْدَادي فِيهم الإمرة من قبل أن تولد
    ولقدْ كانَ جَدِّي عليُ بنُ أبي طالبٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ) يومَ بدرٍ وأُحدٍ والأحزابِ في يدِهِ رايةَ رسولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) ، وأبوكَ وجَدُّكَ في أيديهِمَا راياتَ الكُّفارِ
    وَيلكَ يا يزيدَ، إنَّكَ لو تدري مَا صَنَعْت، ومَا الّذي إرتكبَتَ منْ أبي، وأهلِ بيتي، وأخي، وعُمُومتي، إذاً لَهَربْتَ في الجِبالِ، وفرشتَ الرَمادَ، فأبشِرْ بالخِزي والنَّدامة غداً، إذا جُمع النَّاس ليوم لا رَيْبَ فيه ).
    ثم قالَ الإمام زين العابدين (عَلَيْهِ السَّلامُ) ليزيد: (يَا يَزِيدُ ! ائْذَنْ لِي حَتَّى أَصْعَدَ هَذِهِ الْأَعْوَادَ فَأَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ للهِ فِيهِنَّ رِضاً وَلِهَؤُلَاءِ الجُلَسَاءِ فِيهِنَّ أَجْرٌ وَثَوَابٌ )، بحار الأنوار ، ج 45 ، ص 137.
    فأبَى يزيد، وألحَّ الناس عليه، فما زالوا به حتى أذن له
    فقالَ الإمامُ زينُ العابدينَ (عليهما السلام): (الحمدُ لله الَّذي لا بِدايَة له..)
    إلى أنْ قالَ الإمامُ (عَلَيْهِ السَّلامُ):
    أَيُّهَا النَّاسُ ! أُعْطِينَا سِتًّا وَفُضِّلْنَا بِسَبْع:
    أُعْطِينَا الْعِلْمَ ، وَالْحِلْمَ ، وَالسَّمَاحَةَ ، وَالْفَصَاحَةَ ، وَالشَّجَاعَةَ ، وَالمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ ، وَفُضِّلْنَا بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ المُخْتَارَ مُحَمَّداً ، وَمِنَّا الصِّدِّيقُ ، وَمِنَّا الطَّيَّارُ ، وَمِنَّا أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ ، وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّة ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَنَسَبِي .
    أَيُّهَا النَّاسُ ! أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَمِنَى ، أَنَا ابْنُ زَمْزَمَ وَالصَّفَا ، أَنَا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرَافِ الرِّدَا ، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ ائْتَزَرَ وَارْتَدَى ، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ انْتَعَلَ وَاحْتَفَى ، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ طَافَ وَسَعَى ، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ حَجَّ وَلَبَّى ،
    أَنَا ابْنُ مَنْ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فِي الهَوَاءِ ، أَنَا ابْنُ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الْأَقْصَى ، أَنَا ابْنُ مَنْ بَلَغَ بِهِ جَبْرَئِيلُ إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى ، أَنَا ابْنُ مَنْ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ، أَنَا ابْنُ مَنْ صَلَّى بِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ ، أَنَا ابْنُ مَنْ أَوْحَى إِلَيْهِ الجَلِيلُ مَا أَوْحَى ، أَنَا ابْنُ مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى ، أَنَا ابْنُ عَلِيٍّ المُرْتَضَى ، أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الْخَلْقِ حَتَّى قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
    أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ بِسَيْفَيْنِ ، وَطَعَنَ بِرُمْحَيْنِ ، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ ، وَبَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ ، وَقَاتَلَ بِبَدْرٍ وَحُنَيْنٍ ، وَلَمْ يَكْفُرْ بِاللهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ .
    أَنَا ابْنُ صَالِحِ المُؤْمِنِينَ ، وَوَارِثِ النَّبِيِّينَ ، وَقَامِعِ المُلْحِدِينَ ، وَيَعْسُوبِ المُسْلِمِينَ ، وَنُورِ المُجَاهِدِينَ ، وَزَيْنِ الْعَابِدِينَ ، وَتَاجِ الْبَكَّائِينَ ، وَأَصْبَرِ الصَّابِرِينَ ، وَأَفْضَلِ الْقَائِمِينَ مِنْ آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَنَا ابْنُ المُؤَيَّدِ بِجَبْرَئِيلَ ، المَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ ، أَنَا ابْنُ المُحَامِي عَنْ حَرَمِ المُسْلِمِينَ ، وَقَاتِلِ المَارِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ ، وَالمُجَاهِدِ أَعْدَاءَهُ النَّاصِبِينَ ، وَأَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ أَجْمَعِينَ ، وَأَوَّلِ مَنْ أَجَابَ وَاسْتَجَابَ للهِ وَلِرَسُولِهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ ، وَأَوَّلِ السَّابِقِينَ ، وَقَاصِمِ المُعْتَدِينَ ، وَمُبِيدِ المُشْرِكِينَ ، وَسَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اللهِ عَلَى المُنَافِقِينَ ، وَلِسَانِ حِكْمَةِ الْعَابِدِينَ ، وَنَاصِرِ دِينِ اللهِ ، وَوَلِيِّ أَمْرِ اللهِ ، وَبُسْتَانِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ ، سَمِحٌ ، سَخِيٌّ ، بَهِيٌّ ، بُهْلُولٌ ، زَكِيٌّ ، أَبْطَحِيٌّ ، رَضِيٌّ ، مِقْدَامٌ ، هُمَامٌ ، صَابِرٌ ، صَوَّامٌ ، مُهَذَّبٌ ، قَوَّامٌ ، قَاطِعُ الْأَصْلَابِ ، وَمُفَرِّقُ الْأَحْزَابِ ، أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً ، وَأَثْبَتُهُمْ جَنَاناً ، وَأَمْضَاهُمْ عَزِيمَةً ، وَأَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً ، أَسَدٌ ، بَاسِلٌ ، يَطْحَنُهُمْ فِي الْحُرُوبِ إِذَا ازْدَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ وَقَرُبَتِ الْأَعِنَّةُ
    طَحْنَ الرَّحَى ، وَيَذْرُوهُمْ فِيهَا ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمِ ، لَيْثُ الْحِجَازِ ، وَكَبْشُ الْعِرَاقِ ، مَكِّيٌّ ، مَدَنِيٌّ ، خَيْفِيٌّ ، عَقَبِيٌّ ، بَدْرِيٌّ ، أُحُدِيٌّ ، شَجَرِيٌّ ، مُهَاجِرِيٌّ ، مِنَ الْعَرَبِ سَيِّدُهَا ، وَمِنَ الْوَغَى لَيْثُهَا ، وَارِثُ المَشْعَرَيْنِ ، وَأَبُو السِّبْطَيْنِ : الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ ، ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب

    ثُمَّ قَالَ : أَنَا ابْنُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ أَنَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسَاء ...
    فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ : أَنَا أَنَا ؛ حَتَّى ضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ ، وَخَشِيَ يَزِيدُ - لَعَنَهُ اللهُ - أَنْ يَكُونَ فِتْنَةٌ ؛ فَأَمَرَ المُؤَذِّنَ فَقَطَعَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ ، فَلَمَّا قَالَ المُؤَذِّنُ : اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ؛ قَالَ عَلِيٌّ : لَا شَيْءَ أَكْبَرُ مِنَ اللهِ . فَلَمَّا قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ؛ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ : شَهِدَ بِهَا شَعْرِي وَبَشَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي . فَلَمَّا قَالَ المُؤَذِّنُ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ؛ الْتَفَتَ مِنْ فَوْقِ المِنْبَرِ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ : مُحَمَّدٌ هَذَا جَدِّي أَمْ جَدُّكَ يَا يَزِيدُ ؟ فَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدُّكَ فَقَدْ كَذَبْتَ وَكَفَرْتَ ، وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدِّي فَلِمَ قَتَلْتَ عِتْرَتَهُ ؟ قَالَ : وَفَرَغَ المُؤَذِّنُ مِنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ ، وَتَقَدَّمَ يَزِيدُ فَصَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ )، بحار الأنوار ، ج 45 ، ص140-141+ ناسخ التواريخ ، ج 2 في حياة الإمام زين العابدين ص 241.
    أمَّا زينبُ (عَلَيْهِا السَّلامُ)، فقدْ روَى المؤرخونَ أنَّهَا ألقَتْ خُطبَةً طويلَةً في البِلاطِ ، أخْزَتْ فيها يزيد والنظام الأموي، وقد جاء فيها: (أَ ظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حَيْثُ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ اَلْأَرْضِ وَ آفَاقَ اَلسَّمَاءِ فَأَصْبَحْنَا نُسَاقُ كَمَا تُسَاقُ اَلْأُسَرَاءُ أَنَّ بِنَا هَوَاناً عَلَيْهِ وَ بِكَ عَلَيْهِ كَرَامَةً وَ أَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِنْدَهُ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَ نَظَرْتَ فِي عِطْفِكَ جَذْلاَنَ مَسْرُوراً حَيْثُ رَأَيْتَ اَلدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْثِقَةً وَ اَلْأُمُورَ مُتَّسِقَةً وَ حِينَ صَفَا لَكَ مُلْكُنَا وَ سُلْطَانُنَا فَمَهْلاً مَهْلاً أَ نَسِيتَ قَوْلَ اَللَّهِ تَعَالَى « وَ لاٰ يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمٰا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدٰادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ مُهِينٌ » أَ مِنَ اَلْعَدْلِ يَا اِبْنَ اَلطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَ إِمَاءَكَ وَ سَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَبَايَا.................................................. ....
    وَ حَسْبُكَ بِاللَّهِ حَاكِماً وَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَصِيماً وَ بِجَبْرَئِيلَ ظَهِيراً وَ سَيَعْلَمُ مَنْ سَوَّلَ لَكَ وَ مَكَّنَكَ مِنْ رِقَابِ اَلْمُسْلِمِينَ « بِئْسَ لِلظّٰالِمِينَ بَدَلاً » وَ أَيُّكُمْ« شَرٌّ مَكٰاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً » وَ لَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ اَلدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ إِنِّي لَأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ وَ أَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ وَ أَسْتَكْثِرُ تَوْبِيخَكَ لَكِنَّ اَلْعُيُونَ عبْرَى وَ اَلصُّدُورَ حَرَّى أَلاَ فَالْعَجَبُ كُلُّ اَلْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اَللَّهِ اَلنُّجَبَاءِ بِحِزْبِ اَلشَّيْطَانِ اَلطُّلَقَاءِ فَهَذِهِ اَلْأَيْدِي تَنْطِفُ مِنْ دِمَائِنَا وَ اَلْأَفْوَاهُ تَتَحَلَّبُ مِنْ لُحُومِنَا - وَ تِلْكَ اَلْجُثَثُ اَلطَّوَاهِرُ اَلزَّوَاكِي تَنْتَابُهَا اَلْعَوَاسِلُ وَ تُعَفِّرُهَا أُمَّهَاتُ اَلْفَرَاعِلِ وَ لَئِنِ اِتَّخَذْتَنَا مَغْنَماً لَتَجِدَنَّا وَشِيكاً مَغْرَماً حِينَ لاَ تَجِدُ إِلاَّ مَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ « وَ مٰا رَبُّكَ بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ » فَإِلَى اَللَّهِ اَلْمُشْتَكَى وَ عَلَيْهِ اَلْمُعَوَّلُ فَكِدْ كَيْدَكَ وَ اِسْعَ سَعْيَكَ وَ نَاصِبْ جُهْدَكَ فَوَ اَللَّهِ لاَ تَمْحُو ذِكْرَنَا وَ لاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا وَ لاَ تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَ لاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا وَ هَلْ رَأْيُكَ إِلاَّ فَنَدٌ وَ أَيَّامُكَ إِلاَّ عَدَدٌ وَ جَمْعُكَ إِلاَّ بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي اَلْمُنَادِي« أَلاٰ لَعْنَةُ اَللّٰهِ عَلَى اَلظّٰالِمِينَ )، اللهوف ، ج1، ص174.
    بقيَ الإمام زين العابدين (عَلَيْهِ السَّلامُ)، وعمَّته زينب (عَلَيْهِا السَّلامُ)، وباقي السبايا، فترةً في الشام، ثم سَلَكوا طريق العودة إلى المدينة، واتَّخذَتْ رؤوسُ الشهداء طَريقَها إلى كربلاء، لِترقُدَ إلى جِوار الأجساد. مقتل الحسين للمقرم ،ص 442 و 443.أعظمَ اللهُ لكمُ الأجرَ.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X