بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال : ( كأني بأوصالي هذي تقطعها عسلان الفلوات ما بين النواويس وكربلاء فيملأن منّي أكراشاً جوفاً ، وأجربة سغباً لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت نصير على بلائه ويوفينا أجر الصابرين ) . (1) .
ومعنى قول الإمام الحسين (عليه السلام) لغةً هو :
العسلان : و الذئب أو الفرس يعسل عسلا وعسلانا : اضطرب في عدوه وهز رأسه . (2) .
الفلوات : جمع الفلاة : الأرض الشاسعة المقفرة ، الصحراء ، البيداء . (3) .
الأكراش واحدها الكرش لكل مجتر : بمنزلة المعدة للإنسان . (4) .
الجوفا : والأجوفان : البطن والفرج لاتساع أجوافهما . أبو عبيد في قوله في الحديث : لا تنسوا الجوف وما وعى أي ما يدخل فيه من الطعام والشراب . (5) .
(أجربة سغبا) : أجربة جمع جراب كأغلمة وغلام ، والمراد به البطن مجازا ، وسغبا بضمتين جمع سغبى من السغب وهو الجوع . (6) .
والسؤال هو : لماذا شبه الإمام الحسين (عليه السلام) أعدائه بالذئاب ؟؟؟
الجواب : يمكننا - ولو على نحو الاحتمال - أن نعرف سبب تشبيه الإمام الحسين (عليه السلام) قتلته من بني أمية لعنهم الله تعالى بالذئاب الحيوانية إذا عرفنا ما قاله العلماء عن أبرز صفات الذئاب الحيوانية المعروفة علميًا (7) فمن صفاتها هو :
1 - تتعامل الذئاب فيما بينها بما يُعرف بنظام الطبقات ، حيث يوجد من بينها سادة وأتباع وتتنافس الذئاب فيما بينها ... وعلى الذئاب المنهزمة أن تُعلن الخضوع للذئب القائد .
2 -يستخدم مكره ودهائه في إعداد الخطط للهجوم على الفرائس وصيدها .
3 - يعاف (أي تترك الذئاب) أكل الجيف مهما بلغ به الجوع مداه ، وذلك لأنه يُفضل الأكل من فرائس صيده ، فهو يتخير أقوى أفراد القطيع ، ثم يقوم بمهاجمته ، ولا يكتفي بذلك فقط ، بل إذا تيسّر له أن يقتل أفرادًا أخرى من القطيع ، فإنه يفعل ذلك بكل جسارة ، وقد يقتل الذئب دون أن يأكل شيئًا من القطيع وذلك لولعه الشديد بسفك الدماء .
وبعد أن عرفنا بعض صفات الذئب فما هو وجه مقارنة ومشابهة هذه الصفات لبني أمية ؟؟؟
الجواب : أن الأمويين اشتركوا وتشابهوا مع الذئاب في هذه الصفات فيوجد وجه ومناسبة للشبه بينهما :
1 - للذئاب نظام طبقي من سادة وأتباع كما تقدم ، فكذلك بنو أمية كان لهم هذا الشيء بعينه فهم عبارة عن سيد اسمه يزيد وخدم وهم عبيد وخول ، ولذلك رفض الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الطبقية وعزم على عدم الخضوع للذلة والبقاء على العزة له وللمؤمنين ، والدليل على وجود هذه الطبقية بين يزيد وبين باقي الناس هو قول الإمام الحسين (عليه السلام) لهم : ( ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون ) . (8) .
أي لا تتبعوا يزيد بن معاوية كالعبيد وتخالفون الأعراف والتقاليد العربية الأصيلة .
2 - من طباع الذئاب الحيوانية هي المكر والغدر ، فكذلك بنو أمية اتصفوا بهذا الشيء فقد راسلوا الإمام الحسين (عليه السلام) ودعوه للإقبال لكنهم غدروا به وقتلوه . وقد نص الإمام الحسين (عليه السلام) على غدرهم حينما قال لهم في يوم عاشوراء : (فنادى يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي : (أن قد أينعت الثمار واخضر الجنان وإنما تقدم على جند لك مجندة ؟ فقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بني عمك ! فإنهم لم يروك إلا ما تحب ، فقال له الحسين (عليه السلام) : لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد) . (9) .
3 - أن الذئاب تمتنع من أكل الجيف وتأكل اللحوم الجديدة والطازجة ، كما أنها تختار أقوى أفراد فريستها ثم تقوم بمهاجمتها كما أنها تقتل الفرائس حتى وان لم تحتج للطعام لأنها تتعطش لسفك الدماء بخلاف باقي السباع فإنها لا تفعل ذلك ، وكذلك امتنع بنو أمية من التعرض لأرذل الناس وفسادهم لكنهم تعرضوا لخير الناس وساداتهم وهم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين (عليهم السلام) فقتلوهم وهتكوا حرمتهم وقطعوا وصل ومودة أهل البيت (عليهم السلام) كما أنهم أسرفوا في قتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه ولم ينجوا منهم حتى الطفل الرضيع فذبحوه من الوريد إلى الوريد فهم تعطشوا لسفك الدماء وبوحشية كالذئاب إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا .
والسلام عليكم .
--------------------------------------------
(1)موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) / لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) / الصفحة 390 .
(2) القاموس المحيط / الفيروز آبادي / الجزء 4 / الصفحة 16 .
(3) المصطلحات / إعداد مركز المعجم الفقهي / الصفحة 1977 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 29 / الصفحة 165 .
(5) لسان العرب / ابن منظور / الجزء 9 / الصفحة 35 .
(6) أبصار العين في أنصار الحسين (ع) / الشيخ محمد السماوي / الصفحة 43 .
(7)هذه الصفات للذئب من موقع إقرأ على السوق المفتوح / الرئيسية / حيوانات / مقالة تحت عنوان : (دليلك الشامل عن حيوان الذئب) . وتوجد صفات وطبائع الذئب في الكثير من المواقع والصفحات على الأنترنيت غير هذا الموقع .
(8) اللهوف في قتلى الطفوف / السيد ابن طاووس / الصفحة 71 .
(9) موسوعة شهادة المعصومين (ع) / لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) / الجزء 2 / الصفحة 200 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين . اللهم صل على محمد وآل محمد .
روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال : ( كأني بأوصالي هذي تقطعها عسلان الفلوات ما بين النواويس وكربلاء فيملأن منّي أكراشاً جوفاً ، وأجربة سغباً لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت نصير على بلائه ويوفينا أجر الصابرين ) . (1) .
ومعنى قول الإمام الحسين (عليه السلام) لغةً هو :
العسلان : و الذئب أو الفرس يعسل عسلا وعسلانا : اضطرب في عدوه وهز رأسه . (2) .
الفلوات : جمع الفلاة : الأرض الشاسعة المقفرة ، الصحراء ، البيداء . (3) .
الأكراش واحدها الكرش لكل مجتر : بمنزلة المعدة للإنسان . (4) .
الجوفا : والأجوفان : البطن والفرج لاتساع أجوافهما . أبو عبيد في قوله في الحديث : لا تنسوا الجوف وما وعى أي ما يدخل فيه من الطعام والشراب . (5) .
(أجربة سغبا) : أجربة جمع جراب كأغلمة وغلام ، والمراد به البطن مجازا ، وسغبا بضمتين جمع سغبى من السغب وهو الجوع . (6) .
والسؤال هو : لماذا شبه الإمام الحسين (عليه السلام) أعدائه بالذئاب ؟؟؟
الجواب : يمكننا - ولو على نحو الاحتمال - أن نعرف سبب تشبيه الإمام الحسين (عليه السلام) قتلته من بني أمية لعنهم الله تعالى بالذئاب الحيوانية إذا عرفنا ما قاله العلماء عن أبرز صفات الذئاب الحيوانية المعروفة علميًا (7) فمن صفاتها هو :
1 - تتعامل الذئاب فيما بينها بما يُعرف بنظام الطبقات ، حيث يوجد من بينها سادة وأتباع وتتنافس الذئاب فيما بينها ... وعلى الذئاب المنهزمة أن تُعلن الخضوع للذئب القائد .
2 -يستخدم مكره ودهائه في إعداد الخطط للهجوم على الفرائس وصيدها .
3 - يعاف (أي تترك الذئاب) أكل الجيف مهما بلغ به الجوع مداه ، وذلك لأنه يُفضل الأكل من فرائس صيده ، فهو يتخير أقوى أفراد القطيع ، ثم يقوم بمهاجمته ، ولا يكتفي بذلك فقط ، بل إذا تيسّر له أن يقتل أفرادًا أخرى من القطيع ، فإنه يفعل ذلك بكل جسارة ، وقد يقتل الذئب دون أن يأكل شيئًا من القطيع وذلك لولعه الشديد بسفك الدماء .
وبعد أن عرفنا بعض صفات الذئب فما هو وجه مقارنة ومشابهة هذه الصفات لبني أمية ؟؟؟
الجواب : أن الأمويين اشتركوا وتشابهوا مع الذئاب في هذه الصفات فيوجد وجه ومناسبة للشبه بينهما :
1 - للذئاب نظام طبقي من سادة وأتباع كما تقدم ، فكذلك بنو أمية كان لهم هذا الشيء بعينه فهم عبارة عن سيد اسمه يزيد وخدم وهم عبيد وخول ، ولذلك رفض الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الطبقية وعزم على عدم الخضوع للذلة والبقاء على العزة له وللمؤمنين ، والدليل على وجود هذه الطبقية بين يزيد وبين باقي الناس هو قول الإمام الحسين (عليه السلام) لهم : ( ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون ) . (8) .
أي لا تتبعوا يزيد بن معاوية كالعبيد وتخالفون الأعراف والتقاليد العربية الأصيلة .
2 - من طباع الذئاب الحيوانية هي المكر والغدر ، فكذلك بنو أمية اتصفوا بهذا الشيء فقد راسلوا الإمام الحسين (عليه السلام) ودعوه للإقبال لكنهم غدروا به وقتلوه . وقد نص الإمام الحسين (عليه السلام) على غدرهم حينما قال لهم في يوم عاشوراء : (فنادى يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث ألم تكتبوا إلي : (أن قد أينعت الثمار واخضر الجنان وإنما تقدم على جند لك مجندة ؟ فقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بني عمك ! فإنهم لم يروك إلا ما تحب ، فقال له الحسين (عليه السلام) : لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد) . (9) .
3 - أن الذئاب تمتنع من أكل الجيف وتأكل اللحوم الجديدة والطازجة ، كما أنها تختار أقوى أفراد فريستها ثم تقوم بمهاجمتها كما أنها تقتل الفرائس حتى وان لم تحتج للطعام لأنها تتعطش لسفك الدماء بخلاف باقي السباع فإنها لا تفعل ذلك ، وكذلك امتنع بنو أمية من التعرض لأرذل الناس وفسادهم لكنهم تعرضوا لخير الناس وساداتهم وهم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين (عليهم السلام) فقتلوهم وهتكوا حرمتهم وقطعوا وصل ومودة أهل البيت (عليهم السلام) كما أنهم أسرفوا في قتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه ولم ينجوا منهم حتى الطفل الرضيع فذبحوه من الوريد إلى الوريد فهم تعطشوا لسفك الدماء وبوحشية كالذئاب إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا .
والسلام عليكم .
--------------------------------------------
(1)موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) / لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) / الصفحة 390 .
(2) القاموس المحيط / الفيروز آبادي / الجزء 4 / الصفحة 16 .
(3) المصطلحات / إعداد مركز المعجم الفقهي / الصفحة 1977 .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 29 / الصفحة 165 .
(5) لسان العرب / ابن منظور / الجزء 9 / الصفحة 35 .
(6) أبصار العين في أنصار الحسين (ع) / الشيخ محمد السماوي / الصفحة 43 .
(7)هذه الصفات للذئب من موقع إقرأ على السوق المفتوح / الرئيسية / حيوانات / مقالة تحت عنوان : (دليلك الشامل عن حيوان الذئب) . وتوجد صفات وطبائع الذئب في الكثير من المواقع والصفحات على الأنترنيت غير هذا الموقع .
(8) اللهوف في قتلى الطفوف / السيد ابن طاووس / الصفحة 71 .
(9) موسوعة شهادة المعصومين (ع) / لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) / الجزء 2 / الصفحة 200 .
تعليق