إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى (من انوار الحسن المجتبى عليه السلام)501

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى (من انوار الحسن المجتبى عليه السلام)501

    الفقيه
    عضو ذهبي


    تاريخ التسجيل: 17-04-2017

    المشاركات: 1992


    بلاغة الامام الحسن عليه السلام ومحاولة معاوية النيل منه

    20-09-2021, 10:26 AM
    بسم الله الرحمن الرحيم
    روي أن معاوية نظر إلى الحسن بن علي عليهما السلام وهو بالمدينة، وقد احتف به خلق من قريش يعظمونه، فتداخله حسد فدعا أبا الأسود الدئلي والضحاك بن قيس الفهري فشاورهما في أمر الحسن والذي يهم به من الكلام.
    فقال له أبو الأسود: رأي أمير المؤمنين أفضل وأرى أن لا تفعل، فان أمير المؤمنين
    لن يقول فيه قولا إلا أنزله سامعوه منه به حسدا، ورفعوا به صعدا، والحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه، أحضر ما هو كائن جوابه، فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك، فيقرع بذلك ظنبوبك، ويبدي به عيوبك، فإذا كلامك فيه صار له فضلا، وعليك كلا، إلا أن تكون تعرف له عيبا في أدب، أو وقيعة في حسب وإنه لهو المهذب، قد أصبح من صريح العرب، في غر لبابها، وكريم محتدها وطيب عنصرها، فلا تفعل يا أمير المؤمنين.
    ثم قال الضحاك بن قيس الفهري: أمض يا أمير المؤمنين فيه رأيك، ولا تنصرف عنه بلأيك (1) فإنك لو رميته بقوارض كلامك، ومحكم جوابك، لقد ذل لك كما يذل البعير الشارف من الإبل، فقال: أفعل.
    وحضرت الجمعة فصعد معاوية المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وآله وذكر علي بن أبي طالب فتنقصه ثم قال: أيها الناس إن شيبة من قريش ذوي سفه وطيش، وتكدر من عيش، أتعبتهم المقادير، اتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد، وألسنتهم مبادر، فباض وفرخ في صدورهم، ودرج في نحورهم، فركب بهم الزلل، وزين لهم الخطل، وأعمى عليهم السبل، وأرشدهم إلى البغي والعدوان، والزور والبهتان فهم له شركاء، وهو لهم قرين، ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا، وكفى بي لهم ولهم مؤدبا، والمستعان الله.


    فوثب الحسن بن علي عليهما السلام وأخذ بعضادة المنبر فحمد الله وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي (بن أبي طالب) أنا ابن نبي الله، أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا، أنا ابن السراج المنير أنا ابن البشير النذير، أنا ابن خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، أنا ابن من بعث إلى الجن والإنس، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين.
    فلما سمع كلامه معاوية غاظ منطقه وأراد أن يقطع عليه فقال: يا حسن عليك
    بصفة الرطب، فقال الحسن عليه السلام: الريح تلقحه، والحر ينضجه، والليل يبرده ويطيبه على رغم أنفك يا معاوية، ثم أقبل على كلامه فقال:
    أنا ابن المستجاب الدعوة، أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابن أول من ينفض رأسه من التراب، ويقرع باب الجنة، أنا ابن من قاتلت الملائكة معه، ولم تقاتل مع نبي قبله، أنا ابن من نصر على الأحزاب، أنا ابن من ذل له قريش رغما

    فقال معاوية: أما إنك تحدث نفسك بالخلافة ولست هناك، فقال الحسن عليه السلام: أما الخلافة فلمن عمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ليست الخلافة لمن خالف كتاب الله، وعطل السنة، إنما مثل ذلك مثل رجل أصاب ملكا فتمتع به وكأنه انقطع عنه وبقيت عنه وبقيت تبعاته عليه.




    فقال معاوية: ما في قريش رجل إلا ولنا عنده نعم مجللة، ويد جميلة قال:


    بلى من تعززت به بعد الذلة، وتكثرت به بعد القلة، فقال معاوية: من أولئك يا حسن؟ قال: من يلهيك عن معرفته.
    قال الحسن عليه الصلاة والسلام: أنا ابن من ساد قريشا شابا وكهلا أنا ابن من ساد الورى كرما ونبلا، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود الصادق والفرع الباسق، والفضل السابق، أنا ابن من رضاه رضى الله، وسخطه سخط الله، فهل لك أن تساميه يا معاوية؟ فقال: أقول: لا تصديقا لقولك، فقال الحسن عليه السلام: الحق أبلج، والبطال لجلج، ولن يندم من ركب الحق، وقد خاب من ركب الباطل، والحق يعرفه ذوو الألباب، ثم نزل معاوية وأخذ بيد الحسن وقال: لا مرحبا
    بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ​110
    *********************************

    ********************
    ***********

    اللهم صل على محمد وال محمد​



    السلام عليك ياسيدي ومولاي يا أبا محمد الحسن
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اعظم الله لكم الاجر واحسن الله لكم العزاء يإستشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام​


    سلام عليكم ايا اهل البيت يحاربونكم وانتم احياء ويحاربونكم وانتم اموات وكم حاولوا قمعكم و اخفائكم عنا، وهل هدم القبور يخفي الحقيقة ؟

    ام رشق نعش الامام الحسن بالسهام يخفي الحقيقة

    {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}​

    محور ولائي عزائي ياتيكم على الهواء مباشرة من صوت اذاعة الكفيل

    عبر برنامجكم الاسبوعي منتدى الكفيل

    ننتظر ردودكم الموالية ...





    إستشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام







    ذكرى شهادة السبط الأكبر إمام الهدى الحسن المجتبى عليه السلام

    14-09-2021, 12:46 PM










    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 04-09-2022, 11:16 AM.

  • #2


    صل على محمد وآل محمد

    عضو متميز



















    كريم أهل البيت(عليهم السلام)

    تعتبر صفة الكرم والسخاء من أبرز الصفات التي تميّز بها الإمام الحسن(عليه السلام)، فكان المال عنده غاية يسعى من خلالها إلى كسوة عريان، أو إغاثة ملهوف، أو وفاء دين غريم، أو إشباع جوع جائع، وإلخ.

    ومن هنا عُرف(عليه السلام) بكريم أهل البيت، فقد قاسم الله أمواله ثلاث مرّات، نصف يدفعه في سبيل الله ونصف يبقيه له، بل وصل إلى أبعد من ذلك، فقد أخرج ماله كلّه مرّتين في سبيل الله ولا يبقي لنفسه شيئاً، فهو كجدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، وهو سليل الأسرة التي قال فيها ربّنا وتعالى: )وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ((۸).

    وآية أُخرى تحكي لسان حالهم: )وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وأسيرا إنما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا((۹).

    وهو(عليه السلام) من الشجرة الطيّبة التي تؤتي أُكلها كلّ حين، فمن كريم طبعه(عليه السلام) أنّه لا ينتظر السائل حتّى يسأله ويرى ذلّ المسألة في وجهه، بل يبادر إليه قبل المسألة فيعطيه.

    من وصاياه(عليه السلام)

    ۱ـ قال(عليه السلام): «المِزَاح يأكلُ الهيبة، وقَدْ أكثرَ مِن الهَيبةِ الصامت»(۱۰).

    ۲ـ قال(عليه السلام): «الفُرصَة سريعة الفوت بَطيئَةُ العَود»(۱۱).

    ۳ـ قال(عليه السلام): «عَلِّم الناس عِلمَك، وتَعلّم عِلم غَيرِك، فتكون قد أتقنتَ عِلمَك وعَلِمت مَا لَمْ تَعلَم»(۱۲).

    ۴ـ قال(عليه السلام): «القَريبُ مَن قرّبَتْه المَوَدّة وإن بَعُد نَسبُه، والبعيد من بَاعدَته المودّة وإن قرب نسبه، لا شيء أقرب مِن يَدٍ إلى جسد، وإنّ اليد تفل فتُقطع وتُحسم»(۱۳).

    ۵ـ قال(عليه السلام): «رَأسُ العقل مُعَاشَرة الناس بالجميل»(۱۴).

    تعليق


    • #3
      خادمة الحوراء زينب 1 خادمة الحوراء زينب 1
      عضو ماسي











      • تاريخ التسجيل: 02-02-2014
      • المشاركات: 8733


      #1
      في ذكرى استشهاد الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)

      27-10-2017, 08:50 PM



      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صل على محمد وال محمد
      **********************

      لقد دعا معاوية مروان بن الحكم إلى إقناع جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي وكانت من زوجات الإمام الحسن (عليه السلام)بأن تسقي الحسن السمّ وكان شربة من العسل بماء رومة فإن هو قضى نحبه زوّجها بيزيد وأعطاها مئة ألف درهم.
      وكانت جعدة هذه بحكم بنوّتها للأشعث بن قيس المنافق المعروف الذي أسلم مرتين بينهما ردّة منكرة أقرب الناس روحاً إلى قبول هذه المعاملة النكراء.
      قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)إنّ الأشعث شرك في دم أمير المؤمنين (عليه السلام)وابنته جعدة سمّت الحسن وابنه محمّد شرك في دم الحسين (عليه السلام).
      وهكذا تمّ لمعاوية ما أراد وكانت شهادته (عليه السلام) بالمدينة يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة أو تسع وأربعين.
      وحكم معاوية بفعلته هذه على مصير أُمة بكاملها فأغرقها بالنكبات وأغرق نفسه وبنيه بالذحول والحروب والانقلابات وتمّ له بذلك نقض المعاهدة إلى آخر سطر فيها.
      وقال الإمام الحسن (عليه السلام) وقد حضرته الوفاة:لقد حاقت شربته وبلغ أمنيته والله ما وفى بما وعد ولا صدق فيما قال.
      وورد بريد مروان إلى معاوية بتنفيذ الخطّة المسمومة فلم يملك نفسه من إظهار السرور بموت الإمام الحسن (عليه السلام)وكان بالخضراء فكبّر وكبّر معه أهل الخضراء ثم كبّر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء فخرجت فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف [زوج معاوية] من خوخة لها فقالت: سرّك الله يا أمير المؤمنين ما هذا الذي بلغك فسررت به؟ قال: موت الحسن بن عليّ فقالت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ثم بكت وقالت: مات سيّد المسلمين وابن بنت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله).
      (إلى الرفيق الأعلى)
      وثقل حال الإمام (عليه السلام) واشتدّ به الوجع فأخذ يعاني آلام الاحتضار فعلم أنّه لم يبق من حياته الغالية إلاّ بضع دقائق فالتفت إلى أهله قائلاً:
      أخرجوني إلى صحن الدار أنظر في ملكوت السماء.
      فحملوه إلى صحن الدار فلمّا استقرّ به رفع رأسه إلى السماء وأخذ يناجي ربّة ويتضرع إليه قائلاً:
      اللّهم إنّي احتسب عندك نفسي فإنّها أعزّ الأنفس عليَّ لم أصب بمثلها اللّهم آنس صرعتي وآنس في القبر وحدتي.
      ثم حضر في ذهنه غدر معاوية به ونكثه للعهود واغتياله إيّاه فقال:لقد حاقت شربته والله ما وفى بما وعد ولا صدق فيما قال.
      وأخذ يتلو آي الذكر الحكيم ويبتهل إلى الله ويناجيه حتى فاضت نفسه الزكية إلى جنّة المأوى وسمت إلى الرفيق الأعلى تلك النفس الكريمة التي لم يخلق لها نظير فيما مضى من سالف الزمن وما هو آت حلماً وسخاءً وعلماً وعطفاً وحناناً وبرّاً على الناس جميعاً.
      لقد مات حليم المسلمين وسيّد شباب أهل الجنّة وريحانة الرسول وقرّة عينه فأظلمت الدنيا لفقده وأشرقت الآخرة بقدومه.
      وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميّين وعلا الصراخ والعويل من بيوت يثرب وهرع أبو هريرة وهو باكي العين مذهول اللبّ إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ينادي بأعلى صوته:يا أيّها الناس! مات اليوم حبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فابكوا.
      وصدعت كلماته القلوب وتركت الأسى يحزّ في النفوس، وهرع من في يثرب نحو ثوي الإمام وهم ما بين واجم وصائح ومشدوه ونائح قد نخب الحزن قلوبهم على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً لهم وملجأً ومفزعاً إن نزلت بهم كارثة أو حلّت بهم مصيبة.
      (تجهيز الإمام وتشييعه):
      وأخذ سيد الشهداء في تجهيز أخيه وقد أعانه على ذلك عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن جعفر وعلي بن عبد الله بن عباس وأخواه محمد بن الحنفية وأبو الفضل العباس فغسّله وكفّنه وحنّطه وهو يذرف من الدموع مهما ساعدته الجفون وبعد الفراغ من تجهيزه أمر(عليه السلام) بحمل الجثمان المقدّس إلى مسجد الرسول لأجل الصلاة عليه.
      وكان تشييع الإمام تشييعاً حافلاً لم تشهد نظيره عاصمة الرسول فقد بعث الهاشميّون إلى العوالي والقرى المحيطة بيثرب من يعلمهم بموت الإمام، فنزحوا جميعاً إلى يثرب ليفوزوا بتشييع الجثمان العظيم وقد حدّث ثعلبة ابن مالك عن كثرة المشيعين فقال:شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع ولو طرحت فيه إبرة لما وقعت إلاّ على رأس إنسان. وقد بلغ من ضخامة التشييع أنّ البقيع ما كان يسع أحداً من كثرة الناس.
      (دفن الإمام (عليه السلام) وفتنة عائشة):
      ولم يشكَّ مروان ومن معه من بني أمية أنّهم سَيَدْفُنونَه عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)فتجمَّعوا لذلك ولبسوا السلاح فلمّا توجّه به الحسين (عليه السلام) إلى قبر جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليجدّد به عهداً أقبلوا إليهم في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: ما لي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب وجعل مروان يقول: يا رُبَّ هيجا هي خير مِن دَعَة أَيُدْفَنُ عثمانُ في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبيّ؟! لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف.
      وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم وبني أمية فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكنّا نريد أن نجدّد به عهداً بزيارته ثم نردّه إلى جدّته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك ولو كان أوصى بدفنه مع النبي (صلى الله عليه وآله) لعلمت أنّك أقصر باعاً من ردّنا عن ذلك لكنّه (عليه السلام) كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدماً كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه.
      ثم أقبل على عائشة وقال لها: وا سوأتاه! يوماً على بغل ويوماً على جمل تريدين أن تطفِئي نور الله وتقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كُفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين والله منتصر لأهل البيت ولو بعد حين.
      وقال الحسين (عليه السلام)والله لو لا عهد الحسن بحقن الدماء وأن لا أُهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا.
      ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي الله عنها).
      ووقف الإمام الحسين (عليه السلام) على حافة القبر وأخذ يؤبّن أخاه قائلاً:رحمك الله يا أبا محمد إن كنت لتباصر الحقّ مظانّه وتؤثر الله عند التداحض في مواطن التقية بحسن الروية وتستشف جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة وتفيض عليها يداً طاهرة الأطراف نقية الأسرة وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك ولا غرو فأنت ابن سلالة النبوّة ورضيع لبان الحكمة فإلى رَوْح ورَيْحان وجنّة ونعيم أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه ووهب لنا ولكم حسن الأسى عنه.





      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        هذب يراعك
        عضو ذهبي











        • تاريخ التسجيل: 26-02-2014
        • المشاركات: 1220


        #1
        من احاديث الامام الحسن المجتبى ( عليه السلام )

        14-07-2014, 04:25 AM



        (1) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من عبد الله، عبد الله له كل شي
        بحار الانوار ج68 ص184 ضمن ح44

        (2)قال الامام الحسن(عليه السلام):
        ونحن ريحانتا رسول الله، وسيدا شباب أهل الجنة، فلعن الله من يتقدم، اويقدم علينا أحدا.
        كلمة الامام الحسن عليه السلام:7،ص211

        (3) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        وان حبنا ليساقط الذنوب من بني ادم، كما يساقط الريح الورق من الشجر.
        بحار الانوار ج44 ص23 ح7

        (4) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون.
        إحقاق الحق: ج11 ص183 س2 ص185

        (5) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من قرأ القران كانت له دعوة مجابة، إما معجلة وإما مؤجلة.
        بحار الانوار ج89 ص204 ح21 دعوات الراوندي ص24 ح13

        (6) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن هذا القران فيه مصابيح النور وشفاء الصدور.
        بحار الانوار ج75 ص111 ضمن ح6

        (7) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من صلى فجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس كان له سترا من النار.
        تهذيب الأحكام ج2 ص321 ح20166 الوافي ج4 ص1553 ح2

        (8) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وقصر آخرون فخابوا.
        من لا يحضره الفقيه ج1 ص511 تحف العقول ص234 س14

        (9) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من أدام الاختلاف إلى المساجد أصاب إحدى ثمان: آية محكمه، أخا مستفادا، وعلما مستطرفا، ورحمة منتظرة، وكلمة تدله على الهدى، او ترده عن الردى، وترك الذنوب حياء او خشية.
        المستدرك ج3 ص359 ح3778 تحف العقول ص235

        (10) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من أكثر مجالسة العلماء أطلق عقال لسانه، وفتق مراتق ذهنه، وسر ما وجد من الزيادة في نفسه، وكانت له ولاية لما يعلم، وإفادة لما تعلم.
        إحقاق الحق ج11 ص238 س2

        (11) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        تعلموا العلم: فان لم تستطيعوا حفظه فاكتبوه وضعوه في بيوتكم.
        إحقاق الحق ج11 ص238 س2

        (12) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من عرف الله أحبه، ومن عرف الدنيا زهد فيها.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص140

        (13) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        هلاك المرء في ثلاث: الكبر، والحرص، والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس والحرص عدو النفس، وبه خرج ادم من الجنة، والحسد رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.
        بحار الانوار ج75 ص111 ح6 أعيان الشيعة ج1 ص577

        (14) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        بين الحق والباطل أربع أصابع، ما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا.
        بحار الانوار ج10 ص130 ح1 تحف العقول ص229 س5

        (15) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        العار أهون من النار.
        بحار الانوار ج75 ص105 ح4 تحف العقول ص234

        (16) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إذا لقى أحدكم أخاه فليقبل موضع النور من جبهته.
        بحار الانوار ج75 ص105 ح4 تحف العقول ص236

        (17) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن الله لم يخلقكم عبثا، وليس بتارككم سدى، كتب آجالكم، وقسم بينكم معائشكم، ليعرف كل ذي لب منزلته، وأن ما قدر له أصابه، وما صرف عنه فلن يصيبه.
        بحار الانوار ج75 ص110 ح5 تحف العقول ص232

        (18) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من لبس ثوب الشهرة، كساه الله يوم القيامة ثوبا من النار.
        مستدرك الوسائل ج3 ص245 ح4

        (19) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        عن البخل؟ فقال: هو ان يرى الرجل ما أنفقه تلفا، وما أمسكه شرفا.
        بحار الانوار ج75 ص113 ح7 أعيان الشيعة ج1 ص577

        (20) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        ترك الزنا، وكنس الفناء، وغسل الإناء مجلبة للغنا.
        بحار الانوار ج73 ص318 ح6

        (21) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        السياسة أن ترعى حقوق الله، وحقوق الإحياء، وحقوق الأموات.
        المصدر السابق: ص57

        (22) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        ما تشاور قوم الا هدوا إلى رشدهم.
        بحار الانوار ج75 ص105 ح4 أعيان الشيعة ج1 ص577

        (23) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        الخير الذي لا شر فيه: الشكر مع النعمة، والصبر على النازلة.
        بحار الانوار ج75 ص105 ح4

        (24) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        بابن ادم، لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك.
        بحار الانوار ج75 ص111 ح6

        (25) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن من خوفك حتى تبلغ الأمن، خير ممن يؤمنك حتى تلتقي الخوف.
        إحقاق الحق ج11 ص242 س2

        (26) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        القريب من قربته المودة وان بعد نسبه، والبعيد من باعدته المودة وان قرب نسبه.
        بحار الانوار ج75 ص106 ح4 تحف العقول ص234

        (27) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        وسئل عن المروة؟ فقال(عليه السلام) : شح الرجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق.
        بحار الانوار ج73 ص312 ح3 تحف العقول ص235

        (28) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        عجبت لمن يفكر في مأكولة كيف لا يفكر في معقولة، فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه.
        بحار الانوار ج1 ص218 ح43

        (29) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        غسل اليدين قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي الهم.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص46

        (30) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        حسن السؤال نصف العلم.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص129

        (31) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن الحلم زينة، والوفاء مروة، والعجلة سفه.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص198

        (32) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        من استخف بإخوانه فسدت مروته.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص209

        (33) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إنما يجزى العباد يوم القيامة على قدر عقولهم.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص209

        (34) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن الناس عبيد المال، والدين لعق على ألسنتهم، يحيطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصوا للبلاء قل الديانون.
        إحقاق الحق ج11 ص234 س8

        (35) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر من الهيبة الصامت.
        بحار الانوار ج75 ص113 ح7

        (36) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        اللؤم أن لا تشكر النعمة.
        بحار الانوار ج75 ص105 ح4

        (37) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        لقضاء حاجة أخ لي في الله أحب من اعتكاف شهر.
        كلمة الامام الحسن(عليه السلام) ص139

        (38) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        إن الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا منزلة الميتة، خذ منها ما يكفيك.
        بحار الانوار ج44 ص38 ح6

        (39) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا.
        بحار الانوار ج44 ص138 ح6

        (40) قال الامام الحسن(عليه السلام):
        أكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق الفجور، الكرم هو التبرع قبل السؤال.
        بحار الانوار ج44 ص30 إحقاق الحق ج11 ص20





        تعليق


        • #5
          عطر الولايه
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
          • المشاركات: 7976


          #1
          شروط الإمام الحسن عليه السلام لمن يريد صحبته

          27-08-2022, 03:29 PM


          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
          وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
          وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

          السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته

          "إياك أن تمدحني، فأنا أعلم بنفسي منك، أو تكذِّبني، فإنه لا رأي لمكذوب، أو تغتاب عندي أحداً".



          عندها استدرك الرّجل: ائذن لي في الانصراف. قال(ع): "نعم، إذا شئت".



          كان الإمام عليّ (ع) إذا مُدح يقول: "اللّهم اجعلني خيراً ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون"، حتّى يوحي إليهم بأنّه يفهم نفسه أكثر ممّا يفهمونه.



          فعلى الإنسان أن لا يستعير ثقته بنفسه من الآخرين، لأنّ الآخرين قد يغشُّونك في نفسك، عندما يضخّمون لكَ شخصيّتك بطريقة غير صحيحة، أو ربّما يسقطونك عند نفسك عندما يحاولون أن يهزموك نفسياً، ليثيروا مواطن الضعف في نفسك بدل أن يثيروا مواطن القوّة فيها.



          بعض الناس يسمع كلمة مدح فينتفخ، أو يسمع كلمة ذمّ فيسقط؛ إذا سار الناس معه يشعر بضخامة الشخصية، وإذا انكفأوا عنه وابتعدوا يشعر بضعف الشخصيّة. هؤلاء الذين يستعيرون ثقتهم بأنفسهم من الآخرين، هم الّذين يستطيع الآخرون أن يسيطروا عليهم.




          وهذه من الأساليب التي استخدمها الاستكبار العالمي والكفر العالمي بجميع ممثّليه، في مواقع الحكم والسياسة والاجتماع والثقافة، واستغلّها في هزيمة الشّعوب المستضعفة نفسياً، فيثير نقاط الضّعف في داخلها ليحدّثها عنها ليسقطها.







          تعليق


          • #6
            عطر الولايه
            عضو ماسي











            • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
            • المشاركات: 7976


            #1
            بين عصر الإمام الحسن [عليه السلام]، وعصر الغيبة الكبرى

            27-08-2022, 03:35 PM


            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
            وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
            وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

            السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته


            مثّلت الحقبة الزمنية الممتدة بين عامي (40 – 60 هـ)، حقبة صعبة في تاريخ التشيع، اختزنت بين طياتها كل تراكمات الماضي القريب، وارهاصات الفتن التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد وفاة رسول الله، صلى الله عليه وآله، و أوضحت مدى هشاشة الشخصية الإسلامية في علاقتها مع أئمة أهل البيت، عليهم السلام، بحكم قلة الوعي وعدم الاستيعاب الكامل للعقيدة القرآنية في التعامل مع مفهوم الولاية والطاعة لولاة الأمر المنصوبين من قبل الله تعالى .

            لقد أظهرت تجربة الأربع سنوات التي خاضها أمير المؤمنين في الكوفة، أن العقلية الكوفية تحتضن تناقضات فكرية حادة تكفي لإجهاض أي مشروع للتغيير مهما كانت خلفيته النظرية متينة، (القرآن الكريم) ومهما كانت قيادته حكيمة ومخلصة (أمير المؤمنين عليه السلام،).

            والمتتبع لخطب أمير المؤمنين، عليه السلام، في نهج بلاغته، يستشعر أن الإمام، عليه السلام، استنفذ كل وسعه في إصلاح رعيته المخدوعة بألوان الفتن، فكان آخر أيامه يندب الخلّص من شيعته الذين مضوا قبله فينادي من على منبر الكوفة وهو يحرض الناس على القتال: «أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة. قال نوف البكالي: فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله، فتراجعت العساكر فكنا كأغنام فقدت راعيها تختطفها الذئاب من كل مكان». (نهج البلاغة 2110)

            ومن الطبيعي جداً أن تشكل وفاة أمير المؤمنين عليه السلام، منعطفاً يترك بصمات خطيرة على واقع الأمة الإسلامية، وفسح هذا الغياب المفاجئ لأمير المؤمنين عليه السلام، المجال لذوي الزيغ والأهواء أن يتحركوا بحرية أكبر مستغلين حالة الصدمة التي أصابت مفاصل البلاد الإسلامية، مع ما تختزنه من انحطاط في الوعي وقلة الحصانة، فكانت الشام هي الحاضرة الأكثر حراكاً على المستوى الميداني في دفع الأمور نحو تصعيد الغرائز والعصبيات واستغلاها في تحقيق المكاسب السياسية.



            * حكمة القائد وشجاعة الموقف

            لقد أدرك الإمام الحسن عليه السلام، من اللحظات الأولى لاستشهاد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، أن خطورة الموقف تستدعي تحركاً سريعاً لسحب البساط من تحت أرجل الأمويين، لمنع توجيه ضربة قاضية للبقية الباقية من المؤمنين، فاستبق الإمام، عليه السلام، الأحداث بتنظيم الصفوف وتعبئة العساكر وسد الثغرات جرياً على سياسة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، في سلوك خطين متوازيين من الحكمة والشجاعة .

            ويبدو أن حالة التشرذم وصراع الإرادات وعقدة العصبية الجاهلية التي حكمت العقلية الإسلامية الفتية، قد أصبحت من الخطورة بمكان، بحيث يكون الحسم العسكري مع ذلك الخليط المتشظي ضرباً من الانتحار، وسلوكاً نحو شطب الخط الإيماني من المعادلة، فكان القرار الشجاع والجريء للإمام الحسن عليه السلام، بمصالحة معاوية بشروط هي أقرب إلى شروط الغالب المنتصر.

            لقد أظهرت ردة الفعل التي عبرت عنها الشخصيات المقربة من الإمام الحسن عليه السلام، تجاه خطوة الصلح، أن الحالة الشيعية لم تكن بعدُ قد وصلت إلى المستوى الحقيقي من الإيمان بمبدأ الولاية والتسليم للإمام عليه السلام، وربما كان الكثير من الشخصيات المحيطة بالإمام تنظر إليه من جانبه الأسري والأخلاقي لارتباطه برسول الله صلى الله عليه وآله، ولنفس شخصيته الرفيعة التي استحقت لقب سيد شباب أهل الجنة، أما ما وراء هذا التصور من الإيمان بطاعته وإمامته المفترضة من الله تعالى، وأنه ينطق عن الله، ولا يعمل إلا بأمر الله، وأنه الحجة على الخلق كله، فهذا ما لم يكن تستوعبه الأغلبية الساحقة من أتباع الإمام عليه السلام، ولهذا كان البعض ينظر للإمام من وجهة نظر ضيقة جداً تنطلق من المصالح المرئية دون ملامسة العمق الغيبي الذي يحكم قرارات الإمام و يؤطر كل حركاته وسكناته، وما تنقله النصوص التاريخية من الاحتجاجات أو الاعتراضات على وثيقة الصلح يكشف جانباً من هذه الحقيقة.

            يقول «الدينوري» في أخباره الطوال ص220: «وكان أول من لقي الحسن بن علي رضي الله عنه، فندمه على ما صنع، و دعاه إلى رد الحرب، حجر بن عدي، فقال له: يا بن رسول الله، لوددت أني مت قبل ما رأيت، أخرجتنا من العدل إلى الجور، فتركنا الحق الذي كنا عليه، ودخلنا في الباطل الذي كنا نهرب منه، وأعطينا الدنية من أنفسنا، وقبلنا الخسيسة التي لم تلق بنا.. فاشتد على الحسن رضي الله عنه كلام حجر، فقال له: إني رأيت هوى عظم الناس في الصلح، وكرهوا الحرب، فلم أحب أن أحملهم على ما يكرهون، فصالحت بقيا على شيعتنا خاصة من القتل، فرأيت دفع هذه الحروب إلى يوم ما، فإن الله كل يوم هو في شأن».

            إن الفترة التي عاشها الإمام الحسن ومن بعده الإمام الحسين عليهما السلام، خلال حكم معاوية بن أبي سفيان في العقدين الرابع والخامس من القرن الهجري الأول (40 – 60 هـ) تشترك مع عصرنا الذي نعيشه (زمن الغيبة الكبرى)، ببعض الصفات المشتركة نتيجة لوحدة الموضوع والتشابه في الظروف الحاكمة، وربما تختلف الغيبة الكبرى عن تلك الحقبة بما يلي :

            أولاً : اختلاف الفترة الزمنية، ففي حين استمرت تلك الحقبة عقدين من الزمن، امتدت الغيبة الكبرى حتى يومنا أكثر من (1100) عام، وهذا يكشف أن حجم التغيير المنتظر من الغيبة الكبرى، أكبر وأوسع مما كان متوقعاً من تلك الحقبة .

            ثانياً : إن الإمام المهدي عليه السلام، سيخرج وليس في عنقه بيعة لطاغية زمانه بخلاف الإمامين الحسنين عليهما السلام، الذين أعطيا البيعة لحاكم زمانهما (معاوية بن أبي سفيان)، والبيعة في المفهوم العقائدي لأهل البيت عليهم السلام، لا تعني الاعتراف بالشرعية أو الالتزام بالسمع والطاعة، وإنما تختص بالالتزام بعدم الخروج، والسكوت عن المطالبة بالحق الشرعي للإمام عليه السلام، وهكذا تفهم بيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، لمن سبقه من الخلفاء وكذلك بيعات الأئمة لكل خلفاء الجور وحكام الضلالة الذين تعاقبوا على حكم البلاد الإسلامية، ويختص إمام زماننا من بين كل الأئمة عليهم السلام أنه يخرج وليس في عنقه أي بيعة لطاغية زمانه، يقول الإمام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه، في توقيعه المشهور الذي خرج لإسحاق بن يعقوب: «وأما علّة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول: }يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم{، إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي». (غيبة الطوسي 292)



            * أوجه التشابه مع الغيبة الكبرى

            وبالرغم من التمايزات الموجودة بين الحقبتين إلا أن أوجهاً للتشابه يمكن أن تقرأ على خلفية العناصر المشتركة، ولعل التمعن في هذه العناصر يمكّن الباحث من فك بعض الرموز والعقد التي تحيط بالواقع المعاصر وتساعده في تفسير الكثير من المواقف التي يمكن أن يتخذها للتعاطي مع الوضع الراهن، وهذه النقاط المشتركة هي :


            أولاً : إن كلتا الحقبتين شهدت غياب الإمام الشرعي عن الساحة السياسية، واتخاذ العزلة طريقاً للتعاطي مع الأحداث على خلفية انحطاط مستوى النضج العقائدي للأمة، يقول الشيخ المفيد في (الإرشاد 215): «ولما استقر الصلح بين الحسن صلوات الله عليه، وبين معاوية على ما ذكرناه، خرج الحسن عليه السلام، إلى المدينة فأقام بها كاظماً غيظه، لازماً منزله، منتظراً لأمر ربه جل اسمه..». هذه العزلة مشابهة من بعض الوجوه لحالة الغيبة التامة التي يعيشها الإمام المهدي، عجل الله فرجه، منذ ألف ونيف من السنين، ويبدو أن هذه العزلة هي العلاج الناجع لحالة الاهتزاز العقائدي الذي دب في جسد الأمة - وما يزال - تحت تأثير السياسة وتيارات الانحراف الفكري، وتعمل العزلة في جانبين: الأول يستهدف تنمية الوعي وتعريض المجتمع لحالة من التصحيح الذاتي المعتمد على تراكم المعاناة وتنامي الصراع الداخلي مع قوى الانحطاط العقائدي، والثاني يستهدف تعرية الأنظمة الفاسدة التي تحكم بأسماء وعناوين مختلفة وتحت شعارات متلونة للتغطية على الشرعية المستباحة لأهل البيت عليهم السلام.

            ثانياً : صدور الأوامر من قبل الأئمة، عليهم السلام، في كلا الحقبتين بوجوب الكفّ والصبر وعدم الخروج على السلطان الجائر، وهذه الأوامر هي في الحقيقة انعكاس لحالة التبعية التي يجب أن تحكم العلاقة بين الشيعة وأئمتهم، والتي تعكس المفهوم السليم للتمسك الوارد في حديث الثقلين الشريف، وهذا المعنى مستفيض في صحيح الآثار المنقولة عن العترة الطاهرة، ومن تلك الروايات الشريفة :

            * عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: «انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى، ولن يعيدوكم في ردى .

            فإن لبدوا فالبدوا وإن نهضوا فانهضوا. ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا». (نهج البلاغة – شرح محمد عبده 1189)

            * عن الامام الصادق عليه السلام، أنه قال: «فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، وتصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله، ما جعل الله لأحد خيراً في خلاف أمرنا». (الوسائل 2773)

            وانطلاقاً من هذا التأصيل، وحيث أن العزلة وترك التصدي كان هو الحاكم على منهجية الإمامين الحسن المجتبى والإمام المهدي عليهما السلام، فقد أصدر الأئمة أوامر مشددة لشيعتهم بوجوب التزام البيت وعدم الخروج في معمعة الصراعات السياسية المشتعلة بين الأحزاب الحاكمة سواء في تلك الحقبة الصعبة من حكم معاوية أو في زمن الغيبة .

            أما في زمن الغيبة الكبرى فالروايات بهذا المعنى تصل إلى حد الاستفاضة وربما التواتر القطعي، وهذه نماذج من تلك المرويات الشريفة، راجع : (غيبة النعماني 200) :

            1 – عن سدير قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام- : يا سدير ألزم بيتك، وكن حلساً من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك . (وسائل الشيعة 1551)

            2- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عليه السلام، قال: إنه قال لي أبي - عليه السلام- : لا بد لنارٍ من أذربيجان لا يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، و ألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد.

            3 - عن أبي المرهف، قال: قال أبو عبد الله -عليه السلام- : هلكت المحاضير . قال : قلت : وما المحاضير ؟ قال : المستعجلون، ونجا المقربون، وثبت الحصن على أوتادها، كونوا أحلاس بيوتكم، فإن الغبرة على من أثارها، وأنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم .

            4- عن أبي بكر الحضرمي، قال : دخلت أنا و أبان على أبي عبد الله (عليه السلام،) وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا : ما ترى ؟ فقال : اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح.

            ثالثاً: ومن أوجه التشابه المهمة أن كلتا الحقبتين كانت مقدمة للفتح الموعود، فحقبة معاوية مقدمة لملحمة عاشوراء التي كانت فتحاً بتصريح الإمام الحسين، عليه السلام، «أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح» (كامل الزيارات 157)، وأما الغيبة الكبرى فهي مقدمة للفتح المبين الموعود على يد المنقذ الذي تنتظره الشعوب المقهورة والثلة المستضعفة في أرجاء المعمورة بعد امتلاء الأرض جوراً، عن الإمام الصادق عليه السلام: «يوم الفتح، يوم تفتح الدنيا على القائم لا ينفع أحداً تقربٌ بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً وبهذا الفتح موقناً، فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم عند الله قدره وشأنه..» (معجم أحاديث الإمام المهدي 5345)

            ومن هنا يبدو أن التشابه في المهام الموكلة للشيعة في هاتين الحقبتين ينطلق من تشابه في الهدف وفي الدور المرسوم، وأن الاختلاف في طول الحقبتين قد يعزى إلى اختلاف في سعة الدور التغييري المتاح لكلتيهما .






            تعليق


            • #7
              فداء الكوثر فداء الكوثر
              عضو ماسي











              • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
              • المشاركات: 7774


              #1
              "في رحاب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام " 🔴⚫🔴

              اليوم, 02:53 PM



              الإمام المجتبى عليه السلام كأبيه المرتضى وجدّه المصطفى قائد مبدئي تتلخّص مهمّاته القياديّة في كلمة موجزة ذات معنىً واسع وأبعاد شتّى هي : « الهداية بأمر الله تعالى » إنطلاقاً من قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) .


              والهداية بأمر الله سبحانه تتجلّى في تبيان الشريعة وتقديم تفاصيل الأحكام العامّة أو المطلقة التي نصّ عليها القرآن الكريم والرسول العظيم ، كما تتجلّى في تفسير القرآن الحكيم وإيضاح مقاصد الرسول الكريم.

              وتتجلّى الهداية في تطبيق أحكام الله تعالى على الأُمّة المسلمة وصيانة الشريعة والنصوص الإلهيّة من أيّ تحريف أو تحوير يتصدّى له الضالّون المضلّون.

              والثورة التي فجّرها الإسلام العظيم هي ثورة ثقافيّة قبل أن تكون ثورة إجتماعيّة أو إقتصاديّة ، فلا غرو أن تجد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام يفرّغون أنفسهم لتربية الأُمّة وتثقيفها على مفاهيم الرسالة وقيمها ، وهم يرون أنّ مهمّتهم الأُولى هي التربية والتثقيف إنطلاقاً من النصّ القرآني الصريح في بيان أهداف الرسالة والرسول الذي يرى الإمام نفسه إستمراراً له وقيّماً على ما أثمرته جهود الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من « رسالة » و « أُمّة » و « دولة » ، قال تعالى مفصِّلاً لأهداف الرسالة ومهمّات الرسول : ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (2).

              ولئن غضّ الإمام المجتبى الطرف عن الخلافة لأسباب دينيّة ومبدئيّة ؛ فهو لم يترك الساحة ومواريث الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لتنهب بأيدي الجاهلييّن ، بل نجده قد تصدّى لتربية القاعدة التي على أساسها تقوم الدولة وعليها تطبّق أحكام الشريعة.

              وقد خلّف الإمام المجتبى تراثاً فكريّاً وعلميّاً ثرّاً من خلال ما قدّمه من نصوص للأُمّة الإسلاميّة على شكل خطب أو وصايا أو إحتجاجات أو رسائل أو أحاديث وصلتنا في فروع المعرفة المختلفة ، ممّا يكشف عن تنوّع إهتمامات الإمام الحسن وسعة علمه وإحاطته بمتطلّبات المرحلة التي كانت تعيشها الأُمّة المسلمة في عصره المحفوف بالفتن والدواهي التي قلّ فيها من كان يعي طبيعة المرحلة ومتطلّباتها إلّا أن يكون محفوفاً برعاية الله وتسديده.



              الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 142​​​​​​​







              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #8
                فداء الكوثر فداء الكوثر
                عضو ماسي











                • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
                • المشاركات: 7774


                #1
                "عظمة وسؤدد الإمام الحسن (عليه السلام)"🔴⚫🔴

                اليوم, 04:06 PM


                🔴التاريخ الإنساني كله يشهد
                أنه لا يوجد أحد له ما للإمام الحسن من الفضل والفخر والشرف والسؤدد إلا صنوه الإمام الحسين (ع)، فيُروى أن في مجلس من المجالس تفاخرت قريش والإمام الحسن بن علي (ع) حاضر لا ينطق، فقال معاوية: يا أبا محمد ما لك لا تنطق؟ فوالله ما أنت بمشوب الحسب ولا بكليل اللسان؟

                قال الحسن (ع): (ما ذكروا فضيلة إلاّ ولي محضها ولُبابها)، فأي فضيلة في قريش، وأي كرامة للعرب إلا وكان للإمام الحسن (ع) زبدتها وخلاصتها ولُبابها، فالفخر يأتي من بعده، والشرف بالانتساب إليه، وروي أن معاوية فَخَرَ يوماً فقال: أنا ابن بطحاء مكة...

                فقال الحسن بن علي (ع): (أعليّ تفتخر يا معاوية، أنا ابن عروق الثرى، أنا ابن مأوى التقى، أنا ابن مَنْ جاء بالهدى، أنا ابن مَنْ ساد أهل الدنيا بالفضل السابق والحسب الفائق، أنا ابن مَنْ طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله، فهل لك أب كأبي تباهيني به؟ وقديم كقديمي تساميني به؟ تقول: نعم أو لا).

                قال معاوية: بل أقول لا وهي لك تصديق.

                فقال الإمام الحسن (ع): الحق أبلج ما يحيل سبيله *** والحق يعرفه ذوو الألباب

                وعن المنهال بن عمرو أن معاوية سأل الحسن (عليه السلام) أن يصعد المنبر وينتسب، فصعد فحمد الله وأثنى عليه،

                ثم قال: (أيها الناس مَنْ عرفني فقد عرفني، ومَنْ لم يعرفني فسأبيِّن له نفسي؛
                بلدي مكة ومنى، وأنا ابن المروة والصفا، وأنا ابن النبي المصطفى، وأنا ابن مَنْ علا الجبال الرواسي، وأنا ابن مَنْ كسا محاسن وجهه الحيا، أنا ابن فاطمة سيدة النساء، أنا ابن (خَليات) قليلات العيوب، (أنا ابن) نقيات الجيوب - وأذن المؤذن، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله - فقال: يا معاوية محمد أبي أم أبوك؟ فإن قلتَ: ليس بأبي فقد كفرتَ، وإن قلتَ: نعم، فقد أقررتَ ثم قال: أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً منها، وأصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها يطلبون حقنا ولا يردون إلينا حقنا).


                هذه هي الحقيقة الواضحة كوضوح الشمس يُبينها الإمام الحسن السبط (ع) ولكن أنَّى لهذه الأمة الأموية أن تفقه مكانة وعظمة هذا الإمام، وهذه النعمة الكبرى فيها، فقدَّمت الذنابي على المقادم، والطلقاء الملاعين على سادة الخلق طراً، فتاهت وضاعت وما عرفت لأنها دانت بدين قريش وليس بدين الله تعالى الذي أنزله على حبيبه المصطفى (ص) واستودعأهل البيت الاطهار ع.


                📒📒📒📒📒
                (البحار المجلسي: ج ٤٣ ص ٣٥٦







                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #9
                  الفقيه الفقيه
                  عضو ذهبي











                  • تاريخ التسجيل: 17-04-2017
                  • المشاركات: 1992


                  #1
                  هداية الأعرابي على يد الامام الحسن (عليه السلام)

                  25-09-2021, 02:44 PM


                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  عن حذيفة بن اليمان قال:
                  بينا رسول الله (ص) في جبل أظنه حرى أو غيره ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (ع) وجماعة من المهاجرين والانصار وأنس حاضر لهذ الحديث وحذيفة يحدث به إذ أقبل الحسن بن علي (ع) يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول الله (ص) وقال:

                  إن جبرئيل يهديه وميكائيل يسدده وهو ولد والطاهر من نفسي وضلع من أضلاعي هذا سبطي وقرة عيني بأبي هو,

                  فقام رسول الله (ص) وقمنا معه وهو يقول له: أنت تفاحتي وأنت حبيبي ومهجة قلبي وأخذ بيده فمشى معه ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر إلى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه!

                  ثم قال: أما إنه سيكون بعدي هاديا مهدياً, هذا هدية من رب العالمين لي, ينبئ عني ويعرف الناس آثاري ويُحيي سنتي، ويتولى أموري في فعله، ينظر الله إليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك وبرني فيه وأكرمني فيه,

                  فما قطع رسول الله (ص) كلامه حتى أقبل إلينا أعرابي يجر هراوة له فلما نظر رسول الله (ص) إليه قال: قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم، وإنه يسألكم من أمور، إن لكلامه جفوة ,

                  فجاء الاعرابي فلم يسلم وقال: أيكم محمد؟
                  قلنا: وما تريد؟ قال رسول الله (ص): مهلاً، فقال: يا محمد لقد كنتُ أبغضك ولم أرك والآن فقد ازددت لك بغضاً!

                  قال: فتبسم رسول الله (ص) وغضبنا لذلك وأردنا بالاعرابي إرادة فأومأ إلينا رسول الله أن: اسكتوا!

                  فقال الاعرابي: يا محمد إنك تزعم أنك نبي, وإنك قد كذبت على الانبياء وما معك من برهانك شيء!

                  قال له: يا أعرابي وما يدريك؟

                  قال: فخبرني ببرهانك؟

                  قال: إن أحببت أخبَركَ عضو من أعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني .

                  قال: أو يتكلم العضو؟

                  قال: نعم، يا حسن قم!

                  فازدرى الاعرابي نفس وقال: هو ما يأتي ويقيم صبياً ليكلمني!

                  قال: إنك ستجده عالماً بما تريد, فابتدره الحسن (ع) وقال: مهلاً يا أعرابي!

                  لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك، وخادعت نفسك، غير أنك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء الله،

                  فتبسم الاعرابي وقال: هيه!

                  فقال له الحسن (ع): نعم اجتمعتم في نادي قومك، وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم، فزعمتم أن محمداً صنبور والعرب قاطبة تبغضه، ولا طالب له بثاره، وزعمت أنك قاتله وكان في قوم مؤنته، فحَمِلتَ نفسك على ذلك، وقد أخذتَ قناتك بيدك تؤمه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، وعمي عليك بصرك، وأبيت إلا ذلك فأتيتنا خوفاً من أن يشتهر وإنك إنما جئت بخير يراد بك, أنبئك عن سفرك:
                  خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها وأطلت سماؤها، وأعصر سحابها، فبقيت محرنجماً كالاشقر إن تقدم نحر وإن تأخر عقر، لا تسمع لواطئ حساً ولا لنافخ نار جرساً، تراكمت عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها, فلا تهتدي بنجم طالع، ولا بعَلَم لامع، تقطع محجة وتهبط لجة في ديمومة قفر بعيدة القعر، مجحفة بالسفر إذا علوت مصعداً ازددت بعداً، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريح عاصف، وبرق خاطف، قد أوحشتك آكامها، وقطعتك سلامها، فأبصرت فإذا أنت عندنا فقرّت عينُك، وظهر رينُك، وذهب أنينُك ..

                  قال: من أين قلت يا غلام هذا؟!
                  كأنك كشفت عن سويد قلبي !!
                  ولقد كنت كأنك شاهدتني!
                  وما خفي عليك شيء من أمري وكأنه علم الغيب!
                  ف‍قال له: ما الاسلام؟
                  فقال الحسن (ع): الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، فأسلم وحسن إسلامه وعلمه رسول الله (ص) شيئاً من القرآن فقال: يا رسول الله أرجع إلى قومي فأعرفهم ذلك؟
                  فأذن له، فانصرف ورجع ومعه جماعة من قومه، فدخلوا في الاسلام فكان الناس إذا نظروا إلى الحسن (عليه ).
                  قالوا:
                  لقد أعطي ما لم يعط أحد من الناس.

                  ------------------------------
                  البحار ج43 ص333, عن العدد القوية ص42, الثاقب في المناقب ص316 نحوه, وعنه مدينة المعاجز ج3 ص359, وينابيع المعاجز ص59







                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10
                    • تاريخ التسجيل: 20-04-2021
                    • المشاركات: 343


                    #1
                    زيارة الامام الحسن المجتبى عليه السلام

                    05-10-2021, 10:08 AM



                    زيارة الإمام الحســـن المجتبى عليه السلام . السَّلامُ عَلَيكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يا بْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بن خَدِيجَةَ الْكُبْرى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيَبَ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيْنَ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَحَجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا لِسَانَ حِكْمَةِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْك يا ناصِرَ دِينِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَرُّ التَّقِي ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقَائِمُ الْأَمِينُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها العالِمُ بِالتَّنزِيلِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ بالتَّأْوِيلِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها الْبَاهِرُ الْخَفِي ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطاهِرُ الزَّكِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحَقُّ الحَقِيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاي يَا أَبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وصل الله على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين .

                    3\الاستغاثـــة بـالإمام الحســـن المجتبى عليه السلام.
                    يا غياث المستغيثين أغثني بـ المظلوم المسموم الإمام الحسن المجتبى أدركني بعدد7 مرات
                    يا غياث المستغيثين أغثني بصاحب القبر المهدم الإمام الحسن المجتبى أدركني بعدد 7 مرات
                    يا غياث المستغيثين أغثني بشفاعة الإمام الحسن المجتبى أدركني بعدد 7مرات

                    4\اللهــم العن قتلة الإمام الحســن المجتبى. 100 مره.

                    5\ ثم تقول "يا أَبا مُحَمَّدٍ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّهَا الْمُجْتَبَى يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، يا حُجَّةَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللهِ وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ الله"

                    وذكر حاجتك تقضى بحق كريم أهل البيت الامام الحسن المجتبى(ع( .وماجورين ومثابين .






                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X