إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) زيارةٌ تجدد الأحزان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) زيارةٌ تجدد الأحزان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته



    اليوم الأربعين بعد الوفاة أهميةٌ من قِبلِ أهل الفقيد ؛ حيث يقومون بإسداء البِرِّ إليه , وعدِّ مزاياه في عَقد مجلس تأبيني يُدوَّن تخليداً لذكره . والاعتناء بهذه المناسبة عادة إسلاميّة ترتبط بأهمية العدد (أربعين) وقدسيته .

    ولم تقتصر هذه المناسبة على الإسلام فحسب ؛ فهي عادة قديمة كانت تقام في الديانات الاُخرى كالنصرانيّة واليهوديّة , والحضارات القديمة كالسومريّة والبابليّة ؛ فالحِداد على الميت أربعين يوماً طريقة مألوفة وعادة متوارثة بين الناس .

    وفي اليوم الأربعين من وفاته يقام على قبره تأبين يحضره أقاربه وخاصته وأصدقاؤه ؛ فالنصارى يقيمون حفلة تأبينية على الميت بعد أربعين يوماً من وفاة فقيدهم ، يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصلاة عليه المسمّاة عندهم بصلاة الجنازة ، ويفعلون ذلك في نصف السنة , وعند تمامها إعادة لذكراه , وتنويهاً به وبآثاره وأعماله .

    وقد اعتنى الإسلام بهذه العادة ؛ فقد رويت أحاديث شريفة في قدسية العدد أربعين , منها ما ذكره ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب , في شهادة علي (عليه السّلام) : عن أبي ذر الغفاري , عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( إنّ الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحاً )) .

    خصوصية الشعائر في أربعين الحسين (عليه السّلام)

    تأتي خصوصية إقامة الشعائر الحسينيّة في يوم أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) المصادف في العشرين من صفر ؛ كونها تشكّل إحياءً لنهضة الإمام الحسين (عليه السّلام) الإصلاحية , وتعاليمه الأخلاقية , ومبادئه النبوية ؛ فإنّ قضية سيد الشهداء (عليه السّلام) هي التي ميّزت بين دعوة الحق والباطل , ولولا نهضة الحسين (عليه السّلام) ووقوفه بوجه الظلم والطغيان الاُموي لكاد الإسلام أن يندثر , حتّى قيل : الإسلام محمّدي الوجود , حسيني البقاء .

    وما قام به الإمام الحسين (عليه السّلام) في نهضته الإصلاحيّة كان امتداداً لدعوة الرسول (صلّى الله عليه وآله) لنشر الإسلام , وهو (عليه السّلام) الامتداد الطبيعي للنبي (صلّى الله عليه وآله) بنص حديث الرسول : (( حسين منّي وأنا من حسين )) .

    وتأتي خصوصيتها أيضاً في استذكار الفاجعة التي جرت على أهل البيت (عليهم السّلام) في يوم عاشوراء , وما صاحبها من المآسي والآلام , وتعريف الناس بجور بني اُميّة وأذنابهم .

    كما تتزامن إقامة الشعائر الحسينيّة في يوم الأربعين مع ذكرى رجوع الرأس الشريف من الشام إلى العراق ، ودفنه مع الجسد الطاهر في يوم العشرين من صفر كما جاء في الروايات ، ويسمى هذا اليوم في العراق (مَرَد الرأس) , فتقام الشعائر استذكاراً لهذه الحادثة الأليمة فتتجدّد الأحزان .



    جابر مع الإمام السجاد (عليه السّلام)
    تواترت الروايات على أن السبايا بعد أن أخروجهم من الشام توجّهوا إلى كربلاء , فوصلوها يوم العشرين من صفر ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي ومعه جماعة من الشيعة توافدوا لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام)، فالتقى ركب السبايا معهم وأقاموا البكاء والنحيب.

    وقد نصّت على ذلك العديد من الكتب المعتبرة ؛ فقد جاء في موسوعة آل النبي (صلّى الله عليه وآله) / 747 ، في وصف الرحلة من الشام الى المدينة : قالت زينب (عليها السّلام) للدليل مرة : لو عرجت بنا على كربلاء .

    فأجاب الدليل محزوناً : أفعل .

    ومضى بهم حتّى أشرفوا على الساحة المشؤومة , وكان قد مضى على المذبحة يومئذ أربعون يوماً ، وما تزال الأرض ملطّخة ببقع من دماء الشهداء , وبقية من أشلاء غضّة عفا عنها وحش الفلاة .

    وناحت النوائح , وأقمن هناك ثلاثة أيام لم تهدأ لهنّ لوعة , ولم ترقأ لهنّ دمعة , ثمَّ أخذ الركب المنهك طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) .

    وتقول الروايات أيضاً : إنّ يزيد أمر برد السبايا والاُسارى من الشام إلى المدينة المنوّرة في الحجاز , مصطحبين بالرؤوس , تحت إشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الأنصاري ، فلما بلغ الركب ارض العراق في طريقه إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) قالت زينب للدليل : مر بنا على طريق كربلاء .

    ومضى بهم حتّى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة , وكان جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل , وجماعة من بني هاشم , ورجال من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين (عليه السّلام) .

    يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف / 86 : فتوافدوا في وقت واحد , وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم , وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد , واجتمع عليهم أهل السواد , وأقاموا على ذلك أياماً .

    أمّا قصة جابر بن عبد الله الأنصاري فتتلخص في أنه بعد أن علم بمقتل الإمام الشهيد الحسين (عليه السّلام) توجّه من المدينة المنورة نحو أرض كربلاء , وكان قد كُفّ بصره .

    يقول عطية العوفي , وكان مع جابر : عندما وصلنا إلى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها , ولبس أطهر ثيابه ، ثمَّ فتح صرّة فيها سعد فنشرها على بدنه , ثمَّ لم يخطُ خطوة إلاّ ذكر الله تعالى , حتّى إذا دنا من القبر قال : ألمسنيه ياعطية .

    فألمستُهُ إيّاه ، فخرّ على القبر مغشياً عليه , فرششت عليه من الماء , فلمّا أفاق قال : ياحسين ! (ثلاثاً) , ثمّ قال : حبيب لا يجيب حبيبه ! ثمّ قال : وأنّى لك بالجواب وقد شُخبت أوداجك على أثباجك ، وفُرّق بين بدنك ورأسك ! أشهد أنك ابن خير النبيِّين , وابن سيد الوصيِّين , وابن حليف التقوى , وسليل الهدى , وخامس أصحاب الكسا , وابن سيد النقبا , وابن فاطمة سيدة النسا ... إلخ .

    إلى أن تقول الرواية : ومضى عطية ليرى مَن هم القادمون من ناحية الشام , فما أسرع أن رجع وهو يقول : يا جابر , قم واستقبل حرم رسول الله ، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته .

    فقام جابر حافي الأقدام , مكشوف الرأس إلى أن دنا من الإمام زين العابدين (عليه السّلام) , فحدّثه الإمام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد , وكان مما قاله (عليه السّلام) : (( يا جابر , ها هنا والله قُتلت رجالنا , وذُبحت أطفالنا , وسُبيت نساؤنا , وحُرقت خيامنا )) .

    ومنذ ذلك اليوم , وهو العشرين من صفر , أصبح هذا التاريخ مشهوداً ؛ فتتوافد مئات الآلاف من الزائرين على كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السّلام) وإقامة الشعائر , وتجديد هذه الذكرى المؤلمة .



    الأربعين في أقوال الأئمة (عليهم السّلام)
    وردت روايات عن الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) في خصوصية يوم الأربعين , وفضل زيارة الحسين (عليه السّلام) في ذلك اليوم ؛ ففي مستدرك الوسائل للنوري / 215 باب 94 , عن زرارة بن أعين , عن ابي عبد الله الصادق (عليه السّلام) أنه قال : (( إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم ، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد ، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً , وما اختضبت امرأة منّا , ولا أدهنت , ولا اكتحلت , ولا رجلت حتّى أتانا رأس عبيد الله بن زياد , وما زلنا في عبرة من بعده )) .

    وروي في كامل الزيارات / 90 باب 28 , عن الإمام محمد الباقر (عليه السّلام) أنه قال : (( إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً )) .

    أمّا زيارة الإمام الحسين (عليه السّلام) يوم الأربعين فقد وردت في أحاديث عن الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) في فضلها , منها ما روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) أنه قال : (( علامات المؤمن خمس ؛ صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم )) .

    أمّا الزيارة المشهورة في يوم الأربعين والمعروفة بالأربعينيّة فقد رويت على روايتين ؛ الرواية الاُولى رواها صفوان الجمال عن الإمام الصادق (عليه السّلام) , فقال : قال لي مولاي الصادق (عليه السّلام) : (( تزور الحسين عند ارتفاع النهار , وتقول ... )) , ثم تلا الزيارة .

    أمّا الرواية الثانية فقد رويت عن عطا , عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كنت مع جابر يوم العشرين من صفر , فلمّا وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها , ولبس قميصاً كان معه طاهراً , ثمّ قال لي : أمعك شيء من الطيب ياعطا ؟

    قلت : سعدٌ .

    فجعل منه على رأسه وسائر جسده , ثمَّ مشى حافياً حتّى وقف عند رأس الحسين (عليه السّلام) , وكبّر ثلاثاً ثمَّ خرّ مغشياً عليه , فلما افاق سمعته يقول : ... ثمّ تلا الزيارة .


    الزيارة في المصادر
    ذكر الكثير من العلماء الأعلام فضل زيارة الحسين (عليه السّلام) في يوم الأربعين , وقد استدلوا في ذلك على روايات الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) , منهم :

    1 ـ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب 2 / 17 باب فضل زيارة الحسين (عليه السّلام) , فإنّه بعد أن روى الأحاديث في فضل زيارته (عليه السّلام) ذكر المقيّد منها بأوقات خاصة , وذكر شهر صفر وما فيه من الحوادث .

    نقل عن مصباح المتهجد / 551 , ثمّ قال : وفي يوم العشرين منه رجوع حرم أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) من الشام إلى مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله) , وورود جابر بن عبد الله الأنصاري إلى كربلاء لزيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) , فكان أول مَن زاره من الناس , وهي زيارة الأربعين . ثم روى حديث الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) .

    2 ـ أبو الريحان البيروني في الآثار الباقية / 331 : في العشرين من صفر رد الرأس إلى جثّته فدُفن معها , وفيه زيارة الأربعين , ومجيء حرمه بعد انصرافهم من الشام .

    3 ـ العلامة الحلي في المنتهى ـ كتاب الزيارات بعد الحج : يُستحب زيارة الحسين (عليه السّلام) في العشرين من صفر . ثم روى حديث الإمام العسكري (عليه السّلام) .

    4 ـ العلامة المجلسي في البحار ـ باب فضل زيارة الحسين (عليه السّلام) يوم الأربعين .

    5 ـ السيد ابن طاووس في الإقبال .

    6 ـ الشيخ يوسف البحراني في الحدائق , في الزيارات بعد الحج .

    7 ـ الشيخ المفيد في مسار الشيعة .

    8 ـ العلامة الحلي في التذكرة والتحرير .

    9 ـ ملا محسن الفيض في تقويم المحسنين .

    10 ـ الشيخ البهائي في توضيح المقاصد الأربعين .

    11 ـ الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان .

    الزيارة .. الشعائر والإحصائيّات

    منذ أن التقى الإمام زين العابدين (عليه السّلام) في كربلاء بالصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري أصبحت كربلاء قبلة للزوار في يوم العشرين من صفر ـ أربعين الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ يؤمّها الملايين من المسلمين من الكثير من البلدان العربيّة والإسلاميّ




  • #2
    مدائن من الشكر لروحك الطيبه
    ع النقـــــل الرائع والمميز
    ارقى التحايا لروحك العذبه












    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X