بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ
قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، سُورَةُ الحُجُراتِ، الآية 13.
في الثَّامنِ مِنْ صَفرٍ في كُلِّ عامٍ تَحِلُّ ذكرى شهادةِ الصَّحابي الجَّليلِ (سلمان الفارسي) الّذي كانَ إسمُهُ قبلَ الاسلامِ روزبه أي (سعيد).
ولد في قرية تسمى (جى) من قرى مدينة إصفهان، وكان أبوه رئيس القرية وكان رجلًا ثريًّا، وفي ذلك الوقت كان أهل فارس يعبدون النار، وتكون ولادته في عهد الإمبراطورية الساسانية، وعند حساب عمره من تأريخ وفاته عام(34هـ/654م) فإنَّ تاريخَ ولادتِهِ يعودُ إلى عامِ(404م)وتحديداً في عهدِ المَلِكِ الساساني يزد جرد الأوَّل.
ويُكنى الصحابي سلمان (أبو عبد الله)، ويلقب (سلمان ابن الإسلام)، ومن الالقاب المشهور (سلمان الفارسي)
بعد إسلامه أسندت إليه مهمة حلاقة النبي (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وهي مهمة لا يصح أن تسند إلى أي شخص، فسمّي سلمان وهو الحلاق بالفارسية، ولما تحققت من المعاجم الفارسية وجدت أن الحلاق كممتهن للحلاقة يطلق عليه بالفارسية سلمان
وَقَالَ سَلْمَانُ (رض): ( فَأَعْتَقَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَمَّانِي سَلْمَانَ)، بحار الأنوار ، ج22، ص355.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ اَلْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ( ذُكِرَ عِنْدَهُ سَلْمَانُ اَلْفَارِسِيُّ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَهْ لاَ تَقُولُوا سَلْمَانَ اَلْفَارِسِيَّ وَ لَكِنْ قُولُوا سَلْمَانَ اَلْمُحَمَّدِيَّ ذَاكَ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ )، رجال الکشی ، ج1، ص12.
و الحديث الشريف التالي مستوحىً من كلامِ رسولِ اللهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):-
عَنِ اَلْفَضْلِ بْنِ عِيسَى اَلْهَاشِمِيِّ قَالَ: ( دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَا وَ أَبِي فَقَالَ لَهُ: أَمِنْ قَوْلِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَلْمَانُ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): نَعَمْ فَقَالَ: أَيْ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ فَقَالَ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَقَالَ لَهُ: أَيْ مِنْ وُلْدِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي لاَ أَعْرِفُهُ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): فَاعْرِفْهُ يَا عِيسَى فَإِنَّهُ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنَّ اَللَّهَ خَلَقَ طِينَتَنَا مِنْ عِلِّيِّينَ وَ خَلَقَ طِينَةَ شِيعَتِنَا مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَهُمْ مِنَّا وَ خَلَقَ طِينَةَ عَدُوِّنَا مِنْ سِجِّينٍ وَ خَلَقَ طِينَةَ شِيعَتِهِمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ وَ هُمْ مِنْهُمْ وَ سَلْمَانُ خَيْرٌ مِنْ لُقْمَانَ)، بحار الأنوار ج22 ص331.
سلمان المحمدي (سلام الله عليه) صحابي جليل عرف بولائه وانقطاعه إلى النَّبيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وأهلِ بيتِهِ الكِرام (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) وذوبانه في محبتهم وطاعتهم ، فقَدْ وَرَدَ عَنِ اَلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَطَبَنَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى مِنْبَرِ اَلْكُوفَةِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ( أَيُّهَا اَلنَّاسُ سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَإِنَّ بَيْنَ جَوَانِحِي عِلْماً جَمّاً فَقَامَ إِلَيْهِ اِبْنُ اَلْكَوَّاءِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَخْبِرْنِي عَنْ سَلْمَانَ اَلْفَارِسِيِّ قَالَ بَخْ بَخْ سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ اَلْحَكِيمِ عَلِمَ عِلْمَ اَلْأَوَّلِ وَ عِلْمَ اَلْآخِرِ )، بحار الأنوار ، ج10،ص121.
وهو(رض) ليس أحد الأئمة المعصومين المنصوص على طاعتهم وولائهم عند الشيعة الإمامية، وإنّما هو ركن مهم وقطب من أقطاب التشيع في صدر الرسالة الأول
تزوج سلمان امرأة من كندة ورزق منها أولاداً ذكروا منهم محمداً وعبد الله وعبد الرحمن .
رَوَى الكشي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ اَلْيَمَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: ( تَزَوَّجَ سَلْمَانُ اِمْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَإِذَا لَهَا خَادِمَةٌ وَ عَلَى بَابِهَا عَبَاءَةٌ، فَقَالَ سَلْمَانُ إِنَّ فِي بَيْتِكُمْ هَذَا لَمَرِيضاً أَوْ قَدْ تَحَوَّلَتِ اَلْكَعْبَةُ فِيهِ فَقِيلَ إِنَّ اَلْمَرْأَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَسْتُرَ عَلَى نَفْسِهَا فِيهِ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ اَلْجَارِيَةُ قَالُوا كَانَ لَهَا شَيْءٌ فَأَرَادَتْ أَنْ تُخْدَمَ. قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ - أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ جَارِيَةٌ فَلَمْ يَأْتِهَا أَوْ لَمْ يُزَوِّجْهَا مَنْ يَأْتِيهَا ثُمَّ فَجَرَتْ كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَ مَنْ أَقْرَضَ قَرْضاً فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِشَطْرِهِ، فَإِنْ أَقْرَضَهُ اَلثَّانِيَةَ كَانَ بِرَأْسِ اَلْمَالِ وَ أَدَاءُ اَلْحَقِّ إِلَى صَاحِبِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ بِهِ فِي بَيْتِهِ أَوْ فِي رَحْلِهِ فَيَقُولَ هَا وَ خُذْهُ )، رجال الکشی ، ج1، ص16
وعاشت معه حتى توفيت في المدائن، فكتب له أمير المؤمنين (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يعزيه: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قَد بَلَغَني يا أبا عَبدِ اللَّهِ سَلْمانَ مُصِيبَتُكَ بِأَهلِكَ ، وَأَوْجَعَنِي بَعضُ مَا أوْجَعَك ، وَلَعَمرِي لَمُصِيبَةٌ تُقَدِّمُ أجرَها ، خَيْرٌ مِن نِعمَةٍ يُسْألُ عَن شُكْرِها ، وَلَعلَّكَ لا تَقُوُمُ بها ، والسَّلامُ عَلَيْكَ )، تاريخ دمشق،ج،ص429.
وتزوج بعدها أمَةً له إسمها بقيرة وكانت عنده حتى توفي .(الطبقات،ج4،ص92)
ذكر ميرزا حسين النوري الطبرسي في كتابه (نفس الرحمن في فضائل سلمان) ص 649 – 650 ، عن الصدوق رحمه الله في إكمال الدين : (إنّ سلمان كان ممّن ضرب في الأرض لطلب الحجّة, فلم يزل ينتقل من عالم إلى عالم, ومن فقيه إلى فقيه, ويبحث عن الأسرار ويستدل بالأخبار منتظراً لقيام القائم سيّد الأولين والآخرين محمّد صلى الله عليه وآله أربعمأة سنة - إلى آخر ما ذكره)
فلو كان خروجه في طلب الدين في سن الستين إلى السبعين, كان عمره قريباً من خمسمأة, لما تقدم من أنّه توفي في سنة أربع أو ست وثلاثين .
وروى الشيخ الصدوق بسنده عن زكريّا، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) قَالَ: ( قُلْتُ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَ لاَ تُخْبِرُنَا كَيْفَ كَانَ سَبَبُ إِسْلاَمِ سَلْمَانَ اَلْفَارِسِيِّ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلْمَانَ اَلْفَارِسِيَّ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ جَمَاعَةً مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عِنْدَ قَبْرِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِسَلْمَانَ يَا بَا عَبْدِ اَللَّهِ أَ لاَ تُخْبِرُنَا بِمَبْدَإِ أَمْرِكَ فَقَالَ سَلْمَانُ وَ اَللَّهِ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ غَيْرَكَ سَأَلَنِي مَا أَخْبَرْتُهُ أَنَا كُنْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ شِيرَازَ مِنْ أَبْنَاءِ اَلدَّهَاقِينِ وَ كُنْتُ عَزِيزاً عَلَى وَالِدَيَّ فَبَيْنَا أَنَا سَائِرٌ مَعَ أَبِي فِي عِيدٍ لَهُمْ إِذَا أَنَا بِصَوْمَعَةٍ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ يُنَادِي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ عِيسَى رُوحُ اَللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبُ اَللَّهِ فَرَصُفَ حُبُّ مُحَمَّدٍ فِي لَحْمِي وَ دَمِي فَلَمْ يَهْنِئْنِي طَعَامٌ وَ لاَ شَرَابٌ فَقَالَتْ لِي أُمِّي يَا بُنَيَّ مَا لَكَ اَلْيَوْمَ لَمْ تَسْجُدْ لِمَطْلَعِ اَلشَّمْسِ قَالَ فَكَابَرْتُهَا حَتَّى سَكَتَتْ فَلَمَّا اِنْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي إِذَا أَنَا بِكِتَابٍ مُعَلَّقٍ فِي اَلسَّقْفِ فَقُلْتُ لِأُمِّي مَا هَذَا اَلْكِتَابُ فَقَالَتْ يَا رُوزْبِهُ إِنَّ هَذَا اَلْكِتَابَ لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِيدِنَا رَأَيْنَاهُ مُعَلَّقاً فَلاَ تَقْرَبْ ذَلِكَ اَلْمَكَانَ فَإِنَّكَ إِنْ قَرِبْتَهُ قَتَلَكَ أَبُوكَ قَالَ فَجَاهَدْتُهَا حَتَّى جَنَّ اَللَّيْلُ وَ نَامَ أَبِي وَ أُمِّي فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ اَلْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ هَذَا عَهْدٌ مِنَ اَللَّهِ إِلَى آدَمَ أَنَّهُ خَالِقٌ مِنْ صُلْبِهِ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ اَلْأَخْلاَقِ وَ يَنْهَى عَنْ عِبَادَةِ اَلْأَوْثَانِ يَا رُوزْبِهُ اِئْتِ وَصِيَّ عِيسَى فَآمِنْ وَ اُتْرُكِ اَلْمَجُوسِيَّةَ قَالَ فَصَعِقْتُ صَعْقَةً وَ زَادَنِي شِدَّةً قَالَ فَعَلِمَ أَبِي وَ أُمِّي بِذَلِكَ فَأَخَذُونِي وَ جَعَلُونِي فِي بِئْرٍ عَمِيقَةٍ وَ قَالُوا لِي إِنْ رَجَعْتَ وَ إِلاَّ قَتَلْنَاكَ فَقُلْتُ لَهُمْ اِفْعَلُوا بِي مَا شِئْتُمْ حُبُّ مُحَمَّدٍ لاَ يَذْهَبُ مِنْ صَدْرِي قَالَ سَلْمَانُ وَ اَللَّهِ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ اَلْعَرَبِيَّةَ قَبْلَ قِرَاءَتِيَ اَلْكِتَابَ وَ لَقَدْ فَهَّمَنِيَ اَللَّهُ اَلْعَرَبِيَّةَ مِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ قَالَ فَبَقِيتُ فِي اَلْبِئْرِ فَجَعَلُوا يُنْزِلُونَ إِلَيَّ قُرَصاً صِغَاراً فَلَمَّا طَالَ أَمْرِي رَفَعْتُ يَدِي إِلَى اَلسَّمَاءِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ إِنَّكَ حَبَّبْتَ مُحَمَّداً وَ وَصِيَّهُ إِلَيَّ فَبِحَقِّ وَسِيلَتِهِ عَجِّلْ فَرَجِي وَ أَرِحْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَأَتَانِي آتٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ قَالَ قُمْ يَا رُوزْبِهُ فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَتَى بِيَ اَلصَّوْمَعَةَ فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ عِيسَى رُوحُ اَللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبُ اَللَّهِ فَأَشْرَفَ عَلَيَّ اَلدَّيْرَانِيُّ فَقَالَ أَنْتَ رُوزْبِهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اِصْعَدْ فَأَصْعَدَنِي إِلَيْهِ وَ خَدَمْتُهُ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ اَلْوَفَاةُ قَالَ إِنِّي مَيِّتٌ فَقُلْتُ لَهُ فَعَلَى مَنْ تُخَلِّفُنِي فَقَالَ لاَ أَعْرِفُ أَحَداً يَقُولُ بِمَقَالَتِي إِلاَّ رَاهِباً بِأَنْطَاكِيَةَ فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ وَ اِدْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا اَللَّوْحَ وَ نَاوَلَنِي لَوْحاً فَلَمَّا مَاتَ غَسَّلْتُهُ وَ كَفَّنْتُهُ وَ دَفَنْتُهُ وَ أَخَذَتُ اَللَّوْحَ وَ صِرْتُ بِهِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ وَ أَتَيْتُ اَلصَّوْمَعَةَ وَ أَنْشَأَتُ أَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ عِيسَى رُوحُ اَللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبُ اَللَّهِ فَأَشْرَفَ عَلَيَّ اَلدَّيْرَانِيُّ فَقَالَ لِي أَنْتَ رُوزْبِهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اِصْعَدْ فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ فَخَدَمْتُهُ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ اَلْوَفَاةُ قَالَ لِي إِنِّي مَيِّتٌ فَقُلْتُ عَلَى مَنْ تُخَلِّفُنِي فَقَالَ لاَ أَعْرِفُ أَحَداً يَقُولُ بِمَقَالَتِي إِلاَّ رَاهِباً بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَإِذَا أَتَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ وَ اِدْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا اَللَّوْحَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ غَسَّلْتُهُ وَ كَفَّنْتُهُ وَ دَفَنْتُهُ وَ أَخَذْتُ اَللَّوْحَ وَ أَتَيْتُ اَلصَّوْمَعَةَ وَ أَنْشَأَتُ أَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ عِيسَى رُوحُ اَللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبُ اَللَّهِ فَأَشْرَفَ عَلَيَّ اَلدَّيْرَانِيُّ فَقَالَ أَنْتَ رُوزْبِهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اِصْعَدْ فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ وَ خَدَمْتُهُ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ اَلْوَفَاةُ قَالَ لِي إِنِّي مَيِّتٌ قُلْتُ عَلَى مَنْ تُخَلِّفُنِي فَقَالَ لاَ أَعْرِفُ أَحَداً يَقُولُ بِمَقَالَتِي فِي اَلدُّنْيَا وَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ قَدْ حَانَتْ وِلاَدَتُهُ فَإِذَا أَتَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي اَلسَّلاَمَ وَ اِدْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا اَللَّوْحَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ غَسَّلْتُهُ وَ كَفَّنْتُهُ وَ دَفَنْتُهُ وَ أَخَذْتُ اَللَّوْحَ وَ خَرَجْتُ فَصَحِبْتُ قَوْماً فَقُلْتُ لَهُمْ يَا قَوْمُ اِكْفُونِي اَلطَّعَامَ وَ اَلشَّرَابَ أَكْفِكُمُ اَلْخِدْمَةَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَأْكُلُوا شَدُّوا عَلَى شَاةٍ فَقَتَلُوهَا بِالضَّرْبِ ثُمَّ جَعَلُوا بَعْضَهَا كَبَاباً وَ بَعْضَهَا شِوَاءً فَامْتَنَعْتُ مِنَ اَلْأَكْلِ فَقَالُوا كُلْ فَقُلْتُ إِنِّي غُلاَمٌ دَيْرَانِيٌّ وَ إِنَّ اَلدَّيْرَانِيِّينَ لاَ يَأْكُلُونَ اَللَّحْمَ فَضَرَبُونِي وَ كَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَقَالَ بَعْضُهُمْ أَمْسِكُوا عَنْهُ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ شَرَابٌ فَإِنَّهُ لاَ يَشْرَبُ فَلَمَّا أَتَوْا بِالشَّرَابِ قَالُوا اِشْرَبْ فَقُلْتُ إِنِّي غُلاَمٌ دَيْرَانِيٌّ وَ إِنَّ اَلدَّيْرَانِيِّينَ لاَ يَشْرَبُونَ اَلْخَمْرَ فَشَدُّوا عَلَيَّ وَ أَرَادُوا قَتْلِي فَقُلْتُ لَهُمْ يَا قَوْمُ لاَ تَضْرِبُونِي وَ لاَ تَقْتُلُونِي فَإِنِّي أُقِرُّ لَكُمْ بِالْعُبُودِيَّةِ فَأَقْرَرْتُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ وَ أَخْرَجَنِي وَ بَاعَنِي بِثَلاَثِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَالَ فَسَأَلَنِي عَنْ قِصَّتِي فَأَخْبَرْتُهُ وَ قُلْتُ لَيْسَ لِي ذَنْبٌ إِلاَّ أَنْ أَحْبَبْتُ مُحَمَّداً وَ وَصِيَّهُ فَقَالَ اَلْيَهُودِيُّ وَ إِنِّي لَأُبْغِضُكَ وَ أُبْغِضُ مُحَمَّداً ثُمَّ أَخْرَجَنِي إِلَى خَارِجِ دَارِهِ وَ إِذَا رَمْلٌ كَثِيرٌ عَلَى بَابِهِ فَقَالَ وَ اَللَّهِ يَا رُوزْبِهُ لَئِنْ أَصْبَحْتَ وَ لَمْ تَنْقُلْ هَذَا اَلرَّمْلَ كُلَّهُ مِنْ هَذَا اَلْمَوْضِعِ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ فَجَعَلْتُ أَحْمِلُ طُولَ لَيْلِي فَلَمَّا أَجْهَدَنِي اَلتَّعَبُ رَفَعْتُ يَدِي إِلَى اَلسَّمَاءِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ إِنَّكَ حَبَّبْتَ مُحَمَّداً وَ وَصِيَّهُ إِلَيَّ فَبِحَقِّ وَسِيلَتِهِ عَجِّلْ فَرَجِي وَ أَرِحْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَبَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِيحاً قَلَعَتْ ذَلِكَ اَلرَّمْلَ مِنْ مَكَانِهِ إِلَى اَلْمَكَانِ اَلَّذِي قَالَ اَلْيَهُودِيُّ فَلَمَّا أَصْبَحَ نَظَرَ إِلَى اَلرَّمْلِ قَدْ نُقِلَ كُلُّهُ فَقَالَ يَا رُوزْبِهُ أَنْتَ سَاحِرٌ وَ أَنَا لاَ أَعْلَمُ فَلَأُخْرِجَنَّكَ مِنْ هَذِهِ اَلْقَرْيَةِ لِئَلاَّ تُهْلِكَهَا قَالَ فَأَخْرَجَنِي وَ بَاعَنِي مِنِ اِمْرَأَةٍ سُلَيْمِيَّةٍ فَأَحَبَّتْنِي حُبّاً شَدِيداً وَ كَانَ لَهَا حَائِطٌ فَقَالَتْ هَذَا اَلْحَائِطُ لَكَ كُلْ مِنْهُ مَا شِئْتَ وَ هَبْ وَ تَصَدَّقْ قَالَ فَبَقِيتُ فِي ذَلِكَ اَلْحَائِطِ مَا شَاءَ اَللَّهُ فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي اَلْحَائِطِ إِذَا أَنَا بِسَبْعَةِ رَهْطٍ قَدْ أَقْبَلُوا تُظِلُّهُمْ غَمَامَةٌ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَ اَللَّهِ مَا هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ أَنْبِيَاءَ وَ إِنَّ فِيهِمْ نَبِيّاً قَالَ فَأَقْبَلُوا حَتَّى دَخَلُوا اَلْحَائِطَ وَ اَلْغَمَامَةُ تَسِيرُ مَعَهُمْ فَلَمَّا دَخَلُوا إِذَا فِيهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ اَلْمِقْدَادُ وَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَدَخَلُوا اَلْحَائِطَ فَجَعَلُوا يَتَنَاوَلُونَ مِنْ حَشَفِ اَلنَّخْلِ وَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ لَهُمْ كُلُوا اَلْحَشَفَ وَ لاَ تُفْسِدُوا عَلَى اَلْقَوْمِ شَيْئاً فَدَخَلْتُ عَلَى مَوْلاَتِي فَقُلْتُ لَهَا يَا مَوْلاَتِي هَبِي لِي طَبَقاً مِنْ رُطَبٍ فَقَالَتْ لَكَ سِتَّةُ أَطْبَاقٍ قَالَ فَجِئْتُ فَحَمَلْتُ طَبَقاً مِنْ رُطَبٍ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنْ كَانَ فِيهِمْ نَبِيٌّ فَإِنَّهُ لاَ يَأْكُلُ اَلصَّدَقَةَ وَ يَأْكُلُ اَلْهَدِيَّةَ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ هَذِهِ صَدَقَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كُلُوا وَ أَمْسَكَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ وَ قَالَ لِزَيْدٍ مُدَّ يَدَكَ وَ كُلْ فَأَكَلُوا وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ عَلاَمَةٌ فَدَخَلْتُ إِلَى مَوْلاَتِي فَقُلْتُ لَهَا هَبِي طَبَقاً آخَرَ فَقَالَتْ لَكَ سِتَّةُ أَطْبَاقٍ قَالَ جِئْتُ فَحَمَلْتُ طَبَقاً مِنْ رُطَبٍ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ هَذِهِ هَدِيَّةٌ فَمَدَّ يَدَهُ قَالَ بِسْمِ اَللَّهِ كُلُوا فَمَدَّ اَلْقَوْمُ جَمِيعاً أَيْدِيَهُمْ وَ أَكَلُوا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ أَيْضاً عَلاَمَةٌ قَالَ فَبَيْنَا أَنَا أَدُورُ خَلْفَهُ إِذْ حَانَتْ مِنَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ اِلْتِفَاتَةٌ فَقَالَ يَا رُوزْبِهُ تَطْلُبُ خَاتَمَ اَلنُّبُوَّةِ فَقُلْتُ نَعَمْ فَكَشَفَ عَنْ كَتِفَيْهِ فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمِ اَلنُّبُوَّةِ مَعْجُونٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ فَسَقَطْتُ عَلَى قَدَمِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أُقَبِّلُهَا فَقَالَ لِي يَا رُوزْبِهُ اُدْخُلْ عَلَى هَذِهِ اَلْمَرْأَةِ وَ قُلْ لَهَا يَقُولُ لَكِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ تَبِيعِينَّا هَذَا اَلْغُلاَمَ فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ لَهَا يَا مَوْلاَتِي إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ يَقُولُ لَكِ تَبِيعِينَّا هَذَا اَلْغُلاَمَ فَقَالَتْ قُلْ لَهُ لاَ أَبِيعُكَهُ إِلاَّ بِأَرْبَعِمِائَةِ نَخْلَةٍ مِائَتَيْ نَخْلَةٍ مِنْهَا صَفْرَاءَ وَ مِائَتَيْ نَخْلَةٍ مِنْهَا حَمْرَاءَ قَالَ فَجِئْتُ إِلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ مَا أَهْوَنَ مَا سَأَلَتْ ثُمَّ قَالَ قُمْ يَا عَلِيُّ فَاجْمَعْ هَذَا اَلنَّوَى كُلَّهُ فَأَخَذَهُ وَ غَرَسَهُ قَالَ اِسْقِهِ فَسَقَاهُ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا بَلَغَ آخِرَهُ حَتَّى خَرَجَ اَلنَّخْلُ وَ لَحِقَ بَعْضُهُ بَعْضاً فَقَالَ لِيَ اُدْخُلْ إِلَيْهَا وَ قُلْ لَهَا يَقُولُ لَكِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ خُذِي شَيْئَكِ وَ اِدْفَعِي إِلَيْنَا شَيْئَنَا قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا وَ قُلْتُ ذَلِكَ فَخَرَجَتْ وَ نَظَرَتْ إِلَى اَلنَّخْلِ فَقَالَتْ وَ اَللَّهِ لاَ أَبِيعُكَهُ إِلاَّ بِأَرْبَعِمِائَةِ نَخْلَةٍ كُلُّهَا صَفْرَاءُ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَسَحَ جَنَاحَهُ عَلَى اَلنَّخْلِ فَصَارَ كُلُّهُ أَصْفَرَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي قُلْ لَهَا إِنَّ مُحَمَّداً يَقُولُ لَكِ خُذِي شَيْئَكِ وَ اِدْفَعِي إِلَيْنَا شَيْئَنَا فَقُلْتُ لَهَا فَقَالَتْ وَ اَللَّهِ لَنَخْلَةٌ مِنْ هَذِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مِنْكَ فَقُلْتُ لَهَا وَ اَللَّهِ لَيَوْمٌ مَعَ مُحَمَّدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكِ وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتِ فِيهِ فَأَعْتَقَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَمَّانِي سَلْمَانَ )، الوافي ، ج26،ص398.
وعن الحسين بن حمدان في الباب الرابع عشر أنّه قال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لزوجاته : ( سلمان عيني الناظرة, ولا تظنون أنّه كمن ترون من الرجال, إنّ سلمان كان يدعو إلى الله تعالى, وإلي قبل مبعثي بأربعمأة وخمسين سنة – الخبر ).
وجواباً على سؤالٍ بحقِّ سلمانٍ (رضوان الله عليه):
لقد كان سلمان (سلام الله عليه) القمة في الإيمان فقد وصل إلى الدرجات العليا منه, ومثل هكذا شخص يستحق العناية به من قبل الأئمة (عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ) إظهاراً لمزيته, وقد يكون الأمر أكثر من كونه إظهاراً لمزيته؛ وذلك إذا نظرنا إلى الأخبار التي تقول أن سلمان (رضوان الله عليه) منهم أهل البيت وإلى أنّه وصي من أوصياء عيسى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أو وصي وصي عيسى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فإنّها قد تدل على لابدية أن يكون دفنه على يد المعصوم
إنَّ إنتقالَ أميرِ المؤمنينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)من المدينة المنورة الى المدائن لم يكن بطريق معتاد او مألوف، فقد طويت له الارض حتى تمكن من الوصول الى حيث سلمان المحمدي (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ) وقام بتجهيزه ودفنه - وطي الارض ( أي عبور المسافات الشاسعة بلمح البصر) يندرج في افعال الولاية التكوينية.مركز الأبحاث العقائدية.
علم سلمان بوفاته، وجاء علي (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) من المدينة وصلى عليه ورجع من يومه، روى الكشي (1/66) عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْقُتَيْبِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ ، قَالَ حَدَّثَنَا اِبْنُ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ قَالَ سَلْمَانُ : ( قَالَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) إِذَا حَضَرَكَ أَوْ أَخْذَكَ اَلْمَوْتُ حَضَرَ أَقْوَامٌ يَجِدُونَ اَلرِّيحَ وَ لاَ يَأْكُلُونَ اَلطَّعَامَ، ثُمَّ أَخْرَجَ صُرَّةً مِنْ مِسْكٍ فَقَالَ هِيهِ أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ ثُمَّ بَلَّهَا وَ نَضَحَهَا حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ لاِمْرَأَتِهِ قُومِي أَجِيفِي اَلْبَابَ فَقَامَتْ فَأَجَافَتِ اَلْبَابَ فَرَجَعَتْ وَ قَدْ قُبِضَ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ) )!، رجال الکشی ، ج1، ص16.
لما حضرته الوفاة دعاني وهو في عِلِّيَّةٍ له لها أربعة أبو أب فقال: ( افتحي هذه الأبواب يا بقيرة ، فإنّ لي اليوم زوّاراً لا أدري من أيّ هذه الأبواب يدخلون عليَّ ، ثمّ دعا بمسك له ، ثمّ قال : ادبغيه في تور ( أي إخلطيه في إناء ) ، ففعلت ، ثمّ قال : انضحيه حول فراشي ثمّ انزلي فامكثي ، فسوف تطّلعين قربتي على فراشي ، فاطّلعت فإذا هو قد أُخذ روحه ، فكأنّه نائم على فراشه أو نحواً من ذلك )
الطبقات،ج4،ص92.
لقد لبى سلمان (رض) النداء الفطري: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ﴾، سُورَةُ الأعرافِ ،الآية 172. فقد روى محمد بن الحسن الصفار بسنده عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : ( فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالَ: أَخْرَجَ اَللَّهُ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ كَالذَّرِّ فَعَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ وَ لَوْ لاَ ذَلِكَ لَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ وَ قَالَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ وَ عَلِيّاً أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ )، بحار الأنوار، ج26،ص280.
وَرَوَى حَبِيبُ بْنُ حَسَنٍ اَلْعَتَكِيُّ عَنْ جَابِرٍ اَلْأَنْصَارِيِّ قَالَ: ( صَلَّى بِنَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صَلاَةَ اَلصُّبْحِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَعَاشِرَ اَلنَّاسِ أَعْظَمَ اَللَّهُ أَجْرَكُمْ فِي أَخِيكُمْ سَلْمَانَ - فَقَالُوا فِي ذَلِكَ فَلَبِسَ عِمَامَةَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ دُرَّاعَتَهُ وَ أَخَذَ قَضِيبَهُ وَ سَيْفَهُ وَ رَكِبَ عَلَى اَلْعَضْبَاءِ وَ قَالَ لِقَنْبَرٍ عُدَّ عَشْراً قَالَ فَفَعَلْتُ فَإِذَا نَحْنُ عَلَى بَابِ سَلْمَانَ . قَالَ زَاذَانُ : فَلَمَّا أَدْرَكَ سَلْمَانَ اَلْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ مَنِ اَلْمُغَسِّلُ لَكَ قَالَ مَنْ غَسَّلَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقُلْتُ إِنَّكَ فِي اَلْمَدَائِنِ وَ هُوَ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ يَا زَاذَانُ إِذَا شَدَدْتَ لِحْيَتِي تَسْمَعُ اَلْوَجْبَةَ فَلَمَّا شَدَدْتُ لِحْيَتَهُ سَمِعْتُ اَلْوَجْبَةَ وَ أَدْرَكْتُ اَلْبَابَ فَإِذَا بِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا زَاذَانُ قَضَى أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ سَلْمَانُ قُلْتُ نَعَمْ يَا سَيِّدِي فَدَخَلَ وَ كَشَفَ اَلرِّدَاءَ عَنْ وَجْهِهِ فَتَبَسَّمَ سَلْمَانُ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ مَرْحَباً يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ إِذَا لَقِيتَ رَسُولَ اَللَّهِ فَقُلْ لَهُ مَا مَرَّ عَلَى أَخِيكَ مِنْ قَوْمِكَ ثُمَّ أَخَذَ فِي تَجْهِيزِهِ فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ تَكْبِيراً شَدِيداً وَ كُنْتُ رَأَيْتُ مَعَهُ رَجُلَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا جَعْفَرٌ أَخِي وَ اَلْآخَرُ اَلْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَبْعُونَ صَفّاً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ فِي كُلِّ صَفٍّ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ )، المناقب ، ج2،ص301.
تعليق