إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اَللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اَللَّهُ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اَللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اَللَّهُ

    بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
    السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ


    أبوه: ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن حصين العنسي، ثم المذحجي وهو أول شهيد في الإسلام ، كنيته: أبو اليقظان ، عمره 94 سنة .
    أمه: سمية بنت خياط، أول شهيدة في الإسلام.
    وهو من أوائل المسلمين، ومن المعذبين من أجل الإسلام، هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد مع النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) جميع مشاهده .
    لازم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بعد وفاة الرسول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، ولاّه عمر بن الخطاب الكوفة ، شهد حرب الجمل وصفين مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) واستشهد في صفين يوم التاسع من شهر صفر سنة 37 بين يدي أمير المؤمنين وصلى عليه الإمام ودفنه، وأبّنه ، قبره في الرقة (من مدن سوريا) مزار يقصده وبجنبه قبر التابعي أويس القرني (رضي الله عنه) المستشهد بصفين أيضاً

    وفي لمحة تاريخية:
    قَدِمَ مَكَةَ ياسرُ بنُ عَمَارِ العنسي المذحجي القحطاني من اليمن معَ أخويهِ مالك والحارث ، يبحثونَ عنْ أخٍ رابعٍ لَهُمْ ، كانَ القدرُ قذفَ بهِ الى عَالمِ المجهولِ ، فلَما يئسوا منَ الثورِ علَى مفقودهِم في مَكَةَ ، رَحلَ عنْهَا مالكُ والحَارثُ واستَقرَ فيهَا ياسرُ حليفاً لمضيِّفِهِ أبي حُذَيفةَ سيِّدُ مخزومِ يحفظهُ هذا ، وهو يحفظُ لهُ يَدهُ عندهُ ، وكانَ كريماً سَمِحاً حافظاً للمعروفِ والعهدِ ، وكانَ حدباً علَى حَليفهِ العنسي (ياسر) خاصةً ، كَمَا كانَ ياسرُ وفياً لِحَلِفهِ مُخلِصاً في سِلوكِهِ وذاتهِ صادقاً في قَولهِ ، عفيفاً في بَطنهِ وفَرجِهِ ، عاقلاً في تَصَرفِهِ .
    ومِنْ أجلِ هذا احبَّهُ مُضيفَهُ أبو حُذيفةَ وحالَفَهُ ، فأصبحً بذلكَ مخزومياً لهُ ما للمخزومينَ وعليهِ ما عليهم .
    وذاتَ يومٍ فَكَّرَ أبو حُذيفةَ بِحَليفهِ العنسي (ياسر) فرآهُ مُستقيماً في كُلِّ امورهِ وتَصرُفاتهِ ، لاتطيفُ به النَزواتِ ،ورآى أنَّهُ لابدَّ لهُ منْ زوجةٍ يَسكُنُ إليهَا ويَستَقِّرُ عندهَا ، ورآى الحَياءَ وقلَّةَ ذاتِ اليدِ يمنَعَانَهُ ممَّا يصبوَ اليهِ منْ زوجَةٍ تُديرَ لهُ بيتَهُ ، وتَكشِفُ عنهُ وحشةَ الوحدةِ ، وتَهَبَهُ الأولادَ ، لذلكَ قَررَ أنْ يُزَوجَهُ أحبُّ إمائهِ أحظاهُنَّ عندَهُ ، وكانتْ منْ أكرمِ الإماءِ في ذاتِهَا وطَهَارَتِها سُميَّةُ بنتُ خيَّاطِ فزوجَهُ إيَّاهَا ، فَوَلَدَ لهُ ولدٌ سماهُ عمَّارَ وقدْ كانَ ذلكَ المولودُ كنزاً وأيُّ كَنزٍ .
    وُلدَ عمَّرُ في عامِ 570 ميلاديَّةِ والمَعروفِ بِعامِ الفيلِ ، فَقَدْ كانَ تَرِباً لِرسولِ اللهِ
    (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) كَمَا يَقولُ هوَ . وقيلَ: وُلِدَ عَمَّارُ بنُ ياسرِ قبلَ عامِ الفيلِ بأربعِ سنينَ أي قبلَ ولادةِ سَيدنَا مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الّذي وُلدَ في عامِ الفيلِ.
    أمَّا أُمُّهُ لفَلَمْ يَكنْ في إماءِ قُريشٍ مثلُهَا في ذكاءِ القلبِ وصِحَةِ العقلِ ومِلاحَةِ العقلِ ، وَمَلاحَةِ الوجهِ ، وَعفَةِ النَّفسِ ، وطَهَارةِ الذيلِ .

    كانَ عمَّارُ أسمرَ اللَّونِ كأنَّمَا عُجِنَتْ طينَتُهُ بالمسكِ الأذفَرِ ، مديدَ القامةِ ، بعيداً ما بينَ المنْكَبينِ ، مَهيباً أشهَلاً أصلَعاً ، كَمَا قالَ عنهُ مُعاصِروهُ ، وكانَ طويلَ الصَّمتِ ، سَديدَ الرأي ، لايُخدَعُ عنِ الصَّوابِ ، راجحَ العقلِ ، زكيَّ النَّفسِ سخيَّ اليَدِ ، هَبَّاباً للحقِّ جَريئاً . دَرَجَ الصبيُّ عمَّار في ربوعِ مَكةَ ، يستبقُ الزَمنَ إلى إكتِمَالِ الرجولَةِ ، وإستيفاءِ الذَّكاءِ ، وشَبَّ الصبيُّ بعيداً عنْ طيشِ أترابِهِ منَ الشَّبابِ ومُجونِهِم ، فهوَ في شَبابِهِ كانَ صامِتاً رائحاً وغادياً مُطرقاً ، يترفَعُ بنفسِهِ عمَّا يَلهو بهِ غيرهُ منْ أترابهِ ومَا يُدَنِسُهُم مُنْصَرِفاً عمَّا لا يُعنيهِ .
    وكانَ خِلالِ صَمتِهِ وتَفكُّرهِ ينتَقِدُ بينَهَ وبينَ نفسهِ ، وربَّمَا إنتقَدَ بينهُ وبينَ أبيهِ الأوضاعَ الشَّاذَةِ السائدَةِ حينذاكَ في مكَةَ ، وطُغيان سادَتِهَا وجَبَروتِهِم الّذي يوشكُ أنْ يطيحَ بِهِم أو أن يُبدِّلوا أمنَ الحرمِ خوفاً ، ورُخاءَ العَيشِ .

    فهولاءِ السُّفَهاءُ منْ بني أُميَّةِ ، وجمعٍ ، وسهمٍ ، وعديِّ ، وغَيرِهِم منَ المُهيمنينَ على أهلِ مَكَةَ ، لا يَكفيهمُ أفياؤهمُ ومرابحهمُ ، ولا تسدّ شهواتِهم القيانَ ومنْ إستَزَلَهُمُ الشَّيطانُ منْ نساء الحاضرَةِ ، حتى سَطوا علَى تجارةِ الغُرَباءِ ، وغلبوا الزائرينَ علَى بناتِهِم ، فيَبلُغوا حاجَتَهُم منَ الأموالِ والأعراضِ ، ويَغزوهم بأبشعِ منْ غزو الباديةِ ، فهذه مقدمةٌ وجيزةٌ عنْ أحوالِ عمَّارَ ونشأتِهِ .
    كان عمار بن ياسر من السابقين الأولين هاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة وصلى إلى القبلتين وشهد بدراً واليمامة وأبلى فيهما بلاءاً حسناً وكان هو وأمه ممن عذّبوا في الله فأعطاهم ما أرادوا بلسانه، فنزل فيه: ﴿
    إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ، سورة النحل: الآية 106.
    رُوِيَ، عَنْ خَالِدٍ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ: ( مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اَللَّهُ، وَ مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اَللَّهُ )، بحار الأنوار ،ج31،ص 196.
    قال رسول الله(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): (إنَّ عماراً ملىء إيماناً إلى مشاشه )، نفس المَصدر.
    قال اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : ( مَا لَكُمْ وَ لِعَمَّارٍ ؟ عَمَّارٌ جِلْدَةُ مَا بَيْنَ عَيْنَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِعَمَّارٍ : تَقْتُلُكَ اَلْفِئَةُ اَلْبَاغِيَةُ )، غرر الأخبار ، ج1، ص71.
    عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: ( قَالَ لِيَ اِبْنُ عَبَّاسٍ وَ لاِبْنِهِ عَلِيٍّ اِنْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ وَ اِسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ يُصْلِحُهُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَ اِحْتَبَى ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ اَلْمَسْجِدِ فَقَالَ كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَ عَمَّارٌ اِثْنَتَيْنِ اِثْنَتَيْنِ فَرَآهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَجَعَلَ يَنْفُضُ اَلتُّرَابَ عَنْهُ وَ يَقُولُ وَيْحَ عَمَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ يَدْعُونَهُ إِلَى اَلنَّارِ وَ كَانَ يَقُولُ عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ اَلْفِتَنِبحار الأنوار ج33 ص22.
    واحتدم القتال بين الطرفين ، فاقتتلوا يومهم كلَّه قتالاً شديداً لم يشهد له تاريخ الحروب مثيلاً ، ثُمَّ تقدَّم الإمام عليٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بمن معه يتقدَّمهم عمَّار بن ياسر ، ولمَّا برز لعمر بن العاص قال عمَّار : « لقد قاتلت صاحب هذه الراية مع رسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ثلاث مرّات ، وهذه الرابعة ما هي بأبرَّ وأنقىٰ» ، الكامل في التاريخ 3،ج ،ص 187 ، يعني راية معاوية:

    وقال حبَّة بن جُوَين العُرَني : قلتُ لحذيفة بن اليمان : حدِّثنا فإنَّا نخاف الفتن
    ،
    فقال : عليكم بالفئة التي فيها ابن سُميَّة ، فإنَّ رسول الله(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قال : ( تقتله الفئة الباغية الناكبة ـ الناكثة ـ عن الطريق ، وإنَّ آخر رزقه ضَياح من لبن ).
    عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَسْلَمَ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ اَلْقَوْمِ قَالَ: وَ اَللَّهِ إِنَّ اَلنَّاسَ عَلَى سَكَنَاتِهِمْ فَمَا رَاعَنَا إِلاَّ صَوْتُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ حِينَ اِعْتَدَلَتِ اَلشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ تَعْتَدِلُ وَ هُوَ يَقُولُ أَيُّهَا اَلنَّاسُ مَنْ رَائِحٌ إِلَى اَلْجَنَّةِ كَالظَّمْآنِ يَرَى اَلْمَاءَ مَا اَلْجَنَّةُ إِلاَّ تَحْتَ أَطْرَافِ اَلْعَوَالِي اَلْيَوْمَ أَلْقَى اَلْأَحِبَّةَ مُحَمَّداً وَ حِزْبَهُ. يَا مَعْشَرَ اَلْمُسْلِمِينَ اُصْدُقُوا اَللَّهَ فِيهِمْ فَإِنَّهُمْ وَ اَللَّهِ أَبْنَاءُ اَلْأَحْزَابِ دَخَلُوا فِي هَذَا اَلدِّينِ كَارِهِينَ حِينَ أَذَلَّتْهُمْ حَدُّ اَلسُّيُوفِ وَ خَرَجُوا مِنْهُ طَائِعِينَ حَتَّى أَمْكَنَتْهُمُ اَلْفُرْصَةُ وَ كَانَ يَوْمَئِذٍ اِبْنَ تِسْعِينَ سَنَةً قَالَ فَوَ اَللَّهِ مَا كَانَ إِلاَّ اَلْإِلْجَامُ وَ اَلْإِسْرَاجُ وَ قَالَ عَمَّارٌ حِينَ نَظَرَ إِلَى رَايَةِ عَمْرِو بْنِ اَلْعَاصِ إِنَّ هَذِهِ اَلرَّايَةَ قَدْ قَاتَلَتْنَا ثَلاَثَ عَرَكَاتٍ وَ مَا هِيَ بِأَرْشَدِهِنَّ ثُمَّ حَمَلَ وَ هُوَ يَقُولُ:
    فَالْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ………………….نَحْنُ ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
    ضَرْباً يُزِيلُ اَلْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ.................. وَ يُذْهِلُ اَلْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
    أَوْ يُرْجِعُ اَلْحَقَّ إِلَى سَبِيلِهِ ...................... يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ
    ثُمَّ اِسْتَسْقَى وَ قَدِ اِشْتَدَّ ظَمَؤُهُ فَأَتَتْهُ اِمْرَأَةٌ طَوِيلَةُ اَلْيَدَيْنِ وَ اَللَّهِ مَا أَدْرِي أَعُسٌّ مَعَهَا أَمْ إِدَاوَةٌ فِيهَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ؟ فَقَالَ حِينَ شَرِبَ:
    اَلْجَنَّةُ تَحْتَ اَلْأَسِنَّةِ.......... اَلْيَوْمَ أَلْقَى اَلْأَحِبَّةَ........... مُحَمَّداً وَ حِزْبَهُ
    وَ اَللَّهِ لَوْ ضَرَبُونَا حَتَّى يَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى اَلْحَقِّ وَ هُمْ عَلَى اَلْبَاطِلِ ثُمَّ حَمَلَ وَ حَمَلَ عَلَيْهِ اِبْنُ جَوْنٍ اَلسَّكُونِيُّ وَ أَبُو اَلْعَادِيَةِ اَلْفَزَارِيُّ فَأَمَّا أَبُو اَلْعَادِيَةِ فَطَعَنَهُ وَ أَمَّا اِبْنُ جَوْنٍ فَإِنَّهُ اِحْتَزَّ رَأْسَهُ. وَ قَدْ كَانَ ذُو اَلْكَلاَعِ يَسْمَعُ عَمْرَو بْنَ اَلْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، «تَقْتُلُكَ اَلْفِئَةُ اَلْبَاغِيَةُ وَ آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ» . فَقَالَ ذُو اَلْكَلاَعِ لِعَمْرٍو : وَيْحَكَ مَا هَذَا؟ قَالَ عَمْرٌو : إِنَّهُ سَيَرْجِعُ إِلَيْنَا وَ يُفَارِقُ أَبَا تُرَابٍ وَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ عَمَّارٌ فَأُصِيبَ عَمَّارٌ مَعَ عَلِيٍّ وَ أُصِيبَ ذُو اَلْكَلاَعِ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ عَمْرٌو : وَ اَللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ مَا أَدْرِي بِقَتْلِ أَيِّهِمَا أَنَا أَشَدُّ فَرَحاً وَ اَللَّهِ لَوْ بَقِيَ ذُو اَلْكَلاَعِ حَتَّى يُقْتَلَ عَمَّارٌ لَمَالَ بِعَامَّةِ قَوْمِهِ إِلَى عَلِيٍّ وَ لَأَفْسَدَ عَلَيْنَا جُنْدَنَا . قَالَ: فَكَانَ لاَ يَزَالُ رَجُلٌ يَجِيءُ فَيَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ وَ عَمْرٍو أَنَا قَتَلْتُ عَمَّاراً فَيَقُولُ لَهُ عَمْرٌو : فَمَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ فَيَخْلِطُ حَتَّى أَقْبَلَ اِبْنُ جَوْنٍ فَقَالَ: أَنَا قَتَلْتُ عَمَّاراً فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : فَمَا كَانَ آخِرُ مَنْطِقِهِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
    اَلْيَوْمَ أَلْقَى اَلْأَحِبَّةَ..................... مُحَمَّداً وَ حِزْبَهُ

    فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : صَدَقْتَ أَنْتَ صَاحِبُهُ أَمَا وَ اَللَّهِ مَا ظَفِرَتْ يَدَاكَ وَ لَكِنْ أَسْخَطْتَ رَبَّكَ بحار الأنوار ، ج33 ،ص20، وقعة صفین ، ج1، ص340.
    عَنْ حَبَّةَ اَلْعُرَنِيِّ قَالَ: أَبْصَرَ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ إِلَى أَنْ قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: ( قَاتِلُهُ وَ سَالِبُهُ فِي اَلنَّار.....ِاَلْحَدِيثَ)، اثبات الهداة ، ج1، ص305.
    ثم تقدم علي(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فجمع عمّار بن ياسر إلى هاشم المرقال أمامه ثم صلى عليه .
    وقال المسعودي في (مروج الذّهب): وكان قَتْلهُ عند المساء، ولم يغسله علي(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وصلى عليه ودفنه في صفّين .
    فسلام الله على عمّار وأبويه الشهيدين ياسر وسُميّة، يوم ولدوا، ويوم استشهدوا، ويوم يبعثون أحياء، بل هم اليوم أحياء عند ربّهم يرزقون ﴿
    وَلَكِن لاّ تَشْعُرُونَ ﴾.

  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا

    مأجورين


    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X