بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولَّى الخليفة الثاني حُذيفة اليمان 1 على المدائن 2، و عند وصول حذيفة إلى المدائن خرج اهل المدينة لاستقباله فأبصروا أمامهم رجلاً يركب حماره على ظهره اكاف قديم، و قد أمسك بيديه رغيفاً و ملحاً و هو يأكل و يمضغ، و كاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي الجديد حذيفة بن اليمان، حيث أن الناس في بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، و حين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: اياكم و مواقف الفتن.
قالوا: و ما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟
قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، و يمتدحه بما ليس فيه 3.
المصادر
1. حذيفة بن اليمان من المسلمين الأوائل، هاجر إلی المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه و آله ، آخی النبي بينه و بين عمار بن ياسر.
شهد حذيفة احد و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه و آله و شهد فتح العراق و الشام، و شهد اليرموك عام 13 هـ ، و بلاد الجزيرة عام 17 هـ .
و حذيفة هو أحد الأركان الأربعة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
توفي حذيفة بن اليمان سنة ست و ثلاثين هجرية. بعد مقتل عثمان بفترة وجيزة.
2. المدائن مدينة تاريخية مهمة كانت عاصمة الساسانيين الفرس، تقع جنوب شرق بغداد و تُعرف بـ " سلمان باك " لوجود قبر الصحابي الجليل سلمان الفارسي (المحمدي) فيها.
3. حلية الاولياء: 1 / 277 ، لأبي نعيم الاصبهاني.
تعليق