بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة، قد عجنت بماء الحيوان، فينظر الخلائق إليها فيتعجبون منها، وتكسى أيضاً ألف حلة من حلل الجنة ، مكتوب على كل حلة منها بخط أخضر: أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة ، وأحسن الكرامة ، وأحسن المنظر، فتزف كماتزف العروس وتتوج بتاج العز، ويكون معها سبعون ألف جارية).
فما هي حلة الكرامة ، وما معنى أنها معجونة بماء الحياة ؟! هذا بحث له مكانه ، ونكتفي هنا بالإشارة الى كلمات وردت في هذا الحديث :
(أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة ).. ونظام العدل في الوجود يقضي أن لاتعطى أحسن صورة لإنسان إلا إذا كان عمله أحسن عمل لله تعالى، فلا بد أن يكون في الكمال العلمي أحسن العلماء ، وفي الكمال العملي أحسن المتخلقين بالفضائل، فإن دقة القانون الإلهي تقول:
" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " سورة الزلزلة: 7- 8
في مثل ذلك اليوم العظيم، وذلك المشهد العظيم، لايمكن أن يكون الإنسان الذي يضع قدمه مكان قدم سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ويدخل أولاً الى الجنة إلا إنساناً فريداً ، فالأمور عند الله تعالى تخضع لحساب وكتاب !!
لا بد من التفكير في مثل هذه الحقائق التي رواها الجميع ، في أمثال هذه الأحاديث وذلك السلوك النبوي مع الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام فقد كان آخر من يودعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة فاطمة ، وأول من يزوره إذا رجع من سفره فاطمة!
"كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم يثني بفاطمة ثم يأتي أزواجه ، وفي لفظ: ثم بدأ ببيت فاطمة ، ثم أتى بيوت نسائه " فتح الباري:8/89
وكان يشمها ويقبلها ويقول أشم منها رائحة الجنة
"فاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة". أمالي الصدوق ص546
إن هذا السلوك فضلاً عن أنه عاطفة أبوية، له دلالته النبوية على مقام الصديقة الزهراء عليها السلام ومقامها عند الله تعالى!
فليس أمراً بسيطاً من سيد الخلق وأقربهم الى الله تعالى صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي يقبل سيد الملائكة جبرئيل غبار قدميه ، أن يقبل ابنته فاطمة ، ويشم منها رائحة الجنة !
وليس أمراً بسيطاً أن تكون أول شخص يدخل الجنة ، لا بمعنى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرسلها أمامه الى الجنة ، بل لأن الله تعالى يريد أن يري أهل المحشر من الأولين والآخرين أني عندما أنزلت على عبدي محمد
" طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى "
فإن فاطمة التي هي بضعة من أبيها كانت شريكة في هذه السورة لأنها كانت شريكة لأبيها في عبادتي، ووقفت مثله في محرابها بين يديَّ حتى تورمت قدماها !
فقد روى السيوطي في الدر المنثور: 6/361 قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الابل ، فلما نظر إليها قال: يافاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً! فأنزل الله :
} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{ سورة الضحى: 5.
(رآها وعليها كساء من وبر الإبل ).. رأى النبي حالة السيدة الزهراء(ع)، رأى ابنته التي أمضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم، وفي الصباح بدأت بعملها، وهذا لباسها ، فانكسر لها قلبه ودمعت عيناه!
وانكسار قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس أمراً عادياً ، وعندما يجري دمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن دمع باطن الوجود يجري ! فبكى رسول الله وقال لها:
إصبري على مرارة الدنيا .
ولا نعرف مما نقله السيوطي وغيره ماذا كانت القضية وماذا جرى؟ لكن نفهم أنها كانت ملحمة في الصبر والعبودية ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انكسر قلبه لحال فاطمة وبكى، وأن الله تعالى أنزل عليه جبرئيل شاكراً واعداً ، بقوله تعالى:
"ولسوف يعطيك ربك فترضى!!"
المصدر: ?تاب الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) الشيخ وحيد الخراساني
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة، قد عجنت بماء الحيوان، فينظر الخلائق إليها فيتعجبون منها، وتكسى أيضاً ألف حلة من حلل الجنة ، مكتوب على كل حلة منها بخط أخضر: أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة ، وأحسن الكرامة ، وأحسن المنظر، فتزف كماتزف العروس وتتوج بتاج العز، ويكون معها سبعون ألف جارية).
فما هي حلة الكرامة ، وما معنى أنها معجونة بماء الحياة ؟! هذا بحث له مكانه ، ونكتفي هنا بالإشارة الى كلمات وردت في هذا الحديث :
(أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة ).. ونظام العدل في الوجود يقضي أن لاتعطى أحسن صورة لإنسان إلا إذا كان عمله أحسن عمل لله تعالى، فلا بد أن يكون في الكمال العلمي أحسن العلماء ، وفي الكمال العملي أحسن المتخلقين بالفضائل، فإن دقة القانون الإلهي تقول:
" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " سورة الزلزلة: 7- 8
في مثل ذلك اليوم العظيم، وذلك المشهد العظيم، لايمكن أن يكون الإنسان الذي يضع قدمه مكان قدم سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ويدخل أولاً الى الجنة إلا إنساناً فريداً ، فالأمور عند الله تعالى تخضع لحساب وكتاب !!
لا بد من التفكير في مثل هذه الحقائق التي رواها الجميع ، في أمثال هذه الأحاديث وذلك السلوك النبوي مع الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام فقد كان آخر من يودعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة فاطمة ، وأول من يزوره إذا رجع من سفره فاطمة!
"كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم يثني بفاطمة ثم يأتي أزواجه ، وفي لفظ: ثم بدأ ببيت فاطمة ، ثم أتى بيوت نسائه " فتح الباري:8/89
وكان يشمها ويقبلها ويقول أشم منها رائحة الجنة
"فاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة". أمالي الصدوق ص546
إن هذا السلوك فضلاً عن أنه عاطفة أبوية، له دلالته النبوية على مقام الصديقة الزهراء عليها السلام ومقامها عند الله تعالى!
فليس أمراً بسيطاً من سيد الخلق وأقربهم الى الله تعالى صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي يقبل سيد الملائكة جبرئيل غبار قدميه ، أن يقبل ابنته فاطمة ، ويشم منها رائحة الجنة !
وليس أمراً بسيطاً أن تكون أول شخص يدخل الجنة ، لا بمعنى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرسلها أمامه الى الجنة ، بل لأن الله تعالى يريد أن يري أهل المحشر من الأولين والآخرين أني عندما أنزلت على عبدي محمد
" طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى "
فإن فاطمة التي هي بضعة من أبيها كانت شريكة في هذه السورة لأنها كانت شريكة لأبيها في عبادتي، ووقفت مثله في محرابها بين يديَّ حتى تورمت قدماها !
فقد روى السيوطي في الدر المنثور: 6/361 قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الابل ، فلما نظر إليها قال: يافاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً! فأنزل الله :
} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{ سورة الضحى: 5.
(رآها وعليها كساء من وبر الإبل ).. رأى النبي حالة السيدة الزهراء(ع)، رأى ابنته التي أمضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم، وفي الصباح بدأت بعملها، وهذا لباسها ، فانكسر لها قلبه ودمعت عيناه!
وانكسار قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس أمراً عادياً ، وعندما يجري دمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن دمع باطن الوجود يجري ! فبكى رسول الله وقال لها:
إصبري على مرارة الدنيا .
ولا نعرف مما نقله السيوطي وغيره ماذا كانت القضية وماذا جرى؟ لكن نفهم أنها كانت ملحمة في الصبر والعبودية ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انكسر قلبه لحال فاطمة وبكى، وأن الله تعالى أنزل عليه جبرئيل شاكراً واعداً ، بقوله تعالى:
"ولسوف يعطيك ربك فترضى!!"
المصدر: ?تاب الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع ) الشيخ وحيد الخراساني
تعليق