"بسم الله الرحمن الرحيم"
{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}
🖍الامام الحسين، آية من آيات الله في الحياة، ومنهجه يمثل حبل الله المتين، وصراطه المستقيم.
هذا الاعتصام الجماعي أوقد للأجيال وللأمة عبر التاريخ شموع الحرية والكرامة والسعادة بصورها الحقيقية، فلا عجب من أن تضيئ هذه الشموع لنفوس الزائرين يوم الاربعين سيراً على الاقدام، ليس اليوم، بل قبل مئات السنين، عندما زار المقربون من الامام الحسين، مرقد الشريف بعد استشهاده بفترة وجيزة، سيراً على الاقدام من المدينة المنورة الى كربلاء، وأبرزهم؛ الصحابي الجليل؛ جابر بن عبد الله الانصاري، ثم تحولت مع مرور الزمن الى سنّة حسنة تعطي حقّ الحديث الشريف المروي عن الامام العسكري، بشأن زيارة الاربعين بأنها إحدى علامات المؤمن.
الزائرون اليوم يتخذون موقفاً مشابهاً لإخوانهم في الإيمان قبل حوالي اربعة عشر قرناً، بأننا نجتمع لنيل الحرية والسعادة والكرامة والمساواة والعدل من منهج الامام الحسين، ومن بطولاته وتضحياته، فالإنسان هو نفسه يبقى كما هو من أول الخليقة وحتى قيام الساعة، بنفس الخصال والطباع والغرائز والنوازع، كما أن قيم الحق والسُنن (القوانين) الإلهية تبقى حيّة لا تموت ولا تتغير، مثل؛ العدل، والحرية، والفضيلة، والأمانة، والصدق، وفي مقابلها؛ الغدر، والكذب، والبغي، والظلم، وأن انتهاج هذه الاساليب تؤدي بصاحبها –أو اصحابها- الى الدمار والشقاء، وليس السعادة والانتصار والتفوق، لأن {العاقبة للمتقين}، وليس لغيرهم.
ولعل هذا يفسّر تخلّي الملايين عن أعمالهم، وأموالهم، ومشاكلهم المعقّدة في العصر الحاضر، ثم تجشمهم عناء المسير للوصول الى كربلاء ومرقد الامام الحسين، من اجل ملامسة تلك القيم السامية، ثم التزوّد بها لتكون مفاتيح حلول لازمات نفسية واجتماعية وفكرية تشتدّ هذه الايام بشكل غريب، فقد تيقنوا بأن كل البدائل أثبتت فشلها في ايجاد حلول حقيقية ناجعة سوى الحل الكامن في كربلاء الحسين.
إن مشكلة الحرية –مثلاً- يعاني منها العربي وغير العربي، وغير المسلم، والفقير والغني، والعالم والجاهل، فما هو تعريفها بالأساس في هذا الزمن؟ وما هي مصاديقها؟ وكيف يكون الانسان حراً في حياته؟ بل كيف يكون المجتمع والأمة حرة وليست تابعة للغير؟
نعم؛ الاربعين الحسيني يجمعنا على ما نشره الامام السجاد والعقيلة زينب من أهداف النهضة الحسينية، كما تجمعنا عاشوراء على التضحية، والتحدي، والصمود، والإباء، وهي نعمة عظيمة لأبناء الأمة بأن يستثمروا هذا الاجتماع والاعتصام المليوني الهائل لتشكيل قوة مستدامة على طول ايام السنة لمعالجة ما نعانيه من أزمات في الميادين كافة.
منقووول
🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍
🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍🖍
تعليق