تويت
لو طالعنا تاريخ زيارة ابي عبدالله الحسين ؏ وكذلك الروايات الخاصة بها نجد ان التعب وبذل الجهد العالي وبذل الأموال والتعرض لأنواع المخاطر هو من طبيعة هذه الزيارة ومن صفاتها المميزة لها .
ففي الوقت الذي نفهم به لسان الأخبار التي تتحدث عن استحباب وصول الزائر مشياً على الأقدام وبحال أشعث وأغبر ، وكذلك دعاء الإمام الصادق ؏ لزوار الحسين بالرحمة من حيثية تغير وجوههم من حر الشمس .. فيمكن أن نفهم الجانب الثاني من هذه الأخبار غير الجانب الشرعي وهو طبيعة هذه الزيارة وصعوبتها وفق القوانين الطبيعية .. لبعد المسافة تارة ولكثافتها تارة ولحراجتها السياسية تارة ثالثة .. علاوة على جوانبها الخاصة بها كالمواساة والحزن الشديد وسائر حصوصيات القضية الحسينية المقدسة ..
فلا بد من التفريق بين السياحة الدينية لسائر المزارات والمواقع الدينية والزيارات المخصوصة لأهل البيت ؏ وبالأخص الامام الحسين ؏ ، فمن يطلب الزيارة ذات المواصفات السياحية الفارهة فليطلبها في غير الزيارات الخاصة ( الأربعينية والشعبانية وعرفة و٢٨ صفر ..) .
لا أعني بكلامي هذا رفع جانب التقصير في اداء الحكومات المتعاقبة وعدم اعداد التدابير الادارية والفنية واللوجستية لهكذا مناسبات كبيرة وضخمة ، فلولا جهود المواكب الخدمية وايواء الزائرين في مساكن المؤمنين لكان ما كان..!! ولكن أريد ان اقول أن التدابير الحكومية مهما كانت عالية فإن التعب والسهر لهذه الزيارات الكبيرة هو الصفة المكملة والمميزة لها ومن حكمتها ايضا ..
والحمد لله على نعمة الحسين ؏
تعليق