تويت
القائد والزعيم والمدير .. هو العقل المدبر لمعيته والبوصلة التي يتوجهون بإتجاهها ، غير أن هذا العقل المدبر يفكر ويخطط ويقرر وفق الإمكانيّات المتاحة لديه ، وكلّما كانت هذه الامكانيات كبيرة ووفيرة كلما كانت الخطط والحلول كبيرة وكثيرة للوصول لهدف أو الخروج من مأزق ..
وهذه الامكانيات تارةً تكون بشرية وتارة مادية وغيرها ، والبشرية سواء كانت تعتمد على العدد او تعتمد على النوع ، والعدد لا يكفي ان لم تكن معه طاعة وانقياد ..
فلقد عانى أمير المؤمنين ؏ من جيشه حتى قال قولته فيهم ( وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان ) وفساد الرأي هنا ليس بأصل التخطيط وانما بفشل التنفيذ من قبل الذين معه ..
من هذا المفهوم نستطيع أن نفهم كلام أبي عبدالله الحسين ؏ عند مصرع أخيه وحامل لوائه ابي الفضل العباس ؏ : ( الآن قلّت حيلتي ) ، فالعباس ؏ كان يمثل للإمام الكثير من الحلول ، وتبتني عليه الكثير من الخطط ، فلم يكن أبو الفضل غير شخصٍ واحد ولكن كان يمثل للحسين ؏ جيشاً بأكمله ..
ولهذا كانت هنالك محاولات لإخراج ابي الفضل من صفوف ابي عبد الله وميله الى صف ابن سعد او على الاقل ترك المعركة لما كان يشكله من عامل رعب لهم .. غير أن بصيرة وايمان ابي الفضل ليس أقلّ من شدة ساعدهِ وصرامة سيفهِ صلوات الله وسلامه عليه ..
ولهذا نسمع عبارات قوية تعبّر عن انكسار كبير صدرت عن الإمام ؏ عند شهادة ابي الفضل : انكسر ظهري - شمُت بي عدوّي .
فحلول الطف كانت في كف ابي الفضل المقطوعة ..
تعليق