إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زيارة الامام الحسين / قراءة وتحليل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زيارة الامام الحسين / قراءة وتحليل

    زيارة الامام الحسين /د. مهند مصطفى جمال الدين
    (قراءة وتحليل)
    لعل من البديهي القول هو أن من يؤمن بشيء لابد له أن يؤمن بلوازمه، بمعنى أن الذي يعتقد بالنبوة مثلا لابد له أن يذعن لما يقوله النبي، حتى لو أخبره بشيء لم يصدقه عقله، واما اذا كذب قولا واحدا له، فهذا يستلزم ان لا يصدق بنبوته، اذ يمكن ان يكون ذلك القول المخالف للواقع – بحسب ادعائه- قولين او ثلاثة أو كل مقولاته، مادام الكذب ممكنا في ذلك الفضاء.
    ولا يخفى أن أغلب المقولات التي يتحدث فيها النبي مرتبطة بالجانب الغيبي، والغيب لا يلمسه الانسان ولا يراه، ومع ذلك مطلوب منه ان يصدق به ويذعن له، ولذا رأينا النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قد أطلق على (خزيمة بن ثابت) لقب (ذو الشهادتين)، للحادثة المعروفة التي اشترى فيها(صلى الله عليه واله وسلم) من اعرابي فرسا بمبلغ محدد، ثم رجع الاعرابي وادعى على النبي انه لم يبعه بذلك المبلغ، فقال له النبي: (والذي بعثني بالحق لقد بعتني بهذا)، فقام خزيمة وشهد بأن البيع قد وقع بالثمن الذي ذكره النبي، مع أنه لم يكن حاضرا وقت البيع، فقال له : كيف شهدت بهذا، فقال: (يا رسول الله بأبي أنت وأمي تخبرنا عن الله وأخبار السماوات فنصدقك ولا نصدقك في ثمن هذا)( ).
    وتفريعا على ما ذكرنا يتضح أن من يشكك في قول الامام فهو لا يؤمن بإمامته ويستلزم من تشكيكه ان لا يكون اماميا، اذ الضرورة تحتم عليه أن يؤمن بالأركان الاساسية للمذهب، ومنها العصمة الملازمة للإمام، وان قوله وفعله وتقريره حجة، وهذه الثلاثة مصدر من مصادر تشريعه، بمعنى أن الاحكام الشرعية لابد أن يستقيها المكلف الامامي من الكتاب الكريم ومن السنة المتمثلة بأقوال النبي والأئمة المعصومين وفعلهم وتقريرهم.
    فإذا ثبت أن أي معصوم قد صدر منه أمر أو نهي، فإن أمره يدل على الوجوب ونهيه يدل على الحرمة، وفي مدونات المدرسة الامامية وموسوعاتها الحديثية، روايات مستفيضة، بل متواترة، صادرة من النبي والأئمة المعصومين، وهي تحث وترغب المكلفين على زيارة الامام الحسين عليه السلام، وقد أفاد منها بعض الفقهاء الدلالة على الوجوب، وبعض آخر افاد منها دلالتها على الاستحباب.
    فاذا صدر من الامام المفترض الطاعة قول يدل على الوجوب او الاستحباب فليس للإمامي في الحالة هذه سوى الطاعة والامتثال، نعم يمكن له ان يناقش في دلالة الروايات، ويدفع بها الى مراد اخر غير الوجوب او الاستحباب، وله ايضا أن يناقش في صدورها من الائمة بعد أن يقدم الأدلة على كذبها وانها غير صادرة من النبي أو الائمة عليهم السلام.
    غير أن الباحث المنصف سوف يحتكم الى الاليات البشرية التي وضعها اصحاب البحث العلمي واعتمد عليها العلماء في كل المذاهب والأديان، وسوف يضع امامه الروايات التي يدعى اصحاب المذهب الامامي انها دالة اما على الوجوب او على الاستحباب، فيبدأ أولا في سندها ومن ثم في دلالتها.
    اما المناقشة السندية فنقول: إنه يمكن افادة الحكم الشرعي من الخبر الواحد، بمعنى أنه تكفينا رواية واحدة صحيحة السند لإثبات الوجوب او الاستحباب، اذا كان الفقهاء قد اعتمدوا عليها ولم يهجروها، ومن الجلي ان هناك روايات صحيحة السند وهي متعددة يمكن ان نطمئن بصدورها من الائمة لحجية خبر الواحد كما هو معلوم.
    أما اذا بلغت الروايات حد الاستفاضة، بل حد التواتر المعنوي، فلا ينبغي الشك في صدورها من الائمة، اذ يصعب الادعاء بأنها - على اختلاف رواتها وتعدد الكتب التي دونت فيها- مزورة ومحرفة، وتم التلاعب بها لإقناع الناس؛ كي يتوجهوا لزيارة الحسين.
    ثم أن منزلة المؤلفين الذين نقلوا تلك الروايات منزلة عالية وهم معروفون بالورع والتقوى ولا يمكن التنازل عن صدقهم والتضحية بهم والتصديق بكونهم قد ارتكبوا مثل هذه الجريمة العظيمة، وذلك ببث كم هائل من الروايات المكذوبة على النبي والامام علي وابنائه المعصومين، بحيث قد اصبح توجها عاما اتسم به المعتنقون لمذهب أهل البيت، فلا نصدق ان يكون هؤلاء المؤلفون - الذين هم علماء المذهب وفقهاؤه- مسندين اقوالا لم ينطق بها أئمتهم أبدا.
    ومن المعلوم أن الروايات قد نقلت في الكتب الآتية:
    1- كتاب (من لا يحضره الفقيه) و(الامالي)و (المقنعة) للشيخ الصدوق.
    2- كتاب (كامل الزيارات) لابن قولويه
    3- كتاب (الكافي ) للشيخ الكليني
    4- كتاب (مسار الشيعة) و(المزار) و(الارشاد) للشيخ المفيد
    5- كتاب التهذيب للشيخ الطوسي
    وغيرها من الكتب المتعددة التي يعتمد عليها المذهب، مثل كتاب (المزار) لمحمد بن المشهدي، و(روضة الواعظين)للنيسابوري، و(وسائل الشيعة) للحر العاملي، و(بحار الانوار) للعلامة المجلسي، و(الوافي) للفيض الكاشاني.
    واما المناقشة الدلالية، فإما أن نقول إن الروايات دالة على وجوب زيارة الامام الحسين ولو لمرة واحدة في العمر، أو نقول أنها دالة على الاستحباب.
    أولا : دلالة الروايات على الوجوب: يمكن للباحث أن يقول إن الروايات تدل صراحة على الوجوب ولا يمكن أن نصرفها عنه، ويمكن التمثيل لذلك ب:
    1- ما في (كامل الزيارات) أن الامام الصادق قال: ( لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي عليهما السلام لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأن حق الحسين عليه السلام فريضة من الله واجبة على كل مسلم)( ).
    2- ما في (الوسائل) في رواية صحيحة السند أن الامام الباقر قال: (مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام فان اتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل) ( ).
    ومن المعلوم أن مادة الامر تدل على الوجوب، كما هو منقح في محله، وكذلك في قوله (فان اتيانه مفترض على كل مؤمن) فإنه صريح ونص في الوجوب.
    3- ما في وسائل الشيعة أن الامام الصادق يقول لأم سعيد الأحمسية: (زوريه فإن زيارة الحسين "عليه السلام" واجبة على الرجال والنساء)( ).
    وأم سعيد هي من أصحاب الامام الصادق، فيمكن ان تصحح الرواية، فتكون تامة سندا ودلالة.
    ثانيا: القول بدلالة الروايات على الاستحباب
    قد يتنازل القائل عن دلالة الروايات على الوجوب ويذهب الى دلالتها على الاستحباب، وهي ايضا على انحاء، فبعضها يدل على الاستحباب مطلقا، وبعضها يدل على استحباب الزيارة في أوقات محددة كالروايات الدالة على زيارته عليه السلام في يوم عرفة او الروايات الدالة على زيارته في الأول من رجب او في منتصفه، أو النصف من شعبان، او في ايام شهر رمضان، او في يوم عاشوراء، او يوم الاربعين، او ليلة الجمعة أو نهارها، والروايات كثيرة جدا، وسنكتفي بذكر الأمثلة الآتية :
    1- ما في التهذيب عن الامام أبي الحسن الكاظم عليه السلام، قال: (مَن أتى قبر الحسين عليه السلام في السنة ثلاث مرات أمِنَ من الفقر)( ).
    2- ما في كامل الزيارات أن الامام الصادق قالمن خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى)( )
    3- ما يخص زيارة يوم الاربعين ففي التهذيب عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي مولاي الصادق في زيارة الاربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول : السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي الله وابن صفيه، السلام على الحسين المظلوم الشهيد، السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات، اللهم إني اشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة، وحبوته بالسعادة، واجتبيته بطيب الولادة، وجعلته سيدا من السادة، وقائدا من القادة، وذائدا من الذادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على خلقك من الأوصياء....)( ).
    ولا ينبغي الشك في دلالتها على استحباب زيارة الحسين في العشرين من صفر، اذ ان مناسبة الاربعين مرتكزة في الاذهان بأنها تخص زيارته عليه السلام.
    وقد صححت الرواية سندا من بعض الباحثين لغرض البناء عليها على استحباب زيارة الحسين في يوم الأربعين، وقد عدها عمدة الروايات في هذا الباب( ).
    شبهة ودفع
    هناك شبهة طالما اعتمدها المشككون وهي أن الامام الصادق عليه السلام كان يحث على زيارة قبر جده الحسين وهو لم يزره بحياته، وأنه لا توجد رواية واحدة يظهر منها زيارة الصادق أو بقية الأئمة عليهم السلام أنهم قد زاروا الحسين.
    ويمكن الجواب على هذه الشبهة بما يأتي:
    اولا: قد اتضح من المباني الاصولية الامامية أن قول المعصوم وفعله وتقريره حجة، فاذا ثبت ان الامام الذي يعتقد الشيعي بإمامته قد حث الناس على زيارة الامام الحسين، فلابد ان يكون حثه حجة، ومن لا يذعن لذلك فهو ليس اماميا بالضرورة، لأنه ينكر مبدأ اساسيا من مبادئ المذهب.
    ثانيا: يمكن أن نسأل المشكك ما الدليل المتوفر عندك على أن الامام او بقية الائمة لم يزوروا الحسين، إذ ان عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، فالأصل يحكم بأن عدم العلم بالدليل ليس علما بالعدم، وعدم الوجدان ليس نفيا للوجود، فكما يقال أن الاثبات يحتاج الى دليل، فالنفي كذلك هو بحاجة الى دليل، فإن عدم الدليل العقلي مثلا على وجود أمر ما، لا يعني عدم وجوده، اذ قد يكون ثابتا بالدليل السمعي أو غيره، قال تعالى: (( كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ))( ).
    وحينئذ يقال لعل الامام كان قد زاره قبر جده ولكن لم ينقل لنا الرواة ولا التاريخ زيارته، او انهم قد نقلوا ذلك ولكنك لم تصل ولم تتطلع عليه، لاسيما بوجود قرائن متعددة تشير الى ضياع كثير من الكتب والروايات ولأسباب متعددة.
    او يقال إن الامام ربما كان يزوره خفية وسرا؛ خوفا على نفسه من بطش السلطة الظالمة التي عاصرت الائمة على طول وجود حياتهم، اذ لم يخف لنا التاريخ منع السلطات الغاشمة الناس من زيارة الامام الحسين، وان الامويين او العباسيين تفننوا بالبطش بزوار الحسين الوافدين على قبره، فكيف اذا علموا أن الزائر هو قائدهم وسيدهم، وقد شهدنا في ايامنا التي عشناها كيف فتكت السلطة الجائرة بمن يسلك طريق الحسين، ولم يسلم من بطشها حتى مراجع الدين، إذ أنها وقفت لهم في قارعة الطريق لتنال منهم قتلا او اغتيالا او تنكيلا وتعذيبا واعتقالا.
    ثالثا: من قال ان الرواة لم ينقلوا لنا أن الصادق عليه السلام قد زار جده، بل يمكن لنا ان نستشهد بأكثر من رواية يظهر منها أن الامام قد زار قبره فعلا، ويمكن ان نستشهد بالروايتين الاتيتين:
    الاولى: في كامل الزيارات ان صفوان الجمال قال: (قال لي أبو عبد الله (ع) لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين (ع) قلت: وتزورهُ جُعلتُ فداك قال: وكيف لا أزورهُ واللهُ يزورهُ في كل ليلة جمعة، يهبط مع الملائكة إليه والأنبياءُ والأوصياءُ، ومحمد أفضل الأنبياء، ونحن أفضل الأوصياء، فقال صفوان: جعلت فداك فنزوره في كل جمعة حتى ندرك زيارة الرب قال: نعم يا صفوان ألزم ذلك يكتب لك زيارة قبر الحسين(ع) وذلك تفضيل وذلك تفضيل)( ).
    وفي الرواية دلالة واضحة على ان الامام هو قد نص بنفسه على زيارة جده حينما قال (وكيف لا ازوره)، ومن المعلوم ان الحيرة لا تبعد الا مسافة قريبة من كربلاء.
    الثانية: في كتاب (المزار) عن موسى بن القاسم الحضرمي، (قال: ورد أبو عبد الله عليه السلام في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف فقال: يا موسى اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر فإنه سيجيئك رجل من ناحية القادسية، فإذا دنا منك فقل له: هاهنا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوك، فإنه سيجئ معك، قال: فذهبت حتى قمت على الطريق والحرُ شديد، فلم أزل قائما حتى كدتُ اعصي وانصرف وادعه، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير، قال: فلم أزل انظر إليه حتى دنا مني، فقلت له: يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوك وقد وصفك لي، فقال: اذهب بنا إليه، قال: فجاء حتى أناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة، قال: فدعا به فدخل الاعرابي إليه ودنوت انا، فصرت على باب الخيمة اسمع الكلام ولا أراهما. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أين قدمت، قال: من أقصى اليمن، قال: فأنت من موضع كذا وكذا، قال: نعم انا من موضع كذا وكذا، قال: فيم جئت هاهنا، قال: جئت زائرا للحسين عليه السلام، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فجئت من غير حاجة ليس الا للزيارة، قال: جئت من غير حاجة ليس الا ان أصلي عنده وأزوره واسلم عليه وارجع إلى أهلي. قال له أبو عبد الله عليه السلام: وما ترون في زيارته، قال: انا نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا، قال: فقال له أبو عبد الله: أفلا أزيدك من فضله فضلا يا أخا اليمن، قال: زدني يا بن رسول الله، قال: ان زيارة أبي عبد الله عليه السلام تعدل حجة مقبولة متقبلة زاكية مع رسول الله عليه السلام، فتعجب من ذلك، فقال: اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فتعجب من ذلك، فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام يزيد حتى قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه وآله)( ).
    والذي يتأمل بهذه الرواية يستوقفه نصب الامام الصادق خيمة في النجف قريبة من الطريق الاعظم والنجف لم تكن في ذلك الوقت مدينة للسكن والاستقرار، فنصب الخيمة بعيدا عن الكوفة وفي طريق الزوار يعني انه قريب من قبر الامام ومن غير المعقول انه لم يزره، وان نصب الخيمة قرينة على انه قد زار القبر الشريف، والقضية بديهية ولا تحتاج الى ان نبذل جهدا في اثبات زيارته للقبر الشريف.
    رابعا: ان هذه الشبهة وغيرها تبغي الوصول الى هدف محدد، فهل ان هذه الشبهة تريد ان تجعل من رئيس المذهب مضللا لأصحابه وهو المعروف عنه الصادق الذي تتلمذ رؤساء المذاهب الاسلامية والاف الطلاب الذي نهلوا من علمه.
    .............
    واخيرا نورد عن امامنا الصادق عليه السلام هذه الرواية لأهميتها وعظيم مضمونها فعن معاوية بن وهب، (قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو في مصلاه، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه، فيقول:
    يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة، وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني، ولزوار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي صلى الله عليه، الذين انفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه وآله ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم، واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الجن والإنس، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم. اللهم ان أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا، اللهم فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، ارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا. اللهم إني استودعك تلك الأنفس، وتلك الأبدان، حتى ترويهم من الحوض يوم العطش)( ).
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X