تويت
هناك أشبه ما يكون بالحصانة الأفيونية التي أدمن دارسو التأريخ وقرّاؤه ومتلقّوه وضعها على من وضعه التأريخ تحت مظلّة (الصحابة)، وهي أشبه عندهم بالخط المقدس! وقد أحاطوا أصحابه بهالة مكتوب عليها (رضي الله عنه) وهي كفيلة بأن تنفي عن صاحبها كل جريمة وبائقة وداهية عظمى، بل إن من يتحدث عن أدنى هذه الجرائم التي ارتكبها (رضي الله عنه) سيكون خارجاً من الملة!
وهذه الحصانة تنقسم إلى قسمين هما: السلطوية والرعوية، فالأولى سوّرت أسماء المحصَّنين بالصحبة ــ وحتى صغارهم ــ بـ (رضي الله عنهم) لتمنع حتى التفكير لدى الانسان بما يخدش ــ ولو بقدر جناح بعوضة ــ من قدرهم، ولكنها في القسم الثاني تُرفع حتى عن ــ كبارهم ــ بل تُضيَّع دماؤهم إذا كان عدوهم وقاتلهم هو من الذين (رضي الله عنهم) السلطوية، وهذا يوضح إن هذه الـ (رضي الله عنه) هي حصانة سياسية أموية فليس بعجيب أن يحصل عليها يزيد ويكسب بها أجراً واحداً بقتل الحسين لأنه تأوّل فأخطأ أو ربما يكسب بها أجرين!
إن ذلك يدخل من باب التأويل ..! والتأويل يخطئ ويصيب.. والقتلة مأجورون في كلتا الحالتين! يعني أن الحصانة التي يجب أن يتمتع بها صحابة كبار أمثال: عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت الأنصاري (ذو الشهادتين)، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وحجر بن عدي، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وصعصعة بن صوحان وأمثالهم سترفع عنهم وتهدر دماؤهم إذا تعارضت مع حصانة (رضي الله عنه) الأموية، بل ستزداد الحصانة الأموية منعة وقوة بعد قتلهم.
بل ويُؤجر (رضي الله عنه) الأموي على قتلهم لأنه تأوّل فأخطأ فله أجر واحد! فهذا التأويل لا نعلمه ولا تحيط به عقولنا القاصرة، ولا يعلمه إلا الراسخون في القتل، ففي تقديره (رضي الله عنه) الأموي إن ادعى أنه أصاب فله أجران!! كما في قتل الصحابي الكبير عمار بن ياسر الذي صرح النبي (ص): بأنه ستقتله الفئة الباغية، ولو أخذنا بتأويل أحد الذين (رضي الله عنهم) ــ وهو معاوية ــ بأن الذي قتل عمار هو علي لأنه جاء به إلى الحرب! فإن الذي سفك دم عمار وهو معاوية سيحصل على أجرين! لأنه أصاب بتأويله قتل عمار حسب اجتهاده! أما إذا نقضنا هذا التأويل بقول أمير المؤمنين (ع) لما سمع معاوية يتنصّل من قتل عمار ويتهمه بدمه فقال: (أنحن قتلنا حمزة أيضاً!) فإن ذلك يدعونا لنقض هذه الحصانة من جذورها
من كتابه: الصحابة بين الجرح والتعديل
وهذه الحصانة تنقسم إلى قسمين هما: السلطوية والرعوية، فالأولى سوّرت أسماء المحصَّنين بالصحبة ــ وحتى صغارهم ــ بـ (رضي الله عنهم) لتمنع حتى التفكير لدى الانسان بما يخدش ــ ولو بقدر جناح بعوضة ــ من قدرهم، ولكنها في القسم الثاني تُرفع حتى عن ــ كبارهم ــ بل تُضيَّع دماؤهم إذا كان عدوهم وقاتلهم هو من الذين (رضي الله عنهم) السلطوية، وهذا يوضح إن هذه الـ (رضي الله عنه) هي حصانة سياسية أموية فليس بعجيب أن يحصل عليها يزيد ويكسب بها أجراً واحداً بقتل الحسين لأنه تأوّل فأخطأ أو ربما يكسب بها أجرين!
إن ذلك يدخل من باب التأويل ..! والتأويل يخطئ ويصيب.. والقتلة مأجورون في كلتا الحالتين! يعني أن الحصانة التي يجب أن يتمتع بها صحابة كبار أمثال: عمار بن ياسر، وخزيمة بن ثابت الأنصاري (ذو الشهادتين)، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وحجر بن عدي، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وصعصعة بن صوحان وأمثالهم سترفع عنهم وتهدر دماؤهم إذا تعارضت مع حصانة (رضي الله عنه) الأموية، بل ستزداد الحصانة الأموية منعة وقوة بعد قتلهم.
بل ويُؤجر (رضي الله عنه) الأموي على قتلهم لأنه تأوّل فأخطأ فله أجر واحد! فهذا التأويل لا نعلمه ولا تحيط به عقولنا القاصرة، ولا يعلمه إلا الراسخون في القتل، ففي تقديره (رضي الله عنه) الأموي إن ادعى أنه أصاب فله أجران!! كما في قتل الصحابي الكبير عمار بن ياسر الذي صرح النبي (ص): بأنه ستقتله الفئة الباغية، ولو أخذنا بتأويل أحد الذين (رضي الله عنهم) ــ وهو معاوية ــ بأن الذي قتل عمار هو علي لأنه جاء به إلى الحرب! فإن الذي سفك دم عمار وهو معاوية سيحصل على أجرين! لأنه أصاب بتأويله قتل عمار حسب اجتهاده! أما إذا نقضنا هذا التأويل بقول أمير المؤمنين (ع) لما سمع معاوية يتنصّل من قتل عمار ويتهمه بدمه فقال: (أنحن قتلنا حمزة أيضاً!) فإن ذلك يدعونا لنقض هذه الحصانة من جذورها
من كتابه: الصحابة بين الجرح والتعديل
تعليق