بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ
اٰللـــٌّٰـهٌمٓ صَلِّ عٓـلٰىٰ مُحَمَّدٍ وُاّلِ مُحَمَّدٍ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورَحَمُةّ اللهِ وَبَرَكآتُهْ
لمَّا صَرَفَ عليٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَيْسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادَةٍ عنْ مِصْرَ لِحَاجتِهِ إليهِ في مَعرَكَةِ صِفينَ بعدَ أنْ وَلَاهُ مِصْرَ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثمانُ دَعَا مُحَمَّدَ بنَ أبي حُذيفَةِ المَصريِّينَ عَلَى بَيعَةِ أميرِ المُؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وطَرْدِ واليَ مِصْرَ عَليْهَا مِنْ قِبَلِ عُثمانَ , عبدُ اللهِ بنُ أبي سَرحٍ وصَلَى بالنَّاسِ والتَحَقَ إبنُ أبي سَرحٍ بِمعَاويَةَ، وَوَلَى أميرُ المُؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قيسَ بنَ سَعدِ بنِ عُبادَةِ علَى مِصْرَ وبايعَ النَّاسُ أميرَ المؤمنينَ واستقامَتْ لَهُ مِصْرَ إلَّا قريةٌ (كانتْ ظَالِمَةٌ) كبُرَ عَليْهَا مقتلُ عُثمانَ فهادنَهُم قيسُ ولَمْ يُقاتِلَهُم، وكانَ مُسلِمَةُ بنُ مُخَلَّدِ بنِ صَامتٍ الأنصاريِّ يُحرّضُ النَّاسَ علَى التَّمرّدِ والطَّلبِ بِدَمِ عُثمانَ فَنَهَرَهُ قيسٌ وهدّدَهُ فسكَتَ ولكنَّ سُكوتُهُ هذا كانَ كالجَمرَةِ تحتَ الرَّمادِ، وجَّهَ أميرُ المُؤمنينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مَكانَهُ مُحَمَّدَ بنَ أبي بَكرٍ ، فَلَمَّا وَصَلَ إليْهَا كتبَ إلَى مُعاويَةَ كتاباً فيهِ :
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى اَلْغَاوِي مُعَاوِيَةَ بْنِ صَخْرٍ: سَلاَمُ اَللَّهِ عَلَى أَهْلِ طَاعَةِ اَللَّهِ مِمَّنْ هُوَ أَهْلُ دِينِ اَللَّهِ وَأَهْلُ وَلاَيَةِ اَللَّهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ بِجَلاَلِهِ وَسُلْطَانِهِ خَلَقَ خَلْقاً بِلاَ عَبَثٍ مِنْهُ وَلاَ ضَعْفٍ بِهِ فِي قُوَّةٍ وَلَكِنَّهُ خَلَقَهُمْ عَبِيداً فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ وَغَوِيٌّ وَرَشِيدٌ ثُمَّ اِخْتَارَهُمْ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ وَاِصْطَفَى وَاِنْتَجَبَ مِنْهُمْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاِصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ وَاِئْتَمَنَهُ عَلَى وَحْيِهِ فَدَعَا إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَاَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَ وَأَنَابَ وَأَسْلَمَ وَسَلَّمَ أَخُوهُ وَاِبْنُ عَمِّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَصَدَّقَهُ بِالْغَيْبِ اَلْمَكْتُومِ وَآثَرَهُ عَلَى كُلِّ حَمِيمٍ وَوَقَاهُ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَوَاسَاهُ بِنَفْسِهِ فِي كُلِّ خَوْفٍ وَقَدْ رَأَيْتُكَ تُسَاوِيهِ وَأَنْتَ أَنْتَ وَهُوَ هُوَ اَلْمُبَرِّزُ وَاَلسَّابِقُ فِي كُلِّ خَيْرٍ وَأَنْتَ اَللَّعِينُ بْنُ اَللَّعِينِ لَمْ تَزَلْ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُبْغَضَانِ وَتَبْغِيَانِ فِي دِينِ اَللَّهِ اَلْغَوَائِلَ وَتَجْتَهِدَانِ عَلَى إِطْفَاءِ نُورِ اَللَّهِ تَجْمَعَانِ اَلْجُمُوعَ عَلَى ذَلِكَ وَ تَبْذُلاَنِ فِيهِ اَلْأَمْوَالَ وَ تُحَالِفَانِ عَلَيْهِ اَلْقَبَائِلَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ أَبُوكَ وَعَلَيْهِ خَلَفْتَهُ أَنْتَ فَكَيْفَ لَكَ اَلْوَيْلُ تَعْدِلُ عَنْ عَلِيٍّ وَهُوَ وَارِثُ عِلْمِ رَسُولِ اَللَّهِ وَوَصِيُّهُ وَأَوَّلُ اَلنَّاسِ لَهُ اِتِّبَاعاً وَآخِرُهُمْ بِهِ عَهْداً وَأَنْتَ عَدُوُّهُ وَاِبْنُ عَدُوِّهِ فَتَمَتَّعْ بِبَاطِلِكَ مَا اِسْتَطَعْتَ وَتَبَدَّدْ بِابْنِ اَلْعَاصِ فِي غَوَايَتِكَ فَكَأَنَّ أَجَلَكَ قَدِ اِنْقَضَى وَكَيْدَكَ قَدْ وَهَى ثُمَّ تَسْتَبِينُ لَكَ لِمَنْ تَكُونُ اَلْعَاقِبَةُ اَلْعُلْيَا وَاَلسَّلاٰمُ عَلىٰ مَنِ اِتَّبَعَ اَلْهُدىٰ.
فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَةُ: هَذَا إِلَى اَلزَّارِي عَلَى أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ سَلاَمٌ عَلَى أَهْلِ طَاعَةِ اَللَّهِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مَا اَللَّهُ أَهْلُهُ فِي قُدْرَتِهِ وَسُلْطَانِهِ مَعَ كَلاَمٍ أَلَّفْتَهُ وَ رَصَفْتَهُ لِرَأْيِكَ فِيهِ وَذَكَرْتَ حَقَّ عَلِيٍّ وَقَدِيمَ سَوَابِقِهِ وَقَرَابَتَهُ مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَنُصْرَتَهُ وَمُوَاسَاتَهُ إِيَّاهُ فِي كُلِّ خَوْفٍ وَهَوْلٍ وَتَفْضِيلَكَ عَلِيّاً وَعَيْبَكَ لِي بِفَضْلِ غَيْرِكَ لاَ بِفَضْلِكَ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي صَرَفَ ذَلِكَ عَنْكَ وَجَعَلَهُ لِغَيْرِكَ وَقَدْ كُنَّا وَأَبُوكَ مَعَنَا فِي زَمَنِ نَبِيِّنَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) نَرَى حَقَّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) لاَزِماً لَنَا وَسَبْقَهُ مُبَرِّزاً عَلَيْنَا فَلَمَّا اِخْتَارَ اَللَّهُ لِنَبِيِّهِ مَا عِنْدَهُ وَأَتَمَّ لَهُ مَا وَعَدَهُ قَبَضَهُ اَللَّهُ إِلَيْهِ - وَ كَانَ أَبُوكَ وَفَارُوقُهُ أَوَّلَ مَنِ اِبْتَزَّهُ وَخَالَفَهُ عَلَى ذَلِكَ وَاِتَّفَقَا ثُمَّ دَعَوَاهُ على [إِلَى] أَنْفُسِهِمَا فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمَا فَهَمَّا بِهِ اَلْهُمُومَ وَأَرَادَا بِهِ اَلْعَظِيمَ فَبَايَعَ وَسَلَّمَ لِأَمْرِهِمَا لاَ يُشْرِكَانِهِ فِي أَمْرِهِمَا وَ لاَ يُطْلِعَانِهِ عَلَى سِرِّهِمَا حَتَّى قَضَى اَللَّهُ مِنْ أَمْرِهِمَا مَا قَضَى ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُمَا ثَالِثُهُمَا يَهْدِي بِهُدَاهُمَا وَيَسِيرُ بِسِيرَتِهِمَا فعتبه [فَعِبْتَهُ] أَنْتَ وَصَاحِبُكَ حَتَّى طَمَعَ فِيهِ اَلْأَقَاصِي مِنْ أَهْلِ اَلْمَعَاصِي حَتَّى بَلَغْتُمَا مِنْهُ مُنَاكُمَا وَكَانَ أَبُوكَ مَهَّدَ مِهَادَهُ فَإِنْ يَكُ مَا نَحْنُ فِيهِ صَوَاباً فَأَبُوكَ أَوَّلُهُ وَإِنْ يَكُ جَوْراً فَأَبُوكَ سَنَّهُ وَ نَحْنُ شُرَكَاؤُهُ وَبِهَذَا اِقْتَدَيْنَا وَ لَوْ لاَ مَا سَبَقَنَا إِلَيْهِ أَبُوكَ مَا خَالَفْنَا عَلِيّاً وَلَسَلَّمْنَا لَهُ وَلَكِنَّا رَأَيْنَا أَبَاكَ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَخَذْنَا بِمِثَالِهِ فَعِبْ أَبَاكَ أَوْ دَعْهُ وَاَلسَّلاَمُ عَلَى مَنْ تَابَ وَ أَنَابَ ، بحار الأنوار، ج 33،ص 575، ح 723.
عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ اَلْأَسَدِيِّ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ اَلشَّامِ لَمَّا اِنْصَرَفُوا عَنْ صِفِّينَ وَأُتِيَ بِمُعَاوِيَةَ خَبَرُ اَلْحَكَمَيْنِ وَبَايَعَهُ أَهْلُ اَلشَّامِ بِالْخِلاَفَةِ لَمْ يَزْدَدْ إِلاَّ قُوَّةً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ إِلاَّ مِصْرَ فَدَعَا عَمْرَو بْنَ اَلْعَاصِ وَحَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ وَبُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ وَاَلضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ وَعَبْدَ اَلرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدٍ وَشُرَحْبِيلَ بْنَ اَلسِّمْطِ وَ أَبَا اَلْأَعْوَرِ اَلسُّلَمِيَّ وَحَمْزَةَ بْنَ مَالِكٍ فَاسْتَشَارَهُمْ فِي ذَلِكَ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ نِعْمَ اَلرَّأْيُ [مَا] رَأَيْتَ فِي اِفْتِتَاحِهَا عِزُّكَ وَعَزُّ أَصْحَابِكَ وَذُلُّ عَدُوِّكَ وَقَالَ آخَرُونَ نَرَى مَا رَأَى عَمْرٌو فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ اَلْأَنْصَارِيِّ وَإِلَى مُعَاوِيَةَ [بْنِ] خَدِيجٍ اَلْكِنْدِيِّ وَ كَانَا قَدْ خَالَفَا عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَدَعَاهُمَا إِلَى اَلطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ فَأَجَابَا وَكَتَبَا إِلَيْهِ عَجِّلْ إِلَيْنَا بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ فَإِنَّا نَنْصُرُكَ وَيَفْتَحُ اَللَّهُ عَلَيْكَ فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ اَلْعَاصِ فِي سِتَّةِ آلاَفٍ فَسَارَ عَمْرٌو فِي اَلْجَيْشِ حَتَّى دَنَا مِنْ مِصْرَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ اَلْعُثْمَانِيَّةُ فَأَقَامَ وَ كَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ فَتَنَحَّ عَنِّي بِدَمِكَ يَا اِبْنَ أَخِي فَإِنِّي لاَ أُحِبُّ أَنْ يُصِيبَكَ مِنِّي ظَفَرٌ وَإِنَّ اَلنَّاسَ بِهَذِهِ اَلْبِلاَدِ قَدِ اِجْتَمَعُوا عَلَى خِلاَفِكَ وَرَفْضِ أَمْرِكَ وَنَدِمُوا عَلَى اِتِّبَاعِكَ وَهُمْ مُسَلِّمُوكَ لَوْ قَدِ اِلْتَقَتْ حَلْقَتَا اَلْبِطَانِ فَاخْرُجْ مِنْهَا إِنِّي لَكَ مِنَ اَلنَّاصِحِينَ وَاَلسَّلاَمُ قَالَ: وَبَعَثَ عَمْرٌو مَعَ هَذَا اَلْكِتَابِ كِتَابَ مُعَاوِيَةَ إِلَيْهِ وَهُوَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ غِبَّ اَلظُّلْمِ وَاَلْبَغْيِ عَظِيمُ اَلْوَبَالِ وَإِنَّ سَفْكَ اَلدَّمِ اَلْحَرَامِ لاَ يَسْلَمُ صَاحِبُهُ مِنَ اَلنَّقِمَةِ فِي اَلدُّنْيَا وَاَلتَّبِعَةِ اَلْمُوبِقَةِ فِي اَلْآخِرَةِ وَمَا نَعْلَمُ أَحَداً كَانَ أَعْظَمَ عَلَى عُثْمَانَ بَغْياً وَلاَ أَسْوَأَ لَهُ عَيْباً وَلاَ أَشَدَّ عَلَيْهِ خِلاَفاً مِنْكَ سَعَيْتَ عَلَيْهِ فِي اَلسَّاعِينَ وَ سَاعَدْتَ عَلَيْهِ مَعَ اَلْمُسَاعِدِينَ وسَفَكْتَ دَمَهُ مَعَ اَلسَّافِكِينَ ثُمَّ تَظُنُّ أَنِّي نَائِمٌ عَنْكَ فَأَتَيْتَ بَلْدَةً فَتَأْمَنُ فِيهَا وَجُلُّ أَهْلِهَا أَنْصَارِي يَرَوْنَ رَأْيِي وَيَرْفَعُونَ قَوْلَكَ وَ يَرْقُبُونَ عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ قَوْماً حِنَاقاً عَلَيْكَ يَسْتَسْفِكُونَ دَمَكَ وَيَتَقَرَّبُونَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِجِهَادِكَ وقَدْ أَعْطَوُا اَللَّهَ عَهْداً لَيَقْتُلُنَّكَ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ إِلَيْكَ مَا قَالُوا لَقَتَلَكَ اَللَّهُ بِأَيْدِيهِمْ أَوْ بِأَيْدِي غَيْرِهِمْ مِنْ أَوْلِيَائِهِ وَأَنَا أُحَذِّرُكَ وَأُنْذِرُكَ فَإِنَّ اَللَّهَ مُقِيدٌ مِنْكَ وَمُقْتَصُّ لِوَلِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ بِظُلْمِكَ لَهُ وَبَغْيِكَ عَلَيْهِ وَوَقِيَعتِكَ فِيهِ وَعُدْوَانِكَ يَوْمَ اَلدَّارِ عَلَيْهِ تَطْعُنُ بِمَشَاقِصِكَ فِيمَا بَيْنَ أَحْشَائِهِ وَأَوْدَاجِهِ وَمَعَ هَذَا إِنِّي أَكْرَهُ قَتْلَكَ وَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَتَوَلَّى ذَلِكَ مِنْكَ وَلَنْ يُسَلِّمُكَ اَللَّهُ مِنَ اَلنَّقِمَةِ أَيْنَ كُنْتَ أَبَداً فَتَنَحَّ وَ اُنْجُ بِنَفْسِكَ وَاَلسَّلاَمُ. قَالَ: فَطَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ كِتَابَيْهِمَا وَ بَعَثَ بِهِمَا إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) وَ كَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ اَلْعَاصِيَ اِبْنَ اَلْعَاصِ قَدْ نَزَلَ أَدَانِيَ مِصْرَ وَاِجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ اَلْبَلَدِ كُلُّ مَنْ كَانَ يَرَى رَأْيَهُمْ وَهُوَ فِي جَيْشٍ جَرَّارٍ وَقَدْ رَأَيْتُ مِمَّنْ قِبَلِي بَعْضَ اَلْفَشَلِ فَإِنْ كَانَ لَكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ حَاجَةٌ فَامْدُدْنِي بِالْأَمْوَالِ وَاَلرِّجَالِ وَاَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي رَسُولُكَ بِكِتَابِكَ تَذْكُرُ أَنَّ اِبْنَ اَلْعَاصِ قَدْ نَزَلَ أَدَانِيَ مِصْرَ فِي جَيْشٍ جَرَّارٍ وَإِنَّ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ قَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ وَخُرُوجُ مَنْ كَانَ عَلَى رَأْيِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ إِقَامَتِهِ عِنْدَكَ وَذَكَرْتَ أَنَّكَ قَدْ رَأَيْتَ مِمَّنْ قِبَلَكَ فَشَلاً فَلاَ تَفْشَلْ وَإِنْ فَشِلُوا حَصِّنْ قَرْيَتَكَ وَاُضْمُمْ إِلَيْكَ شِيعَتَكَ وأَوِّلِ اَلْحَرَسَ فِي عَسْكَرِكَ وَاُنْدُبْ إِلَى اَلْقَوْمِ كِنَانَةَ بْنَ بِشْرٍ اَلْمَعْرُوفَ بِالنَّصِيحَةِ وَاَلتَّجْرِبَةِ وَاَلْبَأْسِ وَأَنَا نَادِبٌ إِلَيْكَ اَلنَّاسَ عَلَى اَلصَّعْبِ وَاَلذَّلُولِ فَاصْبِرْ لِعَدُوِّكَ وَاِمْضِ عَلَى بَصِيرَتِكَ وَقَاتِلْهُمْ عَلَى نِيَّتِكَ وَجَاهِدْهُمْ مُحْتَسِباً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَإِنْ كَانَ فِئَتُكُ أَقَلَّ اَلْفِئَتَيْنِ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُعِينُ اَلْقَلِيلَ وَ يَخْذُلُ اَلْكَثِيرَ وَقَدْ قَرَأْتُ كِتَابَ اَلْفَاجِرَيْنِ اَلْمُتَحَابَّيْنِ عَلَى اَلْمَعْصِيَةِ وَ اَلْمُتَلاَئِمَيْنِ عَلَى اَلضَّلاَلَةِ وَ اَلْمُرْتَبِئَيْنِ [اَلْمُرْتَشِيَيْنِ] فِي اَلْحُكُومَةِ وَ اَلْمُتَكَبِّرَيْنِ عَلَى أَهْلِ اَلدِّينِ اَلَّذِينَ اِسْتَمْتَعُوا بِخَلاَقِهِمْ كَمَا اِسْتَمْتَعَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ بِخَلاَقِهِمْ فَلاَ يَضُرَّنَّكَ إِرْعَادُهُمَا وَ إِبْرَاقُهُمَا وَ أَجِبْهُمَا إِنْ كُنْتَ لَمْ تُجِبْهُمَا بِمَا هُمَا أَهْلُهُ فَإِنَّكَ تَجِدُ مَقَالاً مَا شِئْتَ وَاَلسَّلاَمُ.
فَأرسَلَ مُحَمَّدُ الكِتابينِ إلَى عليّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يُخبِرَهُ بِنُزولِ عمرو بأرضِ مِصْرَ وأنّهُ رأى التَّثاقُلَ مِمّنْ عِنْدَهُ مِنْ أهلِ مَصْرَ ويَستمُدّهُ .
فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ جَوَابَ كِتَابِهِ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ أَمْراً لاَ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْهُ وَ تَأْمُرُنِي بِالتَّنَحِّي عَنْكَ كَأَنَّكَ لِي نَاصِحٌ وَ تُخَوِّفُنِي بِالْحَرْبِ كَأَنَّكَ عَلَيَّ شَفِيقٌ وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ اَلدَّائِرَةُ عَلَيْكُمْ وَ أَنْ يَخْذُلَكُمُ اَللَّهُ فِي اَلْوَقْعَةِ وَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ اَلذُّلُّ وَ إِنْ تُوَلُّوا اَلدُّبُرَ فَإِنْ يَكُنْ لَكُمُ اَلْأَمْرُ فِي اَلدُّنْيَا فَكَمْ وَ كَمْ لَعَمْرِي مِنْ ظَالِمٍ قَدْ نَصَرْتُمْ وَ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ قَدْ قَتَلْتُمْ وَ مَثَّلْتُمْ بِهِ وَ إِلَى اَللّٰهِ اَلْمَصِيرُ وَ إِلَيْهِ تُرَدُّ اَلْأُمُورُ وَ هُوَ أَرْحَمُ اَلرّٰاحِمِينَ وَ اَللّٰهُ اَلْمُسْتَعٰانُ عَلىٰ مٰا تَصِفُونَ. قَالَ: وَ كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ اَلْعَاصِ جَوَابَ كِتَابِهِ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ وَ عَلِمْتُ مَا ذَكَرْتَ وَ زَعَمْتُ أَنَّكَ لاَ تُحِبُّ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْكَ ظَفَرٌ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنَّكَ لَمِنَ اَلْمُبْطِلِينَ وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ لِي نَاصِحٌ وَ أُقْسِمُ أَنَّكَ عِنْدِي ظَنِينٌ وَ زَعَمْتَ أَنَّ أَهْلَ اَلْبَلَدِ قَدْ رَفَضُونِي وَ نَدِمُوا عَلَى اِتِّبَاعِي فَأُولَئِكَ حِزْبُكَ وَ حِزْبُ اَلشَّيْطَانِ اَلرَّجِيمِ وَ حَسْبُنَا اَللَّهُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللَّهِ اَلْعَزِيزِ اَلرَّحِيمِ رَبِّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنِ اَلْمَدَائِنِيِّ : قَالَ: فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ يَقْصِدُ قَصْدَ مِصْرَ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فِي اَلنَّاسِ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ يَا مَعَاشِرَ اَلْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ اَلْقَوْمَ اَلَّذِينَ كَانُوا يَنْتَهِكُونَ اَلْحُرْمَةَ وَ يَغْشَوْنَ أَرْضَ اَلضَّلاَلَةِ قَدْ نَصَبُوا لَكُمُ اَلْعَدَاوَةَ وَ سَارُوا إِلَيْكُمْ بِالْجُنُودِ فَمَنْ أَرَادَ اَلْجَنَّةَ وَ اَلْمَغْفِرَةَ فَلْيَخْرُجْ إِلَى هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمِ فَلْيُجَاهِدْهُمْ فِي اَللَّهِ اِنْتَدِبُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ مَعَ كِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ وَ مَنْ يُجِيبُ مَعَهُ مِنْ كِنْدَةَ ثُمَّ نَدَبَ مَعَهُ أَلْفَيْ رَجُلٍ وَ تَخَلَّفَ مُحَمَّدٌ فِي أَلْفَيْنِ وَ اِسْتَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ كِنَانَةَ وَ هُوَ عَلَى مُقَدِّمَةِ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا دَنَا عَمْرٌو مِنْ كِنَانَةَ سَرَّحَ إِلَيْهِ اَلْكَتَائِبَ كَتِيبَةً بَعْدَ كَتِيبَةٍ فَلَمْ تَأْتِهِ كَتِيبَةٌ مِنْ كَتَائِبِ أَهْلِ اَلشَّامِ إِلاَّ شَدَّ عَلَيْهَا بِمَنْ مَعَهُ فَيَضْرِبُهَا حَتَّى يُلْحِقَهَا بِعَمْرٍو فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً فَلَمَّا رَأَى عَمْرٌو ذَلِكَ بَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ اَلْكِنْدِيِّ فَأَتَاهُ فِي مِثْلِ اَلدُّهْمِ فَلَمَّا رَأَى كِنَانَةُ ذَلِكَ اَلْجَيْشَ نَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ وَ نَزَلَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ فَضَارَبَهُمْ بِسَيْفِهِ وَ هُوَ يَقُولُ وَ مٰا كٰانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاّٰ بِإِذْنِ اَللّٰهِ كِتٰاباً مُؤَجَّلاً فَلَمْ يَزَلْ يُضَارِبُهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى اُسْتُشْهِدَ رَحِمَهُ اَللَّهُ فَلَمَّا قُتِلَ كِنَانَةُ أَقْبَلَ اِبْنُ اَلْعَاصِ نَحْوَ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ فَمَضَى فِي طَرِيقٍ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى خَرِبَةٍ فَأَوَى إِلَيْهَا وَ جَاءَ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ حَتَّى دَخَلَ اَلْفُسْطَاطَ وَ خَرَجَ اِبْنُ خَدِيجٍ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى عُلُوجٍ عَلَى قَارِعَةِ اَلطَّرِيقِ فَسَأَلَهُمْ هَلْ مَرَّ بِكُمْ أَحَدٌ تُنْكِرُونَهُ قَالُوا لاَ قَالَ أَحَدُهُمْ إِنِّي دَخَلْتُ تِلْكَ اَلْخَرِبَةَ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَالِسٍ قَالَ اِبْنُ خَدِيجٍ هُوَ هُوَ وَ رَبِّ اَلْكَعْبَةِ فَانْطَلَقُوا يَرْكُضُونَ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى مُحَمَّدٍ فَاسْتَخْرَجُوهُ وَ قَدْ كَادَ يَمُوتُ عَطَشاً فَأَقْبَلُوا بِهِ نَحْوَ اَلْفُسْطَاطِ فَوَثَبَ أَخُوهُ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ اَلْعَاصِ وَ كَانَ فِي جُنْدِهِ فَقَالَ لاَ وَ اَللَّهِ لاَ يُقْتَلُ أَخِي صَبْراً اِبْعَثْ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ فَانْهَهُ عَنْ قَتْلِهِ فَأَرْسَلَ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنِ اِئْتِنِي بِمُحَمَّدٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَ قَتَلْتُمْ كِنَانَةَ بْنَ بِشْرٍ اِبْنَ عَمِّي وَ أُخَلِّي عَنْ مُحَمَّدٍ هَيْهَاتَ أَ كُفّٰارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولٰئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرٰاءَةٌ فِي اَلزُّبُرِ فَقَالَ لَهُمْ مُحَمَّدٌ اِسْقُونِي قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ فَقَالَ لَهُ اِبْنُ خَدِيجٍ لاَ سَقَانِيَ اَللَّهُ إِنْ سَقَيْتُكَ قَطْرَةً أَبَداً إِنَّكُمْ مَنَعْتُمْ عُثْمَانَ أَنْ يَشْرَبَ اَلْمَاءَ حَتَّى قَتَلْتُمُوهُ صَائِماً مُحْرِماً فَسَقَاهُ اَللَّهُ مِنَ اَلرَّحِيقِ اَلْمَخْتُومِ وَ اَللَّهِ لَأَقْتُلَنَّكَ يَا اِبْنَ أَبِي بَكْرٍ وَ أَنْتَ ظَمْآنُ وَ يَسْقِيكَ اَللَّهُ مِنَ اَلْحَمِيمِ وَ اَلْغِسْلِينِ فَقَالَ مُحَمَّدٌ يَا اِبْنَ اَلْيَهُودِيَّةِ اَلنَّسَّاجَةِ لَيْسَ ذَلِكَ اَلْيَوْمُ إِلَيْكَ وَ لاَ إِلَى عُثْمَانَ إِنَّمَا ذَلِكَ إِلَى اَللَّهِ يَسْقِي أَوْلِيَاءَهُ وَ يُظْمِئُ أَعْدَاءَهُ وَ هُمْ أَنْتَ وَ قُرَنَاؤُكَ وَ مَنْ تَوَلاَّكَ وَ تَوَلَّيْتَهُ وَ اَللَّهِ لَوْ كَانَ سَيْفِي فِي يَدِي مَا بَلَغْتُمْ مِنِّي مَا بَلَغْتُمْ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ خَدِيجٍ أَ تَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِكَ أُدْخِلُكَ جَوْفَ هَذَا اَلْحِمَارِ اَلْمَيِّتِ ثُمَّ أُحْرِقُهُ عَلَيْكَ بِالنَّارِ قَالَ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِي فَطَالَ مَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَوْلِيَاءِ اَللَّهِ وَ اَيْمُ اَللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اَللَّهُ هَذِهِ اَلنَّارَ اَلَّتِي تُخَوِّفُنِي بِهَا بَرْداً وَ سَلاَماً كَمَا جَعَلَهَا اَللَّهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِهِ وَ أَنْ يَجْعَلَهَا عَلَيْكَ وَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ كَمَا جَعَلَهَا عَلَى نُمْرُودَ وَ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُحْرِقَكَ اَللَّهُ وَ إِمَامَكَ مُعَاوِيَةَ وَ هَذَا أَشَارَ إِلَى عَمْرِو بْنِ اَلْعَاصِ بِنَارٍ تَلَظَّى عَلَيْكُمْ كُلَّمٰا خَبَتْ زَادَهَا اَللَّهُ عَلَيْكُمْ سَعِيراً فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ خَدِيجٍ إِنِّي لاَ أَقْتُلُكَ ظُلْماً إِنَّمَا أَقْتُلُكَ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ مُحَمَّدٌ وَ مَا أَنْتَ وَ رَجُلٌ عَمِلَ بِالْجَوْرِ وَ بَدَّلَ حُكْمَ اَللَّهِ وَ اَلْقُرْآنَ وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اَللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْكٰافِرُونَ وَ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلظّٰالِمُونَ وَ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰاسِقُونَ فَنَقَمْنَا عَلَيْهِ أَشْيَاءَ عَمِلَهَا فَأَرَدْنَاهُ أَنْ يَخْتَلِعَ مِنْ عَمَلِنَا فَلَمْ يَفْعَلْ فَقَتَلَهُ مَنْ قَتَلَهُ مِنَ اَلنَّاسِ فَغَضِبَ اِبْنُ خَدِيجٍ فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ثُمَّ أَلْقَاهُ فِي جَوْفِ حِمَارٍ وَ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ. بحار الأنوار، ج 33 ،ص 575.
وقيلَ: إنَّ مُعاويَةَ بنَ حَديجٍ قَطَعَ رأسُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وأرسلَهُ إلَى معاويَةَ إبنِ أبي سُفيانَ بِدمشقَ، وطِيفَ برأسِهِ وهو أوَّلُ رأسٍ طِيفَ بِهِ في الإسلامِ . النُّجومُ الزَّهراء، ج 1،ص11.
فسلام الله على مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، يومَ وُلِدَ، ويومَ اُستشهدَ، ويومَ يُبعَثُ حيا .
تعليق