بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشخصية المعرفية.
زينب وعاء علم أمير المؤمنين، أربعة وثلاثين سنة هي مع أبيها تنهل من علمه ومعارفه، وهو باب مدينة العلم «أنا مدينة العلم وعلي بابها» زينب يقول عنها الإمام زين العابدين في يوم كربلاء: ”أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة“ وهذا إشارة إلى العلم اللدن، فهناك علم اكتسابي وهناك علم لدن؛ أي علم يلهم به الإنسان من الله تبارك وتعالى ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: 65]، فالعلم اللدن الموهوب من قبل الله يساوق العصمة، ومن لديه علم لدن فهو إنسان معصوم، يقول القرآن الكريم في حق الرسول  ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء: 113] زينب العقيلة حوت العلم اللدن، وهذا العلم تجلى في عدة مواقف وتصريحات نذكر من هذه المواقف موردين يبينان لنا علمها اللدن:
المورد الأول: في يوم كربلاء.
لما مروا بالأطفال والأيتام على أجساد الضحايا وأجساد الشهداء، مال زين العابدين قلقاً وجزعاً على أبيه الحسين عليه السلام فقالت له العقيلة زينب: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟ فقال لها الإمام السجاد عليه السلام: كيف لا أهلع ولا أجزع وهذا سيدي وإخوتي وعمومتي وورد عمي وأهلي مضرجون بدمائهم، مزملون بالعراء، مسلبون ولا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر، فكأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.
التفت إليه فقالت: لا يجزعنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهورا، ولا يزداد أمره إلا علواً. فمعرفتها بمستقبل قبر الحسين وبما يصير عليه أرض كربلاء إلى يوم القيامة يدل على شخصيتها المعرفية العظيمة صلوات الله وسلامه عليها.
المورد الثاني: حوارها مع عبيد الله بن زياد.
عندما دخلت إلى مجلس يزيد وهي متنكرة أي لبست أرذل ثيابها وحولها الأيتام والنساء فجلست فقال عبيد الله بن زياد: من هذه؟ فقالوا: هذه زينب بنت علي وفاطمة. فالتفت إليها ليشفي غليله وقال: الحمد لله الذي فضحكم وكذب أحدوثتكم. فقالت له: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا. فقال لها: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ قالت: ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ.
ابن زياد يتحدث عن سياسة أموية، وهو منهج أموي موجود عند بعض التيارات الإسلامية؛ وهو أن ما حدث في الواقع فهو إرادة الله، وهذا مذهب المجبرة، ابن زياد يقول للسيدة زينب أنه هكذا هو الواقع أن الله قتلكم ونصرنا عليكم إذن هذه إرادة الله، وما حدث هو إرادة الله، وبما أن الغلبة لنا إذن هذا يدل على أننا على حق وأنتم على باطل، فلو كنتم على حق لنصركم الله ولوقف معكم، فأجابته بعلمها ومعرفتها قالت: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس ومن يكون مع النبي ومع الطهارة هل يكون على باطل! وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا. ثم قالت له لما أصر على كلامه: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ أجابته: ما رأيت إلا جميلاً. ما حدث لهم أراده الله؛ ولكن أراده نصراً لهم وليس هزيمة، أراده عزاً لهم وليس ذلاً، لأن قوة المبادئ تنتصر على قوة السلاح، قوة المبادئ والقيم تنتصر على كل قوة أخرى، قالت: ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم.
الشخصية الإعلامية.
كانت زينب إعلاماً لحركة الحسين، فلولا زينب لضاعت ثورة الحسين، ولولا زينب لتبخرت حركة الحسين كلها، كان الحسين يعلم أن وجود زينب ضروري، لذلك قال لعبدالله بن جعفر: شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يرى النساء سبايا. زينب عليها السلام كانت إعلام وظن الأمويون أنهم بأسر زينب سيذلونها ويضعفونها فستسكت وتصمت وتحتسب عند الله، لكن الأسر تحول إلى نصر، فقد استغلت زينب الأسر، واستغلت السبي وأبرزت بقوة ثورة الحسين وأهدافه، ومظلومية آل بيت رسول الله، قلبت الأوضاع على عبيد الله بن زياد من حيث لا يشعر، تلك الكوفة التي كانت صامتة مذعورة عندما دخلها عبيد الله بن زياد، بعد أن دخلت عليها زينب قلبت الناس رأساً على عقب فأصبحت الكوفة نوائح ومآتم، وتحركت المشاعر والعواطف وقامت بعدها ثورة التوابين، وثورة المختار، وثورة محمد ذي النفس الزكية، وثورة زيد بن علي، وكل ذلك بفضل صوت زينب وبفضل إدارة زينب وبفضل جرأة زينب وقوتها، كانت تركز دائماً على مظلومية آل الرسول، منذ أول يوم عندما وقفت على الجسد الشريف قالت: يا رسول الله صلى عليك مليك السماء هذا حسينك بالعراء وبناتك سبايا. أفهمت الجميع أنهن بنات رسول الله، وأن ظلمهم ظلم لرسول الله، وهذا الإعلام الذي يحرك العواطف. لما دخلت الكوفة قالت: أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم وأي حرمة له انتهكتم؟ كانت تبرهن للجميع أن المظلوم هو الرسول وآل الرسول، ولذلك قالت ليزيد بن معاوية عندما وقفت عليه: أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد أبديت وجوههن وهتكت ستورهن. إذن كانت إعلاماً صامداً لثورة الحسين وحركته.
اللهم صل على محمد وآل محمد
الشخصية المعرفية.
زينب وعاء علم أمير المؤمنين، أربعة وثلاثين سنة هي مع أبيها تنهل من علمه ومعارفه، وهو باب مدينة العلم «أنا مدينة العلم وعلي بابها» زينب يقول عنها الإمام زين العابدين في يوم كربلاء: ”أنت بحمد الله عالمة غير معلمة، وفاهمة غير مفهمة“ وهذا إشارة إلى العلم اللدن، فهناك علم اكتسابي وهناك علم لدن؛ أي علم يلهم به الإنسان من الله تبارك وتعالى ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: 65]، فالعلم اللدن الموهوب من قبل الله يساوق العصمة، ومن لديه علم لدن فهو إنسان معصوم، يقول القرآن الكريم في حق الرسول  ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ [النساء: 113] زينب العقيلة حوت العلم اللدن، وهذا العلم تجلى في عدة مواقف وتصريحات نذكر من هذه المواقف موردين يبينان لنا علمها اللدن:
المورد الأول: في يوم كربلاء.
لما مروا بالأطفال والأيتام على أجساد الضحايا وأجساد الشهداء، مال زين العابدين قلقاً وجزعاً على أبيه الحسين عليه السلام فقالت له العقيلة زينب: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟ فقال لها الإمام السجاد عليه السلام: كيف لا أهلع ولا أجزع وهذا سيدي وإخوتي وعمومتي وورد عمي وأهلي مضرجون بدمائهم، مزملون بالعراء، مسلبون ولا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر، فكأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.
التفت إليه فقالت: لا يجزعنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهورا، ولا يزداد أمره إلا علواً. فمعرفتها بمستقبل قبر الحسين وبما يصير عليه أرض كربلاء إلى يوم القيامة يدل على شخصيتها المعرفية العظيمة صلوات الله وسلامه عليها.
المورد الثاني: حوارها مع عبيد الله بن زياد.
عندما دخلت إلى مجلس يزيد وهي متنكرة أي لبست أرذل ثيابها وحولها الأيتام والنساء فجلست فقال عبيد الله بن زياد: من هذه؟ فقالوا: هذه زينب بنت علي وفاطمة. فالتفت إليها ليشفي غليله وقال: الحمد لله الذي فضحكم وكذب أحدوثتكم. فقالت له: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا. فقال لها: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ قالت: ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ.
ابن زياد يتحدث عن سياسة أموية، وهو منهج أموي موجود عند بعض التيارات الإسلامية؛ وهو أن ما حدث في الواقع فهو إرادة الله، وهذا مذهب المجبرة، ابن زياد يقول للسيدة زينب أنه هكذا هو الواقع أن الله قتلكم ونصرنا عليكم إذن هذه إرادة الله، وما حدث هو إرادة الله، وبما أن الغلبة لنا إذن هذا يدل على أننا على حق وأنتم على باطل، فلو كنتم على حق لنصركم الله ولوقف معكم، فأجابته بعلمها ومعرفتها قالت: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس ومن يكون مع النبي ومع الطهارة هل يكون على باطل! وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا. ثم قالت له لما أصر على كلامه: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ أجابته: ما رأيت إلا جميلاً. ما حدث لهم أراده الله؛ ولكن أراده نصراً لهم وليس هزيمة، أراده عزاً لهم وليس ذلاً، لأن قوة المبادئ تنتصر على قوة السلاح، قوة المبادئ والقيم تنتصر على كل قوة أخرى، قالت: ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم.
الشخصية الإعلامية.
كانت زينب إعلاماً لحركة الحسين، فلولا زينب لضاعت ثورة الحسين، ولولا زينب لتبخرت حركة الحسين كلها، كان الحسين يعلم أن وجود زينب ضروري، لذلك قال لعبدالله بن جعفر: شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يرى النساء سبايا. زينب عليها السلام كانت إعلام وظن الأمويون أنهم بأسر زينب سيذلونها ويضعفونها فستسكت وتصمت وتحتسب عند الله، لكن الأسر تحول إلى نصر، فقد استغلت زينب الأسر، واستغلت السبي وأبرزت بقوة ثورة الحسين وأهدافه، ومظلومية آل بيت رسول الله، قلبت الأوضاع على عبيد الله بن زياد من حيث لا يشعر، تلك الكوفة التي كانت صامتة مذعورة عندما دخلها عبيد الله بن زياد، بعد أن دخلت عليها زينب قلبت الناس رأساً على عقب فأصبحت الكوفة نوائح ومآتم، وتحركت المشاعر والعواطف وقامت بعدها ثورة التوابين، وثورة المختار، وثورة محمد ذي النفس الزكية، وثورة زيد بن علي، وكل ذلك بفضل صوت زينب وبفضل إدارة زينب وبفضل جرأة زينب وقوتها، كانت تركز دائماً على مظلومية آل الرسول، منذ أول يوم عندما وقفت على الجسد الشريف قالت: يا رسول الله صلى عليك مليك السماء هذا حسينك بالعراء وبناتك سبايا. أفهمت الجميع أنهن بنات رسول الله، وأن ظلمهم ظلم لرسول الله، وهذا الإعلام الذي يحرك العواطف. لما دخلت الكوفة قالت: أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم وأي حرمة له انتهكتم؟ كانت تبرهن للجميع أن المظلوم هو الرسول وآل الرسول، ولذلك قالت ليزيد بن معاوية عندما وقفت عليه: أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد أبديت وجوههن وهتكت ستورهن. إذن كانت إعلاماً صامداً لثورة الحسين وحركته.